موقع 24:
2025-03-04@11:27:22 GMT

بلومبرغ: محنة غزة "منحة" لبوتين

تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT

بلومبرغ: محنة غزة 'منحة' لبوتين

أصبح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ثقة في قدرة قواته العسكرية على الصمود في أوكرانيا، مع اقتراب ثاني شتاء للحرب الدائرة بين البلدين، في الوقت الذي تحول فيه اهتمام حلفاء كييف الأمريكيين والأوروبيين نحو الشرق الأوسط، حيث يدور القتال بين الإسرائيليين والفلسطينيين في قطاع عزة.

ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن مصادر روسية مطلعة القول إن الكرملين مقتنع بأن التطورات تلعب لصالح بوتين، وأنه يستطيع الاحتفاظ بالأراضي التي احتلتها قواته في جنوب وشرق أوكرانيا.

الرهان الروسي

وبحسب مصدرين  فإن روسيا تراهن على الوقت في حين يستعد بوتين للانتخابات الرئاسية المقررة في مارس(آذار) المقبل، حيث يستهدف تأمين سيطرة روسيا على الأراضي التي تحتلها في الوقت الذي لا يستطيع فيه أي من الروس ولا الأوكرانيين تحقيق اختراق حاسم في المعارك، وينتظر وصول شعور الأمريكيين والأوروبيين بالتعب من الحرب في أوكرانيا للدرجة التي يمارسون فيها الضغط على كييف للقبول بتسوية.

 وقالت وكالة أنباء بلومبرغ في تحليل لها إن بوتين وفور عودته من زيارة الصين ومحادثاته مع نظيره الصيني شي جين بينغ، سافر  صباح يوم الجمعة الماضي إلى مدينة "روستوف أون دون" لكي يتلقى إيجازاً من جانب رئيس أركان الجيش الروسي فاليري جيراسيموف  الذي يدير  الحرب في أوكرانيا، عن تطورات الموقف العسكري.

وجاءت الزيارة بعد أن نشر مدونون عسكريون روس تقارير عن نجاح القوات الأوكرانية في عبور نهر دينبر واستعادة بعض المناطق فيما بدا أنها محاولة لإقامة رأس جسر على الجانب الآخر للنهر. ولكن وزارة الدفاع الروسية قالت إن قواتها ردت الأوكرانيين.

The Kremlin is convinced developments in Russia's war in Ukraine are moving in Putin’s favor https://t.co/vHiNlyVAaD

— Bloomberg (@business) October 21, 2023

وفشلت أوكرانيا رغم الدعم العسكري الهائل بما في ذلك الدبابات والمدفعية والصواريخ من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "ناتو" في تحقيق أي تقدم عسكري حقيقي في هجومها المضاد خلال الصيف.

ويعني هذا تزايد صعوبة استمرار  تماسك التحالف الغربي الداعم لأوكرانيا. واضطرت الإدارة الأمريكية إلى استبعاد مخصصات دعم أوكرانيا من خطة الإنفاق الحكومي قصيرة الأجل التي مررها الكونجرس لتجنب الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، في حين تبرز عودة  السياسي السلوفاكي المتعاطف مع روسيا روبرت فيكو إلى رئاسة وزراء سلوفاكيا التحديات المتزايدة بالنسبة للاتحاد الأوروبي.

فشل الهجوم الأوكراني المضاد

وتشهد خطوط المواجهة في شرق وشمال شرق أوكرانيا معارك ضارية، مع مواصلة القوات الروسية هجومها بالقرب من مدينتي أفدييفكا  بمنطقة دونتسك وكوبيانسك في منطقة خاركيف.  وقال  فاليري زالوجني رئيس أركان  الجيش الأوكراني الذي زار  الجبهة يوم الخميس الماضي إن القوات الروسية تواصل الضغط على أفدييفكا  بوحدات هجومية جديدة  وأعداد كبيرة من الدبابات مع دعم من سلاح الجو والمدفعية، في حين تتصدى القوات الأوكرانية للهجمات.

