أوتاوا-سانا

لم تكن (إسرائيل) لتكتفي بقصف الفلسطينيين وأطفالهم بالقنابل الفتاكة فالإبادة الجماعية التي تريد أن تنزلها بقطاع غزة تتجاوز مثل هذه الأسلحة ليصل إلى الفوسفور الأبيض المحرم دوليا، ليكون مستوى الجريمة التي ترتكبها بحق الأبرياء قد وصل حد إفنائهم إن لم يكن على الفور فبعد حين، وفق ما ذكر موقع غلوبال ريسيرتش الكندي.

الموقع أشار في مقال للكاتب والمحلل السياسي الإيطالي مانيلو دينوتشي إلى أن منظمتي العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش الدوليتين أثبتتا بالدلائل الدامغة استخدام (إسرائيل) في قصفها على غزة الفوسفور الأبيض، الذي يتسبب بحروق شديدة غالباً ما تصل إلى العظام ولها آثار طويلة الأمد عند الناجين ومن الصعب شفاؤها وتؤدي إلى التهابات خطيرة، وإذا لم تتم إزالة جميع شظايا الفوسفور الأبيض فإنها من الممكن أن تؤدي إلى تفاقم الجروح بعد العلاج وتشتعل مجدداً عند تعرضها للأكسجين.

وأوضح الموقع أن عدد الشهداء الذين ارتقوا جراء العدوان الإسرائيلي على غزة تجاوز أربعة آلاف شهيد ووصل عدد المصابين إلى أكثر من15 ألفاً، ونظراً لنقص الدواء والمعدات الطبية بسبب الحصار المفروض على القطاع فإن معظم الجرحى معرضون لخطر الموت أيضاً، فيما لا يزال1300 شخص آخرين معظمهم أطفال تحت الأنقاض، مؤكداً أن استخدام (إسرائيل) للفوسفور الأبيض رغم كل هذه الأعداد من الضحايا لا يفسر إلا بأنه “حملة إبادة جماعية لأهالي غزة”.

والفوسفور الأبيض مادة كيميائية منتشرة في قذائف المدفعية والقنابل والصواريخ وتشتعل عند تعرضها للأكسجين، وينتج عن هذا التفاعل الكيميائي حرارة شديدة تصل إلى 815 درجة مئوية وضوءاً ودخاناً كثيفاً يستخدم في الأغراض العسكرية، إلا أنه يسبب أيضاً إصابات مروعة عندما يتلامس مع جسم الإنسان.

وعلى غرار ما فعلته القوات الأمريكية في الفلوجة بالعراق عام 2004 فإن (إسرائيل) تستخدم الفوسفور الأبيض كسلاح حارق في عدوانها على غزة، وغالباً يعاني أولئك الذين نجوا من إصاباتهم الأولية مدى الحياة، حيث يواجهون أعراضاً مثل التقلصات والشد الدائم للعضلات والأنسجة الأخرى وإعاقة الحركة.

كذلك يمكن للحرائق الناجمة عن الفوسفور الأبيض أن تدمر المنشآت والممتلكات المدنية وتلحق الضرر بالمحاصيل وتقتل الماشية، علاوة على ذلك فإن عدم كفاية الموارد المتاحة لمقدمي الخدمات الطبية يؤدي إلى تفاقم العملية الصعبة المتمثلة في علاج الحروق الخطيرة.

وليست هذه المرة الأولى التي تستخدم فيها (إسرائيل) الفوسفور الأبيض في اعتداءاتها على الفلسطينيين، حيث أطلقت في الفترة من الـ27 من كانون الأول عام 2008 وحتى الـ 18 من كانون الثاني 2009 نحو 200 ذخيرة فوسفور أبيض على مناطق مأهولة بالسكان في غزة، واعتمدت قوات الاحتلال بشكل خاص على قذائف المدفعية عيار 155 ملم من طراز( ام 825 اي 1) التي ترسل شظايا الفوسفور المشتعلة لمسافة 125 متراً في جميع الاتجاهات، ما يمنحها تأثيراً واسع النطاق.

باسمة كنون

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: الفوسفور الأبیض

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تصادق على أكبر مصادرة منذ 3 عقود لإراضي الفلسطينيين

صادقت إسرائيل على مصادرة 12,7 كيلومترا مربعا من أراضي الضفة الغربية المحتلة، وقالت منظمة غير حكومية، الأربعاء، إنها المصادرة الأكبر منذ ثلاثة عقود واصفة إياها بأنها ضربة جديدة للسلام بين الجانبين. 

وأورد بيان لمنظمة السلام الآن حصلت عليه وكالة فرانس برس أن الأراضي التي حولتها إسرائيل في يونيو المنصرم إلى "أراضي دولة" تقع في منطقة غور الأردن. 

وقالت المنظمة إن "مساحة المنطقة التي يشملها الإعلان هي الأكبر منذ اتفاقيات أوسلو 1993، ويعتبر العام 2024 عام الذروة بالنسبة لإعلان مصادرة مساحات بعينها كأراضي دولة". 

وتقع الأراضي التي تم الاستيلاء عليها حديثا في منطقة في الضفة الغربية المحتلة حيث أدى عنف المستوطنين إلى تهجير مجتمعات فلسطينية حتى قبل اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، وفق وكالة أسوشيتد برس.

وقد تصاعد هذا العنف منذ أن أشعل هجوم حماس في السابع من أكتوبر الحرب في غزة.

وطبقا للأمم المتحدة، نفذ المستوطنون أكثر من ألف هجوم على الفلسطينيين منذ أكتوبر في الضفة الغربية، مما تسبب في سقوط قتلى وإلحاق أضرار بالممتلكات.

وبهذه المصادرة، ترتفع مساحة الأراضي التي أعلنتها إسرائيل "أراضي دولة" منذ بداية العام إلى 23,7 كيلومترا مربعا. 

وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش إن القرار الاسرائيلي "هو خطوة في الاتجاه السيئ"، مؤكدا أن "الاتجاه الذي نريد أن نسلكه هو التوصل الى حل تفاوضي (يقوم على مبدأ) دولتين" إسرائيلية وفلسطينية.

تحتل إسرائيل الضفة الغربية منذ عام 1967 وأقامت مستوطنات تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي.

يعيش في الضفة الغربية المحتلة بدون القدس الشرقية أكثر من 490 ألف إسرائيلي في مستوطنات تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي، بالإضافة إلى ثلاثة ملايين فلسطيني. 

وشهد التوسع الاستيطاني تسارعا في ظل الحكومات المتعاقبة منذ احتلال الضفة الغربية لكن سرعة التوسع ازدادت حدة في ظل رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. 

وكان وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش أعلن في مارس مصادرة مساحات من الأراضي في الضفة الغربية. 

ولم يعلق المسؤولون علنا على عملية المصادرة الأخيرة التي تتزامن مع الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر.  

وبحسب المنظمة غير الحكومية، فإن رئيس الوزراء نتانياهو وسموتريتش "مصممان على مواجهة العالم أجمع والعمل ضد مصالح شعب إسرائيل لصالح حفنة من المستوطنين" الذي يحصلون على الأرض "كما لو أن لا وجود لنزاع سياسي يجب حله أو إنهاء حرب". 

وأضافت "اليوم، من الواضح للجميع أن هذا النزاع لا يمكن حله بدون تسوية سياسية تقيم دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل". 

وتقع المساحات الأخيرة المصادرة بالقرب من مستوطنة يافيت في غور الأردن وتعتبر محمية طبيعية أو أرضا عسكرية. 

وشهدت ثمانينيات القرن الماضي إعلان إسرائيل مئات آلاف الدونمات "أراضي دولة"، لكن مع مجيء حكومة رئيس الوزراء إسحق رابين في العام 1992 أعلن وقف مصادرة الأراضي في الضفة الغربية. 

وتم استئناف هذا الإجراء في حكومة نتانياهو في العام 1998 لتتوالى إعلانات المصادرة.

وقالت الامم المتحدة إن تسريع إسرائيل بناء المستوطنات غير القانونية منذ بدء الحرب في قطاع غزة يهدد بالقضاء على أي احتمال لقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة. 

واعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن التوسع الاستيطاني "يؤدي إلى نتائج عكسية للتوصل إلى سلام دائم" مع الفلسطينيين. 

مقالات مشابهة

  • شيخ الأزهر من ماليزيا: حرب فلسطين جريمة إبادة جماعية تجاوزت بشاعتها كل الحدود
  • شيخ الأزهر من ماليزيا: مأساة فلسطين هي مأساة العرب والمسلمين والعالم الحر وهي جريمة إبادة جماعية
  • وزير البيئة: يمكن إعادة إحياء التربة من الفوسفور الأبيض
  • حصيلة قتلى غزة تتخطى عتبة الـ38 ألفا
  • فلسطين والنِّكروبوليتيكس: هل يملك أحد الحق في قتلنا؟
  • كيف يحاول الاحتلال إبادة الوجود الفلسطيني من التاريخ؟!
  • إسرائيل تصادق على أكبر مصادرة منذ 3 عقود لإراضي الفلسطينيين
  • أبو حمزة يكشف “مفاجأة”.. ما فعله أسرى إسرائيل بعد معاملتهم بالمثل
  • إسرائيل تعترف باغتصاب وتعذيب الأسرى الفلسطينيين
  • بعد استشهاد الطفلة هند.. طياران أميريكان يصفان ما يحدث في غزة بأنه «إبادة جماعية»