وصفت المتحدثة باسم وزيرة الخارجية اليابانية، كوباياشي ماكي، الدور الذي تضطلع به مصر في سبيل إنهاء الاضطرابات والنزاع الفلسطيني – الإسرائيلي، بـ "المحوري والمهم".. مشددة على التزام اليابان بالعمل مع الشركاء الدوليين، وخاصة مصر، للوصول إلى حل لتلك الأزمة. 

 

وأعربت ماكي - في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط – عن تقدير بلادها اتخاذ الدولة المصرية زمام المبادرة واستضافة قمة القاهرة السلام، مشيرة إلى استعداد اليابان التام للتعاون مع مصر والدول الإقليمية والشركاء الدوليين، في سبيل الوصول إلى حل فوري للوضع الإنساني والعمل كذلك على حل طويل الأمد لتلك القضية.

 

وثمّنت المتحدثة باسم الخارجية اليابانية خطوة استعادة العمل بمعبر رفح البري، لتوصيل المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة، مضيفة: "نحن مرتاحون لهذا الإجراء بالغ الأهمية، ومعرفة أن عملية تسليم المواد الإنسانية قد بدأت لأول مرة منذ اندلاع الاضطرابات والنزاع الأخير بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".

 

وأوضحت أن اليابان قدمت حزمة مساعدة إنسانية طارئة بقيمة 10 ملايين دولار لصالح الفلسطينيين بقطاع غزة، لافتة إلى استعداد بلادها النظر في تقديم مساعدات إضافية في الوقت المناسب "بناءً على الاحتياجات وتطورات الوضع".

 

كما أكدت دعم اليابان لحل الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية جنبا إلى جنب، في سبيل تحقيق السلام الدائم والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، حيث أشارت ماكي إلى أنه: "يجب ألا نسمح بأن يعيق الوضع الحالي والأزمة القائمة فرص تحقيق السلام في الشرق الأوسط".

 

وقالت ماكي إن حكومة بلادها ملتزمة بثلاث أولويات رئيسية، هي الإفراج الفوري عن الرهائن لدى حركة حماس، وضمان أمان وسلامة المدنيين لدى الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وضرورة تهدئة الوضع بأسرع وقت ممكن.

 

وأضافت أن اليابان تطالب كافة الأطراف المعنية بالأزمة القائمة، بضرورة مضاعفة الجهود الدبلوماسية لمنع تصاعد حالة عدم الاستقرار في المنطقة.ش

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: اليابان ماكي

إقرأ أيضاً:

الشرق الأوسط يتجه نحو واقع جيوسياسي مختلف عن السابق.. البراغماتية هي الحل

نشرت مجلة "ناشيونال إنترست" تقريرًا يناقش التحولات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، مؤكدة أن قادة المنطقة بدأوا باعتماد سياسات أكثر براغماتية، لكن الطريق مازال طويلا لتحقيق الاستقرار.

وقالت المجلة في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن الكثير من الدماء سالت خلال المحاولات العديدة الفاشلة لإنشاء "شرق أوسط جديد"، لكن المؤشرات الحالية تدل على أن المنطقة قد تتجه نحو واقع جيوسياسي مختلف عن السابق.

وأضافت أن قادة المنطقة أصبحوا بعد الحرب الأخيرة بين الخصمين اللدودين إيران و"إسرائيل" أكثر تقبلا لفكرة أن الشرق الأوسط المليء بالصراعات لا يتناسب مع استراتيجياتهم الكبرى أو مصالحهم الوطنية، وهذه القناعة بدأت تشكل ببطء شرق أوسط جديد.


واعتبرت المجلة أن هذا المخاض ليس سهلا على الإطلاق، فالصراع في السودان يعد المثال الأبرز على أن المنافسة الإقليمية ما زالت تتحول إلى صراعات دموية في بعض في دول العالم العربي. وقد كان هذا هو الحال في الآونة الأخيرة في لبنان وسوريا والعراق وفلسطين واليمن وليبيا وتونس.

وترى المجلة أن تل أبيب وطهران أثبتتا براعتهما في خلق ساحات للتنافس على بسط النفوذ، تمامًا مثلما تواصل دول الخليج، على غرار الإمارات العربية المتحدة، محاربة أي مظهر من مظاهر الديمقراطية خوفًا من وصول الإسلاميين للحكم.

وأشارت المجلة إلى أن هذه الديناميكيات لن تتغير بين عشية وضحاها، لكن بعض الأحداث تثبت أن هناك تحولات جوهرية، ومنها انتهاء حصار قطر، وجهود دول الخليج للتطبيع مع نظام الأسد السابق، ووقف إطلاق النار في اليمن بين التحالف الذي تقوده السعودية والحوثيين، واتفاق التطبيع بين السعودية وإيران.

"براغماتية قاسية"
وحسب المجلة، تعكس كل هذه الأحداث رغبة براغماتية في التركيز على التنمية الاقتصادية من خلال التعاون، وتمثل نقاط تحول رئيسية بعيدًا عن الصراعات وفترة الربيع العربي المضطربة التي حارب فيها المستبدون مطالب التغيير.