وفي تقرير استخباراتي نشر يوم 17 أكتوبر(تشرين الأول) الحالي قالت وزارة الدفاع البريطانية إن المرجح قيام روسيا بأكبر عملية هجومية منذ  يناير (كانون الثاني) الماضي على الأقل، مع هجمات على محاور متعددة في شرق أوكرانيا.

ومن ناحيته قال بوتين إن الهجوم المضاد الأوكراني "فشل تماماً" وأن قواته تحولت إلى وضع الدفاع النشط  لتعزيز  مواقعها في ساحات القتال.

ورغم ذلك يمكن القول إن قلة من النخبة الروسية هي التي تشارك بوتين تفاؤله، ومازالت الصورة قاتمة للغاية بالنسبة لآفاق الحرب، في ظل غياب أي مؤشرات على نهاية قريبة للقتال.

وفي المقابل تسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها في حلف الناتو  لتهدئة المخاوف من احتمالات تراجع دعم أوكرانيا مع الدعم السريع والمكثف الذي تقدمه الولايات المتحدة  وحلفاؤها لإسرائيل في معركتها الحالية ضد المسلحين الفلسطينيين في قطاع غزة. وتؤكد واشنطن وعواصم الناتو الأخرى استمرار  التزامها بتزويد أوكرانيا بالأسلحة والدعم الذي تحتاجه  لهزيمة الغزو الروسي المستمر منذ أكثر من 600 يوم.

وفي كلمة له بالمكتب البيضاوي دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن  الشعب الأمريكي لدعم تمويل إسرائيل وأوكرانيا، محذراً من أن كلا من حركة حماس الفلسطينية وبوتين يمثلان تهديداً للديمقراطية الأمريكية. وأرسل البيت الأبيض طلبا إلى الكونجرس لتخصيص 61.4 مليار دولار كمساعدات لأوكرانيا.

Putin is convinced that the Russian Armed Forces will eventually exhaust the Armed Forces of Ukraine while the US and EU are busy with the Middle East , - Bloomberg

With neither side able to make a decisive breakthrough, the Kremlin plans to wait until war fatigue grows in the… pic.twitter.com/F9u43PBNrz

— Sprinter (@Sprinter99800) October 21, 2023

في المقابل قال وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف إن أهداف الكرملين "ستتحقق بصورة أسرع" إذا أدى تركيز الولايات المتحدة على الشرق الأوسط إلى تباطؤ  إرسال الأسلحة الأمريكية لكييف، لتصبح الحرب الإسرائيلية في غزة بمثابة هدية لروسيا في حربها ضد أوكرانيا.  كما زار  لافروف  كوريا الشمالية في الأسبوع الماضي ورفض  في وقت لاحق التعليق على الادعاءات الأمريكية بأن بوينج يانج قدمت لبلاده 1000 حاوية  معدات عسكرية وذخيرة.

وتقول دارا ماسيكوت كبيرة خبراء الشؤون الدفاعية والأمنية في برنامج روسيا وأوراسيا بمؤسسة كارنيجي لأبحاث السلام الدولي "حتى الآن يعتبر الإبقاء على الوضع الراهن مناسب لروسيا التي تحاول انتظار  نهاية الدعم الغربي" لأوكرانيا، مضيفة أن "الاحتفاظ بالمواقع الحالية هو الحد الأدني الذي تتطلع إليه القوات الروسية، لكن أهداف الكرملين تظل الاستيلاء على مزيد من الأراضي الأوكرانية".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

كيف يتعامل ترامب مع أوكرانيا عبر فن الصفقة والتخلي لصالح بوتين؟

نشر موقع "ذا هيل" تقريرًا يتناول فيه طريقة تعامل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مع القضايا الدولية، مثل حرب أوكرانيا، من خلال مفهومه الخاص بـ "الصفقات"، مشيرًا إلى أن ترامب يفتقر إلى التعاطف والفهم المعقد للوضع، ما يجعله مستعدًا للتخلي عن بعض القيم الأساسية لتحقيق صفقات سريعة.

