سنكبر رغم الحرب.. أطباء غزة يلعبون ويرقصون مع الأطفال على أصوات القصف
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
على الجانب الآخر من الحرب التي حولت مدينة غزة إلى حطام، وثق المصورون كيف يعامل الأطباء الأطفال، يلعبون معهم ويربتون على قلوبهم ويمنحونهم السلام الذي سلبه الاحتلال الإسرائيلي منهم بضربات غاشمة وصواريخ مرعبة يعاني الصغار من تأثيرها على المدى البعيد، وفي الوقت الذي تمتلئ فيه المستشفيات بالجرحى لا يكف المسعفون والفرق الطبية عن تهدئة الأطفال وممارسة دورهم على أكمل وجه يعكس إنسانيتهم.
على كلمات محمود درويش الشهيرة «وَنَحْنُ نُحِبُّ الحَيَاةَ إذَا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلاَ.. وَنَرْقُصُ بَيْنَ شَهِيدْينِ نَرْفَعُ مِئْذَنَةً لِلْبَنَفْسَجِ بَيْنَهُمَا أَوْ نَخِيلاَ» وموسيقى هادئة، وثقت عدسة الصحفي الفلسطيني محمد عبيد مقطع فيديو لطبيب يلعب مع طفلة في العاشرة من عمرها في أركان مستشفى الشفاء، ترتدي ملابس باللونين الأسود والوردي وأبدت الصغيرة سعادتها بلعبها مع الطبيب الذي حاول جعلها تبتسم في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها والضغط المتراكم عليهم.
View this post on Instagram
A post shared by الأعلامي محمد عماد عبيد (@mohamed_obied_)
ولم يكن ذلك المقطع الوحيد الذي خطف الأنظار، لكن هناك الكثير من المشاهد المميزة للأطباء في محاولة تهدئة وإسعاف الصغار، مثل الطفلة شام أبو شفقة التي سرقت قلوب الجميع ببرائتها، كان الطبيب يحاول تهدئتها عندما دخلت إلى المستشفى ولا تستوعب نظراتها البريئة ما يحدث حولها، لتسطر أركان المستشفي قدرة كبيرة للأطباء على احتواء هؤلاء الأطفال، وبعدما ظن الناس أن الصغيرة ماتت، نشر «عبيد» مقطع فيديو عبر صفحته الرسمية على موقع تبادل الصور والفيديوهات «إنستجرام» مقطع فيديو للصغير وهي نائمة ويربت الطبيب على يدها الصغيرة وعلق عليه قائلًا: «الطفلة شام بخير الحمد الله».
في أحد اركان مستشفى الشفاء الفلسطيني توجد مئات القصص، إذ ظهر الطفل الفلسطيني محمد بملامحه البريئة يرتجف خوفًا من صوت الصواريخ، وقال له الطبيب برفق عندما رأى تأثير دوي الإنفجار واضحًا على ملامحه: «ايش صار يا عمو صار قصف» ليرد الصغير بكل براءة: «كنت نايم والله»، وهي الجملة التي حفرت في قلوب الجميع حزنًا على حالته وبعدها احتضنه الطبيب ليزيل خوفه قائلًا: «لا تخاف يا عمو خلاص خلص القصف».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فلسطين الأطباء اطباء فلسطين
إقرأ أيضاً:
دعوة إسرائيلية لـكيسنجر جديد لحماية الاحتلال من الغرور والتضخم الذي يعيشه
في الوقت الذي لا يُخفي فيه قادة دولة الاحتلال الإسرائيلي أنهم وقعوا في مزيج من الفشل المفاهيمي الأيديولوجي والإخفاق الأمني والعسكري، فإنها تبدو، أكثر من أي وقت مضى، في حاجة إلى نموذج جديد لوزير الخارجية الأمريكي الراحل هنري كيسنجر، الكفيل بتعليمها كيفية استخلاص الإنجازات السياسية والاستراتيجية من هذا الفشل.
السفير والدبلوماسي الإسرائيلي السابق ميخائيل هراري، أكد أن "فشل السابع من أكتوبر يذكّر الإسرائيليين بكثير من النواحي بفشل حرب 1973، ودون الدخول بمقارنة تفصيلية الآن، فيمكن القول إن هناك تشابهاً في الطريقة التي صمّم بها المفهوم الأمني، والفشل في تفسير المعلومات الاستخباراتية واسعة النطاق التي بحوزة الدولة بشكل صحيح، كما أن هناك تشابه، وليس تطابق، في نتائج الحرب من المنظور العسكري، بعد صدمة المفاجأة والفشل، رغم أن الوضع الحالي في غزة، بعد أشهر طويلة من الحرب، يشكل استثناء من القاعدة السلبية في هذا السياق".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، وترجمته "عربي21"، أنه "من وجهة نظر الاحتلال، لا يوجد في هذا الوضع هدف عسكري واضح، ناهيك عن هدف سياسي، لكن ما يهمنا هو التفكير السياسي الهادف لاستغلال الإنجازات العسكرية، لتحقيق أهداف سياسية تخدم المصالح الحيوية لدولة الاحتلال، صحيح أن نتائج التحركات العسكرية في حرب "السيوف الحديدية" على جبهات لبنان وسوريا وإيران جيدة، ولو لم تكن ضمن قائمة الأهداف بداية الحرب".
وأشار إلى أن "الظروف الإقليمية والدولية، والأميركية خصوصاً، مواتية، شرط أن يكون هناك تفكير سياسي استراتيجي وواقعي يعرف كيف يترجم الظروف الإيجابية لإنجازات سياسية، وقد أدرك هنري كيسنجر وزير الخارجية الأميركي أثناء حرب أكتوبر الفرصة الكبرى لاستغلال المفاجأة والفشل في عام 1973 من جهة، والإنجازات العسكرية التي حققها الاحتلال بعد الصدمة على جبهتي مصر وسوريا من جهة أخرى، لتعزيز التحركات السياسية التي أدت فيما بعد لاتفاقية السلام مع مصر، واتفاقية فصل القوات مع سوريا".
وأوضح أن "كيسنجر منع الاحتلال من تطويق الجيش المصري الثالث، لأن هزيمة مصرية أخرى لن تخدم السلام بينهما، ولذلك فإن ما ينقصنا اليوم هو كيسنجر معاصر يعرف كيف يستغل الوضع الحالي لتعزيز الاستقرار الإقليمي، لأن الدول العربية التي لديها اتفاقيات سلام طويلة الأمد مع الاحتلال، وتلك المنضمة لاتفاقيات التطبيع، حريصة على الحفاظ على علاقاتها معه، وجوهرة التاج، السعودية، التي تطرق أبواب اتفاق سعودي أمريكي إسرائيلي".
ولفت إلى أن "هذه الظروف المثالية لم تكن موجودة في الماضي للدفع نحو التوصل لحلّ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مما يتطلب من كيسنجر المعاصر ممارسة ضغوط حازمة وبناءة على الاحتلال لحمله على فرض ضبط النفس، والتواضع، والواقعية، في إنجازاته العسكرية، للمضيّ قدماً بحل الصراع مع الفلسطينيين ، عقب توفر مصلحة مشتركة نادرة، في المنطقة وخارجها، لإضعاف حماس جذرياً، وتعزيز البديل العلماني البراغماتي، من خلال تفكير إبداعي خارج الصندوق بعيدا عن التفكير الوهمي المسيحاني المدمّر".