صحيفة أثير:
2025-03-31@08:58:17 GMT

دروس (باسم يوسف) في تجويد الخطاب الإعلامي

تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT

دروس (باسم يوسف) في تجويد الخطاب الإعلامي

أثير- عبدالرزّاق الربيعي

دروس كثيرة يمكننا أن نتعلّمها من استضافة البريطاني بيرس مورغان للإعلامي المصري باسم يوسف في برنامج حواري تناول ما يجري في قطاع غزّة، حيث انتشر اللقاء بسرعة البرق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والجروبات، حتى تجاوزت مشاهداته الـ ١٣ مليون مشاهدة، وأبرز هذه الدروس، معرفة تأثير الخطاب الإعلامي، على الجمهور العريض، لو أحسنّا صياغته، وجوّدنا في طروحاتنا، وهذا هو الفرق بين الإعلامي المحنّك، الموهوب، والإعلامي الطارئ على المهنة، خصوصا لو جاء هذا الخطاب من شخص مؤثّر، وله متابعون، كثر في أنحاء العالم، مثل( باسم يوسف) – له أكثر من ١١ مليون متابع في منصة (x) و٥ ملايين في الانستغرام – الذي استغلّ كلّ لحظة من الدقائق الأربعين المخصّصة له، في توجيه رسائل إنسانية شرح من خلالها الأبعاد الإنسانية للقضية للعالم، عبر حوار هادئ، يخلو من الانفعال، والصراخ، كما اعتدنا في البرامج الحواريّة التي نشاهدها عبر القنوات الفضائية العربيّة، بل كان هادئا، يتكلّم بدم بارد، يخلو من أيّ انفعال، وقد حافظ على ابتسامته، وسخريته منذ بداية الحلقة عندما قال عن الشعب الفلسطيني إنه” شعب يصعب قتله، أعرف هذا، لأني متزوج واحدة منهم ، حاولت عدة مرات ولم أستطع قتلها ” حتى نهاية الحلقة عندما قال “على فكرة عائلة زوجتي بخير وأرسلوا لنا صورة المنزل فقد تم قصفه” وعرض صورة منزل مهدّم عبر هاتفه النقّال، ثمّ علّق” إنه جميل سيكون موضوعا جيدا لعيد الهالوين” ثم ابتسم، وهذا الأسلوب هو المناسب في عالم فقد منطقه، لكن ليس أية سخرية بل سخرية مريرة، أو ما تسمّى بالكوميديا السوداء، حتى في أسئلته الساخرة:
“ما هو سعر الصرف الحالي للأرواح البشرية؟
ما هو سعر الصرف المناسب لكي تكونوا سعداء؟”.


كذلك كان أداؤه الحركي عاليا، وكل حركة للعيون والأيدي محسوبة بدقّة- قال في حديث للسي إن إن في عام 2017م بأنه يأخذ دروسا في التمثيل، لا ليمثل، فهو، كما قال، يتلقى طلبات للتمثيل، لكنه يعتذر عن تلبيتها، بل ليتمكّن من توظيف أدواته التعبيرية في أحاديثه بشكل أفضل، ليكون تأثيره في الجمهور أكبر، عندما يطلق كلمته التي تمتلك فعل الرصاصة في عصر هيمنت عليه الصورة، مؤكّدا أن الكلمة لم تفقد تأثيرها، ولكن أية كلمة!؟ بالتأكيد الكلمة الصادرة من القلب، التي تقدّم على طبق شهي، وكان تمكنه عاليا لأنه حضّر جيّدا، لما سيقوله في الحوار في البرنامج الذي كان يبثّ بثا مباشرا على الهواء، متحدّثا بمنطق الإعلام الغربي، لكن بهيئة ساخرة، وكان واقعيا في طروحاته، يلجأ للتشبيهات البليغة عندما يريد تقريب الصورة ليكون تأثيره أكبر، كقوله عندما أراد أن يتحدّث عن خطاب الإعلام الإسرائيلي، الذي يصف ردّة فعل المقاومة الفلسطينية بالإرهاب” إنهم يطلقون النار على سمك في برميل وينزعجون من رذاذ الماء”، وكان يتحدّث بطلاقة وسرعة بحيث لم يترك المجال للمحاور المحنّك (بيرس مورغان) الذي شغل موقع رئيس تحرير عدة صحف بريطانية وأمريكية، وسبق له العمل في شبكة سي إن إن، أن يقاطعه، ليقول كل رسائله التي جهّزها، ونجح في ذلك، إلى أبعد حدّ، وأوضح أبعاد القضية للعالم وبالتأكيد كسب تعاطفه مع القضية الفلسطينية، فانتصر على محاوره الذي لم يتمكن من مجاراته، وكان جريئا في طروحاته، شجاعا، فقد قال كلمته دون أن يخشى ردّة فعل أمريكا التي يقيم بها، في لوس أنجلوس تحديدا، بعد هروبه من مصر عام 2017م، وكلنا نعرف حساسيّة الظرف، وعدم تساهل الغرب الذي جعل من إسرائيل خطا أحمر، رغم ما يدّعيه من تبنّيه للديمقراطية.
وهذا ما أخفق به إعلامنا التقليدي، الذي لم يزل يتبع الأساليب القديمة، وعرض البرامج الحوارية التي يعلو بها الصراخ، والخطب الإنشائية الحماسية، كما قال نزار قباني:
“إذا خسرنا الحرب لا غرابة
لأننا ندخلها بكلّ ما يملكه الشرقيُّ
من مواهب الخطابة
بالعنتريات التي
ما قتلت ذبابة”
وخلال 40 دقيقة أمضيناها في متابعة المبارزة الإعلامية في البرنامج تعلّمنا من (باسم يوسف) دروسا كثيرة، من أجل أن يكون خطابنا الإعلامي ناجحا، ومؤثّرا!.

