الخليج الجديد:
2025-02-23@21:13:36 GMT

فك الارتباط مع القوى الغربية ضرورة!

تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT

فك الارتباط مع القوى الغربية ضرورة!

فك الارتباط مع القوى الغربية حاجة أم ضرورة؟

بات ممكنا التحرر من الارتباط بالقوى الغربية في ظل التنافس والتصارع الدولي المحتدم بين أقطابه الاقتصادية والعسكرية.

خلاصة الدرس الذي يمكن تعلمه من المواجهة الراهنة مع الاحتلال في قطاع غزة أكدت خطورة الارتباط والاعتماد الكثيف على القوى الغربية.

فك الارتباط محاولة لعقلنة الحراك الشعبي ودفعه نحو آفاق منتجة، تجنبه الصدام الداخلي؛ او الاستنزاف بين الرسمي والشعبي وصولا لتكامل مثمر.

العلاقات غير المتوازنة والمعتمدة على الغرب قادت نحو الاعتراف بالاحتلال كأمر واقع؛ فرضته سياسة الابتزاز المتبعة من قوى الغرب المتحكمة بالواقع العربي.

مطلوب إقامة علاقات متوازنة تسمح بدحر الاحتلال الصهيوني وتصفيته؛ وتعزيز استقلال العرب؛ وتوسعة مروحة خياراتها بعيدا عن المشاريع الغربية في الآن ذاته.

العالم العربي بحاجة لمراجعة علاقته بالغرب وتخفيف مستوى الارتباط والاعتماد عليه وفك الارتباط به عسكريا وأمنيا وبناء العلاقة وفقا لمصالح الأمة واستقلالها وتنميتها.

تكبيل الدول العربية باتفاقات أمنية وسياسية واقتصادية يضع سقوفاً منخفضة لإمكانيات تطورها كقوى اقتصادية واقليمية بعيدا عن المنظومة الغربية.

* * *

الاحداث في قطاع غزة وردود الفعل والمواقف الغربية المنحازة إلى الكيان الصهيوني تدفع الحراك الشعبي العربي المتضامن مع غزة والمقاومة تلقائيا لتوحيد شعاراته، للمطالبة بالدعوة لفك الارتباط مع الغرب عسكريا وسياسيا واقتصادية؛ واقامة علاقات متوازنة تسمح بدحر الاحتلال الصهيوني وتصفيته؛ وتعزيز استقلال الدول العربية؛ وتوسعة مروحة خياراتها بعيدا عن المشاريع الغربية في الآن ذاته.

الفرصة مواتية لتوظيف الزخم المتولد عن الحراك الشعبي للانتقال من مجرد التركيز على مكافحة التطبيع؛ نحو تفكير وهدف استراتيجي اكبر واكثر إنتاجية يذهب نحو التخفف من العلاقات الاقتصادية والامنية والسياسية مع الغرب، وصولا لفك الارتباط معه.

فك الارتباط حاجة اساسية للتطور وضرورة لبناء علاقة اكثر توازنا وصحية مع القوى الغربية؛ فالتطبيع ما هو إلا مظهر من مظاهر هذه العلاقة الشاذة وغير المتوازنة مع الغرب الذي تنشر قواعده العسكرية وسفاراته كالقلاع لدرجة ان بعضها من حيث المساحة والسكان يكاد يضاهي دولة الفاتيكان في روما.

العلاقة غير المتوازنة والمعتمدة على القوى الغربية قادت نحو الاعتراف بالاحتلال كأمر واقع؛ فرضته سياسة الابتزاز المتبعة من قبل القوى الغربية المتحكمة بالواقع الامني والسياسي والاقتصادي للدول العربية.

العلاقة المختلة مع القوى الغربية عكستها معركة غزة الاخيرة عبر طرح حلول سياسة وامنية اقترحتها (واشنطن و باريس ولندن وروما وبرلين) على كل من عمّان والقاهرة؛ لتهجير الفلسطينيين من أرضهم!

فالشراكات القوية والعميقة بين الاردن ومصر من جهة والقوى الغربية وعلى رأسها أمريكا واتفاقات السلام المعقودة مع الكيان الصهيوني لم تشفع لعمان والقاهرة من التحرر من الضغوط الغربية التي سعت لمعالجة أزمة الكيان الصهيوني المصدوم بهزيمة السابع من اكتوبر على حساب البلدين.

الانتشار الواسع لقواعد الامريكية والغربية في الدول العربية والاعتماد الشديد على النظم الاقتصادية والمالية الغربية؛ عبء حقيقي طالما وقف عائقاً امام نمو الدول العربية وتطورها.

