لارا إشراقة في الكوخ إنه اسمٌ يثير الابتهاج في النفس ويجعل الحب يغرس بذور السعادة في قلب الحياة النابض بالجمال .
إن للأسماء دلالات رمزية تشعرك بالراحة أحيانا وبادرة غرس في زهور الروح فتجدها صورة جذابة وفلسفة جميلة في عفوية صاحبها ، إنها تفاصيل وجينات مغروسة ومتناغمة ومنصفة مع السيكولوجية البشرية تظهرها الأناقة في تعابير وهندام وأسماءٌ أخرى تعابيرها داكنة تفر من صاحبها كفرار الضباء من السباع جحودا ونكرانا لفلسفات حياته وتعاملاته اليومية .
إن لارا مرآة حنان يعكس الود من عينيها طيفا بألوانه الزاهية في وجه أبويها فملامح كاثي قد غطت السحنة كاملة عندما ترجمت الأحساسيس في مراجيح الحنان.
يتأرجح سرورا تحت غطاء النوم بغرسة في فسيلة الإنجاب لقد غلب الماء فكان الاحمرار خجلا في مرايا الصور .
إن بريق عينيها يميل زرقة إلى السماء ، ومحجرها واسع كست الحاجبين رسما يزيد الصورة سحنة من الفن ، والشعر حريره بريقا من ألوان الذهب .
إنها الأرياف الدافئة في أكواخها عندما تغطيها الثلوج حبا وصفاء ، تكون فراشاتها يرقات مبثوثة على ضفاف أنهار الحياة بهذا الجمال.
عندما تمعن النظر إليها هناك تناسق بين ثغرها ووجهها الدائري ووجنتيها تكسوهما النعومة باحمرار مثل عنكبوت المطر .
في لحظتها زف الشوق جون إليها ليقبلها فكاد الجنون أن يذهب لبه فزاد شغفه ليحتضنها بين ذراعية و الابتسامات في محياه بأن الإمعان لم يرتو حبا بل زاد قلبه طربا ومتعة إليها. إنها الطفولة رسم تعيدك إلى بداياتك البريئه .
كاثي ذهبت بها الذكريات وأعادتها حقبة من الزمن الى أمها ويلز قبل وفاتها وهي تحدثها عن طفولتها لقد كانت مغمورة في أصداف الجمال وفي غاية السعادة إن لارا صورتها الحقيقية في طفولتها.
والدها ذو الملامح الشرقية كان طويل القامه يعمل فلاحا في الريف وعندما يعود من الحقل متعبا كانت كاثي هي مساج الرحمة والدواء الذي يذيب التعب من أنفاسه المرهقه.
هناك نعومة مرهفة لدى البنات في قلوب آبائهن ،عندما بدأت تخطو خارج المنزل كان يستهويها حب الفراشات في الصباح ، وحين ترى والدها يريد الذهاب إلى الحقل كانت تركض أمامه حتى يأخذها معه.
أعادتها الذكرى الى حديث أمها عن ملابسها كيف كانت تغزلها ، وفي مرة أخذت كاثي إبرة الخياطة وحاولت تقلد أمها فوضعت الإبرة في إبهامها وبدأت الصراخ ، وكيف أمها أقبلت إليها في ذهول وقطرات الدم تسيل .
ابتسمت كاثي خيالاً وهي تلهو بجانب النهر وتتسخ ملابسها و كيف تتصرف أمها وتدخل في شجار مع أبيها بعد عودتها متسخة الملابس ، حتى لا يذهب بها مرة أخرى إلى الحقل. كانت أمها ويلز تهمس لها أنها كانت تريحها عندما تذهب مع والدها في بعض الأيام حتى تقوم هي بعمل اللازم لخدمة البيت وغسل الملابس وطبخ الغداء .
هناك ماضي جميل كأن لارا نبشته في ذاكرة كاثي مع أمها ويلز وهي تبعد عنها الحطب في ليالي الشتاء حتى لا تتأذى خوفا عليها من الحروق ، وكيف تحكي لها حكاية العجوز التي تخطف الأطفال ، لأنها لم تنجب أطفالا احتضنت كاثي لارا عاطفة إنها غرسة فريدة على سرير الطفولة بكت لارا وبدات تتلامس الأرجل في بعضها مع قليل من البكاء إنها حركة الأطفال عندما يقرصهم الجوع أخرجت كاثي ثديها لتجعلها ترضع لترتوي حليباً وحياه وجون واقفا مستمتعا بمناظر الحب التي أشرقت في كوخه الجميل امتزج جمال الأم بجمال لارا فكان قمراً يُرضع ونجمة ترضَع فدنا جون وطبع قبلة الحب في شفاة الغرام .
