توماس فريدمان: غزو غزة دون قبول حل الدولتين خطأ فادح سيشعل المنطقة
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
أكد الكاتب الأميركي توماس فريدمان، أحد أكبر المؤيدين لإسرائيل، أن الولايات المتحدة عليها فعل كل ما تستطيعه للضغط على تل أبيب لمنعها من غزو غزة، مؤكدا أن التصعيد غير المحسوب من شأنه أن يشعل المنطقة كلها، مما يهدد المصالح الأميركية.
وأوضح فريدمان -في عموده بصحيفة نيويورك تايمز الأميركية- أن المخرج الوحيد أمام إسرائيل إن أرادت إعادة احتلال غزة لتدمير حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هو أن تقرن ذلك بالتزام جديد بالسعي لإنجاح حل الدولتين في الضفة وغزة مع الفلسطينيين المستعدين لذلك.
ونقل عن مسؤولين أميركيين بارزين قولهم إن الرئيس جو بايدن فشل في إقناع إسرائيل بالتراجع عن غزو غزة، والتفكير في جميع الآثار المترتبة على تلك الخطوة ليس بالنسبة لإسرائيل فحسب، ولكن بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية نفسها.
وبينما أعرب الرئيس عن فهمه العميق "للمعضلة الأخلاقية والإستراتيجية التي تواجهها إسرائيل"، فقد ناشد القادة العسكريين والسياسيين الإسرائيليين أن يتعلموا من اندفاع الولايات المتحدة إلى الحرب بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، التي أخذت القوات الأميركية إلى "طرق مسدودة وأزقة مظلمة" في العراق وأفغانستان.
خطأ فادح
وقال إن الاندفاع الإسرائيلي، من دون التزام سياسي بحل الدولتين وإنهاء المستوطنات في الضفة الغربية، سيكون خطأ فادحا مدمرا للمصالح الإسرائيلية والأميركية، وقد يتسبب في حريق عالمي لا يمكن إطفاؤه، ومن أهم معالمه تفجير هيكل التحالف الموالي للولايات المتحدة الذي عملت واشنطن على بنائه منذ أيام وزير الخارجية السابق هنري كيسنجر عام 1973.
وشرح فريدمان أنه يقصد بذلك معاهدة كامب ديفيد للسلام، واتفاقيات أوسلو، وعملية التطبيع مع الدول العربية.
ولم يعارض فريدمان ما سماها عمليات الانتقام من حماس، لكنه يشترط فقط أن تتم بالطريقة الصحيحة، أي ربطها بالتزام بحل الدولتين.
وقال الكاتب الأميركي، الذي يوصف بأنه من أكبر الكتاب المؤيدين لإسرائيل، إن مسؤولا كبيرا من فريق بايدن أخبره أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يدرك أن "التجاوز في غزة يمكن أن يؤدي إلى إشعال النار في الجوار كله"، غير أن حلفاءه من "المتطرفين" حريصون على تأجيج تلك النيران ليس في غزة فقط، وإنما في الضفة أيضا حيث قتل المستوطنون مدنيين فلسطينيين في أعمال انتقامية.
نصيحة محب
وزاد المسؤول الأميركي -في حديثه مع فريدمان- بأن نتنياهو لا يستطيع رفض تعليمات حلفائه، لأنه يحتاجهم للإبقاء على نفسه خارج السجن بتهم الفساد.
كما نقل فريدمان عن مسؤول أميركي كبير قوله إن القادة العسكريين الإسرائيليين هم الآن أكثر تشددا من نتنياهو نفسه، وأوضح أنه يتفهم ذلك، "لكن الأصدقاء لا يسمحون لأصدقائهم بالقيادة وهم غاضبون"، لذلك يقدم لهم النصيحة في مقاله.
وأساس تلك النصيحة أن الولايات المتحدة الأميركية عليها أن تقول للحكومة الإسرائيلية بوضوح إن الاستيلاء على غزة من دون ربطها بحل الدولتين وتفكيك مستوطنات الضفة سيكون بمثابة كارثة لإسرائيل وللولايات المتحدة أيضا.
ودعا لتحقيق ذلك بإنشاء سلطة فلسطينية "أكثر فعالية وأقل فسادا"، على حد تعبيره.
وكرر فريدمان إيمانه بصدق الرواية الإسرائيلية بخصوص مستشفى المعمداني بغزة، وقال إنه جاء نتيجة لخطأ إطلاق صاروخ من طرف حركة الجهاد الإسلامي في غزة.
وقد خلفت المجزرة التي ارتكبتها آلة الحرب الإسرائيلية بحق المستشفى الأهلي المعمداني في غزة يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول الجاري أكثر من 500 شهيد، معظمهم نساء وأطفال، لجأ كثير منهم للمستشفى ظانين أنه مكان آمن.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
باحث: واشنطن أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل بالتصعيد في حربها على غزة
قال ماركو مسعد عضو مجلس الشرق الأوسط للسياسات، إنّه قبل شهر ونصف صدر خطاب مشترك بين وزيري الدفاع والخارجية الأمريكيين حذرا فيه قادة إسرائيل بمنحهم مهلة شهرا لتحسين الوضع الإنساني وتسهيل مرور المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة والضفة الغربية.
تدمير نحو 70 % من الأراضي الزراعية في غزة منذ بداية الحرب بينهم أطفال| عشرات القتلى والجرحى في هجمات إسرائيلية على غزة المساعدات العسكرية لقطاع غزةوأضاف مسعد، خلال مداخلة، عبر قناة «القاهرة الإخبارية»: «منذ أكثر من أسبوع، صدر بيان من الخارجية الأمريكية جاء فيه أن الاحتلال استمع إلى المطالب الأمريكية، ودعمت تدفق المساعدات العسكرية لقطاع غزة».
وتابع: «الاحتلال الإسرائيلي مستمر في مجازره والولايات المتحدة الأمريكية تعترض على قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وهو ما يدل على أن الطرف الأمريكي أعطى الضوء الأخضر للاحتلال بالتصعيد لأقصى درجة للوصول إلى المفاوضات والضغط على كل الأطراف بالقبول بما تريده إسرائيل».
أمريكا تعيش فترة انتقالية بين بايدن وترامبوواصل: «أمريكا تعيش فترة انتقالية بين بايدن وترامب، وعلى مدار أكثر من عام لم نرَ أي تغيير أو وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والولايات المتحدة في وضع حرج، وإسرائيل تقوم بما تريده الآن، حتى تصل إلى أقصى مراحل الضغط على حركة حماس والطرف الفلسطيني والطرف اللبناني، ومن ثم الطرف الإيراني للقبول بالتصور الإسرائيلي بعد انتهاء الفترة الانتقالية في الولايات المتحدة».