وكيل "الثقافة" لـ"الرؤية: العمانيون حققوا إنجازات مشرفة إقليميا ودوليا.. واعتماد 4 لوائح لتطوير القطاع الفني
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
◄ الوزارة لديها استراتيجية ثقافية لتنفيذ الفعاليات واستقطاب المواهب
◄ العمانيون حققوا إنجازات مشرفة في المجالات الثقافية والأدبية والفنية
◄ تدشين منصة للأرشيف الموسيقي والسينمائي والمسرحي العماني قريبا
◄ إطلاق موسوعة الناشئة لتعزيز الثقافة الوطنية لدى الأطفال
◄ العمل على الاستفادة من تجارب الدول الأخرى للارتقاء بالمجالات الثقافية
◄ استعداد جيد لإقامة مهرجان الأغنية العمانية وتطوير الجوائز
◄ العمل جار على مشروع تنموي يخص مسيرة الرواية العمانية
◄ تنظيم مهرجان مسقط الدولي للسينما ضمن أجندة الوزارة
◄ اعتماد 4 لوائح في القطاع الفني
◄ تسجيل 13 عنصرا كتراث غير مادي باسم سلطنة عمان
الرؤية- مدرين المكتومية
أكد سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة، أن المثقفين العمانيين حققوا العديد من الإنجازات خلال السنوات الماضية، واستطاعوا تمثيل بلادهم في المحافل الدولية ونيل العديد من الجوائز، لافتاً إلى أن الوزارة تعمل على تمكينهم وتشجيهم عبر العديد من المسارات التشريعية والتنفيذية للارتقاء بالقطاع الثقافي.
وأضاف- في حوار مع "الرؤية"- أن الوزارة حققت العديد من الإنجازات المحلية والدولية، وشاركت في العديد من الفعاليات لتسجل حضورا فاعلا في الملتقيات لنشر الثقافة العمانية.
وإلى نص الحوار
لو تطلعنا على أبرز الإنجازات الثقافية التي تحققت خلال الفترة الماضية
في البداية، يجب أن نؤكد أن العمانيين حققوا العديد من الإنجازات المشرفة سواء في مجال الشعر أو الأدب أو الفن، واستطاعوا إثبات حضورهم في المحافل الإقليمية والدولية ونيل العديد من الجوائز.
أما عن الإنجازات فنحن نسير وفق خارطة طريق واضحة تتمثل في الاستراتيجية الثقافية، وتمكنت الوزارة خلال الفترة الماضية من تأسيس مشاريع ثقافية عديدة في مجال بناء القدرات واستقطاب المواهب وصناعة النشر والإنتاج الفني، وفي مجالات الموسيقى والفنون التشكيلية والمسرح والسينما أيضًا.
كما نفذت الوزارة ما يقرب من 100 ورشة متخصصة، بالإضافة إلى إنشاء جوائز ومسابقات ثقافية لتحفيز المبدعين في المجالات البحثية والدراسات والنقد وثقافة الطفل، ويجري العمل على تطوير المهرجانات الثقافية والفنية بهدف الارتقاء بها وتعزيز مكانتها بما يلبي الطموحات.
وقد شهد الربع الأول من هذا العام إقامة مهرجان عمان الثقافي الذي ضم الشعر بشقيه الفصيح والشعبي، إلى جانب المسرح والفنون الشعبية والأدائية، ويجري حاليا الإعداد لإقامة الملتقى الأدبي والفني الذي سيقام في محافظة البريمي مطلع الشهر القادم، كما تجري التحضيرات حاليًا لإقامة مهرجان الأغنية العُمانية الذي سيُقام خلال شهر ديسمبر المقبل.
وعلى صعيد التشريعات فقد تم اعتماد 4 لوائح في القطاع الفني، ويجري العمل حاليا على التشريعات الأخرى في مجالات السينما والفنون البصرية وقوانين الاستثمار الثقافي.
وبخصوص التحول الرقمي، فقد دشنت الوزارة حوالي 30 خدمة في المجال الفني، ونستكمل باقي الخدمات في مختلف المجالات الثقافية، كما أن العمل يجري حاليًا لإعداد منصة متطورة للفنون تضم الأرشيف الفني الموسيقي والسينمائي والمسرحي، بالإضافة إلى منصة أخرى للمعارض والمزادات الفنية، إلى جانب تطوير الموقع الإلكتروني لمعرض مسقط الدولي للكتاب.
وماذا عن الإنجازات الخارجية؟
لقد سعت الوزارة لتعزيز حضور الثقافة العمانية في المحافل الدولية من خلال المهرجانات والفعاليات الثقافية والفنية، مثل بينالي فينسيا وفي النرويج ومعارض الكتاب، وذلك من خلال المشاركات الرسمية، إلى جانب ترشيح الكتاب والمبدعين والفنانين العمانيين للمشاركة في فعاليات خارجية، ولقد حققت مشاركة سلطنة عمان كضيف شرف في معرض الرياض الدولي للكتاب نجاحا كبيرا.
كيف تهتم الوزارة بالتراث غير المادي؟
قمنا بتسجيل عدد من عناصر التراث الثقافي غير المادي وزيادة رصيد سلطنة عمان في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية، بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، وقد بلغ عدد العناصر المسجلة 13 عنصرا، توزعت بين العناصر الوطنية التي سجلت باسم سلطنة عمان، وكان آخرها الخنجر العماني وما يتعلق به من المهارات الحرفية والممارسات الاجتماعية المرتبطة به، وقد أدرج في العام 2022م، إلى جانب العناصر المشتركة التي سجلت باسم سلطنة عمان بالشراكة مع الدول العربية الشقيقة، وكان آخرها عنصر حداء الإبل المدرج في 2022م أيضا.
وساهم تسجيل الملفات الوطنية في توثيق وحفظ عناصر التراث الثقافي غير المادي العماني، وما يرتبط بها من مهارات ومعارف في المحافل الدولية، ورفع قيمة هذه العناصر للمستوى الإقليمي والدولي، ودعم جهود سلطنة عمان في تفعيل اتفاقية 2003م، لصون التراث الثقافي غير المادي التي تشرف على تنفيذها وزارة الثقافة والرياضة والشباب، وضمان إيصال العناصر للأجيال القادمة.
كما ساهم تسجيل العناصر المشتركة مع الدول الشقيقة في إبراز الإرث الثقافي العماني المشترك مع الدول العربية الأخرى، وتوثيق العادات والتقاليد والممارسات العربية المشتركة المرتبطة بين شعوب الدول العربية الشقيقة والممتدة في رقعة جغرافية شاسعة بين قارتي آسيا وإفريقيا، وخلق آفاق للتعاون بين الممارسين للعناصر المسجلة في جميع الدول المشاركة في تسجيل العناصر.
وفي هذا الشأن، استضافت الوزارة اجتماع الاستراتيجية العربية للتراث الثقافي غير المادي للدول العربية، الذي صدر فيه إعلان مسقط للاستراتيجية العربية، التي تعتبر الأولى من نوعها في هذا المجال، إذ تهدف الاستراتيجية إلى وضع خطة عربية مشتركة، تكون بمثابة الدليل العملي لصون التراث الثقافي غير المادي في البلدان العربية، يتم الاستعانة به في مختلف البرامج والمشاريع، بهدف تقييم العمل في هذا المجال خلال الفترة المنقضية، وتجويد الأعمال الجاري تنفيذها، واستشراف المستقبل بالنسبة إلى ما يتم الإعداد له للسنوات القادمة، كما سيكون لهذه الاستراتيجية الأثر الكبير في دعم الموقف العربي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وفي استمرارية تسجيل الملفات العربية المشتركة في قوائم المنظمة، والعمل على مبادئ وتنفيذ اتفاقية 2003 لصون التراث الثقافي غير المادي.
هل هناك إصدارات جديدة سترى النور قريبا؟
بالطبع، لدينا شراكة مع عدد من المؤسسات المحلية للنشر والتوزيع، وستصدر قريبا حوالي 10 إصدارات في مجال المسرح، و3 مجلدات لتوثيق تاريخ السينما والمسرح والفن التشكيلي في سلطنة عمان، وهذه مشاريع موسوعية ستمثل جانبا مهما توثيق تاريخ الحراك الفني في البلاد، كما سنشهد قريبا تدشين موسوعة الناشئة، التي ستكون ركيزة مهمة في الثقافة الوطنية للطفل.
