هل تنجح إدارة بايدن في كبح إيران بعد "زلزال أكتوبر"؟
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
حذّر الكاتب السياسي في شبكة "بلومبرغ" هال براندز من إمكانية تفاقم الحرب بين إسرائيل وحماس، بشكل تجذب إليها الجهات الفاعلة في جميع أنحاء المنطقة وخارجها.
الصراع الحالي هو مجرد بداية لصراع طويل الأمد لإدارة شرق أوسط عنيف ومضطرب
ودعا براندز الإدارة الأمريكية إلى إيلاء منع التصعيد أولوية قصوى، رغم أن ذلك لن يكون سهلاً.
مع ذلك، تمتلك الولايات المتحدة وسائل قوية للسيطرة على الصراع، إذا كانت راغبة باستخدامها. لكن حتى في ظل سيناريو متفائل، لن تنحسر الاضطرابات الإقليمية التي تولدها هذه الحرب في أي وقت قريب. فسيفساء إقليمية قاتلة
أضاف براندز أن الأحداث المقصودة هي هجمات بطائرات من دون طيار، يُفترض أن مجموعات عميلة لإيران شنتها ضد قواعد أمريكية في العراق وسوريا؛ وهناك أيضاً صواريخ أطلقها حلفاء إيران الحوثيون على إسرائيل من اليمن، والتي أسقطتها مدمرة أمريكية؛ كذلك الأمر بالنسبة إلى استمرار العنف ذهاباً وإياباً بين إسرائيل وحزب الله. وكل هذه الأحداث جزء من "فسيفساء" إقليمية قاتلة.
It’s time to stop letting Tehran hide behind Hamas, Hezbollah and the Houthis, @HalBrands writes https://t.co/nrajaeC2gG
— Bloomberg Opinion (@opinion) October 21, 2023
حماس هي إحدى القوى التي تدعمها إيران من أجل ممارسة ضغط على إسرائيل والولايات المتحدة. يضاف إلى قتال إسرائيل مع حماس حرب الظل الإسرائيلية المستمرة مع إيران، كما صراع طهران المتوتر والعنيف أحياناً مع واشنطن. تتخلل هذه الأحداث مجموعة غريبة من الجهات الفاعلة غير الحكومية وشبه الحكومية – الحوثيين وحزب الله والميليشيات الشيعية في العراق وسوريا –، والتي تعمل كوكلاء لإيران حتى مع سعيها إلى تحقيق أهدافها الخاصة. إذاً، يلوح في الأفق التهديد بتدخل إيران وحلفائها، وهو سيورط إسرائيل في معركة على جبهتين، ويطلق سلسلة من ردود الفعل الإقليمية.
هذا هو آخر ما تريده الولايات المتحدة، لأن انهياراً في الشرق الأوسط سيستهلك موارد أمريكية تشتد الحاجة إليها في أماكن أخرى. ولذلك أرسلت واشنطن قوات عسكرية قوية، من ضمنها مجموعتان هجوميتان من حاملات الطائرات، كتحذير لحزب الله وإيران. الخبر السار وفق الكاتب هو أن الأشخاص السيئين لا يبدون عازمين على التصعيد في الوقت الحالي. لو كان الأمر كذلك، كما كتب كينيث بولاك من معهد المشروع الأمريكي، لكان الوقت المناسب للضربة هو 7 أكتوبر (تشرين الأول)، عندما كانت إسرائيل في حالة ذهول وتشتت.
US will have to risk escalation to deter escalation in the Middle East crisis. And even then, it will face a more violent, disordered region for years to come.@opinion @AEIfdp https://t.co/VIWUOWlFuE
— Hal Brands (@HalBrands) October 21, 2023
من المؤكد أن حزب الله يتذكر القصف الذي تعرض له في المرة الأخيرة التي قاتل إسرائيل عام 2006، حتى مع دفع إسرائيل أيضاً ثمناً باهظاً. ويتذكر القادة الإيرانيون أن قاسم سليماني، العقل المدبر لاستراتيجية طهران الإقليمية، انتهى به الأمر ميتاً في المرة الأخيرة التي تصاعدت التوترات مع واشنطن. تتمتع أمريكا وإسرائيل بهيمنة التصعيد في معركة شاملة مع خصوم أضعف: يمكن لطهران وحزب الله أن يؤذيا خصميهما بشدة، ولكنهما سيتضرران بشكل أسوأ في المقابل. ومع ذلك، ينبغي ألا يكون ذلك مطمئناً تماماً.
ثمة طرق أخرى يمكن أن يتوسع عبرها الصراع الحالي. إيران متورطة بالفعل في قتل أكثر من ألف إسرائيلي. ستنتقم إسرائيل، في مرحلة ما، ربما من خلال قتل خلفاء سليماني على قمة الحرس الثوري. ومن جانبها، يمكن لإيران أن تستفيد من انشغال إسرائيل الحالي، عبر إرسال أسلحة أكثر تطوراً إلى لبنان وسوريا استعداداً للجولة التالية. عاجلاً أم آجلاً، سوف تصبح حرب الظل الإسرائيلية الإيرانية أكثر شراسة وفق براندز. متاعب أخرى العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران متجهة أيضاً نحو المتاعب. أدى غزو حماس إلى تعطيل خفض التصعيد الهادئ الذي كان الرئيس الأمريكي جو بايدن يسعى إليه، من خلال دفعه إلى وقف الإفراج عن 6 مليارات دولار من الأموال الإيرانية. وبمجرد تركيز الرأي العام ورأي المشرعين في الكونغرس على واقع أن الإرهابيين الذين عززتهم إيران قد قتلوا ما لا يقل عن 29 أمريكياً، ستتزايد الضغوط من أجل الانتقام، من خلال العقوبات أو تدابير أكثر صرامة.
وستسعى إيران بدورها إلى استخدام نفوذ مضاد من خلال تشجيع وكلائها على مهاجمة القوات الأمريكية، كما يقومون بذلك فعلاً، أو ربما تكثف تخصيب اليورانيوم. وقد تواجه الولايات المتحدة قريباً أزمة نووية متجددة مع إيران، فضلاً عن زعزعة استقرار المنطقة. بالنسبة لواشنطن.. نتيجتان أولاً، تحتاج الولايات المتحدة إلى تعزيز مثبطات إيران عن التصعيد من خلال الهروب من نمط مدمر. عادة، عندما يقوم وكلاء إيران بضرب القوات الأمريكية، ترد واشنطن بشكل متناسب ضد القوات المعنية. يتخلى ذلك عن زمام المبادرة للعدو ويسمح لإيران بحماية نفسها من الانتقام بسبب هجمات وكلائها. يتعين على أمريكا أن توضح، من خلال القنوات المتاحة، أن الهجمات على القوات الأمريكية سوف تقابل بردود غير متناسبة ضد المؤسسة العسكرية الإيرانية نفسها. إن السيطرة على التصعيد لن تكون قيّمة، إلا إذا كانت أمريكا مستعدة لاستخدامها.
ثانياً، إن الصراع الحالي هو مجرد بداية لصراع طويل الأمد لإدارة شرق أوسط عنيف ومضطرب. حتى لو تم تجنب أسوأ تصعيد، ستستمر التوترات الإقليمية والدولية المتزايدة لفترة طويلة بعد توقف هذه الجولة من إطلاق النار. كان السابع من أكتوبر زلزالاً جيوسياسياً. وسوف يتردد صدى الهزات الارتدادية لسنوات قادمة، وفق رأي الكاتب.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الولایات المتحدة حزب الله من خلال
إقرأ أيضاً: