كيف تشارك أمريكا جرائم الاحتلال في الحرب البرية القادمة على غزة؟
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
في دلالة على التحيز الأمريكي الكامل للاحتلال، فعندما التقى جو بايدن برئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو وحكومته الحربية خلال زيارته لإسرائيل، أكد لهم الرئيس الأمريكي: "لا أعتقد أنه يتعين عليك أن تكون يهوديا لكي تكون صهيونيا، وأنا صهيوني"، وفق ما ذكرت صحف دولية.
أومأ السياسيون والجنرالات المجتمعون في قاعة في فندق في تل أبيب برؤوسهم بالموافقة، وفقًا لمسؤول أمريكي مطلع على التصريحات المغلقة، حتى عندما قصفت إسرائيل غزة ردًا على هجوم مدمر شنه مسلحو حماس الفلسطينية ومع غزو بري يلوح في الأفق.
وقد استخدم بايدن، وهو من أصل كاثوليكي أيرلندي، كلمات مماثلة في الماضي للإعلان عن ارتباطه بإسرائيل، لكن الوقت الحالي غير المسبوق، الذي لم يتم الوصول بمثله من قبل يوضح كيف أن بايدن يعد كواحد من "أصدقاء إسرائيل" الأمريكيين خلال أزمة حاسمة في رئاسته.
كما أنه يسلط الضوء على التحديات التي يواجهها في الموازنة بين الدعم الثابت لإسرائيل وإقناع نتنياهو - الذي يتمتع معه بتاريخ طويل - بتجنب تفاقم عدد الق.تلى المدنيين والانهيار الإنساني في غزة، فضلا عن تعقيد عمليات إطلاق سراح المزيد من الرهائن الأمريكيين.
وقال آرون ديفيد ميلر، المفاوض السابق في الشرق الأوسط الذي خدم ستة وزراء خارجية في الإدارات الديمقراطية والجمهورية: "ارتباط بايدن بإسرائيل متجذر بعمق في حمضه النووي السياسي، سواء أحب ذلك أم لا، فهو في خضم أزمة سيتعين عليه إدارتها".
وأجرت رويترز مقابلات مع عشرة من المساعدين والمشرعين والمحللين الحاليين والسابقين، قال بعضهم إن احتضان بايدن الحالي لنتنياهو في زمن الحرب يوفر النفوذ والغطاء الأمريكي للتخفيف من رد فعل إسرائيل الاجرامي في غزة.
وفي جلستهما الخاصة مع مساعديهما يوم الأربعاء، لم يظهر بايدن ونتنياهو أيًا من التوترات التي ميزت اجتماعاتهما في بعض الأحيان، وفقًا لمسؤول أمريكي ثانٍ مطلع على المحادثات.
لكن بايدن طرح أسئلة صعبة على نتنياهو بشأن الهجوم القادم، بما في ذلك "هل فكرت فيما سيأتي في اليوم التالي واليوم الذي يليه؟" قال المسؤول.
وأعربت مصادر أميركية وإقليمية عن شكوكها في أن إسرائيل، التي تعهدت بتدمير حماس، لم تتوصل بعد إلى طريقة في اجتياح غزة المحاصرة البري .
وجرى اتصال بين بايدن ونتنياهو بعدما غادر بايدن الأراضي المحتلة ليعلم تطورات الحرب البرية، ما يشير إلى أن كل شيء يجري بعلم بايدن.
وقبلها وأثناء صعوده على متن طائرة الرئاسة في وقت سابق من يوم السبت، سأل مراسل بايدن عما إذا كان ينبغي على إسرائيل تأجيل العملية البرية في غزة، فأجاب: "نعم".
لكن البيت الأبيض أكد أن الرئيس "لم يسمع السؤال عن تأجيل إسرائيل الغزو البري، وكان يعتقد أن السؤال عما إذا كان يرغب في الإفراج عن المزيد من الرهائن".