فتكبيل الدول العربية باتفاقات أمنية وسياسية واقتصادية وضع سقوفاً منخفضة لإمكانيات تطورها كقوى اقتصادية واقليمية بعيدا عن المنظومة الغربية؛ امر بات الممكن التحرر منه في ظل التنافس والتصارع الدولي المحتدم بين اقطابه الاقتصادية والعسكرية (روسيا والصين واميركا وشركائها في الناتو)، فرصة تعززها المواجهة الاخيرة في قطاع غزة التي فتحت بدورها الباب لحراك شعبي وسياسي رسمي يسعى لخلق توازن معقول مع القوى الغربية المتغولة على الواقع العربي وعلى الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

التحولات والصراعات والتشققات في النظام الدولي تسمح باتخاذ إجراءات آمنة في العالم العربي، وصولا إلى فك ارتباط أمن عن القوى الغربية؛ فالمعركة الدائرة مع الاحتلال الاسرائيلي توفر فرصة ثمينة لفعل ذلك؛ خصوصا أن الرأي العام العربي يدعم هذا التوجه عبر حراكه الداعم للمقاومة والفلسطينيين وهو حراك آخذ في التطور وفقا لسيناريوهات متعددة بعضها خطر؛ ما يجعل من فك الارتباط محاولة لعقلنة الحراك الشعبي، ودفعه نحو آفاق منتجة ومثمرة، تجنبه الصدام الداخلي؛ او الاستنزاف بين الرسمي والشعبي وصولا لتكامل معقول ومثمر.

ما تقدم هو خلاصة الدرس الذي يمكن تعلمه من المواجهة الأخيرة مع الاحتلال في قطاع غزة والتي أكدت خطورة الارتباط والاعتماد الكثيف على القوى الغربية.

ختامًا.. العالم العربي بحاجة لمراجعة علاقته بالقوى الغربية (اوروبا واميركا) وتخفيف مستوى الارتباط والاعتماد على الغرب (سياسيا وامنيا واقتصادية) وصولا الى فك الارتباط خصوصا في المجال العسكري والتنسيق الامني وبناء العلاقة وفقا للمصالح العليا للمنطقة التي تؤكد استقلالها ودعم مسار تطورها.

*حازم عياد كاتب صحفي وباحث سياسي

المصدر | السبيل

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الاحتلال قطاع غزة طوفان الأقصى فك الارتباط القوى الغربية التنسيق الأمني الكيان الصهيوني الحراك الشعبي الغرب العرب فک الارتباط مع الحراک الشعبی الدول العربیة فی قطاع غزة الغربیة فی بعیدا عن

إقرأ أيضاً:

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة تحصد الاعتماد الأكاديمي لعدة برامج

حصلت الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة اليوم، على الاعتماد البرامجي من المركز الوطني للتقويم والاعتماد الأكاديمي “اعتماد “، لبرنامجيّ الماجستير في “الدعوة، وفي العقيدة” وبرنامج الدكتوراه في فقه السنة، وذلك حتى فبراير من العام عام 2027م.

وتُعدُّ الجامعة الإسلامية، إحدى الجامعات الحاصلة على الاعتماد المؤسسي الكامل من مركز “اعتماد” التابع لهيئة تقويم التعليم والتدريب، وتعمل الهيئة وفق رسالتها وأهدافها، وبالتعاون والتكامل مع وزارة التعليم والجامعات السعودية، للإسهام في رفع جودة التعليم والتدريب وكفاءتهما لأعلى المستويات العالمية، بما يسهم في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، ومستهدفات برنامج تنمية القدرات البشرية، التي تشمل مستهدفات خاصة بالاعتماد البرامجي للجامعات.

وأوضحت الجامعة أن إنجازات الجامعة تتوالى، وذلك بحصول برامجها على الاعتماد الأكاديمي من الهيئة الوطنية للجودة والاعتماد الأكاديمي، وأنه دليل نضج أكاديمي لهذه البرامج في تحقيق متطلبات الجودة.

أخبار قد تهمك محافظ جدة يتفقد المنشآت الجديدة في القطاع الخاص ويدعم التنمية الاقتصادية 20 فبراير 2025 - 4:19 صباحًا قمة IAAPA الشرق الأوسط 2025 تختتم أعمالها بالرياض مستعرضةً تطورات الترفيه وفرص الاستثمار 20 فبراير 2025 - 4:08 صباحًا

مقالات مشابهة

  • رولين القاسم: التأني في اختيار شريك الحياة ضرورة.. وفترة الخطوبة تخفي الكثير
  • إسكان النواب: القمة العربية الطارئة اختبار حقيقي لوحدة الصف العربي
  • رئيس مجلس النواب يشارك في أعمال المؤتمر السابع للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية
  • وكيل لجنة القوى العاملة بالنواب: الموقف العربي الموحد أفشل مخططات تهجير الفلسطينيين
  • مجلس الشورى يشارك في يشارك في أعمال المؤتمر السابع للبرلمان العـــربي ورؤســـــاء المجالس والبرلمانات العربية بالقاهرة
  • أبو الغيط في إفتتاح المؤتمر السابع للبرلمان العربي: المنطقة العربية تعيش اخطر مراحلها
  • لافروف: لن نثير قضية العقوبات الغربية خلال مفاوضات "تسوية الأزمة الأوكرانية"
  • اللجنة التحضيرية للمؤتمر السابع للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية تجتمع بالقاهرة
  • أمين العربي للكوادر الشبابية: الموقف المصري من قضايا الأمة العربية ثابت وراسخ
  • الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة تحصد الاعتماد الأكاديمي لعدة برامج