خيّمت الخلافات على المشاركين في قمة القاهرة للسلام، والتي استضافتها مصر أمس، بمشاركة ممثلي 34 دولة لبحث الصراع الدائر في قطاع غزة، ووقف نزيف الأرواح، منذ بداية الأحداث في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري.

ورغم الاتفاق في كلمات غالبية ممثلي الدول المشاركة في القمة على ضرورة تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، إلا أن القمة لم تسفر عن بيان ختامي موحد، يحمل ما تم الاتفاق عليه، والتوصيات التي يجب رفعها إلى الأمم المتحدة لمناقشتها دولياً.


محور الخلاف

وكشف مصدر دبلوماسي مصري، شارك في أعمال القمة، أن الخلاف في مناقشة اعتماد بيان ختامي كان يدور حول إدانة حركة حماس واعتبارها "منظمة إرهابية" من قبل وفود الدول الغربية، وعدم إدانة أعمال القصف الإسرائيلي في قطاغ غزة، وهو ما تم رفضه من قبل الوفود العربية الأخرى.

وأوضح المصدر، الذي رفض ذكر اسمه لـ24، أن هناك خلافاً آخر نشب بين الوفود المشاركة، حول ضرورة اعتماد صيغة تؤدي إلى وقف إطلاق النار بشكل فوري في قطاع غزة، وهو ما رفضته بعد الدول الغربية، التي أيدت استمرار إطلاق النار للتخلص من عناصر حركة حماس في غزة، مع حماية المدنيين.

وأشار المصدر الدبلوماسي إلى أن الوفد المصري برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي سعى لإحداث توافق بين المشاركين من أجل الإنسانية، وإنقاذ آلاف الأرواح في الحرب الدائرة في غزة، ولكن لم يتم حسم الأمر، بسبب الخلافات، وتم إصدار بيان من قبل الرئاسة المصرية لعرض وجهات النظر.

"The message the Arab world is hearing is loud and clear. Palestinians lives matter less than Israeli ones," said King Abdullah of Jordan at the Cairo Summit for Peace. pic.twitter.com/yHCEAwZxUy

— The National (@TheNationalNews) October 21, 2023  
نجاح القمة رغم الخلاف

وقال أستاذ العلوم السياسية وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية الدكتور أشرف سنجر إن الخلافات التي شهدتها قمة "القاهرة" للسلام كانت متوقعة بسبب اختلاف وجهات النظر بين الجانب العربي والجانب الغربي، فيما يخص التعامل مع حركة حماس، مؤكداً أن عدم صدور بيان ختامي ليس أزمة، وإن كلمات ممثلي الدول المشاركة في القمة تعتبر بمثابة بياناً ختامياً للقمة.
 
وأوضح سنجر لـ24 أن قمة القاهرة للسلام نجحت في إرسال عدة رسائل للغرب، وأولها أن العرب متفقون على دعم القضية الفلسطينية، وضرورة الوصول لحل بشأنها يساهم في تعزيز الاستقرار في المنطقة، والغرب أدرك تلك الرسالة من خلال كلمات ممثلي الدول العربية في القمة.

وأشار عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية إلى أن هناك رسالة أخرى تم التأكيد عليها، وكانت أهم نقطة في القمة، وهي رفض تهجير الشعب الفلسطيني وتصفية القضية، ونقلت كافة وسائل الإعلام الغربية هذه الرسالة إلى بلادهم والعالم أجمع.

كما أكد الدكتور أشرف سنجر أن القمة اتفقت على ضرورة إنقاذ المدنيين سواء من الجانب الفلسطيني والإسرائيلي، رغم استمرار إسرائيل في ممارسة القصف بشكل مروع لم يتصوره أحد، كما تم التركيز على الجوانب الإنسانية من خلال تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني من قبل بعض الدول مثل كندا وغيرها من الدول، وهو ما يجعل القمة ناجحة بكل المقاييس، رغم عدم صدور البيان الختامي في النهاية.

At the Cairo Summit for Peace, Egypt gathered many countries to discuss the situation in Gaza & risks of regional spillover.
It was an important occasion to highlight the importance of sustainable humanitarian access, protection of civilians and maintain a political horizon. pic.twitter.com/FvPToEgmT9

— Josep Borrell Fontelles (@JosepBorrellF) October 22, 2023

 



 
 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل فی القمة من قبل

إقرأ أيضاً:

رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري يؤكد التزام البرلمانات العربية بدعم صمود الشعب الفلسطيني

قال رئيس الاتحاد البرلماني العربي ورئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري، السيد إبراهيم بوغالي، إن انعقاد المؤتمر السابع المشترك للبرلمان العربي والاتحاد البرلماني العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية يعكس التزام البرلمانات العربية بدعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الغاشم.

