بعد 6 أشهر.. كباشي نائب البرهان يغادر مقر قيادة الجيش ويتعهد بـ”دحر التمرد”
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
دبي/بورتسودان- الشرق
غادر نائب القائد العام للقوات المسلحة في السودان الفريق شمس الدين كباشي، مقر قيادة الجيش بالخرطوم، السبت، لأول مرة منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع قبل أكثر من 6 أشهر في 15 أبريل الماضي، متعهداً بـ"دحر التمرد" في جميع أنحاء البلاد.
وأضاف كباشي أمام مجموعة من ضباط وجنود الجيش بمنطقة كرري العسكرية بأم درمان، في أول خطاب له خارج مقر القيادة العامة للجيش بوسط الخرطوم منذ اندلاع الحرب، أن "النصر قادم وقريب"، مشيراً إلى أن القوات المسلحة تخوض معركة ضد "التمرد والخيانة".
ولفت إلى أن منطقة كرري العسكرية التي تضم قاعدة "وادي سيدنا" إحدى أكبر قواعد الجيش السوداني، "عصية على التمرد"، وأن الأمر ينطبق على جميع معسكرات الجيش، حسب تعبيره.
وتابع: "نبشر الشعب السوداني الذي وقف مع القوات المسلحة في معركة الحق والوطن والكرامة، والذي اُغتصبت دياره ومؤسساته ومستشفياته، بأن النصر آت وقريب".
ولاحقاً مساء السبت، أفادت مصادر عسكرية لـ"الشرق"، بأن كباشي وصل إلى مدينة بورتسودان شرقي البلاد، حيث يقيم رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان ومجموعة من وزراء الحكومة.
ولم يعلن الجيش السوداني تفاصيل مغادرة الكباشي لمقر القيادة العامة للقوات المسلحة التي ظل موجوداً بها منذ بدء الحرب، واكتفى بنشر فيديوهات تشير إلى وصوله قاعدة "وادي سيدنا" شمال أم درمان وتفقده للقوات.
ويأتي خروج كباشي من القيادة العامة للجيش قبل أيام من استئناف مرتقب لمفاوضات جدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
استئناف المفاوضات
وقالت مصادر سودانية رفيعة لـ"الشرق"، الجمعة، إن الوساطة السعودية الأميركية حددت الخميس المقبل 26 أكتوبر، موعداً لاستئناف المفاوضات.
وذكرت المصادر أن الوساطة قسمت المفاوضات إلى 3 مستويات تبدأ بالملف الإنساني، كما تم فصل الملف السياسي عن العسكري والأمني.
وأوضحت أن السفير الأميركي دانيال روبنستين سيترأس وفد بلاده في محادثات جدة بدلاً عن السفير جون جودفري.
وبعد شهور من تعليق الوسطاء المفاوضات، لا يبدو أن هناك منتصراً واضحاً، ولا نهاية تلوح في الأفق للحرب التي أدت إلى نزوح أكثر من 5.75 مليون شخص وسقوط الآلاف وتدمير مدن كبرى.
وسرعان ما هيمنت قوات الدعم السريع على العاصمة، واتهمها السكان بنهب المنازل واحتلالها. ويشن الجيش، الذي حافظ على سيطرته على قواعده، ضربات جوية كبيرة، ويطلق نيران مدفعية.
ويبدو الآن أن قوات الدعم السريع تحاول التحرك جنوباً نحو ولاية الجزيرة، وهي منطقة زراعية مهمة ومركز سكاني. وانتقل إلى هناك مئات الآلاف من السكان، إلى جانب بعض الجهات الحكومية والإنسانية التي نزحت من الخرطوم.
وفي الأسبوع الماضي، سيطرت قوات الدعم السريع على العيلفون، وهي مدينة مهمة على أحد الطرق المؤدية إلى مدني عاصمة ولاية الجزيرة، وقال شهود إنها قامت بنهب وتهجير الآلاف من السكان، وفر العديد منهم سيراً على الأقدام.
وأعلنت قوات الدعم السريع، السبت، أنها سلمت محطة لضخ النفط في العيلفون بضاحية شرق النيل في العاصمة الخرطوم، لفريق هندسي من شركة "بشائر" المملوكة للحكومة السودانية.
ويستفيد السودان من رسوم عبور نفط جنوب السودان عبر المحطة الواقعة على بعد نحو 40 كم جنوب شرقي الخرطوم، ويمر عبرها (نحو 80 ألف برميل يومياً) لموانئ التصدير في شرق السودان.
