النزاهة تكشف اختلاس 300 مليون دينار في مستشفى العزيزية
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
بغداد اليوم - بغداد
- ضبط ثلاثة من موظفي المستشفى وصدور أوامر قبض بحق ثلاثة آخرين
أفادت دائرة التحقيقات في الهيئة بضبط ثلاثةٍ من مُنتسبي مُستشفى العزيزيَّة العام في محافظة واسط، وصدور أوامر قبضٍ بحقِّ ثلاثةٍ آخرين؛ على خلفيَّة اختلاس مبلغ (300,000,000) مليون دينار.
الدائرة أشارت، في حديثها عن عمليَّة الضبط التي نفَّذتها ملاكات مكتب تحقيق واسط التي انتقلت إلى مستشفى العزيزيَّة، وقامت بإجراء التدقيق في وحدة الحسابات ومذخر الأدوية، مُبيّنةً أنَّ أعمال التدقيق قادت إلى الكشف عن وجود فرقٍ بين كميَّات الأدوية والمُستلزمات الطبيَّة التي أُدْخِلَت مخزنياً والبالغة أقيامها (224,655,500) مليون دينار، وبين المبالغ المصروفة إلى لجنة شراء الأدوية البالغة (525,450,000) مليون دينارٍ.
وأضافت إنَّ نتائج التدقيق توصَّلت إلى اختلاس مبلغ (300,794,500) مليون دينار وتأيَّدت بأقوال مسؤول مذخر الأدوية في المستشفى الذي أكَّد حدوث التلاعب في معاملات الشراء واختلاس المبلغ المذكور.
ولفتت إلى ضبط ثلاثةٍ من مُوظَّفي المُستشفى وفق أحكام المادة (316) من قانون العقوبات، فيما أصدرت أمر قبضٍ بحقِّ ثلاثةٍ آخرين، من بينهم رئيس لجنة المشتريات في المستشفى والمحاسب.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: ملیون دینار
إقرأ أيضاً:
الجزيرة نت ترصد واقع المحاصرين في مستشفيي العودة والإندونيسي
غزة- على سرير متهالك وتحت سقف متداع من هول الانفجارات، يجلس المريض السبعيني نزار أبو المعزة، وقد أنهكه المرض والجوع، فلا دواء ولا طعام في المستشفى الإندونيسي المحاصر في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، والذي لا يزال يتعرض لقصف أسفر اليوم الاثنين عن إصابة ممرض، حيث يطالب جيش الاحتلال طاقم المستشفى بإخلائه بالكامل، بالتزامن مع حصار وتهديد مماثلين لمستشفى العودة.
وكان أبو المعزة من بين قلة لم تعتقلها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأجبرتها على النزوح نحو المستشفى الإندونيسي، إثر اقتحام مستشفى كمال عدوان القريب منه في البلدة ذاتها، التي تتعرض -أسوة بمخيم جباليا وباقي بلدات محافظة شمال القطاع- لعملية عسكرية برية شرسة منذ الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتحامل أبو المعزة ورفاقه من المرضى على آلامهم حتى وصلوا للمستشفى الإندونيسي، وهو بحسب وزارة الصحة الأول من بين مستشفيات شمال القطاع الذي يخرج عن الخدمة مع بدايات العملية البرية.
وتقول وزارة الصحة إن 3 مستشفيات حكومية في شمال القطاع خرجت عن الخدمة تباعا، هي "الإندونيسي" و"بيت حانون"، وآخرها كمال عدوان الذي ناله دمار هائل وأضرمت فيه قوات الاحتلال النيران، واعتقلت نحو 240 شخصا منه، أبرزهم مديره الدكتور حسام أبو صفية.
إعلانوبالنسبة لأبو المعزة ومن معه، فإنهم يعيشون بحسب وصفه "أياما مرعبة" داخل الإندونيسي، تحاصرهم الدبابات، ولا تغادر الطائرات الحربية والمسيرات أجواء المستشفى، وسط قصف جوي ومدفعي لا يتوقف، يتزامن مع عمليات تجريف وإضرام النيران في المنازل والمباني المتاخمة للمستشفى.