وأكد بوغالي، خلال كلمته في افتتاح المؤتمر المنعقد بمقر جامعة الدول العربية في القاهرة، أن هذه القمة تشكل منصة هامة لمناقشة قضية محورية تتعلق بالدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن الاجتماع يُجسد حرص البرلمانات العربية على ترسيخ قيم التضامن والتكامل والتآخي بين الدول العربية.

وشدد على ضرورة التكاتف البرلماني العربي لمواجهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، والتي تمر بمرحلة خطيرة تهدف إلى تصفيتها وطمس حقوق الشعب الفلسطيني. كما أشار إلى أهمية بلورة وثيقة تحرك برلماني عربي موحد، تُعد بمثابة خارطة طريق لدعم صمود الفلسطينيين والتصدي لمخططات الاحتلال الصهيوني الرامية إلى فرض واقع جديد يتجاوز حقوقهم المشروعة.

وثمّن بوغالي جهود مصر، قيادةً وشعبًا، على حسن الاستضافة وكرم الضيافة، مشيدًا بدور جامعة الدول العربية في تعزيز العمل العربي المشترك واحتضان هذا المؤتمر الهام في مقرها بالقاهرة.

وأوضح أن هذا المؤتمر يُعد خطوة متقدمة نحو تنفيذ قرارات مؤتمر الجزائر السادس والثلاثين للاتحاد البرلماني العربي، والذي أكد أهمية التعاون بين الاتحاد البرلماني العربي والبرلمان العربي في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.

وأشار إلى أن القضية الفلسطينية، باعتبارها القضية المركزية للأمة العربية، تتطلب موقفًا موحدًا من البرلمانات العربية لإبراز دعمها على المستويين الإقليمي والدولي، مع ضرورة التصدي لمحاولات التهجير القسري وإبراز الحق المشروع للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

ودعا بوغالي إلى تكثيف الجهود البرلمانية والدبلوماسية لإبقاء القضية الفلسطينية في صدارة الاهتمام الدولي، مطالبًا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية لوقف الاعتداءات المتكررة على الشعب الفلسطيني ومحاسبة مرتكبي الجرائم بحق الإنسانية.

كما جدّد تضامنه مع الشعب السوري الشقيق، مؤكدًا دعم وحدة سوريا واستقلالها ورفض كل أشكال التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية، داعيًا إلى رفع العقوبات الاقتصادية التي تؤثر سلبًا على حياة المواطنين السوريين.

ودعا إلى ضرورة إصلاح منظومة الأمم المتحدة، لا سيما مجلس الأمن الدولي، ليكون أكثر عدالة وتمثيلًا لمصالح الدول النامية، بما في ذلك الدول العربية، مع التأكيد على أهمية تجريم ازدراء الأديان وتعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات.

وشدد بوغالي على التزام الجزائر بدعم أي جهد يعزز وحدة الصف العربي، مؤكدًا استمرارها في الدفاع عن القضية الفلسطينية على المستويين السياسي والدبلوماسي، ومواصلة دعم التعاون البرلماني العربي لمواجهة التحديات الراهنة وتعزيز حضور البرلمانات العربية على الساحة الدولية.

واعتبر أن المؤتمر يمثل فرصة لتوحيد الجهود استعدادًا للمشاركة في أشغال الجمعية العامة الـ150 للاتحاد البرلماني الدولي، بهدف تنسيق المواقف العربية وضمان حشد الدعم لقضايانا المحورية.

واختتم كلمته بالدعوة إلى العمل المشترك بجدية لتفعيل الوثيقة الختامية للمؤتمر وتحقيق أهدافها على أرض الواقع، متمنيًا النجاح والتوفيق لأعمال المؤتمر بما يخدم مصالح الأمة العربية.

مقالات مشابهة

  • أبو العينين يجهض مخططًا إسرائيليًا لإفشال البيان الختامي لاجتماعات برلمان البحر المتوسط
  • تدعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه.. وثيقة عربية جديدة للتحرك ضد إسرائيل
  • دبلوماسي سابق: هناك تصميم عربي لتثبيت الشعب الفلسطيني في أرضه
  • البيان الختامي لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك الـ 57 بلبنان
  • رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري يؤكد التزام البرلمانات العربية بدعم صمود الشعب الفلسطيني
  • أبو الغيط: نتطلع لموقف برلماني عربي موحد لدعم الشعب الفلسطيني
  • حماس للجامعة العربية: لا تمرروا أي مشاريع ضد الشعب الفلسطيني 
  • البيان الختامي للحوار الإسلامي يدعو لتوحيد الجهود في دعم القضية الفلسطينية
  • وحدة الأمة عهد وميثاق.. البيان الختامي للحوار الإسلامي بالبحرين
  • أستاذ علوم سياسية: إسبانيا من الدول المساندة للحق الفلسطيني