وأوضح الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، أن أنصار الرئيس ترامب يزعمون في كثير من الأحيان أن قوته تكمن في براعته التجارية، التي اكتسبها خارج الساحة السياسية التي فقدت مصداقيتها. ويقدمونه كصانع صفقات جريء وذو حدس قوي، قادر على النظر إلى ما وراء الحكمة التقليدية وإيجاد حلول عملية للمشكلات المستعصية.

واستند الموقع في ذلك إلى اتفاقات إبراهيم لسنة 2020، حيث وافقت البحرين والإمارات على إقامة علاقات دبلوماسية طبيعية مع إسرائيل، وكان ذلك تحت رعاية ترامب، وربما كان التاجر الكبير قد بدأ مرحلة جديدة وإيجابية في المنطقة.

وأفاد الموقع بأن صورة صانع صفقات هذه مبينة على أسس مشكوك فيها. والواقع أن مفهوم الرئيس نفسه لـ"الصفقة" يمكن أن يكون غامضًا، كما تكتشف أوكرانيا، والتي تدفع ثمنًا باهظًا لذلك. فقد يكون ترامب مهووسًا بالتوصل إلى اتفاق لدرجة أنه قد يتجاهل أي اعتبارات فردية. والجانب الآخر من انغماسه في ذاته هو الافتقار إلى التعاطف، وهي صفة حيوية للمفاوض الفعال.

وذكر الموقع أن سمعة ترامب تستند إلى دليل أعماله/ مذكراته الصادر سنة 1987، "فن الصفقة"، وهو كتاب حقق مبيعات ضخمة وساهم في جعله اسمًا معروفًا. ولكن "فن الصفقة"، سواء بطبيعته أو ما يمثله، يقدم صورة مغرية لكنها مضللة.



وحمل الكتاب اسم ترامب ونُسب إلى "دونالد ج. ترامب مع توني شوارتز". وكان شوارتز، الصحفي في مجلة نيويورك، قد تم تعيينه لكتابة الكتاب بشكل غير رسمي في سنة 1985، وهو عرض كان مغريًا للغاية لدرجة أنه لا يمكن رفضه. وفي سنة 2019، قال إنه أكبر ندم في حياته وأشار إلى أن حقوق الملكية بأنها "مال ملوث بالدم".

ويزعم شوارتز أن ترامب لم يُساهم تقريبًا بأي شيء ذو قيمة في النص، مضيفًا أن الكتاب يجب أن يُعاد تصنيفه على أنه "خيال".

وبحسب الصحيفة؛ فإذا فشلت أي صفقة، فإن ترامب سريعًا ما يتنصل منها. وقد هاجم ترامب سقوط كابول في آب/ أغسطس 2021 ووصفه بأنه "أكثر اللحظات إحراجًا في تاريخ الولايات المتحدة"، محملاً إدارة بايدن مسؤولية ذلك بسبب ضعفها. والحقيقة هي أن بذور الانسحاب المهين من أفغانستان، الذي أسفر عن مقتل 13 جنديًا أمريكيًا، كانت قد زرعها ترامب ومستشاروه في شباط/ فبراير 2020.

وأضاف الموقع أن الصفقة التي أبرمتها إدارة ترامب مع طالبان في الدوحة كانت ثنائية، دون مشاركة الحكومة الأفغانية. ونصت على انسحاب القوات الأمريكية بحلول أيار/ مايو 2021 ورفع العقوبات عن طالبان. باختصار، قدمت الصفقة مخرجًا لترامب من الحملة العسكرية في أفغانستان التي استمرت 20 سنة، متجاهلًا الحقائق على الأرض وأملًا في الأفضل.

وفي مفاوضاته بشأن أوكرانيا، يستبعد ترامب الحكومة في كييف لأنه يرى فلاديمير بوتين كبوابة أسهل لتحقيق ما يريد. ولم تتميز المفاوضات الأولية بين الولايات المتحدة وروسيا بحكم متقلب، حيث تم التنازل عن أوراق المساومة دون مقابل.

وقبل أن تبدأ المفاوضات بشكل جدي، استبعد وزير الدفاع بيت هيغسميث فعليًا انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، وألمح ترامب بشكل قوي إلى أن روسيا لن تتخلى عن الأراضي التي تسيطر عليها حاليًا في أوكرانيا، كما وضع المسؤولون الأمريكيون لأنفسهم مهلة صعبة بشكل غير ضروري، حيث أعربوا عن أملهم في التوصل إلى تسوية بحلول عيد الفصح.



