قال إيلان بيرمان، نائب رئيس مجلس السياسة الخارجية الأمريكية، إنه منذ أن نفذت حركة حماس حملتها ضد إسرائيل قبل أسبوعين تقريباً، أبدى مراقبون قلقاً من بداية ما يُعدُّ خطراً حقيقيّاً ينذر باندلاع حرب إقليمية.

لهذه الأحداث كلها وقع إيجابي على طهران




غير أن الأمر الذي يستعصي على فهم غالبية الناس هو أن الصراع الحالي هو إلى حدٍ كبير حرب بالوكالة، يحاول من خلالها النظام الإيراني المتطرف إعادة تشكيل النظام الشرق الأوسطي لصالحه، حسب بيرمان في تحليله بموقع مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية.

أسباب الحرب بالوكالة

وأضاف الخبير المختص بالشأن الإيراني والشرق الأوسط أن أسباب هذه الحرب بالوكالة تتعلق بما سمعته من أكاديميّ إيرانيّ نافذ على هامش مؤتمر دولي كبير، إذ قال إن النظام الراديكالي في طهران يواجه الآن 3 دوائر من الأزمات.

 

https://t.co/5TSpjCn91f Israel’s New War Is Part Of Iran’s Strategic Plan The reasons have everything to do with what I heard from one well-connected Iranian academic on the sidelines of a major international conference: that the radical regime in Tehran is now facing three

— Goldie Elaine (@TeresaB16548284) October 21, 2023


الأولى محلية، فالأزمات الداخلية تنبع من الاحتجاجات المستمرة في جميع أنحاء طهران والتي هزَّت الدولة كلها في أعقاب مقتل الناشطة الكردية الإيرانية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول) 2022 أثناء احتجازها في مخفر الشرطة. وشكَّلت هذه الاحتجاجات التي استمرت رغم حملات القمع المستمرة أكبر تحدٍ لشرعية النظام منذ الثورة الإسلامية عام 1979.
والثانية تضم أزمات إقليمية نشأت بسبب التهميش المتزايد لإيران، وسط موجة من الاتصالات السياسية والاقتصادية الإسرائيلية العربية الجديدة. فعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، أدت موجة التطبيع مع إسرائيل، التي بدأت بتوقيع الاتفاقيات الإبراهيمية في سبتمبر (أيلول) 2022، إلى تغيير جذري في طبيعة الشرق الأوسط. وكانت هناك مؤشرات مُشجعة على المزيد من هذه الاتصالات مُستقبلاً.

 

Israel’s New War Is Part Of Iran’s Strategic Plan https://t.co/vRvl5mu4WS

— Dr. Kenneth Warner (@wrestlerkw7) October 20, 2023


والثالثة دولية، وهي نتاج البرنامج النووي الإيراني. فمنذ الكشف عن مساعٍ نووية إيرانية سرية قبل نحو عقدين، بذل المجتمع الدولي جهوداً مضنية للحيلولة دون وصول طهران إلى تصنيع القنبلة النووية. وكانت النتيجة اتساع نطاق العقوبات الاقتصادية التي أثَّرَت تأثيراً عميقاً على الأوضاع المالية للدولة وازدهارها على مر السنين.
وهذه الدائرة الأخيرة تتراجع حاليّاً، بسبب الجهود الحثيثة لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 المعروف باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة". وسمح التراخي في تطبيق العقوبات بضخ مليارات الدولارات من عائدات النفط إلى إيران، مما أدى إلى استقرار الاقتصاد، الذي كان مُتهالكاً للغاية قبل عامين فقط.
غير أن الجبهتين الأخريين تمثلان تحديات خطيرة ومستدامة للتماسك الداخليّ للنظام الإيراني ومكانته الإقليمية. والحرب التي اندلعت بين إسرائيل وحركة حماس من الممكن أن تؤدي دوراً محوريّاً في التصدي لها.