ما أهمية الملتقيات الثقافة والأدبية من وجهة نظرك
الملتقيات الأدبية تعد منصات حيوية لاستقطاب الأديب والمثقف بشكل عام، ولدينا في هذا السياق تجربة مهمة تتمثل في الملتقى الأدبي والفني الذي أكمل 25 عاما، ويعد من أهم وأبرز التجارب الثقافية في سلطنة عمان، وينتظره الأدباء والفنانون بشغف.
وتمثل تجربة تنقل الملتقى بين المحافظات بعدا آخر يساهم في التنمية الاجتماعية وتعزيز الحراك الثقافي للمحافظات، ويعد الملتقى مساحة ثقافية متجددة لمناقشة القضايا الثقافية المختلفة، وفي هذا السياق نشير بأننا نتجه خلال العام القادم إلى تعزيز إقامة الفعاليات الثقافية المتنوعة، من خلال الشراكة والتعاون مع المؤسسات المختلفة والمراكز والأندية الثقافية والمبادرات والصالونات الأهلية الأهلية المنتشرة في المحافظات، بغية تفعيل الحراك الثقافي وتنمية المجتمع معرفيا وفكريا.
وفي سلطنة عمان هناك مساحات كبيرة لدى المثقف يستطيع من خلالها إبراز مواهبه الإبداعية، والوزارة ترحب دائما بكل ما يخدم العمل الثقافي من مقترحات وأفكار جديدة ومبتكرة.
هل هناك مذكرات تعاون مع دول أخرى في مجال الثقافة؟
تهتم الوزارة كثيرا باتفاقيات التعاون مع الجهات النظيرة في كافة الدول، ولدينا تجارب ناجحة مع العديد من هذه الاتفاقيات، وتمت ترجمة مكاسبها على أرض الواقع.
وتمثل هذه الاتفاقيات مجالا مهما من مجالات تبادل المصالح بين المؤسسات وتعزيز العمل المشترك، ويعول عليها الكثير إذا ما تم تفعيلها بالشكل الصحيح، إذ إنها تتيح للمؤسسات تبادل المشاركات للمثقفين والفنانين في كافة المناشط، كما أنها تتيح تبادل الخبرات والتجارب والاستفادة من الفعاليات التي تقام في البلدان، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في الكثير من المجالات.
ولدينا في وزارة الثقافية والرياضة والشباب خطة لتفعيل مجالات التعاون مع كافة الدول لتعظيم استفادة المعنيين بالشأن الثقافي، كما تسعى الوزارة للاستفادة من تجارب تلك الدول في التنمية الثقافية.
وما هي استعداداتكم للدورة الجديدة من مهرجان الأغنية العمانية؟
يمثل مهرجان الأغنية العمانية مشروعا مهما من المشاريع الثقافية التي تأسست منذ حوالي 30 عاما، إذ استطاع المهرجان من تحقيق الأهداف التي رسمت له، ونرى اليوم نتائج هذا المهرجان من خلال صناعة كُتّاب الكلمة واللحن والغناء، وهذا محفز كبير في عودة المهرجان بعد غياب لمدة 7 سنوات.
وفي هذا العام استعدت الوزارة جيدا لهذا المهرجان، وسيقام في مسرح مدينة العرفان، وسوف يستقطب العديد من التجارب والمواهب الغنائية العمانية، وستكون هناك نقلة على صعيد جوائز المهرجان التي تعد حافزا مهما للفنانين المشاركين، بالإضافة إلى استقطاب لجنة تحكيم من فنانين لهم حضورهم على الساحة المحلية والخليجية والعربية، كما سيتم استقطاب أبرز الفرق الموسيقية التي تقود فعاليات المهرجان.
وسوف تقتصر هذه الدورة على مشاركة الفنانين العمانيين، ويمكن دراسة تطوير المهرجان ليكون على مستوى إقليمي أو دولي، وهذا بطبيعة الحال يتطلب دراسات متخصصة بغية تحقيق الأهداف والنتائج المرجوة، ومن الممكن إقامة مهرجان آخر بصبغة إقليمية أو دولية، بالتعاون مع مؤسسات محلية ودولية في مجال الموسيقى.
