توجه روس من أصول يهودية، إلى إسرائيل إبان غزو موسكو لأوكرانيا، ليجدوا أنفسهم وسط حرب جديدة، بعد هجوم حماس المفاجئ على إسرائيل، في السابع من أكتوبر الجاري، وما لحق به من تطورات أدت إلى اندلاع حرب بين إسرائيل وغزة.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه وفي الأسابيع الأولى، من عام 2022، عندما اقترب غزو الكرملين لأوكرانيا، غادر الكثيرون روسيا لإسرائيل، وازداد ذلك بعد بدء الحرب في فبراير من العام ذاته، إذ سرعان ما سعت السلطات الروسية إلى فرض حظر على وكالة يهودية كبرى، غير ربحية، تساعد الناس على الهجرة إلى إسرائيل.

ولم تصدر محكمة روسية قرارا في هذا الشأن حتى اللحظة.

ماتفي كوكوي، 30 عاماً، وهو رجل أعمال في القطاع التكنولوجي، هرب من روسيا بعد أيام على غزوها لأوكرانيا إلى إسرائيل، وقال لـ "نيويورك تايمز" إن ذلك كان بسبب "العار وليس الخوف".

كان واحداً من آلاف الروس من أصول يهودية، الذين غادروا إلى إسرائيل بعد غزو أوكرانيا، بما في ذلك العديد من الشخصيات البارزة، الذين اصطفوا في طوابير أمام البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية في موسكو، وسعى البعض الآخر إلى إثبات جذورهم اليهودية داخل إسرائيل.

ومن أجل إعادة التوطين في إسرائيل، يحتاج الروس إلى إثبات أن أحد أفراد الأسرة البالغين لديه أصول يهودية.

لكن عندما هاجمت حركة حماس إسرائيل قبل أكثر من أسبوعين، وتعرضت لمنزله، حجز كوكوي تذكرة عودة إلى إسرائيل من مؤتمر كان يحضره في البرتغال، في واحدة من أعظم لحظات الأزمة.

وكانت العلاقات بين روسيا وإسرائيل قد توترت عقب الحرب على أوكرانيا، لا سيما بعدما رفضت إسرائيل تأييد مبررات الكرملين للحرب، وبخاصة ادعاء روسيا بأن أوكرانيا "يديرها نازيون".

غادر ليف سوتنيكوف، 37 عاما، روسيا بعد وقت قصير من إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، استدعاء جنود الاحتياط للانضمام إلى القتال، في سبتمبر عام 2022.

واعتبر سوتنيكوف، أن هذه الحرب كانت أيضا بمثابة دورة تدريبية مكثفة بالنسبة له حول الحياة في البلاد حيث استقر هذا الصيف مع عائلته في مدينة نهاريا، على بعد ستة أميال (9.6 كلم) من الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، وهناك "شعر بالأمان المطلق"، حسب قوله.

إلا أنه وبالتزامن مع هجوم حماس، تصاعدت التوترات في الشمال بالقرب من لبنان، حيث يخشى بعض المحللين والمسؤولين من تصعيد الأعمال العدائية في المنطقة.

وقال سوتنيكوف، في إشارة إلى الحرب الحالية بين إسرائيل وحماس: "الآن أفهم أنه حتى عندما ينتهي كل شيء، فلن ينتهي شيء فعليا".

بعد هجوم حماس، تقول "نيويورك تايمز" إن العديد من العائلات الروسية قررت مغادرة إسرائيل، على الأقل خلال الفترة الأولى.

ونقلت الصحيفة عن سلطات الطيران الروسية قولها، الجمعة، إن نحو سبعة آلاف شخص نقلوا جوا من إسرائيل إلى روسيا وإن نحو ثلاثة آلاف عادوا جوا.

وتركزت اهتمامات الجالية الروسية في بعض المراكز الرئيسية للهجرة بعد الحرب، مثل تبليسي في جورجيا، أو يريفان في أرمينيا، على طلب الحصول على شقق مؤقتة وغيرها من أشكال المساعدة، بحسب التقرير.

وقال بعض الروس في إسرائيل للصحيفة إنهم فوجئوا بوجود إجماع بين الإسرائيليين على ضرورة مساعدة بعضهم البعض ومساعدة جيشهم، "على الرغم من الانقسامات السياسية العميقة".

ونقلت الصحيفة عن يوري بودكوباييف، 40 عاما، مدرس الرياضيات الذي غادر روسيا، في نوفمبر الماضي، أنه وعلى عكس الوضع في روسيا، "يتمتع الناس في إسرائيل بحرية انتقاد الحكومة لكنهم متحدون أيضا حول قضية واحدة: حماية بلادهم".

