الخليج الجديد:
2024-06-27@13:33:57 GMT

هل تنقذ إسرائيل مجلس النواب الأمريكى؟!

تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT

هل تنقذ إسرائيل مجلس النواب الأمريكى؟!

هل تنقذ إسرائيل مجلس النواب الأمريكى؟!

خطيئة مكارثي التى لم يغفرها خصومه الجمهوريون أنه تجرّأ على التعاون مع الديمقراطيين لئلا تغلق الحكومة الفيدرالية أبوابها!

أصوات الإطاحة بمكارثى جاءت أيضا من النواب الديمقراطيين، لأنهم تكتلوا مع عدد محدود من نواب أقصى اليمين الجمهورى لا يتعدى ثمانية أعضاء.

المفارقة أن إسرائيل قد تنقذ مكارثى! فالجمهوريون قبل الديمقراطيين يتسابقون للتحرك فورا لدعم إسرائيل، مما دعا النواب للتفكير فى إعادة مكارثى لمنصبه!

رئيس مجلس النواب، الجمهورى كيفين مكارثى، أطيح به بعد 10 شهور فقط فى منصبه وهذه الإطاحة إحدى تجليات أزمة مستحكمة في النظام السياسى الأمريكي.

* * *

رئيس مجلس النواب الجمهورى، كيفين مكارثى، الذى فشل فى الحصول على الأصوات اللازمة لتوليه المنصب 15 مرة متتالية أطيح به من المنصب بعد عشرة شهور فقط قضاها فى منصبه. والإطاحة به واحدة من تجليات أزمة مستحكمة يعيشها النظام السياسى.

فرغم تعدد الأسباب التى قيلت لتفسير الحدث، من الانتقام الشخصى لتضخم الأنا عند بعض النواب، تظل العلاقة بين الحزبين، بل بين الفصائل المختلفة للحزب الجمهورى العامل الرئيسى وراء الحدث.

فالخطيئة التى لم يغفرها الخصوم لمكارثى كانت أنه جرُأ على التعاون مع الديمقراطيين لئلا تغلق الحكومة الفيدرالية أبوابها!.. فالتعاون كان لتمرير مشروع قانون سمح بتمويل الحكومة لمدة 45 يوما إضافية، تنتهى يوم 17 نوفمبر القادم، كمهلة يتم قبل انتهائها الموافقة على مشروعات قوانين الاعتمادات الاثنى عشر التى تمول الهيئات الفيدرالية للعام المالى الجديد. فـ«مكارثى» استطاع بالفعل أن يمرر المشروع بأصوات الديمقراطيين لا حزبه، بعد أن رفضه 90 من الجمهوريين.

صحيح أن الجمهوريين حزب الأغلبية بالمجلس، إلا أنها أغلبية ضئيلة للغاية (222 مقعدًا من أصل 435)، لا تسمح له بالحصول على الأغلبية البسيطة (218) لو تخلى عنه عدد محدود للغاية من نواب حزبه.

لكن السبب المباشر للإطاحة بمكارثى كان ما رضخ له من شروط مقابل التصويت لصالحه ليتولى المنصب أصلا. وقتها وبعدما عجز 14 مرة متتالية عن الحصول على الأصوات اللازمة، عقد اتفاقا مع تيار أقصى اليمين فى حزبه، تعهد فيه بما يستحيل تنفيذه من تخفيض فى الإنفاق الفيدرالى، بينما يسيطر الحزب الآخر على البيت الأبيض والأغلبية بمجلس الشيوخ.

الأخطر أن مكارثى وافق وقتها أيضا على منح ذلك التيار الحق فى تقديم طلب من جانب نائب واحد فقط للإطاحة به فى أى وقت، وهو بالضبط ما جرى.. لكن أصوات الإطاحة بمكارثى جاءت أيضا من النواب الديمقراطيين، لأنهم تكتلوا مع عدد محدود من نواب أقصى اليمين الجمهورى لا يتعدى ثمانية أعضاء.

ولماذا ينقذ الديمقراطيون مكارثى؟ فهو بعد توليه طرد عددا من الديمقراطيين من لجان حيوية، ثم أجبرهم على التصويت على مشروع قانون تمديد التمويل الحكومى حتى نوفمبر دون وقتٍ كافٍ لقراءته كاملا. بل خرج للإعلام ليتهمهم بأنهم الذين يريدون أن تغلق الحكومة أبوابها!

أكثر من ذلك، أصر مكارثى على فتح تحقيق تمهيدا لعزل بايدن. غير أن موقف الديمقراطيين هذا يمثل مقامرة غير محسوبة العواقب. فالمرشحون لخلافة مكارثى كلهم أكثر يمينية منه. وأيا كان من يتولى بعده فإنه لابد أنه قد استوعب الدرس جيدا.. فالدرس هو أن التوافق مع الديمقراطيين تكلفته باهظة.

