سواليف:
2025-03-31@07:17:16 GMT

في العمق

تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT

في العمق

#في_العمق د. #هاشم_غرايبه

كان من أهم ما حققه طوفان الأقصى، ومنذ اليوم الأول للمعركة، هو أنها نفضت غبارا تراكم سنين طويلة، قوامه تثبيط همة الأمة واستسلامها لما فرضه الغاصبون من إقامة الكيان اللقيط في قلب الأمة ، وكانت تعمل على تركيمه جهات متعددة، أولهم المستعمرون الأورووبيون معادو الأمة التاريخيون، وثانيهم المتقاعسون القاعدون لايريدون قتالا ولا خسارة، وثالثهم المنافقون الممانعون من اتباع منهج الله.


هذا الغبار الذي سمحت أنظمة سايكس بيكو بتراكمه الى أن تكلس وأصبح عصيا على النفض والإزالة، هو وهم تفوق هذا الكيان وعدم القدرة على مقارعته، لتبرير الرضوخ لإملاءاته، والقول أنه ليس من سبيل الا بالتوسل، ومناشدة ضمير الغرب، بطلب المساعدات التي تبقي المطرودين من أرضهم على قيد الحياة، من غير أن ينالوا الحق الطبيعي لكل انسان بوطن يؤويه، لذلك بشروا بالحل السلمي، وصار أقصى مطالب العرب رسميا السماح لهؤلاء المشردين بالإقامة في جزء صغير من وطنهم (جزء محدود من الضفة الغربية وقطاع غزة)، تحت مسمى حل الدولتين، والذي هو في حقيقته ليس دولتان، بل دولة قوية لليهود تملك كل شيء بما فيه التحكم في كل مقومات الدولة الثانية، فيما لا تملك الدولة الثانية (للعرب) أيا من مقومات السيادة المعروفة للدول.
هذا الحل هو أصلا أمريكي، وطلبت من الأنظمة العربية بما فيها السلطة الفلسطينية، جعله سقفا لمطالبها، فانصاعت هذه الأنظمة، وقدمها الوفد السعودي لمؤتمر القمة الذي عقد في بيروت عام 2002 ، وبالطبع تمت الموافقة عليه بالإجماع، وأصبح مسماه المبادرة العربية.
لكن تبين بعد قليل أنه خدعة أخرى لشراء الوقت، إذ تخلت أمريكا عن وعدها، فعادت وطلبت من الأنظمة التطبيع الكامل قبل أي تفاوض، ولما انصاعت أيضا، عادت فطلبت منها إقامة مكاتب للموساد في عواصمها لأجل ما سمته التنسيق الأمني، والذي هو ليس تنسيقا بالمعنى المعروف، بل تقديم معلومات عن المعارضين لـ (العملية السلمية)، أي الذين يؤمنون بالجهاد (الكفاح المسلح)، للقضاء عليهم.
هكذا أصبح هذا (التنسيق) أي التعاون الاستخباري من أهم واجبات الأنظمة، فجُمّدت (العملية السلمية) التي هي ورقة التوت الوحيدة للأنظمة لستر عورتها أمام شعوبها، ولما أصبح الرضوخ والتنازل ديدنها، فقد فرض الغرب عليها التعاون والمشاركة العملية في محاولة اجتثاث الروح الجهادية من الأمة نهائيا، تحت مسمى الحرب على الإرهاب، وما أغراها بذلك أمران، أولهما أنها تتخلص من معارضيها، وثانيها التمويل ونيل ألأعطيات والهبات الغربية.
آخر التنازلات كان قبول التخلي عن المبادرة العربية، والقبول بالتبعية الكاملة للكيان اللقيط اقتصاديا بالتطبيع، وعسكريا بحجة التحالف ضد الخطر الإيراني، ضمن ما سمي بصفقة القرن التي فرض على الدول الغنية (الخليجية) تأمين تمويلها، وكان من أهم نتائجها ظهور ما سمي بالديانة الإبراهيمية الهادفة لإلغاء العقيدة الإسلامية برمتها، ولم يبق الا الاستيلاء على البيت الحرام، تماما مثلما حاول ذلك أصحاب الفيل قديما، لكن في هذه المرة باستخدام فيل التطبيع، وكانت الخطة تمضي قدما، ولم يبق الا أيام قليلة قبل الإعلان الرسمي عنه.
منذ محاولة ابرهة الأشرم، لم تجرؤ قوة أجنبية على إعادة الكرة، ولما أنه للبيت رب يحميه، فقد تدخلت الإرادة الإلهية مرة أخرى، فكان أن قيض من عباده الصالحين من قام بهذه العملية البطولية في غزة، والتي صدمت الكيان اللقيط فعطلت المشروع، لذلك وجدنا الغرب يهبون هبة رجل واحد لنجدة القلعة المحصنة التي جهدوا عشرات السنين في التمكين لها بكل الوسائل.
وما كان هذا التدمير الهمجي ليمرر بسهولة أمام أعين الإنسان الذي يتشدق بإنسانيته، لولا الرعب الذي انتاب الغرب حكاما وشعوبا، وهم يرون هذا الكيان على وشك الانهيار، فلم تكن حصونهم مانعتهم أمام العقيدة الراسخة، ولم يكن التفوق التقني الهائل مقابل الاسلحة البدائية للمجاهدين بمنجدهم.
كل ما قام به الغرب المستعمر لديارنا طوال القرن المنصرم، أنهم كانوا يحاولون ابعادنا عن عقيدتنا لأنها سر تفوقنا الوحيد، والى حين تمكنهم من ذلك، حرصوا على عدم حدوث مجابهة مباشرة بين المجاهد والغازي المحتل، بل من وراء جدر التقنية، فيقاتلون بكبسة زر من طائرة أو دبابة.
بعد الطوفان انكشف زيف القوة التي لا تقهر، فهي نمر من ورق، وما انتصروا علينا إلا بالتخذيل.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: في العمق

