طوفان الأقصى… الصدمة إعادة للأمة كرامتها
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
عملية طوفان الأقصى، هي الصدمة التي أتت في وقتها، لتعيد روح ومسار مشروع الامة الذي بدأ يتأرجح في ارجوحة التطبيع، ومشروع الاستعمار الاستيطاني، ما بين الشرعنة والملعنة التي بدأ يستخدمها الصهاينة العرب، في محاولة إعادة تقسيم النفوذ في العالم العربي والإسلامي، على أساس تسامح الأديان، والاختراع الجهنمي للصلاة الإبراهيمية، التي انطلت على عقول البعض، وتماهى معها أصحاب المشاريع الصغيرة، مشاريع التقزيم التي فقدت شعبيتها، وتبحث اليوم عن دعم خارجي حتى وان كان من بني صهيون.
اذا كان تقاسم النفوذ العربي والإسلامي قبل مائة عام قد تم برغم إرادة الامة، وفي حقبة مظلمة من تاريخها، وهي في حالة ضعف، فان تقسيم المقسم لن يمر بتلك السهولة، معاناة مائة عام كافية لتصحو الامة، ويتصلب عودها، وتعرف عدوها من صديقها، مائة عام والحكام ليس لديهم غير الشجب والتنديد، ومؤتمر يتلو مؤتمر والوصاية جاثمة على كل المؤتمرات، واي صوت عربي يغرد خارج الوصاية تم تصفيته، وامن بني صهيون بعد تدمير العراق وسوريا وليبيا واليمن وتونس، وانشغال مصر في مشاكلها الداخلية وجسر النهضة، اعتقدوا ان الامة العربية والإسلامية على سرير الموت، الاعتقاد الغبي الذي يتنافى مع ان الامة تمرض لكن لا تموت.
وكيف تموت امة وهي تنجب كل يوم ملاءين من الدماء الجديدة والطاهرة، أولاد تربوا على القهر والضيم، على الصراع من اجل البقاء، والدفاع عن الأرض، يلد كل منهم وهو يحمل مشروع ابائه واجداده، وأول ما يتعلم هو رمي الحجارة، كبرت العيال وكبر حلمهم باستعادة ارض ابائهم واجدادهم، وكبرت عقولهم وتطلعاتهم، وكبر سلاحهم، وها هم اليوم يقدمون لنا ملحمة تاريخية لقموا فيها الصهاينة درس لن ينسوه، وطوفان سيغير من مجر التاريخ، ونحن على ثقة من ذلك.
يكفيني كعربي ومسلم، ان أرى الصهاينة في هذا الانكسار والضعف، وارى الامبريالية العالمية والرجعية العربية تحشد كل قدراتها لإنقاذ حلفاؤها بني صهيون، في معركة بين العالم المنافق، الاستعمار القديم والجديد، وفي الطرف الآخر قوى تحررية تواقه للحرية والاستقلال، تدافع عن حقها في الحياة بكرامة وعن ارضها وشرفها، أصحاب الحق في مواجهة الباطل ان الباطل كان زهوقا.
ومن المعيب اليوم ان يفكر عربي مجرد تفكير في ادانة حماس وكل فصائل المقاومة الفلسطينية، واي مقاومة اليوم تنادي باستعادة الأرض العربي المغتصبة، وكل مسلم لا ينتصر لآخوه المسلم، ويصنف حماس او غير حماس تصنيفات غبية قد خبرها العقل الفطن، ولم تعد تتقبلها غير العقول الصغيرة والحقيرة.
اختتم بالقول هنيئا للشعب الفلسطيني والشعب العربي وكل مسلم هذا الانتصار، الذي سيكون له ما بعده، لا تهتموا للقصف، فكل غارة تزيد الامة إصرار وبسالة، وكل طفل او امرة او كهل يسقط شهيدا، هو فخر للامة وعار في جبين الصهاينة وحلفاؤهم، والنصر قريب بإذنه تعالى.
