سيناريو التدويل في غزة بعد الحرب
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
سيناريو التدويل في #غزة بعد #الحرب – #ماهر_أوطير
بين يدي مقالة كتبتها ثلاثة أسماء أميركية معروفة بعنوان، “أهداف الحرب الإسرائيلية ومبادئ الإدارة في غزة في مرحلة ما بعد حماس” ، والمقالة منشورة عبر موقع معهد واشنطن للسياسات باللغتين العربية والانجليزية ويناقش المرحلة التي قد نراها في غزة بعد الحرب.
المقالة موقعة باسم روبرت ساتلوف وهو المدير التنفيذي لمعهد واشنطن منذ عام 1993، ويعد خبيراً في السياسات العربية والإسلامية بالإضافة إلى سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط، وميول المعهد السياسية معروفة، فهي أقرب إلى إسرائيل بطبيعة الحال، والسفير دينس روس وهو مستشار وزميل “وليام ديفيدسون” في معهد واشنطن والمساعد الخاص السابق للرئيس باراك أوباما، ديفيد ماكوفسكي وهو زميل “زيغلر” ومدير مشروع عملية السلام في الشرق الأوسط في معهد واشنطن للسياسات.
خطورة المقالة والذين شاركوا في كتابتها، تكمن في تأثير المعهد على القرار في الولايات الأميركية المتحدة، ونفوذ هذه الأسماء لدى بعض اللوبيات التي تستمع إلى توصياته.
تتحدث المقالة عن مرحلة ما بعد الحرب في غزة ، وتشير إلى انه ..” من منظور الولايات المتحدة، يجب على إسرائيل مغادرة غزة فور انتهاء المهمة العسكرية وفي الوقت نفسه، سيكون من الخطأ أن تعمل إسرائيل على تدمير حماس ثم تترك غزة كمنطقة غير خاضعة للحكم دون وضع خطة واضحة للمرحلة التالية. وبمساعدة الجهات الفاعلة الأخرى، تضطلع واشنطن بدور فريد في ضمان أن تكون الخطة جاهزة للتنفيذ عند انسحاب الجيش الإسرائيلي، لتكون إسرائيل واثقة بشأن الجهة التي ستملأ الفراغ الناجم عن رحيلها، ويجب أن يكون الهدف النهائي هو عودة السلطة الفلسطينية كحكومة شرعية في غزة، لكن السلطة الفلسطينية تفتقر إلى الإرادة والقدرة على إنجاز هذه المهمة في المستقبل المنظور وهي لا تريد أن يُنظر إليها بأنها تعود إلى قطاع غزة على ظهور الدبابات الإسرائيلية، كما أنها ليست في أي حالة تمكنها من تحمل مسؤوليات حكومية إضافية في غزة نظرا لفشلها في الضفة الغربية”.
تقترح المقالة الحل ما بعد حماس في غزة ويقول كاتبوها ان.. ” الوضع يتطلب إنشاء إدارة مؤقتة لإدارة غزة إلى أن تتمكن السلطة الفلسطينية من الاضطلاع بهذا الدور، وتقوم الإدارة المؤقتة المقترحة في غزة على ثلاث ركائز أساسية الأولى إدارة مدنية، والثانية جهاز للسلامة العامة لانفاذ القانون تلعب فيه الوحدات العسكرية التابعة للدول العربية دورا مركزياً، والثالثة تحالف دولي لإعادة الإعمار والتنمية، ويجب أن يتولى الفلسطينيون زمام الإدارة المدنية في غزة في مرحلة ما بعد حماس، وستتولى مجموعة من التكنوقراط من غزة والضفة الغربية والشتات الفلسطيني، بالإضافة إلى شخصيات محلية مهمة من بلدات قطاع غزة الإشراف على إدارات الحكومة المحلية العاملة بكامل طاقتها، وأن يتولى توجيه السلامة العامة وإنفاذ القانون عدد من الدول العربية من بينها الأردن ومصر، ولهذه الغاية، ينبغي على الدول المساهمة إرسال مفارز من الشرطة، وليس وحدات عسكرية نظامية، وفيما يتعلق بالشرعية، يتمثل الخيار الأفضل بالحصول على تفويض من مجلس الأمن الدولي لتنفيذ هذه الخطة، على الرغم من أن روسيا والصين ستسعيان على الأرجح إلى تعقيد هذه الجهود، ويمكن لمجلس الأمن أيضا أن يمنح جامعة الدول العربية الصلاحية للسماح بتنفيذ هذه الخطة كجهة فاعلة وسيطة، وأن يكون للإدارة المؤقتة في غزة أيضاً ارتباط طبيعي بالسلطة الفلسطينية، على الرغم من أنها ستعمل بشكل مستقل ضمن الإطار الموصوف هنا، ويمكن أن يكون للولاية الأولية للإدارة المؤقتة في غزة فترة زمنية محدودة”.
نص المقالة طويل، وهو يناقش مرحلة ما بعد حماس ونقاط القوة والضعف في هذا السيناريو، من خلال تشكيل تحالف فلسطيني عربي دولي، لادارة القطاع، ضمن ترتيبات معينة، تشارك بها مؤسسات الاغاثة الدولية، وهذا يعني ان مراكز التخطيط في الولايات المتحدة واسرائيل تناقش منذ اليوم سيناريوهات ما بعد الحرب، على افتراض ان الحرب سوف تحقق كل اهدافها، بما يعني ان المرحلة الاخطر من الحرب الجارية حاليا، ترتبط بما يعدها وهي عملية تقترب من تدويل مؤقت للقطاع.