وتابع بيان البيت الأبيض قائلا: "كان الرئيس بعيدا. ولم يسمع السؤال".
وأضاف: "السؤال بدا وكأنه هل ترغب في رؤية المزيد من الرهائن يطلق سراحهم؟ ولم يكن يعلق على أي شيء آخر".
وقالت تقارير صحفية إن هناك ضغوطا غربية على إسرائيل لتأجيل هجومها البري المتوقع على غزة، في أعقاب إطلاق حماس سراح رهينتين أمريكيتين من القطاع.
بل إن حماس أعلنت عن رغبتها في إطلاق سراح أسيريين آخرين وإسرائيل هي من رفضت.
قال مصدر دبلوماسي، إن "الولايات المتحدة والعديد من الحكومات الأوروبية تضغط بهدوء على إسرائيل لتأجيل الغزو البري، خوفا من أن يؤدي إلى إحباط الجهود الرامية إلى إطلاق سراح المزيد من الرهائن في المستقبل المنظور".
وأوضح المصدر أن "الحكومات الغربية التي تضغط حاليا على إسرائيل لديها مواطنون بين المفقودين".
وتواصل أمريكا شحن الأجواء والتصعيد في المنطقة الشرق أوسطية مع استمرار دعمها اللامحدود للاحتلال الذي يواصل قصف كل شيء في غزة دون اهتمام بأرواح الناس.
اعتبرت صحف أمريكية، أن أمريكا تواصل التصعيد حيث أنها لا تعمل على خفضه في ظل إعلانها عن اخطر خطوة وهي بارسال قوات أخرى إلى كيان الاحتلال.
ويقول صحفيون أمريكيون أن ارسال قوات أمريكية جديدة يعني تورط أمريكا في فلسطين بشكل لا لبس فيه.
وعموما يعني ارسال أسلحة إلى مكان ما دعم هذا الطرف ضد آخر، لكن ارسال جنود شيئ آخر.
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، اليوم الأحد، أن الولايات المتحدة سترسل أنظمة دفاع جوي إضافية في الشرق الأوسط.
وحسبما ذكرت "البنتاجون" فإن المتحدة سترسل منظومة دفاع جوي من طراز ثاد والمزيد من أنظمة الدفاع الجوي الصاروخية باتريوت إلى الشرق الأوسط ردا على الهجمات الأخيرة على القوات الأميركية في المنطقة.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن "بعد مناقشات مستفيضة مع الرئيس جو بايدن بشأن التصعيد الأخير من قبل إيران والقوى التي تعمل بالوكالة عنها في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط، وجهت اليوم بسلسلة من الخطوات الإضافية لتعزيز موقف وزارة الدفاع في المنطقة".
وأضاف أوستن أنه سيرسل قوات إضافية إلى المنطقة لكنه لم يذكر عددهم.
ووصلت أقوى حاملة طائرات في العالم إلى إسرائيل، الإثنين الماضي.
وبعد وصول الحاملة "جيرالد فورد"، تترقب المنطقة وصول حاملة الطائرات "دوايت أيزنهاور"، خلال الأسبوعين المقبلين.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن انضمام "أيزنهاور" إلى "فورد" يعد بمثابة المرة الأولى التي يتم فيها نشر حاملتين في المنطقة منذ مارس 2020.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إسرائيل احتلال الانهيار الجنرالات الرئيس الأمريكي الفلسطين الفلسطينيين المدنيين المحادثات الوقت الحالي بنيامين نتنياهو المزید من الرهائن الشرق الأوسط على إسرائیل فی المنطقة فی غزة
إقرأ أيضاً:
أمريكا تبرم اتفاقا هاما مع "الحوثيين" رغم تصنيفهم "إرهابيين".. تفاصيل
البيت الأبيض (وكالات)
في تطور جديد يشير إلى استمرار التوترات في منطقة الشرق الأوسط، أعادت الولايات المتحدة يوم السبت سياساتها تجاه حركة "أنصار الله" (الحوثيين) في اليمن، رغم دخول تصنيف الحركة كـ "منظمة إرهابية" حيز التنفيذ، ما يثير تساؤلات حول نتائج هذا التصنيف في ظل التطورات الحالية.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت عن تصنيف جماعة "أنصار الله" على لائحة المنظمات الإرهابية في خطوة أثارت ردود فعل متباينة في الأوساط السياسية والدبلوماسية.