الروائيون العمانيون حققوا العديد من الإنجازات، هل يمكن إطلاق مشروع وطني لتشجيع الروائيين الشباب؟
المثقف العماني هو امتداد لرواد الحضارة والثقافة والأدب والمعرفة من أسلافه العمانيين على مر العصور، وهذا هو موقع الأدب العماني الذي احتل الصدارة دوما، وفي هذا العصر استطاع المبدع العماني أن يضع بصمته على المشهد الثقافي الإقليمي والدولي في شتى المجالات.
وتمثل الرواية أحد الروافد المهمة في المشهد الثقافي، وقد بتنا نشهد في المنافسات والفعاليات الإقليمية والدولية تصدر المبدع العماني، وفي هذا الشأن شهدنا نجاحات مهمة للرواية العمانية تمثلت في تجارب واضحة مثل الدكتورة جوخة الحارثية الفائزة بجائزة البوكر العالمية، وزهران القاسمي الفائز بالبوكر في نسختها العربية، بالإضافة إلى الدكتور محمد اليحيائي، الذي فاز مؤخرا بجائزة كتارا للرواية المنشورة .
وفي وزارة الثقافية والرياضة والشباب نخطط لمشروع تنموي مهم فيما يخص الرواية والأدب بشكل عام، وسيكون محركا مهما في دعم مسيرة الرواية العمانية، والمساهمة في تمكين الروائيين من أجل تحقيق مزيد من المكاسب على الساحتين الإقليمية والدولية.
هناك العديد من المسابقات الثقافية المحلية، هل هناك نية لتخصيص جوائز مالية لتشجيع المتنافسين؟
أعتقد أن تجربة مسابقة الأندية للإبداع الثقافي كانت إيجابية، ويمكن البناء عليها لتطويرها من أجل المساهمة بشكل أكبر في تطوير الحراك الثقافي في سلطنة عمان، ومن المعروف أن هذه المسابقة تخصص جوائز مالية للمتسابقين، ولكن دعنا نقول بأن حجم المسابقة وتوزعها على كافة محافظات سلطنة عمان، يعد عاملا كبيرا في تحديد مستوى الجوائز الممنوحة للفائزين، ويمكن للوزارة إعادة النظر في هذه المسابقة وتطوير القيمة المالية للجوائز، وكذلك تنوع المجالات.
ما دور نادي المرأة العمانية للرياضة والإبداع الثقافي؟ وما أبرز الإنجازات التي تحققت؟
النادي له أكثر من هدف واختصاص، وفيما يخص الشأن الثقافي فإن الوزارة على استعداد تام لدعم هذا النادي لتحقيق أهدافه التنموية والاجتماعية.
وبالنسبة للدور الثقافي للمرأة فإن الوزارة معنية به وتعد النهوض به من أولوياتها وأحد الثوابت والمرتكزات للعمل الثقافي الوطني، وإننا لنفخر اليوم عندما نرى إسهام المرأة في المشهد الثقافي ونشاهد حجم المنجز الثقافي للمرأة وحضورها المشرف محليا وخارجيا.
لماذا لا تتبنى الوزارة تنظيم مهرجان سينمائي دولي؟
من المؤكد أن المهرجانات السينمائية لها دور كبير في تنشيط الحراك الثقافي والسياحي في البلاد، وانطلاقا من اهتمام الوزارة بهذا الفن العريق فإن الوزارة تدرس مع الجمعية العمانية للسينما إقامة مهرجان مسقط الدولي للسينما، ونرى أنه من المهم الاستفادة مما هو قائم والعمل على تطويره والاشتغال عليه واستقطاب كبار الفنانين والممثلين والمنتجين السينمائيين، لتحقيق غاياته المنشودة.
ما دور الوزارة في دعم المسرح؟ وكم يبلغ عدد الفرق المسرحية في عُمان؟
الوزارة هي الراعي الأول للمسرح والفرق المسرحية في سلطنة عمان، ويبلغ عدد الفرق المسرحية الحالية حوالي 55 فرقة، إلا إنها ليست جميعها بذات النشاط، لذا نعمل حاليا على تصنيف هذه الفرق والدفع بها نحو نشاط مسرحي أكبر.
وبما أن هناك مهرجانا مسرحيا ضمن المهرجانات القادمة، فإننا نرى أنها فرصة سانحة لدى هذه الفرق للارتقاء بهذا المهرجان وجعله محط الاهتمام التي يشار إليها بالبنان.
