بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
مع من تقف في هذا الفاجعة التي انحاز فيها الغرب كله إلى الشر كله ؟. هل ستقف مع الجوقة التي تضم محمود عباس وناظم الزهاوي وسعد البزاز ومحمد البرادعي وريسان الحلبوسي وفجر السعيد في مناصرتهم العلنية للظالم ؟. أم تذهب لاداء صلاة الجنازة على أرواح 500 جريح كانوا يرقدون في ردهات مستشفى المعمداني، فقتلتهم إسرائيل بصاروخ أرسلته إليهم في ليلة مشؤومة حالكة الظلام مع سبق الاصرار والترصد ؟.
هل تنتصر للطرف الظالم المغتصب المتجبر المتكبر المستهتر ؟. أم تنتصر للمظلوم المغلوب الضعيف المنكسر ؟. .
هل تنصت وتتأثر بالأخبار التي تنقلها لك المضخات الاعلامية الكاذبة المنافقة المخادعة المشوهة للحقيقة ؟. أم تصدق المشاهد الدموية المرعبة التي ينقلها إليك المراسلون الميدانيون الذين يخاطبونك من تحت أنقاض المنازل المهدمة وبين الأشلاء البشرية المبعثرة ؟. .
هل ينشرح صدرك لمنظر الأساطيل الجبارة وحاملات الطائرات النووية القادمة من كل حدب وصوب للمشاركة في يوم الفتك العظيم ؟. أم ينفطر قلبك لمنظر الحمم المتساقطة فوق رؤوس المدنيين العُزَّل الذين لا حول لهم ولا قوة ؟. .
هل تؤيد دعوات جو بايدن وماكرون وبنيامين نتناياهو وناريندرا مودي بمنح اسرائيل الحق المطلق للانتقام من الفلسطينيين بكل ما تمتلكه من اسلحة الدمار الشامل ؟. أم تخشع لدعوات الحناجر المبحوحة واستغاثات الثكلى والمرضى والجرحى وأصوات الجياع والمحرومين ؟. .
هل ستختار الصمت المطبق وتنضم إلى جوقة المشايخ الذين خفتت أصواتهم من أمثال الحويني والعريفي والعرعور والطرطور والفوزان والبلبل الفتان بسّام جرار. أم ترفع صوتك بالصراخ والنواح، ثم تهتف بارجوزة تميم البرغوثي:
يا مدرك الثارات إن ثارٌ وجب – جئناك فأحكم في اليهود والعرب – في المسجد الاقصى دخانٌ ولهب – وفيه آلافٌ من الجُند الجَلب – يُقتّلون الناسِ من غير سبب – نحن ذوو الموتِ إذا الموتُ أنتسب – نحمي هواء السّروِ من أن يُغتصب – وقبتين من رصاصٍ وذهب – إرث محمد بن عبد المطلب – وإرثنا المأثور من أبٍ لأب. .
يا سادة يا كرام: نعيش الآن في زمن عجيب. العرب فيه بلا عروبة، والمسلمون فيه بلا إيمان، اسألوا انفسكم: أين العرب العاربة والعرب المستعربة ؟. أين علماء المسلمين وأين مشايخ الفتوى عن غزة واهلها ؟. اما إذا وجدتموهم وسألوكم عن غزة فقولوا لهم: بها شهداء. يسعفهم شهداء. يصورهم شهداء. يودعهم شهداء. يصلي عليهم شهداء. .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
طفل مصاب يستغيث وسط ركام الموت في غزة
وثّق مشهد مصور طفلا فلسطينيا مصابا قذفته شدة الانفجار إلى المبنى المجاور، ليلوّح بيده لإنقاذه بعد قصف إسرائيلي استهدف منزله بشارع اليرموك في مدينة غزة، وسط تقارير عن استشهاد والده و5 من شقيقاته وإصابة أمه.
ويظهر المشهد الطفل وسط أهوال الموت تحيط به من كل اتجاه، وبملامح يعلوها الغبار والدم، رافعا يده، لا ليودّع، بل ليصرخ أنه ناج بجوار أشلاء مزقتها غارات الاحتلال ونيرانه.
وقد لقي المشهد -الذي تداولته منصات عدة وعليه اسم المصور والناشط الفلسطيني محمود شلحة- تفاعلا لدى رواد التواصل الاجتماعي متسائلين: إلى متى يُترك القتل بلا مساءلة؟
قذفته شدة الانفجار إلى المبنى المجاور.. طفل مصاب يلوّح بيده لإنقاذه بعد قصف إسرائيلي استهدف منزله في #غزة، وطواقم الدفاع المدني تواجه صعوبات في الوصول إليه بسبب خطورة موقعه#حرب_غزة pic.twitter.com/qJUaAVxw60
— قناة الجزيرة (@AJArabic) April 24, 2025
ومن جهة أخرى، قال مراسل الجزيرة أنس الشريف تعليقا على الصورة إن "هذا الطفل، علي فرج فرج، نجا بأعجوبة من مجزرة ارتكبتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي شمال غزة، استُشهد خلالها والده و5 من شقيقاته، فيما أُصيبت والدته بجراح بالغة".
خذلان الأمة لغزة في صورة
هذا الطفل، علي فرج فرج، نجا بأعجوبة من مجزرة ارتكبتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي شمال غزة، استُشهد خلالها والده وخمس من شقيقاته، فيما أُصيبت والدته بجراح بالغة. pic.twitter.com/GNdbBFPo6r
— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) April 24, 2025
إعلانإنها صورة من مشهد دام يعكس يوميات باتت "عادية" رغم أن تلويحة الطفل الجريح ليست مجرد استغاثة، بل إدانة لصمت عالمي بات أكثر قسوة من الحرب نفسها.
وفي ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، يبقى السؤال معلقاً على شفاه الناجين: كم من الأطفال يجب أن يرفعوا أيديهم هكذا حتى يتحرك العالم الذي لم تحركه دماء عشرات آلاف الشهداء أطفالا ورجالا ونساء؟