صحيفة صدى:
2024-07-03@15:36:40 GMT

مبدأ الصدمة من منظور اقتصادي !!

تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT

مبدأ الصدمة من منظور اقتصادي !!

إن التعبير الأدق الذي يصف نظاماً ما يُسقط الحدود بين الحكومات الكبرى والأعمال الكبرى ليس الليبرالية أو الرأسمالية، بل المؤسساتية. ومن المميزات الرئيسة التي تتصف بها المؤسساتية التحويلات الضخمة للثروات من القطاع العام إلى يد القطاع الخاص. وهي عملية تترافق غالباً مع ازدياد هائل للدين واتساع كبير ومتزايد للهوّة بين أصحاب الثراء الفاحش وضحايا الفقر المدقع.

كان ميلتون فريدمان المرشد الكبير لحركة الرأسمالية غير المقيدة والرجل  الذي يعود إليه الفضل في وضع نظام الاقتصاد العالمي المعاصر السريع العجلة.

وقد تمثل مفهوم فريدمان للإصلاح الجذري في وجوب استغناء الحكومة عن انفاق جزء من بلايين الدولارات المخصصة لإعادة الإعمار على ترميم أنظمة التعليم الرسمي القائمة وتحسينها والاستعاضة عنه بتقديم قسائم نقدية كافلة للمواطنين، يقومون بإنفاقها في مدارس خاصة تمولها الدولة وتتوخى إدارة العديد منها الربح.

وقد كتب فريدمان في هذا السياق: من الحيوي أن يكون هذا التغيير إصلاحاً دائماً وليس مجرد سد مؤقت للهوة.

وهكذا عمل فريدمان وأتباعه على مدى أكثر من ثلاثة عقود على تعزيز تلك الاستراتيجية عن طريق انتظار وقوع أزمة كبيرة يُعمد في أعقابها إلى بيع أجزاء صغيرة من الولاية (نيو أورلينز) للاعبين من القطاع الخاص، بينما يكون المواطنون لا يزالون في حالة من الذهول إزاء الصدمة ويُسارع بعدها إلى جعل  تلك الإصلاحات دائمة.

وقد أفصح فريدمان في إحدى كتاباته بلاغة عن جوهر الخطة التكتيكية الشافية والمريبة للرأسمالية المعاصرة، وهو ما يمكن أن يطلق عليه مبدأ الصدمة.

وقد قال فريدمان في هذا الإطار: وحدها الأزمة، سواء أكانت الواقعة أم المنظورة، هي التي تُحدث التغيير الحقيقي. فعند حدوث الأزمة تكون الإجراءات المتخذة منوطة بالأفكار السائدة.

ولذا , قام فريدمان وأتباعه على مدى ثلاثة عقود باستغلال منهجي للحظات الصدمة في بلدان عدة من أبرزها: أحداث الحادي عشر من سبتمبر، حيث برزت فرصة أمام الأيديولوجيا والتي نشأت في الجامعات الأمريكية وتعززت في مؤسسات واشنطن، لأن تعود إلى موطنها.

واغتنمت إدارة بوش على نحو فوري، الهلع الذي زرعه الهجوم في النفوس، ليس فقط لشن حرب على الإرهاب، بل لضمان أن تكون هذه الحرب مغامرة هدفها تحقيق أرباح شبه كاملة وصناعة حديثة الولادة تبث الحياة من جديد في الاقتصاد الأمريكي المضطرب.

وقد برز اقتصاد جديد واضح المعالم في خضم تجارة الأسلحة وجنود القطاع الخاص وإعادة الإعمار الهادفة إلى تحقيق الأرباح وصناعة الأمن القومي الأمريكي كنتيجة لنمط معالجة الصدمة الذي انتهجته إدارة بوش بعد الحادي عشر من سبتمبر.

صُمِّم هذا الاقتصاد الجديد في عهد بوش لكنه بات اليوم موجوداً بمعزل عن إدارة أي رئيس قد يأتي وهو سيبقى راسخاً إلى حين تُرصد الأيديولوجيا السيادية التي تدعمه وتُعزل وتُقاوم.

 أ . د /  زيد بن محمد الرماني ــــ المستشار الاقتصادي وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

للتواصل : [email protected]

 

المصدر: صحيفة صدى

إقرأ أيضاً:

الهيئة الملكية توفر وظائف شاغرة للعمل في القطاع الخاص

فاطمة المالكي

أعلنت الهيئة الملكية للجبيل وينبع توفر وظائف شاغرة بعدة مدن بالمملكة عبر برنامج التأهيل والإحلال ، وذلك للعمل بشركات القطاع الخاص من حملة الابتدائية، المتوسطة، الثانوية، الدبلوم، البكالوريوس فأعلى) .

وأوضحت الهيئة الملكية أن الوظائف الشاغرة لديها هي :

مهندس البستنة والتشجير ، فني كهربائي ، فني أجهزة إلكترونية وكهربائية ، مدخل بيانات ، مهندس مدني ، مفتش مدني وسلامة ، مشرف عام أعمال البستنة ، مسؤول السلامة ، ميكانيكي ، مشغل معدات ثقيلة ، مشرف مشروع ، موظف البريد السريع ، وغيرها من الوظائف .

طريقة التقديم :-

للتقديم ومعرفة تفاصيل أكثر عن وظائف الهيئة الملكية عبر الرابط التالي هنا

مقالات مشابهة

  • «الوطني للعمل»: ارتفاع أعداد العاملين في القطاع الخاص إلى 11.4 مليون شخص في يونيو
  • الهيئة الملكية توفر وظائف شاغرة للعمل في القطاع الخاص
  • خبير اقتصادي: التضخم وتمكين القطاع الخاص على رأس ملفات الحكومة الجديدة
  • توماس فريدمان: هذا هو السؤال الذي ينبغي لبايدن أن يطرحه على نفسه
  • عبيد القطاع الخاص
  • خبير اقتصادي: القطاع العقاري المحرك الرئيسي للتنمية الشاملة في مصر
  • تحديد عطلة القطاع الخاص بمناسبة رأس السنة الهجرية
  • الإمارات.. 7 يوليو عطلة القطاع الخاص بمناسبة رأس السنة الهجرية
  • 7 يوليو عطلة القطاع الخاص بمناسبة رأس السنة الهجرية
  • العلاج التقليدي الشعبي الذي حفظ الله به جنس السودانيين السمر : الكف الصاموتي.