هل تنقذ إسرائيل مجلس النواب الأمريكى؟!
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
هل تنقذ إسرائيل مجلس النواب الأمريكى؟!
خطيئة مكارثي التى لم يغفرها خصومه الجمهوريون أنه تجرّأ على التعاون مع الديمقراطيين لئلا تغلق الحكومة الفيدرالية أبوابها!
أصوات الإطاحة بمكارثى جاءت أيضا من النواب الديمقراطيين، لأنهم تكتلوا مع عدد محدود من نواب أقصى اليمين الجمهورى لا يتعدى ثمانية أعضاء.
المفارقة أن إسرائيل قد تنقذ مكارثى! فالجمهوريون قبل الديمقراطيين يتسابقون للتحرك فورا لدعم إسرائيل، مما دعا النواب للتفكير فى إعادة مكارثى لمنصبه!
رئيس مجلس النواب، الجمهورى كيفين مكارثى، أطيح به بعد 10 شهور فقط فى منصبه وهذه الإطاحة إحدى تجليات أزمة مستحكمة في النظام السياسى الأمريكي.
* * *
رئيس مجلس النواب الجمهورى، كيفين مكارثى، الذى فشل فى الحصول على الأصوات اللازمة لتوليه المنصب 15 مرة متتالية أطيح به من المنصب بعد عشرة شهور فقط قضاها فى منصبه. والإطاحة به واحدة من تجليات أزمة مستحكمة يعيشها النظام السياسى.
فرغم تعدد الأسباب التى قيلت لتفسير الحدث، من الانتقام الشخصى لتضخم الأنا عند بعض النواب، تظل العلاقة بين الحزبين، بل بين الفصائل المختلفة للحزب الجمهورى العامل الرئيسى وراء الحدث.
فالخطيئة التى لم يغفرها الخصوم لمكارثى كانت أنه جرُأ على التعاون مع الديمقراطيين لئلا تغلق الحكومة الفيدرالية أبوابها!.. فالتعاون كان لتمرير مشروع قانون سمح بتمويل الحكومة لمدة 45 يوما إضافية، تنتهى يوم 17 نوفمبر القادم، كمهلة يتم قبل انتهائها الموافقة على مشروعات قوانين الاعتمادات الاثنى عشر التى تمول الهيئات الفيدرالية للعام المالى الجديد. فـ«مكارثى» استطاع بالفعل أن يمرر المشروع بأصوات الديمقراطيين لا حزبه، بعد أن رفضه 90 من الجمهوريين.
صحيح أن الجمهوريين حزب الأغلبية بالمجلس، إلا أنها أغلبية ضئيلة للغاية (222 مقعدًا من أصل 435)، لا تسمح له بالحصول على الأغلبية البسيطة (218) لو تخلى عنه عدد محدود للغاية من نواب حزبه.
لكن السبب المباشر للإطاحة بمكارثى كان ما رضخ له من شروط مقابل التصويت لصالحه ليتولى المنصب أصلا. وقتها وبعدما عجز 14 مرة متتالية عن الحصول على الأصوات اللازمة، عقد اتفاقا مع تيار أقصى اليمين فى حزبه، تعهد فيه بما يستحيل تنفيذه من تخفيض فى الإنفاق الفيدرالى، بينما يسيطر الحزب الآخر على البيت الأبيض والأغلبية بمجلس الشيوخ.
الأخطر أن مكارثى وافق وقتها أيضا على منح ذلك التيار الحق فى تقديم طلب من جانب نائب واحد فقط للإطاحة به فى أى وقت، وهو بالضبط ما جرى.. لكن أصوات الإطاحة بمكارثى جاءت أيضا من النواب الديمقراطيين، لأنهم تكتلوا مع عدد محدود من نواب أقصى اليمين الجمهورى لا يتعدى ثمانية أعضاء.
ولماذا ينقذ الديمقراطيون مكارثى؟ فهو بعد توليه طرد عددا من الديمقراطيين من لجان حيوية، ثم أجبرهم على التصويت على مشروع قانون تمديد التمويل الحكومى حتى نوفمبر دون وقتٍ كافٍ لقراءته كاملا. بل خرج للإعلام ليتهمهم بأنهم الذين يريدون أن تغلق الحكومة أبوابها!
