لبنان ٢٤:
2025-04-30@21:47:02 GMT

لماذا حزب الله أكثر المعنيين بحرب غزة؟

تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT

لماذا حزب الله أكثر المعنيين بحرب غزة؟

لا يزال هناك إنقسام في لبنان وفي خارجه، حول تحييد "حزب الله" عن الحرب الدائرة في غزة، رغم ما يشهده القطاع الفلسطينيّ من مجازر يوميّة، كان آخرها مأساة مستشفى المعمداني ليل الثلاثاء. ولكن ما لا يفهمه الكثيرون، هو أنّ قرار القضاء على "حماس" أُخِذَ من قبل الإدارتين الأميركيّة والإسرائيليّة، وهذا ما يُحاول في الوقت الحالي العديد من قادة الغرب ترويجه، عبر القول إنّ الحركة لا تُمثّل الشعب الفلسطينيّ، ولا تُعبّر عن رأيه.

وقد وضعت الولايات المتّحدة الأميركيّة امكاناتها العسكريّة بتصرّف تل أبيب، لحمايتها من أيّ هجوم أخطر من عمليّة "طوفان الأقصى"، إنّ قرّرت إجتياح غزة، لإلغاء المقاومة الفلسطينيّة هناك.
 
والسؤال المهمّ الذي يُطرح الآن: ماذا لو قرّرت إسرائيل والغرب إنهاء دور "حماس"، ومن هو التالي؟ أهو "حزب الله"؟ لقد أشار الرئيس الأميركيّ جو بايدن خلال تصريحٍ في الأيّام الماضيّة، إلى أنّه يجب "القضاء" على كلٍّ من "حماس" و"حزب الله"، لكن في المقابل، تعمل واشنطن على تحييد لبنان عن الصراع الحاليّ، بالتزامن مع إستمرار "المقاومة الإسلاميّة" بشنّ عمليّات عسكريّة على حدود لبنان مع فلسطين المحتلة، ضدّ مواقع وآليات إسرائيليّة.
 
ويوضح مراقبون في هذا الإطار، أنّ أهميّة "حماس" كبيرة بالنسبة لـ"حزب الله" وإيران، فالحركة الفلسطينيّة أمست أقوى من قبل، واستطاعت توجيه ضربة غير متوقّعة لإسرائيل، وبادرت بالهجوم واختراق العمق الإسرائيليّ. كذلك، فإنّ القضاء على "حماس" يعني خسارة استراتيجيّة لمحور المقاومة في المنطقة، بعدما وحّدت طهران الساحات المقاومة من اليمن والعراق وصولاً إلى سوريا ولبنان وفلسطين.
 
وتُدرك إيران جيّداً أنّه إذا استطاعت إسرائيل مدعومة من أميركا والدول الغربيّة، القضاء على "حماس"، هذا الأمر يعني حكماً أنّ "حزب الله" سيكون تاليّاً. وتجدر الإشارة في هذا السياق، إلى أنّ تل أبيب وواشنطن حاولتا في العام 2006، تدمير إمكانيّات "الحزب"، من بنية تحتية وعسكريّة، لكنّه خرج أقوى من "حرب تموز"، وزاد من قدراته القتاليّة، وهو أصبح يُقدّم المعونة لحلفاء المقاومة في المنطقة.
 
ويعلم "حزب الله" أنّ الحلم الأميركيّ – الإسرائيليّ بإلغائه لم ينتهِ، لكن هذا الأمر صعب في الوقت الراهن، لذا، تعمد أميركا إلى التضييق عليه عبر فرض العقوبات على المقربين منه، وبشكل خاصّ على مموّليه وداعميه في لبنان، وفي خارجه، لتقليص وصول الأموال إليه، ما سيُؤثّر سلبيّاً على شراء الأسلحة ودفع الرواتب لعناصره.
 
