عودة للمربع الأول ووصمة عار لنتنياهو.. كيف ينظر الإسرائيليون للحرب؟
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
القدس المحتلة – مع دخول الحرب على قطاع غزة أسبوعها الثالث، تُجمع تقديرات المحللين الإسرائيليين على أن معركة "طوفان الأقصى" أعادت الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين إلى المربع الأول، أي إلى ما قبل نكبة عام 1948، في حين اعتبرت التحليلات أن المعركة "حرب استقلال ثانية" من وجهة نظر الإسرائيليين.
ويحتدم الصراع بإسرائيل داخليا بشأن المستقبل السياسي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي تتعالى الأصوات المطالبة برحيله، في ظل تراجع شعبيته وتحميله مسؤولية الإخفاق في منع الهجوم المفاجئ للمقاومة يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وكذلك اعتماده نهج المراوغة خلال مسيرته السياسية والامتناع عن أي تسوية مع الفلسطينيين.
واستعرضت وسائل الإعلام الإسرائيلية في نهاية الأسبوع ديمومة الصراع مع الفلسطينيين، والعودة إلى خيار الحرب في ترقب معركة التوغل البري في قطاع غزة، ورجحت أن ما وصفتها بـ"صورة إسرائيل المستقبلية" ستتغير ولن تعود كما كانت قبل بدء الحرب، في مؤشر على أن نتائج الحرب ستغير ملامح الشرق الأوسط برمته.
وناقشت التحليلات السياسية نهج نتنياهو خلال ولايته منذ العام 2009، وتعامله مع الملف الفلسطيني والذي وصف بـ"إبر التخدير" دون تقديم أي حلول جذرية لإنهاء الصراع أو حسمه، وهو النهج الذي حظي بحاضنة شعبية من الجمهور الإسرائيلي، الذي فضل ترحيل الصراع، لكنه ما لبث أن انفجر بوجه إسرائيل والعالم، وأعاد القضية الفلسطينية إلى أجندة الشرق الأوسط والعالم.
مقالات بصحيفة "هآرتس" تحمل نتنياهو مسؤولية الإخفاق وتطالبه بالرحيل وتستعرض نهجه للتهرب من المسؤولية عن الحرب (الجزيرة) مشاهد النكبةوفي قراءة للدعم الأميركي غير المسبوق لإسرائيل في الحرب على غزة، يرى المختص في الشؤون الفلسطينية والشرق الأوسط تسفي برئيل أن احتضان الرئيس الأميركي جو بايدن لإسرائيل يضعه معها على مسار تصادمي مع الدول العربية في الشرق الأوسط، وخاصة دول الجوار التي تتخوف من امتداد الحرب إلى أراضيها.
وأوضح برئيل، في تقدير موقف نشره في صحيفة "هآرتس"، أن الحرب على غزة تعيد القضية الفلسطينية إلى حضن الدول العربية التي تحاول الضغط إقليميا وعالميا من أجل منع عمليات الاجتياح البري لغزة، وهي العلميات التي قد تعيد الصراع إلى ما قبل 1948، مستشهدا بتصريحات ومواقف كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك الأردني عبد الله الثاني وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ورفضهم التهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة.
وقدر المختص في الشؤون الفلسطينية والشرق الأوسط أن القاهرة ترى في الخطة الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين غطاء وذريعة للحرب و"خطرا على الأمن القومي المصري"، لما سيكون لها من تداعيات على المصريين والشعوب العربية كونها تعيد إلى الأذهان مشاهد النكبة الفلسطينية.
مقال في صحيفة "يديعوت أحرونوت" يتحدث عن تراجع نتنياهو ووجود مؤشرات على عودة الحروب القبلية بين الإسرائيليين (الجزيرة) "الحروب القبلية"في الجانب الإسرائيلي، يرى المحلل السياسي نداف إيال أن الحرب على غزة أظهرت مدى تعلق وارتباط إسرائيل العميق بالولايات المتحدة والدول الغربية العظمى، قائلا إن "العناق الذي قدمه نتنياهو للرئيس بايدن يعكس التشبث الإسرائيلي اللامتناهي بالولايات المتحدة الأميركية، التي استنفرت للدفاع عن وجود إسرائيل".
وفي مقالة له في صحيفة يديعوت أحرونوت، قال إيال "لقد مر أسبوعان على الكابوس المروع الذي قلب عالمنا رأسا على عقب، نتنياهو -كما يقول من يراقبونه- في وضع أفضل مما كان عليه في الأسبوع الأول من الهجوم المفاجئ، حيث كان مصدوما، لكنه بسبب هذه الحرب لم يعد كما كان من حيث التألق والسيطرة، إذ لقب خلال ولايته الممتدة منذ عام 2009 بسيد الأمن".
