حسين أمير عبد اللهيان.. وزير خارجية إيران المقرب من المقاومة الفلسطينية
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
دبلوماسي إيراني محافظ، من مواليد عام 1964، رشحه الرئيس إبراهيم رئيسي عقب فوزه في رئاسيات 2021 لمنصب وزير الخارجية، وحظي بثقة البرلمان المحافظ، ويعرف بقربه من المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي وحركات المقاومة الإسلامية المتحالفة مع طهران، ومن بينها حزب الله اللبناني.
واصل المفاوضات التي كانت بدأت في الحكومة السابقة مع مجموعة "4+1" (فرنسا وألمانيا وبريطانيا والصين وروسيا) بغية إحياء الاتفاق النووي، إلا أن مساعي المفاوضات باءت بالفشل رغم أنها أوشكت على أن تحسم أكثر من مرة.
ولم يمنعه ذلك من المضي قدما في المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الأميركي، التي خلصت يوم العاشر من أغسطس/آب 2023 إلى صفقة أسفرت عن الإفراج عن 5 سجناء أميركيين لدى إيران، مقابل الإفراج عن 6 مليارات دولار من الأصول الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية.
وإلى جانب اهتمامه الكبير بسياسة التوجه شرقا، التي توجت بتوقيع اتفاقيات إستراتيجية بعيدة المدى بين طهران وكل من الصين وروسيا، وتمكنت دبلوماسيته في مارس/آذار 2023 من ردم الهوة في علاقات بلاده مع الرياض بعد قطيعة استمرت 7 سنوات.
المولد والنشأةولد حسين أمير عبد اللهيان عام 1964 في مدينة دامغان بمحافظة سمنان (شرق العاصمة الإيرانية طهران). نشأ وترعرع في أسرة متدينة شيعية بمحافظة سمنان؛ وتكفلت والدته وأخوه الأكبر بإدارة العائلة بعد وفاة أبيه عندما وهو في السادسة من عمره. تزوج عام 1994 وله ولد وبنت.
الدراسة والتكوين العلميبعد دراساته الابتدائية في مسقط رأسه وانتقاله إلى العاصمة طهران، التحق عبد اللهيان عام 1988 بكلية العلاقات الدولية التابعة للخارجية الإيرانية، وحصل بعد 4 أعوام على شهادة الإجازة قبل أن يقرر عام 1993 مواصلة دراساته الأكاديمية في جامعة طهران في الفرع ذاته؛ حيث تخرج عام 1996 منها حاملا شهادة الماجستير، مما مهد له الطريق لمواصلة دراساته العليا في جامعة طهران ليناقش عام 2000 رسالة الدكتوراه في العلاقات الدولية حاصلا على درجة الامتياز.
الوظائف والمسؤولياتما إن تخرج من كلية العلاقات الدولية التابعة لوزارة الخارجية الإيرانية حتى تم تعيينه في السلك الدبلوماسي، قبل أن ينتقل إلى سفارة بلاده لدى بغداد متقلدا منصب نائب السفير، واستمرت مهمته التي بدأت عام 1997 حتى 2001.
وبعد عودته إلى إيران، تولى منصب نائب الدائرة الأولى للشؤون الخليجية بوزارة الخارجية طوال 3 أعوام.
وعقب الغزو الأميركي للعراق عام 2003 تم تعيينه وكيلا للمساعد الخاص لوزير الخارجية في الشؤون العراقية حتى عام 2006.
وخلال العام الأخير من مهمته عُيّن عضوا في اللجنة الأمنية السياسية للمفاوضات النووية مع الترويكا الأوروبية (بريطانيا وألمانيا وفرنسا).
وفي عام 2006 شغل منصب مساعد المدير العام لدائرة الشؤون الخليجية والشرق الأوسط، قبل أن يترقى في العام ذاته إلى رئاسة اللجنة الخاصة بالشؤون العراقية حتى عام 2007.
كما شارك عضوا في المفاوضات المشتركة مع الجانبين العراقي والأميركي بخصوص الملف العراقي الساخن آنذاك.