ويقول المراقبون إنّ حركتيّ المقاومة المتبقيتين في منطقة البحر المتوسط هما "حزب الله" و"حركة حماس"، وهما يُحيطان بإسرائيل، ويُشكّلان مصدر قلقٍ لها، وأيّ تعاظم لنفوذهما يعني صعوبة في القضاء عليهما. إضافة إلى ذلك، فاجأت "حماس" تل أبيب وواشنطن من تطوّر قدراتها العسكريّة، ومن الهجوم الذي شنّته في 7 تشرين الأوّل، ويرى المراقبون أنّ التساهل معها كما حصل مع "الحزب" في جنوب لبنان، سيُؤديّ إلى زيادة عديد عناصرها وصواريخها، ونوعيّة أسلحتها في المستقبل.
 
وبعد المجازر التي ارتكبتها إسرائيل في غزة، ومضايقاتها للشعب الفلسطينيّ في الضفة الغربيّة، سترتفع الأعداد المُؤيّدة لـ"حماس" أكثر، وستكون في موقع أقوى، وخصوصاً في قيادة المقاومة في فلسطين، الأمر الذي سيُؤثّر أيضاً على الإنتخابات، أيّ أنّ نفوذ الحركة سيكون كما "حزب الله" سياسيّ وعسكريّ. وقد خرجت تظاهرات بعد مجزرة مستشفى المعمداني في الضفة الغربيّة، تدعو إلى إستقالة الرئيس محمود عباس، وهذا التطوّر السياسيّ لافت في موقع نفوذ "حركة فتح".
 
من هذا المنطلق، فإنّ إيران و"حزب الله" يترقّبان دخول إسرائيل غزة، لفتح جبهة جنوب لبنان، ويقول المراقبون إنّهما لن يسمحا بالقضاء على "حماس"، تماماً كما أنّهما لم يسمحا سابقاً بإنهاء دور الرئيس السوريّ بشار الأسد، إذ إنّ هدف الحركات المقاومة في المنطقة أنّ تُحافظ على إستمراريتها عسكريّاً وسياسيّاً، في وجه العدوّ الإسرائيليّ والمطامع الأميركيّة. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: المقاومة فی القضاء على حزب الله

إقرأ أيضاً:

تعثر الحوار بين فتح وحماس ... لماذا يتجدد ؟

ليس من المبالغة في شيء القول إن المشاحنات والمناكفات والمناورات السياسية وغير السياسية بين حركة فتح وحركة حماس الفلسطينيتين وبعض الفصائل الأخرى مثل: حركة الجهاد والجبهة الشعبية على سبيل المثال شكلت منذ الانتخابات الفلسطينية الأخيرة عام 2007 نموذجا فلسطينيا للممارسة السياسية التي اختلطت فيها المناورة بالهزل، وافتقدت إلى الجدية برغم الانعقاد المتكرر لمحادثات ومشاورات استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية وبمشاركة أطراف عربية وغير عربية، ضمانا للجدية وأملا في التغلب على مشكلات كانت تطرح نفسها في كل جولة وتؤدي إلى عرقلة الحوار أو على الأقل اصطدامه بما يوقف مسيرته لفترة تختلف في مداها وأسبابها وما يترتب عليها حسب الظروف الفلسطينية والعربية والإقليمية والدولية.

وقد أدت المحاولات المتكررة للحوار وما يطرح في كل مرة من جدية أو أمل في جدية لا تلبث أن تتبخر إلى افتقاد وتآكل الثقة بين الأطراف والأشخاص المعنية مباشرة بالحوار، وهو ما انعكس في الواقع على موقف الأطراف المختلفة من الحوار في كل مرة بكل السلبيات المترتبة على ذلك بشكل مباشر وغير مباشر.

وما يحدث على مستوى الحوار الفلسطيني يتكرر للأسف في حالات عديدة ولأسباب مختلفة في مواجهات وخلافات تتكرر كثيرًا على المستوى العربي للأسف لتظل القضايا مفتوحة ودون حلول ولتتفاقم وتتسع بشكل ملحوظ واسع الخلافات وتزداد الخسائر العربية بشكل صعب ومؤثر في النهاية، وفي غير صالح الأوضاع والمشكلات العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي تظل قائمة والمؤكد أن ذلك أصبح يشكل سمة لعدد من المشكلات العربية القائمة والمستمرة منذ سنوات بغض النظر عن تقييم الأطراف المختلفة لما يجري وأسبابه في كل مرة أو في كل حالة على حدة.