وأشار المحلل السياسي إلى وجود إجماع كامل في النظام السياسي الإسرائيلي على أن حكومة نتنياهو لا تعمل على المستوى المدني، وأن استجابة الوزارات الحكومية، في حالة وجودها، بطيئة. وأضاف، في السياق ذاته، "في إسرائيل هناك مؤشرات أولية على عودة الحروب القبلية، وهناك علامات أخرى تتعلق بتزايد الغضب لدى الجمهور اليهودي من نتنياهو وحكومته، فضلا عن الشعور بعدم الأمن والأمان".
وصمة عار نتنياهوتشير التقديرات إلى أن نتنياهو يحاول الهروب إلى الأمام، وتوظيف الحرب على غزة بغية التملص من وصمة العار القانونية، بسبب محاكمته بملفات فساد وخيانة الأمانة، لكن الصحفي الإسرائيلي المختص بالشؤون القضائية غادي فايس يقول إن "نتنياهو وجد ذاته قبالة وصمة عار وطنية وقومية قد تسهم في إنهاء مسيرته السياسية".
وأوضح فايس، في مقال له في صحيفة هآرتس بعنوان "العار الذي سينقش على جبين نتنياهو أسوأ بكثير من وصمة العار التي حاول الهروب منها بالمحاكمة"، أن مسؤولية أمن إسرائيل تقع على عاتق رئيس الوزراء، وهي المسؤولية التي يتملّص منها نتنياهو، الذي فضل توجيه أصابع الاتهام إلى الصحافة، التي وصفها بـ"العدو".
وأضاف الصحفي ذاته أن "حاجة نتنياهو المهووسة إلى الاستيلاء على كل إنجاز، ووصف نفسه بأنه الحاكم الوحيد، هي أقوى حجة في لائحة الاتهام العلنية التي ستقدم ضده لمسؤوليته عن الإخفاق والفوضى، التي أدت إلى حمام الدم في الجنوب والحرب على غزة، بعض الأشخاص المقربين منه يفهمون بالفعل: لقد انتهى عهد نتنياهو".
صحيفة "هآرتس" عنونت صفحاتها الداخلية بـ"وصمة عار وطنية وقومية ستنقش على جبين نتنياهو" (الجزيرة) ملامح الشرق الأوسطوفي تقدير موقف للباحث في "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب عوفر شيلح بعنوان "في غزة سيتحدد مستقبل الشرق الأوسط"، يعتقد أن احتضان أميركا لإسرائيل لا ينبع فقط من نتائج الهجوم المفاجئ لحماس على "غلاف غزة" وبلدات إسرائيلية بالجنوب، أو من الخوف من عجز إسرائيل عن الدفاع عن نفسها.
وأوضح شيلح أن هذا الاحتضان الأميركي والحراك والتدخل الذي يقوده الرئيس بايدن، يشهد على تصور واسع النطاق للولايات المتحدة بالشرق الأوسط، كانت أول علامة عليه الجهود المبذولة من البيت الأبيض للتوصل إلى اتفاق تطبيع إسرائيلي سعودي قبل الحرب على غزة.
وأشار شيلح إلى أن إسرائيل توجد منذ سنوات طويلة في حالة شلل إستراتيجي بكل ما يتعلق بحضورها ونفوذها في الشرق الأوسط، وذلك بسبب عدم تسوية الصراع مع الفلسطينيين، ورفض قبول أي تسوية، وعدم قدرتها على حسمه، وعليه فإن نتائج الحرب على غزة ستغير صورة وملامح الشرق الأوسط.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الحرب على غزة الشرق الأوسط وصمة عار فی صحیفة
إقرأ أيضاً:
(عودة وحيد القرن) كانت من أنجح العمليات التي قام بها قوات الجيش السوداني
(عودة وحيد القرن)
مر أسبوعان والقيادة العامة للقوات المسلحةمحاصرة حصارا رهيبا . بداخل القيادة العامة قوة لا تتجاوز 500 فردا وعدد من الضباط وضباط الصف وذلك في بداية شهر مايو وهو من الشهور شديدة الحرارة يمثل منتصف الصيف تماماً
الجنود معهم القائد العام ومعنوياتهم مرتفعة عالياً في عنان السماء ولكن الجوع والعطش هما السلاح المميت لهذة القوة فإنتهي كل ما يؤكل ويشرب فاصوات الذخيرة والمفرقعات والمتفجرات لا تعني بالنسبة لهم شيئا ، ولكن الجوع والعطش هو العدو الأول الذي لا يرحم ولا يحتاج إلى تكتيك أو خطة للهجوم عليهم هبط عليهم فجاة فصارت القوة بين ليلة وضحاها تضج جوعاً وعطشا فوقعت القوة بين مطرقة الجوع والعطش وسندان قوة التمرد التي ضربت حصاراً عنيفاً علي القيادة العامة
بذلت وحدة سلاح الإشارة مجهودا مضني لإرسال رسائل مشفرة الي قاعدة وادي سيدنا لأن خطة إسقاط الطعام من الجو فشلت تماماً لوجود المضادات الأرضية الشرسة حول القيادة العامة…!