وتابعت المجلة بأن هجمات حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر عززت التحول نحو "البراغماتية القاسية". ورغم تخوف العديد من الخبراء والمسؤولين من أن تؤدي حرب غزة إلى صراع إقليمي كبير،  إلا أن حجم التوتر لم يرقَ إلى مستوى أسوأ التوقعات، ويرجع ذلك جزئيًا إلى تخلي قادة الشرق الأوسط عن السياسات الصفرية، حسب المجلة.

وانعكاسًا لهذه الديناميكية، جرى نوع من التقارب بين السعودية وإيران، وقد شدّدا على أهمية استقرار الوضع ومنع توسع النزاع.

وأوضحت المجلة أن التعاون يتجاوز المصلحة المشتركة في منع نشوب حرب إقليمية تضر بالجميع، حيث تشهد المنطقة أيضا توسعا ملحوظا في التعاون الدبلوماسي والاقتصادي. ويتجلى ذلك بشكل خاص على الساحة السورية، حيث تهتم دول المنطقة بشكل كبير بنجاح حكومة تصريف الأعمال السورية الجديدة، وتعمل دول الخليج بشكل منسق على دعم العملية الانتقالية من خلال الاستثمار في إعادة إعمار البلاد، والدعوة إلى رفع العقوبات.

وحتى الخصوم التقليديون، أي تركيا وقطر من جهة، والسعودية من جهة أخرى، يبدو أنهم عازمون على ضمان حصول دمشق على الدعم الاقتصادي والدبلوماسي والعسكري الذي تحتاجه في الفترة الحالية، وفقا للمجلة.

التعاون العسكري
أضافت المجلة أن التعاون العسكري يحمل أيضًا مؤشرات واعدة على البراغماتية والتعاون الإقليمي الضروريين لدفع عجلة التنمية والاستقرار. فقد عملت تركيا مع السعودية والإمارات على إبرام صفقات عسكرية واقتصادية في السنوات الأخيرة؛ وقد حصلت أنقرة على استثمارات من دول الخليج الغنية لدعم اقتصادها المتعثر، بينما حصلت الدول الخليجية على التكنولوجيا والمعدات العسكرية من قطاع الصناعات الدفاعية المتنامي في تركيا وسط القيود الأمريكية في ظل إدارة بايدن.

جاء ذلك في أعقاب سنوات من التوتر -حسب المجلة-، حيث كانت تركيا وقطر تدعمان حركات الإسلام السياسي، ما شكّل مصدر إزعاج لعدة دول، وقد ردت السعودية وحلفاؤها بحصار قطر، لكن كل هذه الدول تنسق فيما بينها حاليا لتحقيق المصالح المشتركة.

هل تستقر المنطقة؟
ترى المجلة رغم كل هذا التقارب أن المنطقة بعيدة كل البعد عن الاستقرار الكامل، حيث لا توجد دولتان في الشرق الأوسط متوافقتان تمامًا في كل القضايا، فالرياض وأبوظبي تتنافسان بحدة على مستوى الاقتصاد والاستثمارات، كما أن التنافس السعودي الإيراني لم ينتهِ بعد رغم المصافحات الودية وإحياء الكتلة المؤيدة لفلسطين، ولا تزال تركيا تُتهم بـ"العثمانية الجديدة"، خاصة مع نفوذها في سوريا ما بعد الأسد.

وختمت المجلة بأن التغيير الإيجابي يستغرق وقتًا طويلًا، لكن من الواضح أن قادة المنطقة يأملون ببداية عصر جديد في الشرق الأوسط، عصر يقوم على التنمية الاقتصادية والتعاون التجاري والاستقرار، وهي طموحات في متناول أيديهم إذا اختاروا المضي قدما في هذا المسار.

مقالات مشابهة

  • روسيا وتركيا تبحثان الوضع في سوريا
  • ويتكوف يتوقع تحقيق تقدم كبير في محادثات أوكرانيا هذا الأسبوع
  • وزير الخارجية يتلقى اتصالًا هاتفيًا من المنسقة الخاصة للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط وكبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة
  • حرب العاشر من رمضان | كيف استعادت مصر سيناء من الاحتلال الإسرائيلي
  • المجلس المصري للشؤون الخارجية يثمن موقف الصين الداعم لخطة السلام في غزة
  • فرصة تاريخية أمام أمريكا في الشرق الأوسط
  • الشرق الأوسط يتجه نحو واقع جيوسياسي مختلف عن السابق.. البراغماتية هي الحل
  • مصر تحاصر مخطط الشرق الأوسط ضدها
  • "ندلوفو": المنظمات القائمة على الإيمان يمكن أن تلعب دوراً حيوياً في الدعوة إلى التغيير
  • «الدقير» يدعو قادة جنوب السودان للحوار ويحذر من تداعيات تجدد النزاع