بايدن يتحوّل إلى "رئيس حرب" رغم الوعود الانتخابية
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
وصل الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى البيت الأبيض بهدف إنهاء "الحروب الأبدية"، التي استنزفت أمريكا لمدة عقدين، والتركيز على الأولويات المحلية وتعبئة الولايات المتحدة في المنافسة مع الصين.
هذا النزاع هو ثاني حرب ساخنة يوظف بايدن فيها قوة الولايات المتحدة ومكانتها
وكتبت صابرينا صديقي وفيفيان سلامة في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن حرب حماس واسرائيل -ورد بايدن عليها- ينطوي على مجازفة بإطاحة هذه الأجندة.
وبعد هجوم حماس على اسرائيل قبل أسبوعين، قدم بايدن دعماً ثابتاً لاسرائيل، وظهر ذلك جلياً هذا الأسبوع بزيارة غير مسبوقة في زمن الحرب لتل أبيب، ومعانقته رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. ورغم ذلك، فإن القصف الإسرائيلي لغزة، معقل حماس، قد ضاعف الأزمة الإنسانية في الجيب الفلسطيني، وبات النزاع يهدد بالاتساع.
The Hamas-Israel war—and President Biden’s response—risks overwhelming his agenda to end America’s “forever wars” https://t.co/2HqFlvLN7M
— The Wall Street Journal (@WSJ) October 22, 2023
وبعد الانفجار في أحد مستشفيات غزة الذي يلوم كل طرف الطرف الآخر عليه، أخفقت محاولة لعقد اجتماع كان مخططاً له بين بايدن ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وقادة عرب آخرين في الأردن، مما جعل الرحلة تنحرف لمصلحة اسرائيل. وحاول بايدن أن يوازن هذا الانطباع بإعلانه عن مساعدة إنسانية بمبلغ 100 مليون دولار للضفة الغربية وقطاع غزة، وأطلق مناشدات لإسرائيل للتقليل من الإصابات بين المدنيين.
هذا النزاع هو ثاني حرب ساخنة يوظف بايدن فيها قوة الولايات المتحدة ومكانتها-إن لم يكن جنوداً أمريكيين- بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا. وبحلول الخميس، كان الرئيس الأمريكي يبدو كرئيس حرب، جالساً خلف طاولة القرار في المكتب البيضاوي، يناشد الرأي العام الأمريكي والكونغرس، دعم اسرائيل وأوكرانيا.
وقال بايدن في خطاب وجهه في وقت الذروة إن "القيادة الأمريكية هي ما تجعل العالم متماسكاً. والتحالفات الأمريكية هي التي تبقينا، وتبقي أمريكا بأمان.. وسنخاطر بكل ذلك، إذا ما تركنا أوكرانيا، وإذا ما أدرنا ظهرنا لإسرائيل، إن الأمر لا يستحق ذلك".
إن النزاعات الخارجية تهدد بتشتيت انتباه الإدارة الأمريكية، وبالهيمنة على حملة الانتخابات لولاية ثانية، وبانحراف المقدرات عن مواجهة الصين.
ويواجه بايدن أصلاً رأي عام أمريكياً متشككاً بجدوى استمرار الدعم الأمريكي لأوكرانيا وبالتورط لآماد طويلة في نزاعات خارج الولايات المتحدة، كما يلاقي طلبه مساعدة بمئة مليار دولار لأوكرانيا واسرائيل، عقبات في كونغرس منقسم، حيث جعلت أسابيع من التعطيل مجلس النواب، الذي يهيمن عليه الجمهوريون، من دون رئيس.
The conflict is the second hot war Biden has invested with U.S. power and prestige—if not American troops—after Russia’s assault on Ukraine. By Thursday, Biden was looking very much the wartime president, sitting in the Oval Office behind the Resolute desk https://t.co/X0Gr62U9ep
— Elvan Kıvılcım (@elvank) October 21, 2023
وتقول الكاتبتان إن تدني معدل التأييد في أوساط الرأي العام لسياسات بايدن، لم تتغير بفعل الأزمات الأخيرة، رغم أن إظهار دعم حاسم لإسرائيل، يتمتع بشعبية واسعة في صفوف الأمريكيين. كما أن من شأن تمدد العنف بين اسرائيل وحماس في غزة واندلاع حرب أوسع في الشرق الأوسط، الحاق الضرر بالاقتصاد العالمي، والتسبب برفع أسعار الطاقة التي تتصاعد منذ عامين، مما فاقم التضخم، الذي يلوم الأمريكيون بايدن عليه.