وتدرس الوزارة بالتعاون مع الجمعية العمانية للمسرح استضافة أحد المهرجانات الإقليمية المهمة خلال عام 2025م في حال تم اعتماد هذه الخطة، دعما للجهود التي تقوم بها بعض الفرق المسرحية، من بينها فرقة مسرح الدن التي تنظم مهرجانا مسرحيا يعد مهرجانا إقليميا تساهم فيه الوزارة بدور كبير.،إلى جانب ذلك المهرجان الخليجي للفرق المسرحية الذي أعيد تنفيذه مجددا، والوزارة مهتمة في استضافته مرة أخرى خلال الخطط القادمة.
مر عامان على تطبيق الاستراتيجية الثقافية، ما الذي تحقق منها وما أبرز التحديات التي واجهتها؟
تعتبر الاستراتيجية الثقافية أحد المشاريع التي قامت الوزارة بتنفيذها وحددت الإطار التنظيمي الخاص بالعمل الثقافي وأهدافه وتوجهاته وأولوياته، كما أنها ساهمت في وضع الخطط التنفيذية التي هي محور صياغة البرامج والفعاليات المحلية أو الدولية.
وقد شهدت الساحة الثقافية خلال العاميين الماضيين ترجمة للتوجهات الاستراتيجية، تمثلت في مشاريع ثقافية عديدة على صعيد بناء القدرات وتنمية المواهب الثقافية، من خلال الورش والمسابقات والجوائز، وإنتاج ثقافي متمثلا في عشرات الإصدارات بالإضافة إلى إنتاج أدبي وفني.
كما شهدت الساحة الثقافية نشاطا ملحوظا على صعيد البرامج المختلفة كالمعارض الفنية والندوات وأنشطة الدراسات والبحوث، بالإضافة إلى مشاركة الفرق الفنية والمسرحية والمبدعين في المهرجانات الدولية ومعارض الكتب، والمشاركة في أبرز المهرجانات الدولية كبينالي فينيسيا للفنون، إلى جانب التشريعات واللوائح في مجالات السينما والمسرح والفنون البصرية بالإضافة إلى العمل على لائحة الاستثمار الثقافي، وسوف تستكمل الوزارة خطواتها نحو مزيد من البرامج والأنشطة التي تخدم المشهد الثقافي.
أما بالنسبة للتحديات فهي تعد أمرا طبيعيا وواردا في العمل الثقافي وغيره، ونحن ننظر إليها كتجارب يمكن الاستفادة منها في التعامل مع قضايا أكبر قد يواجهها العمل الثقافي، ولعل أبر هذه التحديات يتمثل في التطور المتسارع في المشهد الثقافي، والتنافس الكبير في استثمار الثقافة، ونحن ننظر إليها بإيجابية ونعدها محفزات نحو المزيد من العطاء والتجديد.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
سلطنة عمان تشارك في الاجتماع الـ 38 لوزراء الشباب والرياضة بدول مجلس التعاون
شاركت سلطنة عمان، ممثلة في وزارة الثقافة والرياضة والشباب، في الاجتماع الثامن والثلاثين لأصحاب السمو والمعالي وزراء الشباب والرياضة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي أقيم في دولة الكويت، ومثل سلطنة عمان في هذا الاجتماع سعادة باسل بن أحمد الرواس، وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للرياضة والشباب، وترأس الاجتماع معالي عبدالرحمن بداح المطيري، وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب بدولة الكويت -رئيس الدورة الحالية- بحضور أصحاب السمو والمعالي والسعادة وزراء الشباب والرياضة بدول المجلس.
في بداية الاجتماع، ألقى معالي جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، كلمة قال فيها: "يولي أصحاب الجلالة والسمو قادة المجلس -حفظهم الله ورعاهم- أهمية كبرى لدعم الشباب وتعزيز مسيرتهم في دول المجلس، إيمانًا بدورهم المحوري في بناء مستقبل أكثر إشراقًا واستدامة لدولنا"، مشيرًا إلى أهمية العمل الخليجي المشترك والتنسيق المستمر لتعزيز مسيرة الشباب في دول مجلس التعاون، وفق تطلعات أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس -حفظهم الله ورعاهم- والعمل على البرامج والمبادرات، بما يعزز الارتقاء بالقطاع الشبابي ليكون رافدًا اقتصاديًا واجتماعيًا يسهم في تحقيق الأهداف الخليجية المشتركة.