آثار زلزلت العالم


وأوضح الكاتب: "من الناحية الجيوسياسية، كان لهجوم حماس المروع في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، والرد العسكري الناتج عنه الذي أطلقته إسرائيل آثار زلزلت العالم كله. 
والأمر الأكثر إثارة للقلق حقاً، برأي الكاتب، هو أن أعمال العنف هذه من الطرفين ألهبت "الشارع" العربي في العديد من العواصم الإقليمية. ومع تصاعد الرد العسكري الإسرائيلي على حماس، تحوَّلَ التركيز من قضايا حقوق الإنسان الإقليمية (بما في ذلك القمع الواسع النطاق الذي يمارسه النظام الإيراني ضد شعبه) إلى احتمالات وقوع كارثة إنسانية في قطاع غزة.
وكان لهذه الأحداث كلها وقع إيجابي على طهران، إذ سمحت لها بتعزيز سيطرتها في الداخل، في ظل تأجيج الانقسام الإسرائيلي- العربي المتعمق في جوارها.
ولا يبدو أن إدارة بايدن لاحظت الصلة بين ما حدث في فلسطين وجهود إيران لزعزعة العلاقات الإسرائيلية- العربية. ففي الوقت الذي أعربَ فيه البيت الأبيض عن دعمه الراسخ لإسرائيل، "نراه مصراً على أن لا علامات على تورط إيرانيّ مباشر في الفظائع التي ارتكبتها حماس.
غير أن هذا لا يهم إلى حدٍ كبير لأن دعم إيران طويل الأمد لحماس، بغض النظر عمّا إذا كانت طهران قد أعطت "الضوء الأخضر"، أرسى بوضوح الأساس لهجومها الأخير. فضلاً عن ذلك، فإن تصرفات حماس تتسق بدقة مع أهداف إيران الإستراتيجية الممثلة في تحسين وضعها الداخلي، وفي الوقت عينه تفكيك التكامل العربي الإسرائيلي.

المستفيد الأكبر ورأى بيرمان، الذي عمل مستشاراً لوكالة الاستخبارات المركزية ووزارتي الخارجية والدفاع الأمريكية، أنه من الأفضل للمسؤولين في واشنطن، إذ يتعاونون لنزع فتيل الأزمة الراهنة، أن يُقيِّموا المستفيد الأكبر من تلك الأزمة لأنه ليس حماس وحدها.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

جولة مفاوضات جديدة بين إسرائيل وحماس.. ما التوقعات بشأنها؟

رأى محللون سياسيون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحده من يمتلك القدرة على حسم ملف صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في ظل ضعف الرئيس الأميركي جو بايدن حاليا.

ووفق الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى، فإن الشغف الإسرائيلي الحالي نابع من 3 عوامل، الأول شغف المؤسسة الأمنية والعسكرية لوقف الحرب، والثاني شغف سياسي في ظل رغبة نتنياهو بإبقاء الوضع الحالي، إضافة إلى مرونة حماس بشأن صياغات الانتقال من المرحلة الأولى للثانية في المقترح الأميركي الإسرائيلي.

ويوضح مصطفى أن نتنياهو يتبع إستراتيجية كسب الوقت، وهي مبنية على "التفاوض من أجل التفاوض"، وإطلاق تصريحات من طرفه بأنه لن يوقف الحرب حتى تحقيق أهدافها، فضلا عن اتهام حماس بالتعطيل بمساعدة أميركية.

ويعتقد أن نتنياهو حاليا في وضع قوي ومريح لرفض الصفقة، لأن الضغط الأميركي ليس كالسابق في ظل ضعف بايدن، إلى جانب أن الاحتجاجات الداخلية في إسرائيل لم تتحول إلى ثورة شعبية كبيرة.

واليوم الخميس، أبلغ نتنياهو هاتفيا الرئيس الأميركي بقراره إرسال وفد لمواصلة المفاوضات من أجل إطلاق سراح المحتجزين، في حين ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية (الموساد) ديفيد برنيع سيرأس الوفد الإسرائيلي في محادثات الدوحة.

وفي السياق ذاته، شدد مصطفى على أن الكابينت المصغر في إسرائيل لن يقبل الإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين، إضافة إلى معضلة بقاء قوات الجيش في محور فيلادلفيا على طول حدود القطاع مع مصر.

