سودانايل:
2025-02-23@20:03:21 GMT

قضايا مهمة تستحق المناولة !

تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT

بالرغم من أننى أتفادى بقدر الامكان التعليق على ما ينشر فى وسائط التواصل الاجتماعى، إلا اننى و فى بعض الأحيان أجد نفسى مرغما على تناول البعض منها، مساهمة منى و مع آخرين فى محاولة ازالت ما تسببه من إلتباس و منعا لتغبيش الرؤى التى يهدف اليها الموضوع المثار فى تلك الوسائط.
فى نفس تلك الوجهة أحاول مناقشة ثلاث قضايا وردت فى وسائل التواصل الاجتماعى فى الفترة الأخيرة ،أرى من وجهة نظرى انها مهمة و تستحق التناول بالنقاش لأنها تتعلق مباشرة بمآلات الحرب التى تدور رحاها الآن فى السودان، و التى دمرت البنية التحتية للبلد، قتلت أكثر من عشرة آلاف و شردت أكثر من خمسة ملايين فى المنافى الداخلية و الخارجية.



1- العدالة و المحاسبة !
هنالك فيديو متداول فى الوسائط الأجتماعية يتحدث فيه العالم و الخبير القانونى فرانسيس دينغ، و كما يبدوا لى انه جزء " منتزع " قسرا من سياق خطاب له أورده فى احد المحافل، يستهدف الذى قام بنشره استخدام الجزء الذى أدلى به فرانيس دينغ ( حول المحاسبة و العدالة ) لخدمة هدف بعينه، و هو الترويج لاعفاء المتسببين عن جرائم حرب و جرائم ضد الانسانية و جوناسايد فى الحرب الدائرة اليوم من المحاسبة و الهروب من العدالة، و ذلك بدعوى الحفاظ على سلاسة الحياة السياسية و عدم تعقيدها من جانب و محاولة الترويج للاستناد من جانب آخر على العرف الأفريقى فى حل الخلافات و المساءلة.
فى البداية وأنا اتناول بنقاش ما ورد فى الفيديو أؤكد ان القانون الدولى الأنسانى هو قانون يتعلق بالحقوق الأساسية للانسان و لا خلاف عليه ، و قد قامت كل الدول بالتوقيع على كل المعاهدات المتعلقة بالقانون الأنسانى كما أصبحت تلك القوانين مكملة لقوانين الدول المعنية، كما ليس صحيحا القول ان تلك القوانين مخصصه لحقوق الأنسان فى الدول الغربية.
العالم قد عانى كثير من ويلات الحروب و انتهاكات حقوق الانسان و قد عمل المهتمين بحقوق الانسان و العلماء على انشاء مؤسسات دولية لتحقيق العدالة الأنسانية مستفيدين فى ذلك من التجارب الانسانية السابقة و التى أودت بحياة ملايين البشر، خاصة الحرب العالمية الأولى و الثانية.
من تلك التجارب المؤلمة و المرعبة فى آن واحد، انبثقت فكرة المحكمة الجنائية الدولية التى عزم المجتمع الدولى من خلالها لتحقيق شئين، هما مبدا المحاسبة من الجرائم المرتكبه تجاه الانسانية و عدم الأفلات من العقاب و ان لا تتدخل السياسة فى محاولة ابطال و تعطيل العدالة.
أما مسألة إستخدام الأعراف المحلية فى فض النزاعات و الخلافات فى الدولة المحددة، و تحقيق العدل من خلالها فذلك متفق عليه، وقد استخدمت الأعراف كثيرا فى حل النزاعات فى كثير من الدول الأفريقية و كما حدث فى السودان فى بعض الفترات، لكن هنالك بعض النزاعات لا تعالج الا بالقوانين الأنسانية و ذلك لشمولها، دقتها و استفادتها من التجارب العالمية و عدم تأثرها بالسياسات الداخلية فى محاولات عرقلة تحقيق العدالة.
ما قامت بارتكابه قوات الجنجويد و الجيش فى الحرب الدائراة اليوم و التى راح ضحيتها آلاف القتلى و مئات النساء المغتصبات يجب أن لا يمر بلا محاسبة أو عقاب، كما يجب أن لا تتدخل السياسية فى سبيل تعطيل و محاسبة المرتكبين للجرائم كما حدث فى ضحايا فك الأعتصام المنتظرين للعدالة حتى اليوم !!
ان محاولة استخدام نصوص الآخرين و فى غير موضعها، للافلات من المحاسبة و العقاب هو استخدام رخيص و مبتذل يهدف الى تغبيش الرؤى و تضليل الآخرين.
اخيرا أريد أن أقول ان قرار مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة بتكوين لجنة لتقصى الحقائق فى المآسى و الجرائم التى تمت من طرفى الصراع فى الحرب الدائرة اليوم فى السودان، هو قرار صائب و سليم.