دور محوري
وذكر معالي الأمين العام أن مجلس التعاون لدول الخليج العربية، منذ تأسيسه، كان الشباب دائمًا في صميم اهتمامات أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس -حفظهم الله ورعاهم- لدورهم المحوري في تحقيق التنمية المستدامة، وكونهم القوة الدافعة لبناء مستقبل مزدهر لدول المجلس، وانطلاقًا من هذه الرؤية، حرصت دول المجلس على تمكين الشباب وتعزيز مشاركتهم في مختلف القطاعات، وتهيئة البيئة الداعمة لهم للإبداع والابتكار والريادة، بما يسهم في تحقيق تطلعاتهم وطموحاتهم.
وفي سياق متصل، أشار معاليه إلى أن حكومات دول المجلس تعمل -وفق رؤى قياداتها الحكيمة- على دمج احتياجات الشباب في استراتيجياتها الوطنية، بما يواكب المتغيرات العالمية، ويعزز الاستثمار الأمثل في رأس المال البشري، وتشير أحدث الإحصائيات الصادرة عن المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون إلى أن الفئة العمرية (15 - 34 سنة) بلغ عددهم نحو 22.1 مليون شاب وشابة في عام 2024م، ويمثلون الآن 38.4% من إجمالي سكان دول المجلس، وهذه النسبة المرتفعة، من جهة، تعكس حجم الطاقات الشابة والفرص الواعدة التي يجب علينا استثمارها وتمكينها، ومن جهة أخرى، تعكس الثقل الديموغرافي الكبير للشباب في بناء مستقبل أوطاننا.
كما أعرب معاليه عن فخره بأن دول مجلس التعاون حققت تقدمًا ملحوظًا في مؤشري الابتكار العالمي وتنمية الشباب على المستويين العربي والعالمي، مما يعكس نجاح السياسات والاستراتيجيات التي تبنّتها دول المجلس لتعزيز مكانة الشباب وتمكينهم.
وناقش أصحاب السمو والمعالي وزراء الشباب والرياضة بدول مجلس التعاون عددًا من البنود، من أهمها مؤشر تنمية الشباب بدول مجلس التعاون، والأنشطة والبرامج الخليجية المعتمدة ميزانيتها من لجنة التعاون المالي والاقتصادي، وخطة العمل المستقبلية للجنة وزراء الشباب والرياضة بدول المجلس للأعوام (2025م - 2030م)، واليوم الخليجي للرياضة للجميع، ويوم الشباب الخليجي، وتوصيات عمل اللجان الفنية لعام 2025، والتعاون الدولي في مجال العمل الشبابي المشترك، والاستثمار في القطاع الشبابي بالشراكة مع القطاع الخاص.
نقاشات خطط برامج الشباب
من جانب آخر، عقد أصحاب السعادة وكلاء وزارات الشباب والرياضة اجتماعًا تناول العديد من الموضوعات المدرجة على جدول أعماله، ومن أبرزها خطة العمل المستقبلية للجنة وزراء الشباب والرياضة بدول المجلس للأعوام 2025 - 2030، ومؤتمر تنمية الشباب الخليجي، والخطط التنفيذية المتوافقة مع مستجدات المرحلة الحالية والمستقبلية بما يتماشى مع رؤية دول المجلس، كما استعرض الاجتماع توصيات عمل اللجان الفنية لعام 2025، وناقش أهمية تعزيز الشراكات والحوارات الاستراتيجية الدولية مع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية في المجال الشبابي، والاستفادة من الخبرات والتجارب المميزة والإمكانات المتوفرة لدى هذه الدول بما يخدم شباب دول المجلس.