لا تتوفر للمريض النزيل بالمستشفى الإندونيسي نزار أبو المعزة سوى وجبة طعام واحدة والقليل من الماء والدواء (الجزيرة) حصار الإندونيسيولا تتوفر لهذا المريض وغيره من المرضى والمحاصرين في المستشفى الإندونيسي سوى وجبة طعام واحدة يوميا، ويقول للجزيرة نت إن "كل دقيقة تمر علينا هنا ونحن على قيد الحياة هي عمر جديد (..) نشعر أن الموت قريب منا وقد يخطف أرواحنا في أي لحظة".
ويوجَد داخل هذا المستشفى الحكومي الصغير 18 شخصا، من بينهم 10 كوادر طبية، و8 مرضى وجرحى، أصغرهم الطفلة الجريحة سارة نصار.
وتقول سارة (4 أعوام) للجزيرة نت إنها لا تجد الماء للشرب إلا قليلا، وحتى الماء للنظافة غير متوفر، وتضطر لاستخدام المحلول الطبي لغسل وجهها وجسدها، حيث دمرت قوات الاحتلال محطة وخزانات المياه بالمستشفى.
وعلى صغر سنها، فإن هذه الطفلة التي تعاني هي ووالدتها من جروح وكسور نتيجة غارة جوية إسرائيلية، تدرك أنها محاصرة في المستشفى، وأن الخطر يحيطها من كل جانب، وتقول "بدي أروح (أنزح) على غرب غزة"، وهي المنطقة التي يبدو أنها اعتادت سماعها من كثرة تكرارها من قبل الاحتلال، خلال مطالبته سكان الشمال بمغادرة منازلهم والنزوح نحو المناطق الغربية من مدينة غزة.
وتشير التقديرات المحلية إلى أن مدينة غزة، وهي كبرى مدن القطاع الساحلي الصغير، تكتظ حاليا بزهاء نصف مليون فلسطيني، من بينهم حوالي 180 ألفا من مخيم جباليا وبلدتي بيت لاهيا وبيت حانون، أجبروا على النزوح على وقع المجازر المروعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
سارة نصار أصغر المحاصرين في مستشفى الإندونيسي ببلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة (الجزيرة) صمود طبيوتتمسك إدارتا مستشفيي الإندونيسي، والعودة (جمعية أهلية)، بالبقاء وعدم النزوح، وبينما خرجت الأولى عن الخدمة تماما، فإن مدير العودة محمد صالحة يقول للجزيرة نت "سنبقى هنا ولن نخلي المستشفى حتى لو بقي مواطن واحد في الشمال يحتاج الخدمة الطبية".
إعلانويقول المدير العام لوزارة الصحة في غزة، الدكتور منير البرش، للجزيرة نت "جرت محاولة سابقة لإجلاء بعض المرضى والنازحين من مستشفيات الشمال، ورغم التنسيق مع منظمة الصحة العالمية وهيئات دولية مختصة، فإن الاحتلال أوقف سيارتين تقلان 10 أشخاص واعتقل 4 منهم، ومن بعدها بات الناس يخشون المغادرة ويتمسكون بالبقاء داخل المستشفيات حتى آخر نفس".
وفي سبيل إجبار مستشفى العودة على الإخلاء القسري، تحكم قوات الاحتلال حصارها عليه، ووصل الأمر للتهديد بقصفه على رؤوس من فيه، وبحسب صالحة فإن "أسيرا لدى الاحتلال حمل لنا قبل يومين رسالة مكتوبة بإخلائه وإلا سنتعرض للموت، ورفضنا لأن لدينا مرضى وإخلاء المستشفيات لا يتم بهذه الطريقة، وعاد إلينا مجددا بعد ساعة ونصف تقريبا ووقف أمام مدخل مبنى الاستقبال ومسيرة "كواد كابتر" تحلق فوق رأسه، وقد حمل رسالة تهديد شفهية بأنه سيتم قصف المستشفى فوق رؤوسنا".
ويوجد داخل المستشفى 112 شخصا -من بينهم 38 مريضا- ويضيف صالحة "في الفترة ما بين الرسالتين ألقت مسيرة إسرائيلية قنبلة على باب مبنى الاستقبال وأصيب موظفان"، وليلا دمروا خزان الوقود الوحيد ويحوي كمية قليلة، وبإصرار يؤكد "مهما حدث، لن نتخلى عن المرضى، ولن نخلي المستشفى بهذه الطريقة".