2- معسكر " نسيبة " فى بورتسودان !
شاهدت فيديو لتخريج مجندات من معسكرلتدريب النساء فى بورتسودان للأشتراك و القتال فى الحرب الدائرة اليوم فى السودان، و هو معسكر فى جوهره يهدف الى توسيع نطاق الحرب اللعينة التى ينادى السودانين بإيقافها، كما إن المعسكر المقام ببورتسودان يعمل و يساعد على نقل الحرب الى مكان آمن لجا اليه عدد من السودانيين هربا من ويلات الحرب فى العاصمة و مناطق أخرى من الوطن.
الخطاب الموجه للنساء من قائدة معسكر النساء عند التخرج كان يمتزج و تتداخل به بعض الشعارات المتقدمة فى قضايا تحرير المرأة، و من ثم استغلالها بشكل مضلل لخداع النساء البسيطات اللاتى ضمهن المعسكر.
المتحدثة ذكرت للنساء المجندات ان الهدف من تجنيدهن هو مساواة النساء مع الرجال و ذلك بوقوفهن جنبا الى جنب مع الرجال و دعما لحقوقهن ( بالله شوف لولوة الكيزان )!! لكنها لم تقل لهن ان هذه الحرب الدائراة شردت مئات الألوف من النساء المستضعات و تم اغتصاب المئات منهن للاذلال و الحط من كرامتهن، و أن الاستمرار فى حرب عبثية لا يوجد فيها منتصر الخاسر الأكبر فى السودان هن النساء.
بالطبع تستغل المتحدثة الجهل و الفتاوى " المضروبة " للعب بعقول اولئك النساء البسيطات...... و من المؤكد أن بنات المتحدثة و اخوتها ينعمن بالآمان فى تركيا أو يدرسن فى جامعة مامون حميده " المهربة " من ويلات الحرب الى مدينة كيغالى بدولة رواندا !!

3- مستشار اعلام الجنجويد لقناة الحدث !
عندما سأل مقدم البرنامج الحدث الأخبارية المستشار الأعلامى للجنجويد.... لماذا يقومون بقصف بيوت المواطنين فى مدن العاصمة المثلثة و يقومون بطرد سكانيها و أحتلاها كما انهم إحتلوا مبانى مؤسسات الدولة وأقفوا عجلة العمل ؟!
كان رد المستشار من أعجب ما سمعت، فقد ذكر ان معسكرات الجيش مقامة وسط أحياء السكان لذلك فهم يعتبرن تلك المناطق مسرح للعمليات أو بكلمات أخرى أو " الترجمة " لقوله، ( بما أن هذه المنازل فى العاصمة و هى منطقة عمليات فيجوز احتلالها ... نهبها ، قتل ساكنيها و أغتصاب نساءها، ثم أضاف مؤسسات الدولة توقفت ليس بسبب احتلالهم لها وأنما تم ذلك بسبب ترك العمل من جانب الموظفين المعينين من قبائل محددة و الموالين للسلطة و الذهاب للمناطق التى يتواجد بها الجيش و محاولة وصم الجنجويد بوقف دولاب العمل..... هو يريد أن يرسل رسالة بأن القصف المتبادل بين طرفى الحرب و احتلال مؤسسات الدولة ليس هو السبب !!
بالطبع قول المستشار الأعلامى يفتقر للمنطق و المعرفة السياسية، كما انه يقع فى خانة الاستهتار بعقول السودانيين، بالإضافة الى إنه يتعارض مع الواقع المعاش و المعروف للجميع .................يتبادر الى الذهن السؤال القديم المتجدد دوما.....حقيقة من أين أتى هؤلاء.... و كيف يطمعون فى حكم السودان ؟!!
أخيرا نقول لا بد من إيقاف هذه المهازل......يحدث ذلك فقط بتكوين الجبهة الجماهيرية العريضة لإيقاف الحرب و أقامة الدولة المدنية الديمقراطية.