وأشار الموقع إلى أن هذه تمثل بعض أهداف بوتين من الحرب، لكن ترامب تنازل عنها لأنها بدت غير مهمة له أو للولايات المتحدة. كما أنه مدفوع بكراهية شديدة للرئيس الأوكراني زيلينسكي، الذي وصفه بـ "الدكتاتور" رغم عدم وجود دليل على ذلك. واتهم ترامب أوكرانيا بالتسبب في الحرب قائلاً: "كان يمكن تسويتها بسهولة. ولم يكن يجب أن تبدأوها أبدًا. كان يمكنكم إبرام صفقة."

الواقع أن ترامب يحب بوتن ويكره زيلينسكي. ولم يكن له أي مصلحة في أسباب حرب أوكرانيا، وهو يقدس "الصفقة"؛ ونتيجة لهذا، فمن غير المفهوم بالنسبة له أن تقاوم أوكرانيا روسيا لمدة ثلاث سنوات ملطخة بالدماء. إن احتمال خروج بوتن من الحرب بعدوانه مكافأ أمر لا مفر منه ببساطة في النظام البيئي العقلي لترامب من الأقوياء والفائزين والخاسرين.

وقال الموقع إن ترامب يحب بوتين ويكره زيلينسكي، ولم يكن له مصلحة في أسباب حرب أوكرانيا. فهو يقدس "الصفقة"، لذا يصعب عليه فهم مقاومة أوكرانيا لروسيا. بالنسبة له، من المحتمل أن يخرج بوتين من الحرب منتصرًا على عدوانه، وهو أمر متوقع في رؤيته للعالم الذي يفضل الأقوياء والفائزين.

واعتبر الموقع أن انتهاء الحرب بالشروط التي وافقت عليها الولايات المتحدة بالفعل سيكون نجاحًا باهرًا في السياسة الخارجية لبوتن.

وبين الموقع أن ضابط سابق في جهاز الاستخبارات السوفيتي يتفوق بشكل مريح على مطور عقاري متهور لعب دورًا كاريكاتيريًا لنفسه في برنامج "ذا أپنتيس". ولا يولي ترامب أي قيمة لأوكرانيا سوى ما يمكنه استخراجه منها. ببساطة، هو يريد أن تنتهي الحرب مهما كان الثمن.

واختتم الموقع تقريره بالإشارة إلى أن أوكرانيا قد تدفع هذا الثمن في البداية، ولكن ستكون هناك عواقب طويلة الأمد جراء إظهار أن العدوان العسكري ينجح. وربما يجب أن نسمّي ذلك "الصفقة الجديدة" لترامب.

مقالات مشابهة

  • ترامب يوقف الهجمات السيبرانية ضد روسيا وسط تصاعد التوترات في أوكرانيا
  • وزير خارجية فرنسا : الالتزام بهدنة في أوكرانيا يثبت حسن نية بوتين ويمهد لمفاوضات سلام
  • وزير الخارجية الفرنسي: الهدنة بين روسيا وأوكرانيا قد تظهر مدى استعداد بوتين لمحادثات سلام
  • روبيو: ترامب الشخص الوحيد الذي لديه فرصة لإحضار بوتين إلى طاولة المفاوضات
  • كيف يتعامل ترامب مع أوكرانيا عبر فن الصفقة والتخلي لصالح بوتين؟
  • روبيو: ترامب الوحيد في العالم الذي يستطيع جلب بوتين إلى طاولة المفاوضات
  • روسيا تعلن استهداف منشآت غاز ومطارات عسكرية في أوكرانيا
  • استباقا لأي اتفاق أمريكي روسي.. 10 حلفاء تقليديين لواشنطن يجتمعون في لندن اليوم
  • روسيا تسيطر على قريتين شرق أوكرانيا وكييف تسقط 103 مسيرات روسية
  • روسيا تعلن "تحرير" بلدتين في دونيتسك بشرق أوكرانيا