إقرأ أيضاً:

أسوشيتد برس: العملية الأميركية ضد الحوثيين في عهد ترمب أكثر شمولا

ذكرت وكالة أسوشيتد برس أن العملية الأميركية الجديدة ضد جماعة أنصار الله "الحوثيين" باليمن في عهد الرئيس دونالد ترمب تبدو "أكثر شمولاً" من تلك التي كانت في عهد سلفه جو بايدن.

وأضافت الوكالة أن واشنطن انتقلت من استهداف مواقع إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة فقط إلى استهداف كبار المسؤولين وإسقاط القنابل في المدن.

وذكرت أسوشيتد برس أن الجيش الأميركي نقل ما لا يقل عن أربع قاذفات بعيدة المدى إلى قاعدة دييغو غارسيا في المحيط الهندي فيما تتجنب استخدام قواعد حلفائها في الشرق الأوسط.

وأوضحت الوكالة أن صور أقمار صناعية أظهرت مهبط طائرات قبالة سواحل جزيرة ميون وسط باب المندب يبدو جاهزًا لاستقبال الطائرات.

هجمات مكثفة

وأكدت القيادة الوسطى الأميركية أمس الجمعة أن قواتها هاجمت مواقع لأنصار الله في اليمن، في حين ذكرت وسائل إعلام تابعة للجماعة أن الولايات المتحدة شنت 72 غارة على صنعاء ومدن يمنية أخرى خلال 24 ساعة.

ومنذ نحو أسبوعين، تشنّ الولايات المتحدة، ضربات جوية كثيفة ضد الحوثيين استكمالا لحملة أطلقتها العام الماضي تستهدف الجماعة اليمنية ردا على هجماتها على إسرائيل وسفن تابعة لها في البحر الأحمر.

وأعلنت واشنطن في 15 مارس/آذار الجاري عن عملية عسكرية ضد الحوثيين لوقف هجماتهم على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، الممر البحري الحيوي للتجارة العالمية.

إعلان

وأفادت واشنطن أنها قتلت عددا من كبار المسؤولين الحوثيين، بينما أعلنت الجماعة أن الغارات الأميركية أودت بحياة عشرات المدنيين.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن في 15 مارس/آذار الجاري أنه أمر جيش بلاده بشن "هجوم كبير" ضد جماعة الحوثي في اليمن، قبل أن يهدد بـ"القضاء على الحوثيين تماما".

بينما ردت الجماعة بتأكيد أن تهديد ترامب "لن يثنيها عن مواصلة مناصرة غزة"، حيث استأنفت منذ أيام قصف مواقع داخل إسرائيل وسفن في البحر الأحمر متوجهة إليها بالتزامن مع استئناف تل أبيب منذ 18 مارس/آذار الجاري حرب الإبادة على القطاع.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الروسية: لن ننسى ولن نغفر كل شيء بسرعة للشركات الأوروبية التي انسحبت من سوقنا
  • خطّة الكيان الجهنميّة .. تدمير 18 مخيّمًا بالضفة كما فعلت بمخيَّم جنين .. وما حقيقة مشاركة أجهزة السلطة بهذه الجريمة؟
  • الحوثيون يستهدفون الكيان مجددا
  • الجيش الإسرائيلي يوسع نطاق العملية البرية في رفح
  • في تسجيل بثته كتائب القسام ..أسير صهيوني يطالب بالضغط على الكيان لتحريره من غزة
  • أسوشيتد برس: العملية الأميركية ضد الحوثيين في عهد ترمب أكثر شمولا
  • إجراءات بعد عودة عون إلى لبنان.. وسلام يطلب التحقيق في العملية اللامسؤولة
  • إيقاف حفل مخالف في ساحة أحد الجوامع بالرياض
  • السيد القائد: لن يؤثر الأمريكي على عملياتنا العسكرية في البحر أو القصف الصاروخي لعمق الكيان
  • كيف نزع ترامب القناع عن عملية التغليف التي يقوم بها الغرب في غزة؟