عدنان زاهر
اكتوبر – 2023

elsadati2008@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فى السودان فى الحرب

إقرأ أيضاً:

حالة الطوارئ الإنسانية المتفاقمة في السودان

المقال بقلم دكتور ماجد رفيزاده باحث علوم سياسي امريكي من اصل ايراني

نشر في جريدة عرب نيوز السعودية

الترجمة من إعداد حسن عباس النور

مع استمرار الحرب الأهلية في السودان ، تواجه البلاد أزمة لاجئين متصاعدة أصبحت واحدة من أكثر حالات الطوارئ الإنسانية إلحاحا في العالم. أدى الصراع ، الذي اندلع في أبريل / نيسان 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع شبه العسكرية ، إلى إغراق البلاد في حالة من الفوضى ، مما أدى إلى نزوح الملايين وأثر بشدة على الدول المجاورة.. لقد خلق العنف الذي لا هوادة فيه مأساة إنسانية لا مثيل لها ، حيث يواجه اللاجئون الجوع والمرض والعنف داخل السودان وفي البلدان المجاورة. وبدون تدخل دولي عاجل ، تهدد الأزمة بالتصاعد أكثر ، مما يؤدي إلى تفاقم عدم الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة.
انه حجم النزوح الناجم عن الحرب مذهل. ومنذ بدء النزاع قبل عامين تقريبا ، نزح أكثر من 6.1 مليون شخص داخليا ، بينما فر 1.5 مليون آخرين من البلاد بحثا عن الأمان. تستمر هذه الأرقام في الارتفاع مع اشتداد القتال. وأفاد شهود عيان بأن قوافل المساعدات الإنسانية تعرضت للهجوم واعترضت المساعدات الغذائية والطبية وتركت اللاجئين في وضع يائس بشكل متزايد. يجد العديد من السودانيين الفارين من النزاع أنفسهم محاصرين في دائرة وحشية من النزوح ، حيث يضطرون إلى التحرك بشكل متكرر بسبب خطوط المواجهة المتغيرة والعنف الذي لا يمكن التنبؤ به.

بالنسبة لملايين السودانيين الذين شردتهم الحرب ، فإن البقاء على قيد الحياة هو صراع يومي. غالبا ما يعيش المشردون داخليا في ملاجئ مؤقتة أو مخيمات مكتظة حيث يكون الوصول إلى الضروريات الأساسية مثل الغذاء والمياه النظيفة والرعاية الطبية محدودا للغاية.

كما يعاني الكثيرون من سوء التغذية بسبب نقص الغذاء ، في حين أن تفشي الكوليرا وأمراض أخرى أمر شائع بسبب الظروف غير الصحية ونقص الإمدادات الطبية.

ويزداد الوضع الإنساني تفاقما بسبب الجهود المتعمدة التي يقال إنها تبذل لعرقلة المعونة. وقد تركت هذه الاستراتيجية المتمثلة في استخدام المجاعة كسلاح في الحرب الملايين يترنحون على حافة الموت ، مع وجود الأطفال بين الضحايا الأكثر ضعفا.

بالنسبة لأولئك الذين تمكنوا من الفرار من السودان ، فإن التحديات لا تنتهي عند الحدود. غالبا ما يجد اللاجئون الذين يصلون إلى البلدان المجاورة أنفسهم في مخيمات مكتظة حيث الموارد ضعيفة. غالبا ما تكون الحصص الغذائية غير كافية ، مما يترك الكثيرين على شفا المجاعة ، في حين أن الوصول إلى الرعاية الصحية ضئيل. فرص التعليم والعمل شحيحة ، مما يترك للاجئين القليل من الأمل في مستقبل مستقر.

وقد تحملت تشاد ، الجار الغربي للسودان ، وطأة أزمة اللاجئين. تستضيف الآن أكثر من 600000 سوداني. ومع ذلك ، قبل اندلاع الحرب ، كانت تشاد بالفعل دولة هشة تواجه تحدياتها الاقتصادية والأمنية. وقد فرض وصول هذا العدد الكبير من اللاجئين ضغوطا هائلة على موارد البلاد المحدودة ، مما أدى إلى إجهاد البنية التحتية المحلية وأدى إلى تصاعد التوترات بين النازحين السودانيين والمجتمعات المضيفة.

في إثيوبيا ، جعلت التوترات السياسية والصراعات الاقتصادية من الصعب استيعاب أعداد كبيرة من اللاجئين. في جميع الدول المضيفة ، يتزايد عبء الأزمة ، مما يهدد بزعزعة استقرار المناطق الهشة بالفعل.

وعلى الرغم من تزايد حدة أزمة اللاجئين السودانيين ، لم تكن المساعدات الدولية كافية. أطلق المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ، إلى جانب 33 شريكا دوليا ووطنيا ، خطة الاستجابة للاجئين في السودان لعام 2025 ، مناشدا تقديم 633.7 مليون دولار لمساعدة ما يقرب من 900000 لاجئ وطالب لجوء. ومع ذلك ، لا يزال التمويل قصيرا للغاية ، وكثيرا ما يعوق انعدام الأمن والتحديات اللوجستية قدرة منظمات المعونة على العمل. إن عجز القوى العالمية الكبرى عن تقديم مساعدات مستمرة يهدد بتعميق معاناة اللاجئين وزيادة زعزعة استقرار المنطقة.