هي لحظات لا يشيب فيها الحب يبقى شابا أنيقا بجماله العفوي عندما تكون موائد الحياه بهذا الجمال وهذه السعادة سيتحدد مع كل إشراق يحتاج قليلا من الاهتمام في تجاويف الروح المظلمة القلوب يغمرها الألم ولكنها صامدة بكبرياء وعفاف في صحاري الجفاف من بذور العواطف.
في الكوخ المجاور إيلين و هايدي إلى حيث السكون و الاطمئنان ، كلبهم باسط ذراعيه نباهة ويقظة يأخذه أنين الوحده فتكون دموعه منهمره في لياليه بعد أن تجره الذكرى من أذنيه الطويلتين المتدليتين على وجهه يعيش وحيدا وحارسا في الكوخ .
أكمل هنري تمام عامه الاول وبدأ بدرا بوجهه الدائري وحاجبيه الجميلين وعيونه الفستقية اللون وفي ابتساماته حلاوة تشع من بين شفتيه نظما من اللؤلؤ البراق في فمه ويديه تكسوهما نعومة إنه مزيج بين هايدي ووليم ، لقد أعدت هايدي بعض الحلوى وأشعلت قناديل الفرح لهنري مازالت خطاه تتعثر وتتوه عندما يحاول أن يخطو في الظلام الدامس نحو الأصوات والحب والعيش والسعادة والمعاناة في عناق أمه مع كل شروق هناك همس وأنين داخل هايدي كيف ستكون حياة هذا البريء هل ستراه حتى يبلغ الحلم ويصبح رجلا يعتمد على نفسه .
إنها الايام تكتب بصمت حروفا لا نراها .
قام هنري وأمه تساعده قليلا حتى يقف ويبدأ الخطا نحوها فهي دلالاته على سلامة المكان لديه حواس غيبيه وحواس معنويه يفرق بين الأصوات والكلب يحاول أن يداعب العمى مع هنري بحواس آخرى الكل واقف في حالة ابتسام والجدة تغني احتفالا بهذه الخطوات و هايدي تحسب المسافات وتقرأ أن الألف ميل يبدأ من هنا.
تركته عند إيلين وذهبت هايدي تقطف الأزهار من فناء الكوخ و إيلين تجمع الشموع وترتبها لقد بدأ الكوخ جميل ورائع .
فوق طاولة خشبية علبة حلوى فريده تم جلبها من المدينة وهدايا صغيرة احتفالا بهذا اليوم .
في المساء حضر جون وكاثي ولارا وبعض الجيران ، أشعلت هايدي الشموع وبدأ الجميع يرقص غناء وهنري يقبله ويحتضنه إنه عامه الأول ، إنها حياة يغلفها الظلام ، هناك دموع تجري في الخفاء لهايدي كم هي الأمنيات كانت تحلق بها عندما كان الحب يجمعها مع وليم كان الأمل أن يكون هنري ككل الاطفال يرى السماء ويفرح بالمطر ويركض في الحقل ويغني ويركض ويتسابق مع الجميع ، كفكفت دموعها وابتسمت أمام الجميع .
أخذتها كاثي وبدأت تراقصها على أنغام الموسيقى وجون محتفلا بلارا والجدة إيلين كانت في حالة انتشاء راقص وفجأة انزلقت رجليها ووقعت على الأرض توقف الجميع أسرع جون إليها وضع يديه على الألم كان وجهها يتلون حملها لتقف لكنها لا تستطيع ماذا جرى ، تغير وجه جون وأخبرها لابد من طبيب إنه كسر في القدم يا امي ، ما العمل وضع جبيرة صغيرة ولف عليها بقماش ، تذكر جون أن هناك في الريف المجاور رجل لديه الخبرة في مداواة آلام العظام وكسورها بعد أن أطمأن عليها ذهب جون ليحضره بينما الجميع في الحفل يتناولون الحلوى وايلين يتلون وجهها إحمرار وشحوب ، إذ حضر جون والرجل ومعه بعض الربطات والأعشاب فك الرباط الذي وضعه جون وإيلين تنظر اليه مسك مكان الألم صاحت إيلين لا تقلقي ايتها العجوز قالها مبتسماً نظرت إليه نظرة خبيثه ، ابتسم في وجهها وهز راسه ليس كسرا إنه التواء في كاحل القدم ستكونين على ما يرام أيتها الجميله ابتسمت إيلين ، ووضع الأعشاب وربطة محكمة وخرج معه جون ليعطيه أجرته وشكره . إنها الحياة تسقيك وتعلمك من أبجديات أيامها حروف الصبر والسعادة والفقر والغنى والفرح والسرور والأتراح والأفراح ، هناك أشياء في الخفاء لا تستطيع مواجهتها سوى أن تستسلم وتتعايش مع ظروفها وتتعلم منها.
ابتسم أيها الأنيق هكذا نعيش في الحياه.
المصدر: صحيفة صدى
إقرأ أيضاً: