يبدو أن الوساطة القطرية التي أمنت إطلاق سراح أسيرتين أمريكيتين كانا بحوزة حركة "حماس" في قطاع غزة دفعت دولا غربية إلى المسارعة للدوحة من أجل طلب الوساطة لإطلاق سراح أسرى يحملون جنسياتها كانوا ضمن من أسرتهم الحركة خلال معركة "طوفان الأقصى" التي اندلعت في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وقالت صحيفة "الجارديان" إنه مع ظهور أنباء عن إطلاق سراح الرهينتين الأمريكيتين في غزة من قبل "حماس" بعد محادثات توسطت فيها قطر، بدأت الهواتف بالرنين في الدوحة.

وأوضحت، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك كانا من بين زعماء العالم الذين "انتظروا في نهاية الصف"، ليس فقط لتهنئة الدولة الخليجية الصغيرة رسميًا على مفاوضاتها الناجحة، ولكن في الغالب لطلب المساعدة في إعادة مواطنيهم إلى وطنهم.

اقرأ أيضاً

قطر: إطلاق سراح رهينتين أمريكيتين جاء بعد أيام من الاتصالات.. وبايدن يشكرها

وتقول الصحيفة إن فرق الأزمات في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة كانت تعرف جيدا نظرائها القطريين من خلال مكالمات مماثلة قبل عامين.

فعندما اجتاحت حركة "طالبان" العاصمة الأفغانية كابل، كان نفس الأشخاص هم الذين ساعدوهم في إجلاء المواطنين والأفغان الضعفاء، من الناشطين والرياضيين إلى فريق أفغاني من الفتيات متخصص في علم التحكم الآلي (الروبوتات).

وتضيف "الجارديان": أمضت قطر ما يقرب من عقدين من الزمن في نشر ثروتها من النفط والغاز، وقناة "الجزيرة" التلفزيونية القوية المملوكة للدولة، وجزء كبير من سلكها الدبلوماسي الذي يتمتع بمهارات متزايدة، لجعل نفسها واحدة من أكثر المنسقين الذين لا غنى عنهم في العالم.

وقال مسؤول قطري، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: "الوساطة وحل النزاعات جزء أساسي من سياستنا الخارجية، لذلك يشارك عدد كبير من الأفراد بنشاط في هذا الجزء من الملف".

ويشير التقرير إلى أن قطر اكتسبت مكانة غير عادية كحليف رئيسي للولايات المتحدة - فهي تستضيف قاعدة عسكرية أمريكية كبرى - مع علاقات واسعة النطاق بأطياف إسلامية، وهي علاقات قوية بما يكفي لجعل أعداء واشنطن اللدودين يشعرون بالراحة في العيش في الدوحة في مكان غير بعيد عن القوات الأمريكية.

اقرأ أيضاً

قطر تؤكد لبريطانيا رفض العقاب الجماعي لأهالي غزة وأهمية إدخال المساعدات

وقد ارتفعت طموحات قطر كوسيط إلى مكانة عالمية بارزة قبل عقد من الزمن، عندما تم إنشاء "مكاتب سياسية لـ"حماس" و"طالبان"، كانت أشبه بالسفارات الت يتناوب عليها كبار الشخصيات، في الدوحة تحت رعاية الولايات المتحدة، لتسهيل المفاوضات.

وقال المسؤول القطري: "تم افتتاح المكتب السياسي لحماس في قطر عام 2012 بالتنسيق مع حكومة الولايات المتحدة، بعد طلب أمريكي لفتح قناة اتصال مع الحركة".

ويمضي بالقول إن  الأمر كان في الأصل مبادرة من إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، واستمر استخدام مكتب "حماس" في الدوحة كقناة للتواصل من قبل دونالد ترامب وجو بايدن.

وتقول "الجارديان" إن الدور الذي تلعبه قطر كوسيط وحليف وثيق للولايات المتحدة يقدم مكاسب استراتيجية واضحة لدولة صغيرة محاطة بجيران كبار مسلحين تسليحا جيدا في منطقة مضطربة، مثل السعودية وإيران.