ثانيا ، يجب على المجتمع الدولي زيادة التمويل لجهود الإغاثة في حالات الطوارئ ، وضمان وصول الأغذية والإمدادات الطبية والمأوى إلى المحتاجين. يجب على الدول والمنظمات المانحة العمل على التغلب على العقبات البيروقراطية التي تعيق إيصال المساعدات والتفاوض على الوصول الآمن للمجموعات الإنسانية العاملة في مناطق الصراع.ويتطلب التصدي لأزمة اللاجئين في السودان اتخاذ إجراءات عاجلة ومنسقة. الخطوات التالية ضرورية للتخفيف من معاناة النازحين السودانيين ومنع المزيد من عدم الاستقرار الإقليمي.

أولا وقبل كل شيء ، إن الحل المستدام للنزاع هو السبيل الوحيد لإنهاء دورة النزوح. يجب بذل الجهود لإحياء محادثات السلام بين الأطراف المتحاربة ، بناء على مفاوضات سابقة مثل إعلان جدة لعام 2023 ، الذي كان يهدف إلى حماية المدنيين وتسهيل المساعدات الإنسانية لكنه فشل في نهاية المطاف بسبب الانتهاكات المستمرة.

ثالثا ، تحتاج الدول التي تستضيف اللاجئين السودانيين إلى دعم مالي ولوجستي أكبر لإدارة الأزمة. ويشمل ذلك المزيد من التمويل للبنية التحتية المحلية والتعليم والرعاية الصحية لتخفيف الضغط على المجتمعات المضيفة وتعزيز التماسك الاجتماعي بين اللاجئين والسكان المحليين.

رابعا ، إن تعزيز التعاون الإقليمي والدولي أمر بالغ الأهمية. إن بذل جهد دبلوماسي منسق يشارك فيه الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والحكومات المجاورة أمر بالغ الأهمية في معالجة الأزمة. وينبغي فرض عقوبات وحظر على الأسلحة ضد المسؤولين عن إدامة العنف ، في حين ينبغي توفير حوافز سياسية واقتصادية لتشجيع مفاوضات السلام والحكم
الشامل في السودان.

باختصار ، تعد أزمة اللاجئين السودانيين واحدة من أشد حالات الطوارئ الإنسانية في عصرنا ، حيث يتعرض الملايين لخطر المجاعة والمرض والعنف. ومع استمرار الحرب دون نهاية تلوح في الأفق ، تزداد معاناة النازحين السودانيين ، مما يهدد ليس فقط حياتهم ولكن أيضا استقرار المنطقة الأوسع. وبدون تدخل دولي فوري ومستدام ، سيتدهور الوضع أكثر ، مع عواقب وخيمة على السودان وجيرانه. ويتطلب حل الأزمة مساعدات إنسانية فورية واسعة النطاق ، ودعما عالميا حاسما ومستداما ، واستراتيجية ملموسة لتحقيق سلام دائم في

رابط المقال ( https://www.arabnews.com/node/2590954 )

modnour67@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • مالكوم: سنعود أقوى فنحن ندافع عن نادٍ عملاق والجماهير تستحق المزيد
  • السودانيون لا توحدهم حكومتان
  • حالة الطوارئ الإنسانية المتفاقمة في السودان
  • مآلات السودان في مستقبل الأيام ما بين الوحدة والتقسيم
  • اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني: لمسنا خلال اللقاءات حالة واسعة من التوافق بين السوريين ما سهل عمل اللجنة حيث برزت قضايا العدالة الانتقالية والبناء الدستوري والإصلاح المؤسسي والإصلاح الاقتصادي ووحدة الأراضي السورية وقضايا الحريات العامة والشخصية وال
  • شكرا مصر والتالية ريتا!!
  • في ورشة ويامو: تجارة الذهب وبعض البنوك ساهم في إستمرار الحرب بالسودان وسيناريوهان تستبعد تحقيق العدالة
  • رئيس بعثة الأمم المتحدة المستقلة لتقصي الحقائق: السودان يتمزق أمامنا وإنضمام خبير لفريقي لوقف تدفق الاسلحة
  • العدالة الانتقالية (2/2)
  • اليوم العالمي للعدالة الإجتماعية .. الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال (الجبهة الثورية)