لن يكون الزميل عصام عبدالله آخر شهداء الصحافة، فالاعتداءات على الإعلاميين العاملين في مناطق الصراعات تتكرر ومحاولة كمّ الأفواه الناطقة بالحقيقة والناقلة للوقائع تستمرّ؛ ومع كلّ اعتداء جديد تعلو النداءات المطالبة بضرورة حماية هؤلاء. ممّا لا شك فيه أن دور الصحفيين الحيوي في كشف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي قد يرتكبها أحد أطراف الصراع، يجعلهم عرضة للاستهداف أو الخطف أو المحاصرة والترهيب.

وهنا يعود الى الواجهة السؤال حول كيفية تأمين الحماية للصحافيين خلال تغطيتهم الأحداث ميدانياً في جنوب لبنان، فهم بحكم وجودهم في مناطق قريبة من الاشتباكات يضعون حياتهم بخطر.     تجهيزات ضرورية للسلامة في الميدان
لا يمكن للمراسلين الحربيين الّا يكونوا معرّضين للخطر، سلامتهم على عاتقهم. صحيح أن مهمّة الجيش تقضي بالحفاظ على أمنهم، غير أن على الصحافيين أن يكونوا مجهزين بمعدات أساسية؛ لذا قبل التوجّه الى أرض الميدان عليهم تجهيز حقبية من المستلزمات الضرورية.     عدّة الاسعافات الاولية التي تحتوي على مضادات ومسكنات، ضمادات طبية ومطهر للجروح، تعدّ من أهم الامور التي يجب على المراسلين والمصورين التنبه لوجودها ضمن حقيبة التغطية، إضافة الى الخوذة والدرع والقناع الواقي للغاز.   وقبل التوجّه الى مناطق الصراع، على الصحفيين التنسيق مع الجيش والتقيّد بتوجيهاته، وفقاً لمنسقة تجمع "نقابة الصحافة البديلة" إلسي مفرّج.
وتشدّد مفرّج في حديث لـ"لبنان 24" على ضرورة ان "يرتدي الصحافيون اللباس الواقي، أي الخوذة والدرع وأن يكون مكتوب على هذا اللباس صحافة، كما يجب أن يدوّن على السيارات التابعة للمؤسسات الاعلامية ما يشير الى ذلك بخط أزرق كبير".   كما تشير الى انه "يجب تزويد الصحافي بالارقام اللازمة والبطاقات وكل ما يلزم للتعريف عنه في حال حصل أي طارئ"، لافتة الى أن "تأمين المستلزمات من مسؤولية المؤسسات الاعلامية، التي عليها عدم المخاطرة بفريق العمل أي عدم ارساله الى أماكن محفوفة بالمخاطر بلا تجهيزات أو بلا تأمين حرب".
    نقاط التغطية والإحداثيات "المحظورة"
التواجد في أرض المعركة يضع الصحافيين أمام خطر قد يكلّفهم حياتهم، لذا من الضروري التنسيق مع الجيش الذي يكمن دوره في تأمين حماية الصحافيين على الأرض.
وتوضح مفرّج لـ"لبنان 24" ان "الجيش، بالتنسيق مع اليونيفيل، يحدّد نقاطاً لا خطر في استهدافها، ليعتمدها الصحافيون في تغطياتهم للمستجدات الامنية"، مشيرة الى ان "هذه النقاط تكون مجهّزة وقابلة لتتغير وفقاً للظروف".   وفي خضمّ حديثها، تلفت مفرّج الى ان "الجيش يصدر تعميماً بكيفية التغطيات، يشير من خلاله الى الصور والمعلومات التي تعتبر احداثيات للعدو".
    "التخوين" وتحييد الإعلاميين
تغطية الأحداث من ارض المعارك تترافق مع مقابلات مباشرة في استوديوهات المؤسسات الاعلامية للوقوف عند آراء خبراء ومحللين، فكيف يمكن تحييد الإعلاميين وحمايتهم من "التخوين"؟   شهد "طوفان الأقصى" حملة تخوين واتهامات بالتعامل مع العدو لبعض الصحافيين نتيجة تغطيتهم للأحداث وإجرائهم مقابلات مع محللين أو مسؤولين اسرائيليين.   بهذا الشأن تشير مفرّج الى أن "على المؤسسات العربية والتي تستقبل خبراء أو مسؤولين اسرائيليين عدم فرض اجراء مقابلة معهم على اعلاميين لبنانيين"، كون لبنان واسرائيل على عداء. المصدر: خاص لبنان 24

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

شبح الماضي النووي يلوح في الأفق| هل تتكرر فصول الصراع الهندي الباكستاني؟.. أستاذ قانون دولي يجيب

تلوح في الأفق بين الهند وباكستان، ذكريات حروب الماضي المؤلمة في أعوام 1948 و1965 و1971. 