المرحلة المقبلة، حساسة وخطيرة بكل ما تعنيه الكلمة.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: غزة الحرب مرحلة ما بعد ما بعد حماس بعد الحرب فی غزة
إقرأ أيضاً:
“هآرتس”: الحشود التي تعبر نِتساريم حطّمت وهم النصر المطلق
وأكمل بالقول: “معظم فترة الحرب، رفض نتنياهو مناقشة الترتيبات لما بعد الحرب في قطاع غزة، ولم يوافق على فتح باب لمشاركة السلطة الفلسطينية في غزة، واستمر في دفع سيناريو خيالي لهزيمة حماس بشكل تام. والآن، من يمكن الاعتقاد أنه اضطر للتسوية على أقل من ذلك بكثير”.
ورأى هرئيل أن رئيس حكومة العدو، هذا الأسبوع، قد حقق ما أراده، إذ إن حماس وضعت عوائق في طريق تنفيذ الدفعات التالية من المرحلة الأولى في صفقة الأسرى، لكن نتنياهو تمكن من التغلب عليها، على حد تعبيره، موضحًا أنه: “حتى منتصف الليل يوم الأحد، تأخر نتنياهو في الموافقة على عبور مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى شمال القطاع، بعد أن تراجعت حماس عن وعدها بالإفراج عن الأسيرة أربيل يهود من “نير عوز””، ولكن بعد ذلك أعلنت حماس نيتها الإفراج عن الأسيرة، وفق زعمه، فعلّق هرئيل: “حماس وعدت، والوسطاء تعهدوا، أن يهود ستعود بعد غد مع الجندية الأخيرة آغام برغر ومع أسير “صهيوني” آخر، والدفعة التالية، التي تشمل ثلاثة أسرى “مدنيين” (من المستوطنين)، ستتم في يوم السبت القادم”. لذلك، قاد تعنّت نتنياهو – ومنعه عودة النازحين الفلسطينيين – على تسريع الإفراج عن ثلاثة أسرى صهاينة في أسبوع، على حد ادعاء الكاتب.
تابع هرئيل: “لكن في الصورة الكبيرة، قدمت حماس تنازلًا تكتيكيًّا لإكمال خطوة استراتيجية، أي عودة السكان إلى شمال القطاع”، مردفًا: “أنه بعد عودتهم إلى البلدات المدمرة، سيكون من الصعب على الكيان استئناف الحرب وإجلاء المواطنين مرة أخرى من المناطق التي عادت إليها حتى إذا انهار الاتفاق بعد ستة أسابيع من المرحلة الأولى”، مضيفًا: “على الرغم من نشر مقاولين أميركيين من البنتاغون في ممر “نِتساريم” للتأكد من عدم تهريب الأسلحة في السيارات، لا يوجد مراقبة للحشود التي تتحرك سيرًا على الأقدام، من المحتمل أن تتمكن حماس من تهريب الكثير من الأسلحة بهذه الطريقة، وفق زعمه، كما أن الجناح العسكري للحركة، الذي لم يتراجع تمامًا عن شمال القطاع، سيكون قادرًا على تجديد تدريجي لكوادره العملياتية”.
وادعى هرئيل أن حماس تلقت ضربة عسكرية كبيرة في الحرب، على الأرجح هي الأشد، ومع ذلك، لا يرى أن هناك حسمًا، مشيرًا إلى أن هذا هو مصدر الوعود التي يطلقها “وزير المالية في كيان الاحتلال” بتسلئيل سموتريتش، المتمسك بمقعده رغم معارضته لصفقة الأسرى، بشأن العودة السريعة للحرب التي ستحل المشكلة مرة واحدة وإلى الأبد، ويعتقد هرئيل أن: “الحقيقة بعيدة عن ذلك، استئناف الحرب لا يعتمد تقريبًا على نتنياهو، وبالتأكيد ليس على شركائه من “اليمين المتطرف”، القرار النهائي على الأرجح في يد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومن المتوقع أن يستضيف الأخير نتنياهو قريبًا في واشنطن للاجتماع، وهذه المرة لا يمكن وصفه إلا بالمصيري”.
وأردف هرئيل ، وفقا لموقع العهد الاخباري: “ترامب يحب الضبابية والغموض، حتى يقرر، لذلك من الصعب جدًّا التنبؤ بسلوكه”، لافتًا إلى أنه وفقًا للإشارات التي تركها ترامب في الأسابيع الأخيرة، فإن اهتمامه الرئيسي ليس في استئناف الحرب بل في إنهائها، وأكمل قائلًا: “حاليًا، يبدو أن هذا هو الاتجاه الذي سيضغط فيه على نتنياهو لإتمام صفقة الأسرى، وصفقة ضخمة أميركية – سعودية – صهيونية وربما أيضًا للاعتراف، على الأقل شفهيًّا، برؤية مستقبلية لإقامة دولة فلسطينية”.
وقال هرئيل إن “نتنياهو، الذي أصرّ طوال السنوات أنه قادر على إدارة “الدولة” (الكيان) وأيضًا الوقوف أمام محكمة جنائية، جُرّ أمس مرة أخرى للإدلاء بشهادته في المحكمة المركزية، رغم أنه يبدو بوضوح أنه لم يتعاف بعد من العملية التي أجراها في بداية الشهر، واستغل الفرصة لنفي الشائعات التي تفيد بأنه يعاني من مرض عضال، لكنه لم يشرح بشكل علني حالته الصحية”، مشددًا على أن نتنياهو الآن، من خلال معاناته الشخصية والطبية والجنائية والسياسية، قد يُطلب منه مواجهة أكبر ضغط مارسه رئيس أميركي على رئيس وزراء الكيان الصهيوني.