وتمعن قوات الاحتلال في إحكام الخناق على مستشفى العودة قصفا وحصارا، وقد دأبت منذ العملية البرية على مخيم جباليا ومحافظة الشمال على رفض وصول أي مهمة إنسانية لمنظمة الصحة العالمية والهيئات المختصة إليه لإمداده بالوقود والأدوية والمستلزمات الطبية.
ووفقا لصالحة، فإنه على ضوء خروج كمال عدوان والإندونيسي عن الخدمة، بات "العودة" وحيدا في تلك المناطق، "وتواصلنا مع الصحة العالمية من أجل تزودينا بالإمدادات الضرورية لضمان استمرارية عملنا كمستشفى وحيد لا يزال قائما في الشمال المحاصر والمدمر".
إعلانويشير صالحة إلى أن العودة ليس بإمكانه تغطية كل الخدمات الصحية الضرورية، خاصة أن 70% من الإصابات الناجمة عن القصف الإسرائيلي تحتاج لجراحة عظام، في الوقت الذي يوجد فيه بالمستشفى وكل مناطق الشمال طبيب جراح وحيد يُجري العمليات الجراحية المنقذة للحياة فقط، في حين اعتقل الاحتلال رئيس قسم جراحة العظام في مستشفى العودة الدكتور محمد عبيد، أثناء وجوده في مستشفى كمال عدوان وقت اقتحامه.
الطفلة سارة نصار ووالدتها تعانيان من جروح وكسور نتيجة غارة جوية إسرائيلية (الجزيرة) حكم بالإعداموتبدو الصورة أكثر قتامة في المستشفى الإندونيسي ومحيطه، ويقول مديره، الدكتور مروان السلطان، للجزيرة نت، إنه جرى تحييد المستشفى عن الخدمة منذ الأيام الأولى للعملية البرية الأخيرة ضد مخيم جباليا ومحافظة الشمال.
وإمعانا في عدم تمكين المستشفى من استئناف العمل أو تقديم أي خدمة طبية للمرضى، عمدت قوات الاحتلال قبل بضعة أيام إلى تدمير مولدات الكهرباء ومحطات الأكسجين ومحطة وخزانات المياه، وإزاء ذلك يؤكد السلطان "أوضاعنا هنا صعبة ومعقدة، حيث لا ماء ولا طعام ولا دواء، وليس لدينا أي مقومات لتقديم الخدمة الطبية".
ويرى السلطان فيما يتعرض له المستشفى الإندونيسي حاليا "حكما بالإعدام" على الموجودين بداخله، ويقول "خاطبنا الصحة العالمية لوضعها أمام مسؤولياتها وإيجاد بديل كإنشاء مستشفى ميداني بالقرب منا لتقديم الخدمة الطبية".
وأفاد مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة بأنه "بعدما أخرجت كمال عدوان عن الخدمة كليا، فإن قوات الاحتلال تستكمل جريمتها عبر تصعيد التهديد ضد مستشفيي الإندونيسي والعودة، في إمعان وسياسة ممنهجة تهدف إلى تدمير البنية التحتية الصحية في القطاع".
ورغم مزاعم الاحتلال الواهية باستخدام المستشفيات لأغراض عسكرية، فإنه فشل فشلا ذريعا في تقديم أي دليل يثبت صحة ادعاءاته وأكاذيبه، ويضيف المسؤول الحكومي "لقد بات واضحا أن هذه الجرائم تأتي في سياق سياسة التطهير العرقي وخطة الجنرالات الإجرامية التي تسعى إلى تهجير شعبنا من محافظة الشمال".
إعلانويقدر الثوابتة أن 40 ألف فلسطيني محرومون من الرعاية الصحية في مناطق الشمال، جراء سياسة الاستهداف الممنهجة بحق المستشفيات والمرافق الصحية التي لم تتوقف منذ اندلاع حرب الإبادة ضد القطاع والمتصاعدة في عامها الثاني على التوالي.