قلق أميركي
والأربعاء الماضي، قال ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، إن الولايات المتحدة تشعر بقلق عميق إزاء التقارير التي تفيد بأن قوات الدعم السريع تكثف القصف في جنوب دارفور وأم درمان.
واندلع قتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل الماضي، بسبب توترات ترتبط بانتقال مزمع إلى الحكم المدني ما تسبب في دمار بالعاصمة الخرطوم، وأثار هجمات بدوافع عرقية في دارفور.
وقال ميلر إن الولايات المتحدة تدعو قوات الدعم السريع إلى وقف فوري لقصف الأحياء المدنية، وإلى حماية المدنيين.
كما أصدر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الأربعاء الماضي، قراراً يقضي بفتح تحقيق في الوضع الإنساني في السودان الذي يتناحر فيه الجيش مع قوات الدعم السريع منذ 6 أشهر.
وقالت ميشيل تايلور، الممثلة الدائمة للولايات المتحدة لدى المجلس: "هذا القرار هو دعوة إلى العمل بشأن ما نتفق عليه جميعاً وهو أن الأولوية الملحة للطرفين المتناحرين تتمثل في وقف أعمال القتال وغيرها من الانتهاكات وإلقاء أسلحتها والسماح بوصول المساعدات الإنسانية المطلوبة على نحو آمن وسريع ودون عوائق وهو أمر تشتد الحاجة إليه".
والولايات المتحدة من الدول التي طرحت هذا القرار. وأيدت 19 دولة القرار وعارضته 16، في حين امتنعت 12 دولة عن التصويت.
وتصاعدت أعمال العنف والنزوح منذ اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل. ومن بين المناطق الأكثر تضرراً ولاية غرب دارفور حيث أودت الهجمات ذات الدوافع العرقية بحياة المئات.
ونفت قوات الدعم السريع اتهامات منظمات لحقوق الإنسان بأنها ضالعة في مهاجمة المدنيين، وقالت إن أي جندي من جنودها يثبت تورطه سيتم تقديمه إلى العدالة. وينفي الجيش السوداني أيضا قتل مدنيين، ويصف الصراع بأنه شأن داخلي.
وقالت تايلور: "لا يمكن للمجتمع الدولي أن يضع ثقة عمياء في حسن نية الجنرالات الذين أظهروا لا مبالاة تامة بحياة المدنيين وبالتزامهم بحمايتهم".
وقالت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، إنها تسعى جاهدة للوصول إلى 18 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات في السودان لدرء كارثة إنسانية، وإن انعدام الأمن وتدخل الجانبين المتحاربين ونقص الدعم الدولي يعوق مسعاها.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: وقوات الدعم السریع قوات الدعم السریع الجیش السودانی بین الجیش
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يسيطر على مدينة إستراتيجية جنوب الخرطوم
أعلن قائد ميداني في الجيش السوداني السيطرة على مدينة القطينة شمالي ولاية النيل الأبيض، كما وسع تقدمه في العاصمة الخرطوم.
وأكد مصدر مطلع في الجيش أن قوة قادمة من ناحية الشرق دخلت إلى قلب المدينة صباح اليوم، في حين تحاصر القوات القادمة من ناحية الجنوب جيوبا لقوات الدعم السريع.
وتبعد القطينة عن حدود ولاية الخرطوم الجنوبية نحو 50 كيلومترا، وهي ذات موقع إستراتيجي على الطريق الذي يربط الخرطوم بجنوب وغرب البلاد.
ونشرت حسابات محلية سودانية وناشطون صباح اليوم الأحد مشاهد تظهر وجود جنود من الجيش السوداني في مدينة القطينة.
وكانت بعض بلدات المجاورة لمدينة القطينة قد شهدت الأسبوع الماضي انتهاكات من قبل قوات الدعم السريع أدت إلى مقتل أكثر من 400 مدني حسب وزارة الخارجية السودانية.
وأفاد مراسل الجزيرة في السودان بنزوح أكثر من 3 آلاف شخص من قرى القطينة في ولاية النيل الأبيض وأخرى من تخوم الخرطوم جنوبا نحو بلدة أبو قوتة شمال غرب ولاية الجزيرة.
وجاءت حركة النزوح هذه نتيجة أعمال عنف وقتل تُتهم قوات الدعم السريع بارتكابها، وسط تصاعد الشكوى من النازحين من أوضاع صعبة يعيشونها، خصوصا ما يتعلق بنقص الغذاء والعلاج.
إعلانواعتبر الخبير السوداني المختص في العلاقات الدولية والشؤون الأمنية والعسكرية عامر حسن عباس محمد أن تقدما لقوات المسلحة عبر محور النيل الأبيض إلى مدينة القطينة يمثل خطوة مهمة جدا في مسار المعارك الدائرة حاليا بالسودان، خاصة في وسط البلاد.