تكريم المبدعين في المجال الشبابي
وتزامنًا مع الاجتماع الثامن والثلاثين للجنة وزراء الشباب والرياضة، أُقيم حفل تكريم العاملين في مجال العمل الشبابي لعام 2025م بدول المجلس، في فئة لجان العمل المشترك وفئة الشباب المبدعين، وقال معالي جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية: إن تكريم عدد من العاملين في مجال العمل الشبابي والشباب المبدعين في دول المجلس يؤكد ما توليه دولنا من اهتمام وتقدير لفئة الشباب الخليجي وإسهاماتهم القيّمة في مجتمعاتنا، وأكد البديوي أن تكريم عدد من العاملين في مجال العمل الشبابي والشباب المبدعين في دول المجلس يأتي في ظل التوجيهات السامية لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس -حفظهم الله ورعاهم- لدعم الشباب في دولنا.
وذكر معاليه أن المكرّمين من فئة العاملين في لجان العمل المشترك بمجال العمل الشبابي تم منحهم وسام الامتياز لمجلس التعاون من الدرجة الثالثة، تقديرًا لجهودهم وإسهاماتهم في دعم الشباب في دول المجلس، بالإضافة إلى تكريم عدد من الشباب المبدعين والمتميزين ومنحهم ميدالية مجلس التعاون، كما أشار معاليه إلى أن حفل التكريم يأتي ضمن الفعاليات العديدة التي تقيمها دول مجلس التعاون على هامش اجتماعاتها الوزارية أو الأنشطة الأخرى، وتهدف جميعها إلى الاحتفاء وتقديم الشكر والتقدير لجميع من أسهم في تعزيز المسيرة المباركة لمجلس التعاون في مختلف المجالات، وعرفانًا بالأعمال التي قاموا بها من خلال المهام والمسؤوليات التي تولوها في دولهم، التي وضعت نصب أعينها تحقيق الرفاهية لشعوب دول المجلس، ومن جهة أخرى، يأتي التكريم تحفيزًا لبذل المزيد من الجهود والعطاء للمسيرة المباركة لمجلس التعاون.
وتم تكريم أربعة أشخاص من سلطنة عمان، هم محمد بن أحمد بن سالم العامري، مدير عام الأنشطة الرياضية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب، وعضو اللجنة الفنية الخليجية للرياضة للجميع منذ عام 2017 وحتى تاريخه، حيث شارك العامري في اجتماعات اللجان التنظيمية الخليجية للألعاب الرياضية، ومثّل سلطنة عمان في العديد من المؤتمرات والمنتديات الإقليمية والآسيوية والعالمية، كما شارك في تنظيم العديد من البطولات والدورات الرياضية على المستويين الإقليمي والآسيوي، وكان رئيس اللجنة العمانية للرياضات البحرية من عام 2019 إلى 2024، ورئيس جائزة وزارة الشؤون الرياضية للإنجازات الشبابية من عام 2014 إلى 2018، وعضو اللجنة التنظيمية الخليجية للتايكواندو من عام 2007 إلى 2013، وعضو اللجنة التنظيمية الخليجية للكاراتيه من عام 2007 إلى 2013، وعضو اللجنة الفنية الخليجية للرياضة للجميع منذ عام 2017 وحتى الآن، وعضو فريق التخطيط الاستراتيجي الخليجي للشباب من عام 2017 إلى 2018، وعضو الفريق الوطني لتعزيز قيم المواطنة منذ عام 2017 وحتى الآن، وعضو لجنة الحوكمة في الأندية الرياضية منذ عام 2021 وحتى الآن، ورئيس اللجنة المنظمة لمشروع ماراثون المحافظات، وعضو فريق مشروع نمط الحياة الصحية (الرياضة أسلوب حياة).