وهو الأمر الذى يعنى حرمان الديمقراطيين من أى إنجاز تشريعى قبل الانتخابات. لكن مقامرة الجمهوريين أخطر، فقواعد مجلس النواب لا تسمح له بالعمل دون انتخاب رئيس للمجلس أولا، وبالتالى فإن تمرير اعتمادات تمويل الحكومة الفيدرالية الذى يتحتم إنجازه قبل انتهاء يوم 17 نوفمبر لن يتم النظر فيه أصلا إلا بعد انتخاب رئيس جديد للمجلس.

وقتها سيكون على ذلك الرئيس الجديد للمجلس أن ينجز تلك المهمة فى وقت قصير للغاية وبأصوات الجمهوريين وحدهم ودون الاتفاق مع الديمقراطيين، وهى معضلة كبرى لا تقل عن معضلة إغلاق الحكومة الفيدرالية أبوابها، والتى سينتج عنها حتما اتهام الملايين لهم بأنهم تسببوا فى قطع أرزاقهم.

المفارقة أن إسرائيل قد تنقذ مكارثى!، فالجمهوريون قبل الديمقراطيين يتسابقون للتحرك الفورى لدعم إسرائيل، مما دعا النواب للتفكير فى إعادة مكارثى لمنصبه!

*د. منار الشوربجي أستاذ العلوم السياسية، باحثة في الشأن الأمريكي

المصدر | المصري اليوم

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل أمريكا مكارثي مجلس النواب الأمريكي الجمهوريون الديمقراطيون الحکومة الفیدرالیة مجلس النواب

إقرأ أيضاً:

رفع جلسة مجلس النواب بعد خلافات حادة بين فرق الأغلبية والمعارضة

تجدد الاثنين، الجدل الذي أصبح متكررا بجلسات الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، بمجرد أن افتتحت الجلسة وقبل الشروع في طرح الأسئلة، حيث يبادر رؤساء الفرق والبرلمانيون إلى تناول نقط نظام، بينما اعترضت رئاسة الجلسة على مضمون نقاط نظام، مما خلق الجدل بين البرلمانيين.

وأثارت طريقة تسيير رئيسة الجلسة زينة ادحلي عن فريق التجمع الوطني للأحرار لمجريات الجلسة، من خلال سؤالها أكثر من مرة عن ما إن كانت نقطة نظام في التسيير فعلا، احتجاجات للبرلمانيين، وظلت تقاطعهم أكثر من مرة بحجة أنهم يأخذون نقط نظام لكنهم يتحدثون في مواضيع لا علاقة لها بالتسيير.

وتناول البرلمانيون في جلسة الاثنين، عددا كبيرا من نقاط نظام، وظل البرلمانييون يقاطعون بعضهم مما خلف أجواء مشحونة، إلا أن النقطة التي أفاضت الكأس، لم تكن سوى نقطة نظام البرلماني ادريس الشطبي عن المعارضة الاتحادية، وهو أيضا عضو مكتب مجلس النواب، والتي تسببت مداخلته في رفع أشغال الجلسة للتشاور.

وقال الشطبي، إن « نصف الولاية والمعارضة تطالب الحكومة بالخضوع لسيادة الدستور والقانون بحضور جميع أعضاء الحكومة المبرمجين في القطب، وهي تقاطع إلى أن افتعلت مجموعة من الأغلبية، حتى لا أقول المقاطعة المعلومة، ضجة في البرلمان ».

كلام الشطبي أثار ردود فعل قوية من طرف نواب الأغلبية، كما بادرت رئيسة الجلسة إلى مطالبته بسحب كلامه، مشيرة إلى أنه سيسحب من المحضر، قبل أن تطالبه بالتوقف عن الكلام لانتهاء الوقت.

ودفع الوضع المشحون برئيس الفريق الاستقلالي إلى المطالبة برفع أشغال الجلسة للتشاور، وهو ما تم فعلا.

كلمات دلالية البرلمان المغرب نواب

مقالات مشابهة

  • مصطفى بكري ينتقد الحكومة بسبب أزمة الكهرباء: «ما يحدث ليس في صالح الدولة»
  • وزير الدفاع الأمريكى يحذر من مخاطر التصعيد بين إسرائيل وحزب الله
  • الحكومة تتعهد لمجلس النواب بتقليل انقطاع الكهرباء من أول يوليو
  • أمام مجلس النواب.. الحكومة تتعهد بتقليل انقطاع الكهرباء اعتباراً من أول يوليو
  • مجلس النواب يهاجم الحكومة بسبب أزمة انقطاع الكهرباء
  • قبل إعلان التشكيل الوزاري الجديد.. ماذا ينتظر المصريون من الحكومة الجديدة؟
  • التعديل الوزاري الجديد 2024.. خطوات إجراء تشكيل الحكومة وفقًا للدستور ولائحة مجلس النواب
  • دعوة إسرائيلية لإلغاء خطاب نتنياهو في الكونغرس بعد معارضة حضوره
  • مصطفى بكري يكشف تفاصيل جديدة حول التعديل الوزاري
  • رفع جلسة مجلس النواب بعد خلافات حادة بين فرق الأغلبية والمعارضة