وإذا كان من المعروف أن اتفاقًا عامًا بين الأطراف الفلسطينية وحتى غير الفلسطينية قد تبلور منذ وقت مبكر حول الحاجة الشديدة لجمع الجهود والإمكانيات الفلسطينية على صعيد واحد والعمل على دعمها وربطها معًا لزيادة فعاليتها وتماسكها معا، وهو أمر لا خلاف عليه في الواقع، فإن المشكلات والصعوبات العملية تظهر في الواقع مع الانتقال من الإطار النظري إلى الإطار العملي الذي يطرح فيه كل جانب تصوره لتحقيق الهدف الوطني المنشود على الصعيد الفلسطيني.

وهنا فإن كل طرف يجتهد وبطرق مختلفة لكي يلقي اللوم والمسؤولية على الطرف الآخر وليحمله مسؤولية الفشل وعرقلة تحقيق الهدف الوطني الفلسطيني الذي عاشت وتعيش وتتربى عليه الأجيال الفلسطينية جيلًا بعد جيل، وإذا كانت تضحيات الأجيال المتعاقبة من الشباب الفلسطيني قد تضاعفت كثيرا بحكم تطور تقنيات التسليح والزيادة المطردة في الخسائر في الأرواح وأعداد الجرحى على نحو لا يقارن بالخسائر البشرية في السنوات الماضية، فإنه من المؤسف أن قيادات فلسطينية من فصائل محددة قد عمدت إلى التقليل المتعمد من قيمة وأهمية خسائر العمليات في الميدان خاصة في الأشهر السابقة منذ حرب حماس ضد إسرائيل في أكتوبر 2013 وحتى الآن.

وإذا كان قد طرح أسلوب المقاومة المدنية ضد الجيش الإسرائيلي للرد على الأعمال الهمجية والإبادة الجماعية التي تشنها القوات الإسرائيلة سلاحًا له في غزة ورفح والضفة الغربية، فإن المقاومة تظل في النهاية سلاحًا فعالًا في معركة لها قواعدها ومتطلباتها المشروعة التي ينبغي العمل بكل السبل على توفيرها في أقرب وقت ممكن قدر الإمكان، على الأقل من أجل الحد من الخسائر الفلسطينية والحد من النزيف الفلسطيني.

من جانب آخر، فإنه من المعروف أن الخلافات بين فتح وحماس هي خلافات سياسية وتتعلق بكيفية إدارة قطاع غزة، وإذا كان قد حدث جدل بين حماس وفتح حول إمكانية التخلي عن حكم قطاع غزة من جانب حماس في الأسابيع الأخيرة حتى لا تجد إسرائيل ذرائع في استمرار سيطرتها على القطاع بشكل أو بآخر وهو ما أكد عليه الرئيس الفلسطيني محمود عباس مؤخرًا، فإنه يمكن القول في النهاية أن الاطماع السياسية في السيطرة على قطاع غزة تحرك الكثيرين للانضمام من جانب حماس إلى منظمة التحرير الفلسطينية على الجانبين، أي في جانب حماس وجانب فتح وأن الخلافات بين الجانبين حول الانضمام إلى منظمة التحرير الفلسطينية لا تلبث أن تطل برأسها بين الجانبين وتزيد من الخلافات بينهما، وقد ظهرت هذه الخلافات؛ لأن حماس لا تريد الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني منذ عام 1974 وتريد تعديل مواثيق المنظمة بشكل أو بآخر حتى تنضم إليها في النهاية حسبما تراه هي مناسبا لها وهو ما لا يتفق مع توجهات المنظمة ومواثيقها وهو موضع خلاف حاد اليوم وغدًا وبعد غد بين الرئيس الفلسطيني وحماس يضاف إلى ذلك أن مشكلة الاستئثار بحكم غزة بالنسبة لحماس، والاستئثار بحكم الضفة الغربية بالنسبة للرئيس الفلسطيني يطرح في الواقع مشكلة الوحدة الفلسطينية بين غزة والضفة الغربية، كما كانت في السابق ومن ثم استعادة الوضع السابق بين الضفة وغزة وعلى نحو سيكون مفيدًا لفلسطين وللدولة الفلسطينية في المستقبل،