كذلك تم تكريم حمزة بن علي بن محمد عيدروس، مدير مختص للعلاقات العامة بوزارة الثقافة والرياضة والشباب، وعضو اللجنة الفنية الإعلامية بدول مجلس التعاون الخليجي، وشارك عيدروس في العديد من البطولات المحلية والخليجية، حيث كان نائب رئيس اللجنة الإعلامية في البطولة الرابعة لسباقات الهجن لدول مجلس التعاون الخليجي بسلطنة عمان عام 2015، ورئيس اللجنة الإعلامية للدورة الرابعة لرياضة المرأة لدول مجلس التعاون الخليجي، التي أقيمت بمسقط عام 2015، وعضو لجنة العلاقات والخدمات ورئيس لجنة المراسم في بطولة كأس الخليج لكرة القدم (دورة كأس الخليج 19 عام 2009)، وشارك ضمن اللجان الإعلامية في بطولات كأس الخليج لكرة القدم، وكان رئيس لجنة العلاقات والخدمات والملاعب لبطولة آسيا لكرة اليد للشباب عام 2018، وشارك ضمن اللجنة الإعلامية في بطولة كأس آسيا لكرة القدم عام 2019، ورئيس لجنة العلاقات والخدمات في البطولة العربية الثانية للدراجات الجبلية عام 2018، ورئيس لجنة المراسم في بطولة العالم لكرة اليد الشاطئية عام 2012، وعضو اللجنة الرئيسية المنظمة لكونجرس الإعلام الخليجي عام 2016، وعضو الهيئة التأسيسية العليا في اتحاد الإعلام العربي، والمشاركة في الكونجرس العالمي للإعلام، كما ترأس اللجنة المنظمة لبطولة خريف ظفار للتايكوندو في الأعوام 2022 و2023 و2024، وكان نائب رئيس اللجنة العمانية للتايكوندو من عام 2014 إلى 2023، وعضو اللجنة التنظيمية الخليجية لرياضة التايكوندو منذ عام 2015، وعضو لجنة المواطنة والتربية القيمية بسلطنة عمان.
كما تم تكريم المهندس علي بن سالم بن علي البوسعيدي، وهو مخترع ومبتكر عُماني أسهم في تأسيس وتقييم العديد من المشروعات البحثية العلمية والابتكارية، ومدرب دولي في الابتكار والتنمية البشرية، ومهندس كيميائي وأخصائي تقنيات متقدمة، وعضو في اتحاد المخترعين الدوليين، وشريك مؤسس لمبادرة إنشاء الجمعية العمانية للمخترعين، والمؤسس والرئيس التنفيذي لشركة مسعف للأعمال، ومخترع جهاز مسعف (جهاز الطوارئ في المركبات)، وحصل على الميدالية الذهبية وكأس الجائزة الخاصة كأفضل اختراع في المعرض الدولي للاختراع والابتكار 2024 في شنغهاي بالصين، كما حصل على الدكتوراه الفخرية في الاختراعات من الاتحاد العالمي للمخترعين، وجائزة الهيئة العالمية الأمريكية للاختراع والتنمية والاستثمار، وأول براءة اختراع عمانية محلية فردية، وفاز في المسابقة الدولية "كويت إيفيل" لدعم منظومة الابتكار وريادة الأعمال والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، وبرنامج "منافع" لمركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية، وحصل على المركز الثاني في هاكاثون ناسا لتطبيقات الفضاء، وجائزة غرفة تجارة وصناعة عمان للابتكار، ورئيس الفريق البحثي العماني ومبتكر المبيد الحشري الطبيعي، ومؤسس ورئيس فريق روح الأمل التطوعي، كما مثّل سلطنة عمان في الاختراعات والابتكارات العلمية بجناح أكسبو 2020، ومثّل الشباب الخليجي في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ.
وأيضًا تم تكريم المهندس عبدالله بن ناصر بن سعيد السعيدي، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة نفاذ للطاقة المتجددة، حيث حصل على جائزة محمد بن راشد لرواد الأعمال الشباب عام 2018، وهي جائزة تكرّم من خلالها حكومة دبي رواد الأعمال المؤثرين الذين كان لهم تأثير كبير على المستويات القيادية والاقتصادية والمجتمعية والبيئية، كما حصل على جائزة "أفضل رجل أعمال في ريادة الأعمال" من ريادة - عمان عام 2016، وهي جائزة تمنحها هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في سلطنة عمان تكريمًا لرواد الأعمال المبتكرين الذين حققوا نجاحًا اقتصاديًا لشركاتهم الناشئة ويمتلكون صفات قيادية عالية، كما حصل على الجائزة الأولى في جائزة الرؤية الاقتصادية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة (بالمشاركة مع نفاذ للطاقة المتجددة)، والجائزة الثانية في مبادرة الرؤية الشبابية، والميدالية البرونزية في معرض الكويت الدولي للابتكار عام 2015، وشغل عضوية مجلس إدارة الهيئة العامة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة (2016 - 2020)، وعضوية مجلس إدارة المركز الوطني للتشغيل (2019 - 2020).