وبعد تعيينه سفيرا في البحرين عام 2007، غادر المنامة عام 2010 عائدا إلى طهران ليتولى من جديد منصب نائب وزير الخارجية للشؤون الخليجية والشرق الأوسط، وتمت ترقيته في العام التالي نائبا لوزير الخارجية لشؤون الدول العربية والأفريقية، ومكث في منصبه حتى عام 2016 حيث أقاله محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني في حقبة الرئيس السابق حسن روحاني، ليعمل بعد ذلك مساعدا خاصا لرئاسة البرلمان الإيراني، واستمر في هذا المنصب حتى عام 2021 حيث تم تعيينه وزيرا للخارجية في حقبة الرئيس إبراهيم رئيسي.
كما شغل منصب الأمين العام للأمانة الدائمة للمؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة الفلسطينية في طهران.
مواقفه السياسيةالمعروف عن عبد اللهيان علاقاته الوثيقة بالحرس الثوري وقادته، وعلى رأسهم الجنرال قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس، الذي قضى في غارة أميركية على موكبه على طريق مطار بغداد الدولي مطلع عام 2020.
ويعد عبد اللهيان أيضا على ارتباط قوي مع حركات المقاومة الإسلامية المتحالفة مع طهران، وذلك بسبب المناصب الدبلوماسية التي أوكلت إليه في الشؤون العربية والشرق الأوسط، مما أدى إلى تكوين علاقات شخصية وطيدة مع قادة حركات المقاومة المناهضة لإسرائيل وبينها حزب الله، وعلى رأسهم حسن نصر الله زعيم الحزب، حيث تفيد الصحافة الفارسية بأنه يحرص على الاجتماع به كل شهر.
وعقب عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، قام عبد اللهيان بجولة إقليمية شملت كلا من العاصمة العراقية بغداد واللبنانية بيروت والسورية دمشق والقطرية الدوحة، وتحدث لأول مرة عن احتمالات لما وصفه بالتحرك الوقائي من قبل "محور المقاومة لوضع حد لحرب الإبادة الإسرائيلية على غزة".
مؤلفاتهألّف حسين أمير عبد اللهيان عددا كبيرا من الكتب والمقالات في السياسة والعلاقات الدولية، وكان آخرها كتاب "صبح شام" (صباح الشام) الذي أصدره عام 2020، ويروي فيه مذكراته الدبلوماسية عن الأزمة السورية واللقاءات التي أجراها مع أطراف إقليمية ودولية بشأن هذه الأزمة الإقليمية.
الكتب "الإستراتيجية الأميركية للاحتواء المزدوج" عام 1999. كتاب "الديمقراطية المتضاربة للولايات المتحدة الأميركية في العراق الجديد" عام 2007. كتاب "إخفاق المشروع الأميركي للشرق الأوسط الكبير" عام 2012. كتاب "صباح الشام" 2020. المقالات "الإستراتيجية الأميركية للاحتواء المزدوج في مشروع داماتو"، ونشر عام 1997 في مجلة كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة طهران. "الاتفاق الأمني بين بغداد وواشنطن: دراسة السلوك الأميركي في العراق الجديد" ونشر في ربيع عام 2009 بفصلية السياسة الخارجية الصادرة عن معهد الدراسات السياسية والدولية في وزارة الخارجية الإيرانية. "تطورات الشرق الأوسط؛ البحرين أنموذجا"، ونشر صيف 2011 في فصلية الدراسات الإستراتيجية. "الأزمة السورية والأمن الإقليمي غير المستقر"، نشر صيف 2013 في فصلية الدراسات الإستراتيجية. "أسباب التطورات في سوريا وتداعياتها"، ونشر خريف عام 2016 في فصلية المؤتمر الدولي بجامعة العلامة الطباطبائي.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حسین أمیر عبد اللهیان العلاقات الدولیة وزیر الخارجیة فی فصلیة حتى عام
إقرأ أيضاً:
المفاوضات الأمريكية - الإيرانية.. طهران تتشبث بالأمل لتجنب المواجهة العسكرية
تعود المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران إلى الواجهة مجددًا، في ظل محاولات دبلوماسية لإحياء الاتفاق النووي الذي أُبرم عام 2015، والمعروف بـ «خطة العمل الشاملة المشتركة» ورغم التوترات المستمرة بين الطرفين، إلا أن الأشهر الأخيرة شهدت تحركات غير مسبوقة تشير إلى وجود نافذة أمل، ولو صغيرة، لإعادة الحوار إلى مساره.