وأضاف "لم يشكك أحد في حق روسيا في الوجود. ولهذا السبب لم يكن هناك أي نوع من الدعم الهائل للحرب في أوكرانيا".

ومع ذلك، حتى الروس في المنفى من المعارضين للحرب على أوكرانيا، ما زالوا يعتبرون روسيا وطنهم الأم، على حد قولهم للصحيفة.

وبينما استقر بودكوباييف في إسرائيل إلى الأبد، ويتعلم اللغة العبرية حتى يتمكن من استئناف تدريس الرياضيات، إلا أنه أكد أنه يعتبر نفسه "وطنيا لكل من روسيا وإسرائيل".

وقال: "لدي بلدان، وأنا أشعر بالقلق بشأن كليهما، واحد منهما مريض بشكل خطير الآن".

واحتجز مقاتلو حماس نحو 200 شخص من إسرائيليين وأجانب ومزدوجي الجنسية في إسرائيل ونقلوهم إلى غزة خلال الهجوم غير المسبوق، والذي أشعل شرارة الحرب في السابع من أكتوبر الحالي.

ومذاك تقصف إسرائيل قطاع غزة بكثافة بهدف القضاء على الحركة المصنفة إرهابية، والتي تطلق بدورها يوميا صواريخ على أراضي الدولة العبرية.

وقتل 4385 شخصا في قطاع غزة منهم 1756 طفلا و967 امرأة، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

وفي الجانب الإسرائيلي، قُتل أكثر من 1400 شخص معظمهم مدنيون في اليوم الأول للهجوم وفق السلطات الإسرائيلية.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: إلى إسرائیل فی إسرائیل

إقرأ أيضاً:

عودة الحرب على غزة.. إسرائيل تتوعد "بالجحيم" وأول تعليق من واشنطن

استأنفت إسرائيل حربها على أنحاء عدة من قطاع غزة، فجر اليوم الثلاثاء، بسلسلة من الغارات العنيفة، أدت إلى مقتل وجرح مئات المدنيين بينهم أطفال.

وأعلن المكتب الاعلامي في القطاع أن أكثر من 200 مدني سقطوا جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدف وسط وشمال وجنوب غزة. 

"مفاجأة ودون سابق إنذار"

وشنت إسرائيل ضربات جوية جديدة في أنحاء قطاع غزة، متوعدةً بـ"تصعيد القوة العسكرية" بعد تعثر المحادثات بشأن الإفراج عن مزيد من الأسرى.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي: "يتم تنفيذ موجة غارات جوية واسعة النطاق في أنحاء القطاع بهدف القضاء على مسلحين، واستهداف البنية التحتية لحماس، وتسليحها".

وأضافت: "تشارك عشرات طائرات سلاح الجو في عملية القصف، التي تستهدف عشرات الأهداف في القطاع"، معتبرة أن "العنصر الرئيسي في الهجمات هو عنصر المفاجأة"، في إشارة إلى أن الهجمات تمت دون إنذار مسبق أو حتى تسريب للإعلام عنها.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن "العملية العسكرية غير محددة المدة ومن المتوقع أن تتوسع".

وأفاد شهود عيان بأن القصف تركز على شمال ووسط القطاع، حيث سُمع دوي انفجارات متتالية، فيما تواجه طواقم الإسعاف والدفاع المدني صعوبات في الوصول إلى المناطق المستهدفة بسبب كثافة الهجمات، حسب رويترز.

وأفاد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، فجر اليوم، بمهاجمة أهداف تابعة لحركة حماس في جميع أنحاء قطاع غزة.

وقال مكتب نتانياهو في بيان إن إسرائيل "تستأنف عملياتها العسكرية ضد حماس في غزة بعد رفض الحركة مقترحات أمريكية لتمديد وقف إطلاق النار".

وأردف: "من الآن فصاعداً ستعمل إسرائيل ضد حماس بقوة عسكرية متزايدة"، مضيفاً "الخطة العملياتية عُرضت من قِبل الجيش وصادق عليها المستوى السياسي".

PM: IDF launching strikes throughout Gaza after Hamas refused repeated hostage deal offers https://t.co/bb0QN3HFiC

— The Times of Israel (@TimesofIsrael) March 18, 2025

ووفق مكتب نتانياهو فإن "رئيس الوزراء ووزير الدفاع أصدرا تعليمات للجيش باتخاذ (إجراء قوي) ضد حماس في غزة".

من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إن "جيش الدفاع وجهاز الأمن العام (الشاباك) ينفذ غارات واسعة النطاق على أهداف تابعة لحماس في قطاع غزة".