وتضيف: توسطت قطر الآن في نزاعات تشمل قائمة طويلة ومتنامية من البلدان خارج غزة وأفغانستان، من اليمن ولبنان وسوريا إلى السودان وتشاد وإريتريا.

وفي الآونة الأخيرة، توسطت في محادثات بين روسيا وأوكرانيا، مما أدى إلى تأمين عودة العديد من الأطفال الأوكرانيين.

المصدر | الجارديان - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: قطر وساطة قطرية حماس غزة أسرى طوفان الأقصى طالبان فی الدوحة

إقرأ أيضاً:

لازاريني: كابوس لا ينتهي بغزة ومأساة صامتة بالضفة

صفا

وصف المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني الحرب التي تشنها "إسرائيل" على غزة منذ عام تقريبا بأنها كابوس لا ينتهي.

جاء ذلك في تصريحات للصحفيين بمكتب الأمم المتحدة بجنيف الاثنين، عقب لقاءات مع ممثلي عدة دول.

وقال المسؤول الأممي: "أصبحت غزة غير صالحة للسكن. أهلها يواجهون المرض أو الموت أو الجوع بشكل يومي".

وأشار لازاريني إلى أنّ "أهالي غزة محاصرون في 10 بالمائة من الأرض" في القطاع بعد أن كانوا في حالة تنقل دائم "بحثا عن الأمان الذي لم يجدوه أبدا".

وبحسب لارزيني يعيش 620 ألف طفل وطفلة بين أنقاض المنازل المهدمة في غزة.

وقال إنه طلب خلال اجتماعاته مع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة في نيويورك وجنيف أن يجعلوا التعليم أولوية جماعية تتجاوز الأنشطة المنقذة للحياة.

وذكر أن الأونروا بدأت بالفعل منذ شهر، وعلى الرغم من البيئة غير العادية والمعقدة، في إعادة بعض الأطفال إلى بيئة تعليمية.

وأضاف: "يجب ألا ننسى أبدا أن الأصل الوحيد الذي لم يُنتزع أبدا من الفلسطينيين هو التعليم. لقد تم حرمانهم على مدى العقود الماضية من عدد من الأشياء، ولكن لم يتم حرمانهم من التعليم. وكان التعليم في الأساس مصدر فخرهم".

كما تطرق لازاريني إلى الأوضاع في الضفة الغربية واصفا إياها بأنها تشهد "مأساة صامتة".

وقال إن عمليات الاحتلال ضد المخيمات (في الضفة الغربية)، أدت إلى تدمير واسع النطاق للبنية التحتية. مما أدى بحكم الأمر الواقع إلى فرض عقاب جماعي على المواطنين.

وبدعم أمريكي، تشن "إسرائيل" منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 137 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

مقالات مشابهة

  • من هو روحي مشتهى الذي أعلنت إسرائيل مقتله واثنين آخرين من قادة حماس ؟
  • في غارة قبل 3 أشهر.. الجيش الإسرائيلي يُعلن اغتيال 3 من قادة حماس بغزة
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال 3 قيادات في حركة حماس بغزة قبل 3 أشهر
  • أمير قطر: ما يجري بغزة عمليات إبادة جماعية ونحذر من عواقب عدم محاسبة "إسرائيل"
  • الأمم المتحدة تستعد لبدء الجولة الثانية من التطعيم ضد شلل الأطفال بغزة منتصف أكتوبر
  • حماس: جرائم الاحتلال واستهداف المدنيين بغزة لن تفلح في إخضاع شعبنا ومقاومته
  • غوتيريش يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في لبنان
  • جوتيريش يدعو إلى وقف لإطلاق النار في لبنان
  • لازاريني: كابوس لا ينتهي بغزة ومأساة صامتة بالضفة
  • لماذا استهدفت إسرائيل قادة المقاومة في لبنان؟