خلفية الصراع النوويوتسعى إيران منذ سنوات إلى تطوير برنامج نووي تقول إنه لأغراض سلمية، فيما تتهمها واشنطن بالسعي لإنتاج سلاح نووي تحت غطاء مدني.
وأدى هذا الصراع إلى فرض عقوبات اقتصادية مشددة على طهران، مقابل تخصيبها لليورانيوم بمستويات مرتفعة تُقارب مستوى الاستخدام العسكري.
وفي عام 2015، توصّل الطرفان لاتفاق نووي مهم، إلى جانب قوى عالمية أخرى، لكنه انهار فعليًا بعد انسحاب إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب في 2018، وعودة سياسة الضغط الأقصى على إيران.
روما وعُمان.. .محطات جديدة للحواروفي أبريل 2025، بدأت جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة بين الجانبين في روما، قادها من الجانب الأمريكي المبعوث ستيف ويتكوف، ومن الجانب الإيراني وزير الخارجية عباس عراقجي.
ورغم أن الجلوس كان في غرف منفصلة، إلا أن المفاوضات التي استمرت 4 ساعات وُصفت بأنها «إيجابية» بحسب تصريحات من الطرفين. إذ عبّرت إدارة ترامب عن تفاؤل حذر، فيما قال عراقجي: «توصلنا إلى تفاهم أفضل بشأن المبادئ العامة.. .ولكن يجب أن نكون حذرين».
ومن المنتظر أن تُستكمل هذه الجولة في سلطنة عُمان، التي عادت إلى الساحة كوسيط موثوق، حيث تبدأ مفاوضات الخبراء الفنيين، يليها اجتماع رسمي في مسقط.
أبرز القضايا الخلافيةورغم بعض التقارب، إلا أن العقبات لا تزال كبيرة أمام أي اتفاق محتمل.
أبرز نقاط الخلاف:
- مستويات تخصيب اليورانيوم: تطالب أمريكا بوقفه عند حد معين، بينما تصر إيران على حقها في التخصيب.
- رفع العقوبات: تطالب إيران برفعها دفعة واحدة، بينما تفضل واشنطن رفعًا تدريجيًا مرتبطًا بالالتزام.
- ضمانات عدم الانسحاب: إيران تطالب بضمانات ألا تنسحب واشنطن من أي اتفاق جديد كما فعلت في 2018.
ماذا يقول الطرفان؟وتسعى الولايات المتحدة للحد من البرنامج النووي الإيراني ومنع الوصول إلى القنبلة النووية، مع إبقاء الخيارات الدبلوماسية والعسكرية مفتوحة.
وتؤكد إيران أن برنامجها سلمي، وتطالب برفع العقوبات الاقتصادية التي أنهكت اقتصادها، لكنها ترفض تقديم تنازلات تُفسر على أنها ضعف.
المخاطر المحتملةفي حال فشل المفاوضات، قد يعود التوتر العسكري في الخليج والشرق الأوسط إلى الواجهة، وقد تستأنف طهران أنشطتها النووية دون قيود، مما قد يدفع إسرائيل أو أمريكا للتحرك عسكريًا، وهو سيناريو كارثي للمنطقة.
اقرأ أيضاًنتنياهو: هدفي منع إيران من امتلاك سلاح نووي.. ولن أتنازل
مصطفى بكري: الملف النووي الإيراني كان محور زيارة «بن سلمان» لـ طهران
وزير الخارجية الإيراني: «نأمل أن تلعب روسيا دورها في الاتفاق النووي»