اجتمع القائد مع قواته في قاعدة وادي سيدنا فقرروا ادخال الكساء والدواء والطعام الي القيادة العامة عن طريق النهر فجلبوا قاربين من القوارب النهرية البخارية بالاشتراك مع الشرطة النهرية وبعض جنود البحرية فكانت عملية في غاية من السرية وكعادة الجيش السوداني لابد من عمل بروفة أو تمثيلية او تجربة لهذه العملية لتأكيد نحاجها فظهرت لهم ملاحيظ (ملحوظات)
إن خط السير من وادي سيدنا الي القيادة العامة عبر النهر سيكون ملفتاً للعدو بسبب صوت مكنات القارب ولون القارب الأبيض..! فقرروا طلاء القوارب باللون الاسود كما صوت الماكينات وصوت تيار المياه سيكون عالياً لأنهم يبحرون عكس التيار الشديد فى شهر مايو
فكان القرار أن تنقل القوارب برا الي قرية أم دوم بعد طلائها باللون الاسود فنقلت ليلاً إلي نهاية أم دوم بواسطة شاحنات ضخمة ووضعت بالقوارب صناديق ضخمة بها ايطارات لسهولة السحب والجر فيمكن سحبها بواسطه جنديين فقط وهي تحمل أكثر من طن من المواد المختلفة ومن داخل الصناديق صندوق سري رقم بالرقم (صفر ) وشددت الحراسة عليه لأن به طائرات صغيرة مسيرة وطائرات درون مفككة أجزاء وضعت بعناية داخل الصندوق كما وضعت آليات حفر لحفر بئر مياه بالقيادة العامة وهو اهم بند لتجنب العطش نهائيا
تحركت القوارب بعد أن قرأ المقدم محمد الفاتح (سورة يس وختمها بالفاتحة) ثم تحرك الركب الميمون( 10 ضباط 15 جندي)
تحركت القوارب دون أن تشغل محركاتها فإنسابت القوارب انسايبا سهلاً جميلاً موفقاً فى النيل الخالد كان ذلك ( في يوم 2 شهر مايو) حتي وصلت كبري المنشية في وقت قياسي في منتصف النهر تحت الكبري تماما انزل الهلب فتوقفت القوارب تماما حتى منتصف الليل ثم سارت فكان برج الاتصالات شمالها ثم وصلت بري الفلل الرئاسية ثم توقفت تماماً تحت كبري النيل الازرق (كبري الحديد)
فسحبت الصناديق بسهولة_ لوجود الاطارات بها_ من القوارب ثم دخلت سحبا الي مستشفي العيون ومنها إلى مستشفى البشير الجديد
فكانت الإشارة المتفق عليها( سر الليل)) عدد اثنين قذيفة مضاءة عند هذه النقطة (مستشفى البشير)
فأطلقت القذائف فجأة من داخل القيادة العامة تحركت قوة وقوامها (400 فرد) فاطلقوا وابلا من النيران في كل الاتجاهات
فتحركت الصناديق تحت تغطية النيران حتي دخلت القيادة العامة عند دخولها القيادة العامة هلل الجميع وسجدوا شكرا لله حيث كان الخير وفيرا من مياه وغذاء وكساء ودواء وادوات حفر
تحركت القوارب بعد سماع صوت الذخيرة تاركة جزيرة توتي شمالها مروراً بكبري شمبات وكبري الحلفايا
فوصلت النقطة المعنيةقبال قاعدة وادي سيدنا فكان الاحتفال في وادي سيدنا إطلاق صواريخ مكثيفة بادلتها المدفعية بوابل من النيران الراجمات تحية للقائد العام للجيش السوداني
تحية رغم حصاره في القيادة العامةفكسر الحصار عنوة واقتدارا ( رجالة وعين حمراء)
سميت العملية (عودة وحيد القرن)
فكانت من أنجح العمليات التي قامت بها قوات الجيش السوداني
التحية لقوات الشعب المسلحة
والتحية لكل القوات النظامية وكل من يحمل السلاح ضد المتمردين الخونة
و الله المستعان
عبد الشكور حسن احمد
المحامي