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: باسم یوسف

إقرأ أيضاً:

هل قتل يوسف عمر غادة عبد الرازق في مسلسل شباب امرأة

منذ بداية مسلسل شباب امرأة والشكوك تدور حول هوية  قاتل شفاعات شخصية غادة عبد الرازق في الدراما الرمضانية المثيرة في أحداثها وتطوراتها، وتُعد شخصية إمام التي يؤديها يوسف عمر واحد من أبرز المتهمين وذلك لعدة أسباب:
1 -  غادة عبد الرازق هي من تسببت في ضياع داليا شوقي منه
حيث كانت حريصة على معاملة داليا وأهلها بأسلوب سيء خلال زيارتهم له في المستشفى، وحرصت على إبلاغها بزواجها من يوسف عمر.


2 - تسبب خبر زواجه منها في موت والدته
خلال وجود والدة إمام في العناية المركزة، كان خبر زواجه من المعلمة شفاعات سببا في تدهور حالتها ووفاتها.
3 - طرد غادة له من المنزل وتهديده بوصولات الأمانة
كان القشة التي قصمت ظهر شخصية يوسف عمر، هو طرد المعلمة شفاعات له من المنزل، بعدما زارتها داليا شوقي وأخبرتها أنه جاء لمنزلها لتخريب مشروع زواجها.


4 - إهانة شفاعات له
كرجل شعر يوسف عمر بالإهانة، خاصة أنها طردته أمام العاملين لديها وعلى رأسهم حسبو (محمد محمود) ورمت ملابس أمام أهل الحارة.


5- خسر كل شيء
شخصية إمام تعتبر خسرت كل شيء حبيبته ووالدته وشفاعات والمنافع المادية التي كانت تمنحها له فضلاً عن تهديدها له بالحبس إذا ظهر أمامها مرة أخرى.  


ويؤدي النجم الشاب يوسف عمر دور الشاب القروي الساذج إمام الذي يترك قريته ويتجه للعمل كطبيب في القاهرة، حيث يسكن في غرفة على السطح لدى المعلمة شفاعات التي تعجب به وتحاول إغواؤه.


مسلسل شباب امرأة، سيناريو وحوار محمد سليمان عبد المالك، وإخراج أحمد حسن، وإنتاج شركة فينومينا ويشارك يوسف عمر البطولة مع غادة عبد الرازق، محمود حافظ، عمرو وهبة، داليا شوقى، جوري بكر، محمد محمود، رانيا منصور، طارق النهرى، شايما الشريف، وعدد آخر من الفنانين.

مقالات مشابهة

  • بسبب سقطة حسام حسن.. الظهور الإعلامي بشروط
  • أحمد حسن: جوزيه مدرب عنيد.. وكان المحرك الرئيسي للقرارات داخل الأهلي
  • السعودية تخلع معطفها القديم
  • هل قتل يوسف عمر غادة عبد الرازق في مسلسل شباب امرأة
  • دروس إيمانية من معجزة بيت حسدا.. كل ما تريد معرفته عن أحد المخلع
  • الرئيس المشاط يهنئ قائد الثورة والشعب اليمني والقوات المسلحة والأمن بمناسبة عيد الفطر المبارك (تفاصيل + نص الخطاب)
  • في مبادرة الأولى من نوعها.. نساء المنيا يصنعن الخبز البتاو للأسر الأكثر احتياجًا محبة في الله.. سيدات بلنصورة: ولادنا ملقيوش اللقمة في الغربة وربنا سخر لهم اللي ساعدهم وكان لازم نرد الجميل لله| صور
  • دروس وعِبر
  • مكالمة "تغيير وتيرة الخطاب".. ترامب يهاتف رئيس وزراء كندا
  • تحديد أولويات ومجالات الخطاب الإسلامي.. رؤية إصلاحية