وبحسب رئيس معهد الشرق الأوسط للأبحاث في واشنطن بول سالم فإن "التورط في حرب طويلة، في حال كانت اسرائيل جدية بتدمير حماس، يستغرق أشهراً وأشهراً، ويكلف آلاف الضحايا، كما أن احتمال فتح جبهة ثانية في لبنان، مع احتمال اندلاع اضطرابات في الخليج، واحتمال ارتفاع أسعار النفط، كل ذلك تترتب عليه عواقب".
وأظهر استطلاعان للرأي نشرا هذا الأسبوع، أحدهما أجرته جامعة كينيبياك والآخر شبكة سي بي إس نيوز، أن 85% من المستطلعين، قلقون من حرب أوسع في الشرق الأوسط. كما أظهر استطلاع السي بي إس، أنه بينما أبدى غالبية المستطلعين تعاطفاً مع اسرائيل، فإن أقل من النصف أيدوا إرسال أسلحة وإمدادات.
كان قرار بايدن بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان بعد 20 عاماً من الحرب، في جزء منه، يهدف إلى معاودة التركيز على أولويات في الداخل. وقد خصصت النجاحات التشريعية في العامين الأولين من ولاية بايدن، مئات المليارات من الدولارات لتحديث البنى التحتية، وتحسين انتاج أشباه الموصلات وتقنيات الطاقة النظيفة وإنعاش التصنيع نحو وضع أفضل في المنافسة الأمريكية مع الصين.
وجعلت الازمة في الشرق الأوسط الإدارة الأمريكية تبذل جهوداً على مدار الساعة، على كل الجبهات لتعزيز اسرائيل، ولاحتواء النزاع وحشد الدعم في الداخل والخارج.
وتنتقد بعض الدوائر الانتخابية التي ساعدت في وصول بايدن إلى البيت الأبيض، مثل الشباب والأصوات التقدمية، وكذلك العرب والمسلمين الأمريكيين، ما يرونه شيكاً على بياض للقصف الإسرائيلي.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الولایات المتحدة الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
خلافات أميركية فرنسية بشأن بقاء اسرائيل في النقاط الـ 5 في الجنوب
كتبت" الديار": تزامن إصرار اسرائيل على البقاء في 5 تلال استراتيجية في جنوب لبنان بعد 18 شباط هي: جبل بلاط، وتلال اللبونة والعزية والعويضة والحمامص، مع تسريبات عن تفهم اميركي للطرح الاسرائيلي الذي ستحاول مندوبة ترامب الى لبنان مورغان اوناغوس تسويقه مع المسؤولين اللبنانيين خلال زيارتها منتصف الاسبوع المقبل الى بيروت وحضورها اجتماع لجنة مراقبة وقف النار في الناقورة.
وفي معلومات مؤكدة، ان الخلافات بين أعضاء لجنة وقف اطلاق النار حول هذه المسألة، تفاقمت وتشعبت مؤخرا في ظل إصرار فرنسي ـ لبناني مع مندوب اليونيفيل على ضرورة التزام اسرائيل بالاتفاق وتنفيذ لانسحاب الشامل من كل الاراضي اللبنانية قبل 18 شباط، لان بقاء القوات الإسرائيلية في 5 نقاط سيعرض الاستقرار للخطر وبالتالي انهيار وقف النار.
وبرز تباين اميركي فرنسي واسع حول هذه المسألة التي قد تعرقل عمل لجنة وقف النار. وهنا يطرح السؤال الكبير: كيف سيتعامل لبنان مع الضغوطات الاميركية لتشريع بقاء اسرائيل في 5 نقاط، في ظل معلومات عن انتفاضة شعبية متواصلة يستعد لها أهالي الجنوب في الايام المقبلة والدخول إلى القرى التي ما زالت تحتلها اسرائيل مهما كانت النتائج؟ هذا بالاضافة الى موقف حاسم لرئيس الجمهورية اذا لم تلتزم اسرائيل بالاتفاق، وابلغ وزير الخارجية المصري رفضه تمديد وقف النار بعد 18شباط، فيما طالب الوزير المصري اسرائيل بالانسحاب الكامل من لبنان.