ولذلك، قد يلجأ نتنياهو إلى تسوية مع اليمين المتطرف ترتكز على منح الأخير الضفة الغربية مقابل إدارته ملف غزة باستقلالية وانتهاج سياسة المماطلة والتسويف، وفق مصطفى الذي لم يستبعد إقدام الأول على حل الكنيست والذهاب إلى حكومة انتقالية تنتهي بانتهاء الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وفيما يتعلق بالخلاف مع المؤسسة الأمنية والعسكرية، قال الخبير بالشأن الإسرائيلي إن قوة الجيش تكمن في التأثير على المزاج الشعبي الإسرائيلي، وهو أمر ممكن أن يضغط أكثر على الحكومة.

"مرونة وليس تنازلا"

من جانبه، يعتقد الباحث في الشأن السياسي والإستراتيجي سعيد زياد أن طرح حماس أفكارا مع الوسطاء لإيقاف الحرب "لا يمكن اعتباره تنازلا وإنما براغماتية لكسر الجمود".

وأشار زياد إلى أن الحركة تتمسك بخطوطها الحمراء بوقف إطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي وتبادل الأسرى وعودة النازحين وإعادة الإعمار.

ولفت إلى أن مرونة حماس تتسق مع جهود فصائل المقاومة بضرورة إنهاء الحرب وإمساك زمام المبادرة، في حين يتشبث نتنياهو برؤيته باستمرار الحرب رغم تصدع جبهته الداخلية.

ورأى أن هناك 4 بيئات تتشكل خلال الحرب الحالية، معظمها في صالح المقاومة، وهي مؤسسة الجيش الإسرائيلي التي قال إن رأيها سيكون حاسما مع الانتقال إلى المرحلة الثالثة، والبيئة الإقليمية المتشكلة، فضلا عن البيئة الميدانية بتكيف المقاومة ومرونتها، إضافة إلى العلاقة الأميركية الإسرائيلية في ظل ضعف إدارة بايدن.

موقف واشنطن

بدوره، قال مايكل مولروي نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق للشرق الأوسط إن إسرائيل تريد وقفا لإطلاق النار في مصلحتها، في حين تريد الولايات المتحدة وقفا فوريا يخفض احتمالية نشوب نزاع بين حزب الله وتل أبيب.

وشدد مولروي على أن إدارة بايدن تريد وقفا لإطلاق النار في غزة لأمرين، الأول يتعلق بالسياسة العامة للولايات المتحدة، إضافة إلى السياسة الداخلية المتعلقة بالانتخابات الرئاسية، خاصة أن الولايات المتأرجحة -ومن بينها ميشيغان- هي من ستقرر.

لكنه أوضح أن من يتخذ قرار وقف إطلاق النار هما إسرائيل وحماس، وكلتاهما لديهما مصلحة بالتوصل إلى صفقة.

وخلص إلى أن النقاش جدي بخصوص وقف إطلاق النار، مؤكدا في الوقت نفسه أن واشنطن ستنتبه لما يقال، خاصة التصريحات التي قد تربك المشهد في ظل رغبة نتنياهو الانتظار حتى الانتخابات الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

مقالات مشابهة

  • بيزشكيان يمد يد الصداقة للجميع بعد انتخابه رئيسا جديدا لايران
  • باحث بالشأن الإيراني: بزشكيان لن يكبح جماح مليشيات طهران المرتبطة بالحرس الثوري  
  • خطة نتنياهو بإبعاد السلطة وحماس عن حكم غزة سيناريو يرفضه الفلسطينيون.. فيديو
  • فاينانشيال تايمز: واشنطن تستشعر "فرصة كبيرة" في صفقة المحتجزين بين إسرائيل وحماس
  • صحيفة بريطانية: واشنطن تستشعر فرصة كبيرة في صفقة المحتجزين بين إسرائيل وحماس
  • وفد التفاوض الإسرائيلي يعود من الدوحة.. وحماس تكشف "الموعد المتوقع" للرد
  • جولة مفاوضات جديدة بين إسرائيل وحماس.. ما التوقعات بشأنها؟
  • تقرير: جرائم القتل والسرقة تعمّق الفوضى في قطاع غزة
  • تقرير لـNewsweek: لماذا على إسرائيل شنّ حرب على حزب الله وإيران؟
  • تقرير: إسرائيل وحماس على وشك التوصل إلى اتفاق إطاري لوقف إطلاق النار