احمد ناصر حميدان
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: اليمن طوفان الأقصى
إقرأ أيضاً:
فورين بوليسي: هزات طوفان الأقصى الارتدادية تتواصل بالعام الجديد
قال خبير إستراتيجي أميركي إن المشهد الجيوسياسي في منطقة الشرق الأوسط قد تغير جراء توابع زلزال طوفان الأقصى الذي نفذته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأضاف رافاييل كوهين، مدير برنامج الإستراتيجية والعقيدة في مشروع القوة الجوية التابع لمؤسسة راند، في مقال نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، أنه كان قد أجرى مقابلة في أوائل ديسمبر/كانون الأول 2023 مع مسؤول استخباراتي إسرائيلي رفيع المستوى متقاعد حول ذلك الهجوم.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2موقع أميركي: هكذا تحلم كاتبة فلسطينية وعائلتها بالعام الجديدlist 2 of 2تايمز: ملفات سرية لجهاز مخابرات الأسد تظهر محاكمته أطفالاend of listوجاء رد المسؤول الإسرائيلي بأن ما حدث في ذلك اليوم "كان زلزالا، وستتعامل المنطقة بأكملها مع هزاته الارتدادية لبعض الوقت".
ومع أن الرجل لم يتنبأ بالمكان الذي ستحدث فيه الهزات الارتدادية، فإن توقعاته الشاملة لها أثبتها الزمن.
ومن المتوقع، وفق كوهين، أن تستمر الحرب بالتأثير على المنطقة في العام الجديد، وذلك رغم تعهد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب "بالتخلص من الحروب" بسرعة، خصوصا أن هناك مصالح أميركية على المحك.
الهزة الأولىويعتقد الكاتب أن "الهزة الأولى" هي التي تحدث الآن بالفعل في اليمن، حيث يستهدف الحوثيون الملاحة الدولية في البحر الأحمر وإسرائيل بكثافة.
إعلانورغم شن إسرائيل غارات جوية على الموانئ اليمنية وغيرها من المنشآت الحيوية، فإن الحوثيين يبدون -برأي الكاتب- جرأة وإصرارا، كما أن القادة الإسرائيليين يرفضون التراجع.
وإذا نجحت الهجمات الإسرائيلية في تحقيق أهدافها، فقد تتقلص قدرات الحوثيين العسكرية حتى لو لم يتم القضاء عليها قضاء مبرما، كما يقول كوهين.
وفي الوقت نفسه، فإن الخبير الإستراتيجي الأميركي يتوقع أن يكون لتجدد العمل العسكري آثار مضاعفة في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية، مشيرا إلى أنه في عام 2020 قدرت الأمم المتحدة أن 70% من جميع واردات اليمن و80% من جميع المساعدات الإنسانية -بما في ذلك كثير من المواد الغذائية – كانت تمر عبر الموانئ نفسها التي تمر خلالها الأسلحة الإيرانية.
الهزة الثانيةوإذا كان الحوثيون يمثلون الهزة الارتدادية الأولى، فإن إيران هي الثانية وقد تكون الأشد تأثيرا، كما يقول كوهين الذي يضيف أن الحرب التي كانت تدور رحاها في الظل بين إسرائيل وإيران تحولت إلى العلن.
ووفق التقرير، عانت إيران وقواتها في الشرق الأوسط الهزائم الواحدة تلو الأخرى العام الماضي، وجرّدتها الغارات الجوية الإسرائيلية من بعض دفاعاتها الجوية الأكثر تطورا.
عواقب وتوقعاتومن الهزات الأخرى ما حدث في سوريا من إطاحة بالرئيس المخلوع بشار الأسد، واشتباك الحكام الجدد مع فلول نظامه واشتداد المعارك بين الفصائل التي تدعمها تركيا والأكراد بعضها ضد الآخر في شمال البلاد، وهو الصراع الذي ينذر -في نظر كوهين- بتجاوز الحدود إلى العراق.
بيد أن التحدي الأساسي الذي يواجه الإدارة الأميركية المقبلة على غرار ما حدث لإدارتي بايدن وباراك أوباما -وفق التقرير- يتمثل في كيفية الخروج من الشرق الأوسط، وهو خروج "له ثمن".
إن "تجاهل" أميركا لمشكلة إيران يتيح لها امتلاك أسلحة نووية مما ينذر بانتشار نووي في الشرق الأوسط المضطرب، بحسب تقرير فورين بوليسي الذي يضيف كاتبه أن الانسحاب الكامل من سوريا ينطوي على مخاطرة بعودة تنظيم الدولة الإسلامية، وأما ترك الحوثيين ففيه مخاطرة بتهديد أحد أهم طرق الملاحة البحرية.
إعلانومن ثم، يرى الكاتب أنه بغض النظر عن قرارات الإدارة الأميركية القادمة، فلا شيء يمكنه أن يوقف آثار زلزال الطوفان التي ستستمر في العام المقبل.