وهذه الصراعات، التي خلفت ندوبًا عميقة في الذاكرة الجماعية للبلدين، تطرح سؤالًا ملحًا: هل يمكن أن تتكرر هذه السيناريوهات مرة أخرى؟

والإجابة، للأسف، ليست قاطعة بالنفي، خاصة في ظل التحديات المعاصرة وفي مقدمتها الترسانة النووية التي يمتلكها الطرفان.

تحديات الماضي المتجددة

وأكد الدكتور أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي، إنه لا تزال جذور الصراع التاريخي قائمة، تتغذى على قضية كشمير المتنازع عليها، والخلافات الحدودية المستمرة، واتهامات متبادلة بدعم الإرهاب. وهذه القضايا تمثل بؤر توتر دائمة يمكن أن تشتعل في أي لحظة.

السيف النووي ذو الحدين

وأضاف أستاذ القانون الدولي، في تصريحات خاصة، أن امتلاك الهند وباكستان للأسلحة النووية يمثل عامل تعقيد بالغ. من جهة، يمكن للردع النووي أن يمنع تصعيد أي نزاع محدود إلى حرب شاملة. ففكرة "التدمير المتبادل المؤكد" (MAD) تخلق حالة من التوازن الهش، حيث يخشى كل طرف من شن هجوم نووي أول خوفًا من رد نووي مدمر.

ولكن من جهة أخرى، فإن وجود الأسلحة النووية يزيد بشكل كبير من مخاطر أي مواجهة عسكرية. حتى صراع تقليدي محدود يمكن أن يخرج عن السيطرة ويتصاعد بشكل خطير إذا شعر أحد الطرفين بأنه على وشك الهزيمة أو إذا وقع خطأ في التقدير. فسيناريو "الاستخدام المبكر" للسلاح النووي، وإن كان مستبعدًا، يظل احتمالًا مرعبًا.

عوامل أخرى تزيد من التعقيد

وأشار الدكتور أيمن سلامة، إنه إلى جانب التحديات التاريخية والنووية، هناك عوامل أخرى تزيد من تعقيد المشهد:

 * السياسة الداخلية: يمكن للضغوط السياسية الداخلية في كلا البلدين أن تدفع نحو مواقف أكثر تشددًا.

 * التدخلات الخارجية: يمكن لقوى إقليمية ودولية أن تلعب دورًا في تأجيج أو تهدئة التوترات.

 * التطورات الإقليمية: التغيرات في ميزان القوى الإقليمي يمكن أن تؤثر على حسابات كلا البلدين.

هل يتكرر السيناريو؟

وأكد إنه لا يمكن الجزم بوقوع حرب أخرى بالسيناريوهات نفسها التي شهدناها في الماضي. فالردع النووي يفرض قيودًا جديدة على خيارات القيادة في كلا البلدين. ومع ذلك، فإن خطر نشوب صراع محدود يتصاعد إلى أزمة خطيرة يظل قائمًا.

واختتم أستاذ القانون الدولي إنه في ظل التحديات التاريخية المستمرة ووجود الأسلحة النووية، فإن شبح الماضي لا يزال يخيم على العلاقات الهندية الباكستانية. وعلى الرغم من أن تكرار سيناريوهات الماضي بالضبط يبدو غير مرجح، إلا أن خطر نشوب صراع له تداعيات كارثية يظل حقيقيًا. ويتطلب الأمر حكمة سياسية وجهودًا دبلوماسية مستمرة لتجنب الانزلاق نحو مواجهة جديدة.

طباعة شارك القانون الدولي مواجهة عسكرية الردع النووي الأسلحة النووية الهند وباكستان

مقالات مشابهة

  • سلام: الاعتداءات الإسرائيلية تُشكّل خرقًا لترتيبات وقف الأعمال العدائية
  • الجيش يحبط عملية تهريب 27 سورياً عبر البحر.. وهذا ما ضبطه في مناطق مختلفة!
  • لبنان الرسمي يُطالب واشنطن وباريس بتحمّل مسؤوليّاتهما
  • وزير الاعلام: الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان لا يمكن قبولها مهما كان السبب
  • لبنان يحذر من خطورة الاعتداءات الإسرائيلية على السِّلْم الإقليمي
  • شبح الماضي النووي يلوح في الأفق| هل تتكرر فصول الصراع الهندي الباكستاني؟.. أستاذ قانون دولي يجيب
  • الرئيس اللبناني يدعو واشنطن وباريس إلى تحمل مسؤولياتهما لوقف الاعتداءات الإسرائيلية
  • حيدر جال جنوبا وأكد تلزيم المباني الرسمية
  • الجيش: توقيف 4 مواطنين في إطار التدابير الأمنية في مختلف المناطق
  • الجيش الإسرائيلي يهدد بتوسيع الهجوم على غزة