أكثر من ذلك، أصر مكارثى على فتح تحقيق تمهيدا لعزل بايدن. غير أن موقف الديمقراطيين هذا يمثل مقامرة غير محسوبة العواقب. فالمرشحون لخلافة مكارثى كلهم أكثر يمينية منه. وأيا كان من يتولى بعده فإنه لابد أنه قد استوعب الدرس جيدا.. فالدرس هو أن التوافق مع الديمقراطيين تكلفته باهظة.
وهو الأمر الذى يعنى حرمان الديمقراطيين من أى إنجاز تشريعى قبل الانتخابات. لكن مقامرة الجمهوريين أخطر، فقواعد مجلس النواب لا تسمح له بالعمل دون انتخاب رئيس للمجلس أولا، وبالتالى فإن تمرير اعتمادات تمويل الحكومة الفيدرالية الذى يتحتم إنجازه قبل انتهاء يوم 17 نوفمبر لن يتم النظر فيه أصلا إلا بعد انتخاب رئيس جديد للمجلس.
وقتها سيكون على ذلك الرئيس الجديد للمجلس أن ينجز تلك المهمة فى وقت قصير للغاية وبأصوات الجمهوريين وحدهم ودون الاتفاق مع الديمقراطيين، وهى معضلة كبرى لا تقل عن معضلة إغلاق الحكومة الفيدرالية أبوابها، والتى سينتج عنها حتما اتهام الملايين لهم بأنهم تسببوا فى قطع أرزاقهم.
المفارقة أن إسرائيل قد تنقذ مكارثى!، فالجمهوريون قبل الديمقراطيين يتسابقون للتحرك الفورى لدعم إسرائيل، مما دعا النواب للتفكير فى إعادة مكارثى لمنصبه!
*د. منار الشوربجي أستاذ العلوم السياسية، باحثة في الشأن الأمريكي
المصدر | المصري اليومالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إسرائيل أمريكا مكارثي مجلس النواب الأمريكي الجمهوريون الديمقراطيون الحکومة الفیدرالیة مجلس النواب
إقرأ أيضاً:
الحكومة العراقية تطمئن: لن نتردد في فرض الحماية على المنتجات المحلية
الاقتصاد نيوز - بغداد
أكد رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، اليوم الأربعاء، عدم التردد في فرض الحماية على المنتجات المحلية، متى ما وصل الإنتاج إلى 50%.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، في بيان تلقته "الاقتصاد نيوز" أن "السوداني، أجرى زيارة إلى مصنع سولتير لإنتاج الألبان والعصائر، وهو من مصانع القطاع الخاص، وذلك في أول نشاط لسيادته في عام 2025، في رسالة دعم للصناعة العراقية المحلية، بشقيها العام والخاص". وقدم رئيس الوزراء، بحسب البيان، "التهاني لجميع العاملين بمناسبة السنة الجديدة، مؤكداً أن زيارته تمثل رسالة واضحة على إصرار الحكومة للنهوض بالقطاع الصناعي، والمضي نحو تحقيق الزيادة في تلبية احتياجات السوق المحلية من خلال المنتج الوطني"، مشيراً إلى "نهج الحكومة في مغادرة الاقتصاد الأحاديّ عبر تفعيل القطاعين الصناعي والزراعي". وبيّن أنّ "الحكومة، منذ بداية عملها، أكدت على قطاعات مهمة، ومنها الصناعة، بوصفه قطاعاً واسعاً من خلال حجم الاستيرادات"، مشيراً إلى "كفاءة وقدرة الصناعيين العراقيين، وقد تجلى ذلك في هذا المصنع الذي اعتمد التكنولوجيا الحديثة، إلى جانب ثقة المواطن العراقي بالإنتاج المحلّي، لاسيما الصناعات الغذائية التي تخضع للفحص والمراقبة من قبل الجهات المختصة". وأكد رئيس مجلس الوزراء، أنّ "هناك فرصة أمام اتحاد الصناعات العراقي، للشراكة مع الدولة والوزارات الساندة"، مشدداً على "دعم المبادرات ورجال الأعمال والصناعيين العراقيين، إذ تم تخصيص الضمانات السيادية للمشاريع الصناعية، وحددت الصناعات الإنشائية والدوائية والغذائية كأولوية، كما أشار إلى قانون الضمان الاجتماعي الذي حقق المساواة بين العاملين في القطاعين الخاص والعام". وأوضح أن "مجلس الوزراء لا يتردد في فرض الحماية على المنتجات المحلية، وفق قانون حماية المنتج، متى ما وصل الإنتاج إلى 50%، وهو دعم واضح للصناعة المحلية".