جدير بالذكر أنه طرحت في الآونة الأخيرة صيغة من جانب الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتحقيق الوحدة بين فتح وحماس ووفق الأطر السياسية لمقررات الأمم المتحدة برغم أن فتح وحماس شكلتا والفصائل الفلسطينية الأخرى الدولة الفلسطينية قبل قيام إسرائيل وبعدها حتى انتخابات 2007.

ومن المعروف أن الرئيس الفلسطيني أعلن يوم الخميس الماضي 24 إبريل الجاري استحداث منصب نائب رئيس منظمة التحرير كمنصب جديد ضمن التعديلات التي تم إدخالها على منظمة التحرير الفلسطينية وبالطبع عارضت حركة حماس هذا القرار الذي يسعى إلى تطوير الأداء وهو ما يعني مطلب تطوير عمل المنظمة وهو مطلب فلسطيني وعربي ودولي خاصة في هذه المرحلة التي شهدت تحركات داخل غزة تعرب عن معارضتها لاستمرار حماس في حكم غزة، وتدعو إلى عدم حكم حماس للقطاع بعد انتهاء الحرب.

وعلى أية حال فإن حماس غيرت موقفها وأعربت أكثر من مرة عن الاستعداد للتخلي عن حكم القطاع تارة وعن استعدادها للابتعاد عن الأطر السياسية لحكم غزة في المستقبل تارة أخرى حتى تنزع من يد إسرائيل أية ذرائع لاستمرار السيطرة على غزة، ولكن عندما طالبها عباس قبل أيام بالتخلي عن حكم غزة وعن سلاحها فُتحت الخلافات مجددًا ودعت الحركة إلى وقف التعاون الأمني مع إسرائيل وقطع العلاقات معها.

وعلى أية حال فإن الخلافات الحالية ستستمر بين فتح وحماس، وسيساعد على ذلك أن قيادات فلسطينية عديدة رحلت مما يفاقم الخلافات بين فتح وحماس، ويزيد من شقة الخلافات بين الفصائل الفلسطينية حتى ينتهي هذا الجيل أو تظهر قيادات قادرة على حمل شعلة النضال الفلسطيني على نحو يستطيع تحقيق الآمال الفلسطينية فهل يتمكن مروان البرغوثي من تحقيق ذلك إذا أتيحت له الفرصة بما يتناسب مع آمال الشعب الفلسطيني الشقيق؟

مقالات مشابهة

  • القضاء الأمريكي يصدر قرار بالإفراج عن الطالب الفلسطيني مهداوي
  • أخطر من جبهة الحرب.. لماذا تخاف إسرائيل من بيت صغير في الجنوب؟
  • حزب الله غير راض عن الحكومة: على المعنيين ردع إسرائيل
  • الجيش داهم أكثر من 500 موقع لـ الحزب.. في هذه المناطق
  • تعثر الحوار بين فتح وحماس ... لماذا يتجدد ؟
  • «مصر» تطلق صرخة الحق أمام العدل الدولية: لماذا الصمت عن حقوق الشعب الفلسطيني؟
  • كاتب إسرائيلي: غزة تحولت إلى فيتنام والجيش يغرق بحرب العصابات
  • حماس: الاحتلال يُحاول يائسا كسر المقاومة الفلسطينية
  • البيت الفلسطيني.. ماذا يحدث بين حماس وفتح؟
  • حوار عون وحزب اللهلم يبدأ بعد ولا معطيات حاسمة حيال الموعد والشكل