وأشار عباس إلى أنه وفي ظل ما وصفها بالانتهاكات الواسعة التي ترتكبها قوات الدعم السريع في القرى المحيطة بالقطينة، بما في ذلك المجازر التي وقعت في قرى الكداريس والخلوات الواقعة على بعد نحو كيلومترين شمال القطينة والتي تعد جزءا من المدينة أصبحت استعادة القطينة ضرورة قصوى لإيقاف هذه الانتهاكات.
وأكد أن استعادة مدينة مركزية مثل القطينة ستساهم في تخفيف مشاكل النزوح الداخلي داخل الولاية، خاصة في عاصمتها ربك والمدينة الكبرى كوستي المجاورة لها، إذ نزح معظم سكان هذه المناطق إلى داخل الولاية ومدنها جنوب القطينة، مما يعني أن استعادتها تعني عودة عشرات الآلاف من الأسر إلى موطنها واستئناف حياتهم الطبيعية.
وأضاف أنه على المستوى العسكري يحمل وصول الجيش إلى القطينة فوائد عسكرية كبيرة، فهو يسهم في تمشيط ولاية النيل الأبيض وتطهيرها من عناصر التمرد، وفي الوقت نفسه يدعم النشاط العملياتي لمنطقة الشجرة العسكرية الواقعة في جنوب الخرطوم، والتي تتوسع شمالا باتجاه وسط الخرطوم وجنوبا باتجاه الكلاتلة، كما يعزز هذا الإنجاز عمل القوات المسلحة المتحركة نحو الخرطوم من محور النيل الأبيض ومن محور النيل الأزرق.
استعادة بلدة الكرقلمن ناحية أخرى، قال مصدر عسكري للجزيرة إن الجيش استعاد بلدة الكُرقل في ولاية جنوب كردفان غربي البلاد التي كانت تخضع لسيطرة الحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو.
وأشار المصدر إلى أن استعادة الكُرقل ستساهم في فك حصار مدينة كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان وربطها بمدينة الدلنج.
إعلانفي الأثناء، قال مصدر عسكري للجزيرة إن الطائرات الحربية للجيش السوداني قصفت مرات متتالية جبل كردفان جنوب شرق مدينة الأبيض بشمال كردفان، مشيرا إلى أن تلك الضربات استهدفت مواقع تتحصن بها قوات الدعم السريع.
وقال المصدر ذاته إن الجيش يعمل على ربط مدينة الأبيض بشمال كردفان مع مدن وسط البلاد.
تقدم بالخرطوم
والخميس الماضي، أعلن الجيش السوداني أن قوات سلاح المدرعات سيطرت على منطقة السجانة الواقعة جنوب وسط الخرطوم بعد معارك مع قوات الدعم السريع.
وأفاد الجيش السوداني في بيان مقتضب بأن قوات سلاح المدرعات انفتحت على محور حي السجانة واستلمت كوبري (جسر) الحرية المؤدي إلى وسط المدينة.
وهذه هي المرة الأولى التي يصل فيها الجيش إلى المدخل الجنوبي لوسط الخرطوم، وبذلك يكون قد اقترب من تطويق وسط الخرطوم، حيث توجد قواته في المنطقة الواقعة غرب المدينة منذ أسابيع، وكذلك شرقها حيث مقر قيادة الجيش.
وبث الجيش مقاطع فيديو لانتشار قواته في حي السجانة وعند تقاطع جسر الحرية المؤدي إلى السوق العربي وسط الخرطوم.
ومنذ أيام بدأت مساحات سيطرة الدعم السريع تتناقص بوتيرة متسارعة لصالح الجيش في ولايتي الوسط (الخرطوم والجزيرة) وولايتي الجنوب (النيل الأبيض وشمال كردفان) المتاخمة غربا لإقليم دارفور (5 ولايات) وتسيطر الدعم السريع على 4 ولايات فيه، في حين لم تمتد الحرب إلى شمال البلاد وشرقها.
وفي ولاية الخرطوم المكونة من 3 مدن بات الجيش يسيطر على 90% من مدينة بحري (شمال)، ومعظم أنحاء مدينة أم درمان (غرب)، و60% من عمق مدينة الخرطوم التي تتوسط الولاية وتحوي القصر الرئاسي والمطار الدولي وتكاد تحاصرهما قوات الجيش، في حين لا تزال قوات الدعم السريع بأحياء شرقي المدينة وجنوبها.
ومنذ أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، في حين قدّر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
إعلان