وأوضح الجيش الإسرائيلي أن "القيادة الداخلية أمرت بتقييد النشاط المدني بالقرب من قطاع غزة في أعقاب الضربات على حماس".

وأمرت إسرائيل تأمر بوقف التدريس اليوم في المناطق المتاخمة لقطاع غزة.

BREAKING: Israel launches new strikes in Gaza after it said talks with Hamas on further hostage releases stalled. https://t.co/d3khoecyVa

— CBS News (@CBSNews) March 18, 2025 إسرائيل تتوعد بالجحيم

وذكر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس أن إسرائيل "استأنفت القتال" ضد حماس، مؤكداً أن العمليات العسكرية ستستمر حتى يتم الإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين في غزة.

وفي بيان مقتضب، قال كاتس: "ستُفتح أبواب الجحيم في غزة" إذا لم يتم الإفراج عن الرهائن.

وأضاف: "لن نتوقف عن القتال حتى يعود جميع رهائننا إلى ديارهم ونحقق جميع أهداف الحرب".

Live: Israel launches full-scale strikes against Hamas in Gaza after talks stall
➡️ https://t.co/WTzqrWs5RZ pic.twitter.com/pEheB8qPEL

— FRANCE 24 English (@France24_en) March 18, 2025 واشنطن تعلق

وفي واشنطن، أفادت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض كارولين ليفيت أن إسرائيل تشاورت مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غاراتها على غزة.

وقالت ليفيت في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز: "تشاور الإسرائيليون مع إدارة ترامب والبيت الأبيض بشأن هجماتهم على غزة الليلة".

ومن جهته، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، بريان هيوز، إن حركة "حماس كان بإمكانها إطلاق سراح الرهائن لتمديد وقف إطلاق النار، لكنها اختارت الرفض والحرب بدلا من ذلك".

ونقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن مسؤولين إسرائيليين قولهم، إن "إسرائيل أبلغت إدارة ترامب مسبقاً بالهجمات المخطط لها وأهداف العملية العسكرية الجديدة في غزة".

وأضافت المتحدثة باسم البيت الأبيض "مثلما أوضح الرئيس ترامب، فإن حماس والحوثيين وإيران، وكل من يسعى لإرهاب ليس إسرائيل فحسب، وإنما الولايات المتحدة أيضاً، سيدفع ثمناً باهظاً. ستُفتح أبواب الجحيم".

⚡️????????????????BREAKING: White House Press Sec. Karoline Leavitt:

The Trump administration and the White House were consulted by the Israelis regarding their attacks on Gaza tonight.

All those who seek to terrorize not just Israel but America will pay a price. All hell will break loose. pic.twitter.com/1ETQukSZRY

— Suppressed News. (@SuppressedNws) March 18, 2025

في المقابل، قال قيادي في حماس لرويترز إن إسرائيل أنهت اتفاق وقف إطلاق النار من جانب واحد.

وذكر مسعفون وشهود أن الغارات الإسرائيلية أصابت 3 منازل في دير البلح وسط غزة، إلى جانب مبنى في مدينة غزة وأهداف في خان يونس ورفح.

وقال الدفاع المدني الفلسطيني إن إسرائيل نفذت ما لا يقل عن 35 غارة جوية على غزة

تأتي هذه الهجمات بعد قرابة شهرين من وقف إطلاق النار الذي أوقف الحرب المستمرة منذ 17 شهراً، والذي تم خلاله تبادل عشرات الأسرى مقابل ما يقرب من ألفي أسير فلسطيني.

مقالات مشابهة

  • لماذا فجّرت إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار ؟
  • محللون: استئناف الحرب ورقة ضغط على حماس لقبول شروط إسرائيل
  • كاتس: إسرائيل ستزيد الضربات على غزة إذا لم تطلق “حماس” جميع الرهائن
  • هآرتس تتحدث عن إستراتيجية إسرائيل لاستئناف الحرب بغزة
  • شالوم حماس.. ماذا تخفي إسرائيل في حربها الجديدة؟
  • خبير سياسي: إسرائيل تريد بعودة الحرب أن توقع حماس على اتفاق استسلام
  • رئيس الوزراء: الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة هي حرب على الإنسانية
  • عودة الحرب على غزة.. إسرائيل تتوعد "بالجحيم" وأول تعليق من واشنطن
  • عودة الحرب "على مراحل".. خيار إسرائيل البديل إن فشلت المفاوضات
  • أغلبية في إسرائيل تفضل إعادة الأسرى على القضاء على حماس