اقرأ أيضاً وفد رفيع المستوى يغادر صنعاء إلى هذه الدولة في مهمة عاجلة 22 فبراير، 2025 أطعمة إياك أن تعيد تسخينها في رمضان: مخاطر صحية محدقة 22 فبراير، 2025ورغم أن هذا التصنيف دخل حيز التنفيذ في يوم الجمعة الماضية، إلا أن الوضع لا يزال يكتنفه الغموض، خاصة بعد التسريبات التي أفادت بوجود اتفاق غير معلن بين الولايات المتحدة والحركة.
وبحسب ما نقلته قناة الجزيرة عن مسؤولين أمريكيين، فإن هناك اتفاقاً سرياً يتعلق بالتصدي لأي تهديدات موجهة ضد القوات الأمريكية في المنطقة.
وبموجب هذا الاتفاق، تم منح القادة العسكريين الأمريكيين صلاحيات موسعة للتعامل مع ما وصفوه بـ"التهديدات الحوثية" في حال وقوع أي هجمات ضد القواعد الأمريكية المنتشرة في المنطقة.
وقد جرت هذه الأحداث وسط تصاعد المخاوف من وقوع عمليات هجومية تستهدف القواعد الأمريكية في المنطقة، وهو ما يجعل الوضع أكثر تعقيداً.
كما أظهرت بعض التصريحات الأمريكية، بما فيها تصريحات الرئيس السابق دونالد ترامب، إشارات إلى وجود بعض التطمينات لاحتواء الموقف وتخفيف حدة التوترات.
وفي هذا السياق، لم تقتصر المخاوف على الولايات المتحدة فقط، بل طال تأثيرها أيضا بعض الأوساط الإسرائيلية، التي بدورها أبدت قلقاً من التصعيد المحتمل في المنطقة بعد دخول هذا التصنيف حيز التنفيذ.
لكن مع مرور يومين على بدء تطبيق هذا التصنيف، لم تُسجل أي تأثيرات ملحوظة على الوضع في اليمن حتى الآن.
من جهة أخرى، قلل العديد من الخبراء العسكريين والاستخباراتيين الأمريكيين من أهمية هذا التصنيف، مؤكدين أنه لا يتعدى كونه خطوة رمزية قد تكون "غير قابلة للتطبيق" في الواقع.
ومن بين هؤلاء الخبراء كان بروس ريدل، الذي وصف التصنيف بالفاشل وأشار إلى أنه لن يؤدي إلى نتائج ملموسة على الأرض.
جدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تتخذ فيها الإدارة الأمريكية خطوات مشابهة ضد "أنصار الله". فقد سبق للرئيس السابق ترامب أن صنف الحركة كمنظمة إرهابية في فترة ولايته الأولى، في حين أن الرئيس بايدن قد اتخذ خطوات مماثلة في وقت لاحق.
ويضاف إلى ذلك قائمة طويلة من العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية على اليمن منذ بداية العمليات العسكرية المساندة للقطاع الغزي.
يتضح من هذه التطورات أن السياسة الأمريكية تجاه الحوثيين تتسم بالحذر والتوازن، إذ تسعى واشنطن لتحقيق أهدافها الأمنية والسياسية دون التصعيد المباشر أو المواجهات العسكرية الكبرى، في وقت تتزايد فيه المخاوف من أن تؤدي هذه الخطوات إلى تداعيات غير متوقعة قد تؤثر على الاستقرار في المنطقة.