استضافت مصر، اليوم السبت، "قمة مصر الدولية للسلام"، بالعاصمة الإدارية الجديدة، بحضور عدد من قادات وزعماء دول العالم، والتي استهدفت بحث تطورات الحرب المتصاعدة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس في قطاع غزة، حيث أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل لن يحدث على حساب مصر.

اللواء رضا فرحات

من جانبه، قال اللواء رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر، محافظ الإسكندرية الأسبق، إن كلمة الرئيس، اليوم، خلال فعاليات قمة القاهرة بمشاركة قادة وزعماء عرب ودوليين، حول محاولات التهجير القسري الفلسطينيين من أرضهم ونزوحهم إلى سيناء، عبرت بوضوح عن موقف مصر الداعم للقضية الفلسطينية ورفض تصفيتها دون حل عادل، وكذلك الموقف من تحذير المجتمع الدولي من ما يحدث في قطاع غزة من اعتداءات انتقامية غاشمة على المدنيين والشيوخ والاطفال.

تمتحن إنسانية العالم قبل مصالحة الشخصية

وأضاف "فرحات" في تصريح خاص لـ "الفجر"، أن قمة القاهرة، اليوم، جاءت في أوقات صعبة تمتحن إنسانية العالم قبل مصالحة الشخصية، وعبرت عن الدعوى لمراعاة المشاعر الإنسانية وقيم الحضارة التي انتهكتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن مصر سعت منذ بداية الأزمة في قطاع غزة إلى محاولات إدخال المساعدات الإنسانية، وتم إيقافها من الجانب الإسرائيلي، ولكن تم التوصل من خلال الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية في الضغط على إسرائيل في السماح بدخول المساعدات الإنسانية من معبر رفح صباح اليوم.

وأوضح نائب رئيس حزب المؤتمر، إن كلمة الرئيس أشارت إلى مواقف مصر السابقة، وأن مصر دفعت ثمنًا كبيرًا من قبل لحل القضية الفلسطينية، لكنها تسعى جاهدا لخوض عملية السلام، والتأكيد على رفض التصعيد العسكري في غزة، ورفض التهجير القسري للمواطنين في غزة، والإشارة أيضًا إلى أن الفلسطينيين أنفسهم لايرغبون الرحيل عن موطنهم، وأن لا تتم ضغوط عنيفة تمارس عليهم التهجير القسري.

أول اجتماع دولي هام

وأوضح أن كلمة الرئيس أشارت أيضًا إلى نظرة مصر المندهشة من وقوف العالم بهذا الموقف السلبي أمام الأزمة الإنسانية التي يتعرض لها قطاع غزة، لافتًا إلى أن القمة اليوم عُقدت كأول اجتماع دولي هام على هذا المستوى بمشاركة قيادات دول العالم لإعادة وضع الأمور إلى نصابها الصحيح، وإحياء عملية السلام ووقف إطلاق النار والوصول إلى حل سلمي لحين التوصل إلى الحل الدائم والذي لا مناص منه من أجل استقرار المنطقة وهو حل الدولتين وإقامة فلسطين دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على الأراضي الفلسطينية.

وأشار اللواء رضا فرحات، إلى أن كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، والذي قال فيها "لن نرحل.. لن نرحل.. لن نرحل"، إشارة قوية إلى الموقف الفلسطيني من عملية التهجير القسري، مؤكدًا أن جميع الكلمات من قِبل قادات دول العالم كانت معبرة في مواجهة موقف أوروبي وغربي لا يتسم بالشفافية.

إسرائيل لديها خطة

وحول الموقف إذا صممت إسرائيل على موقفها واستمرار عمليات إطلاق النار على الفلسطينيين لإجبارهم على ترك وطنهم، أوضح قائلًا: إسرائيل لديها خطة تنفذها وستحاول تنفيذها ما لم يكن هناك موقف دولي قوي لإجبارها على وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن اليوم هو أول طريق الأمل في إعادة إحياء القضية الفلسطينية، والبداية اليوم كانت كاشفة للحقائق وإيضاح الصور التي غابت عن الإعلام الغربي والبرلمانات الغربية.

كشف الستار عن التعتيم الإعلامي الغربي

وأوضح نائب رئيس حزب المؤتمر، أن الإعلام بدأ يتجه إلى إيضاح الصورة التي كانت مغطاة، ومحاولات لكشف الستار عن التعتيم الإعلامي الغربي، مؤكدًا أن العالم سيواجه الإعلام الغربي تجاه موقفه الداعم والاعمى تجاه دولة إسرائيل.

وأشار إلى أن الدولة المصرية بقيادة الرئيس لن تتهاون في الحفاظ على أمنها القومي، مؤكدا أن ما تم خلال الفترة الماضية من تحركات داخل مصر هو الموقف الرسمي والشعبي للدولة مُمثل في مجلسي النواب والشيوخ، وموقف الشعب المتمثل في ما حدث أمس من مظاهرات كانت كاشفة لرفض المحاولات لجر مصر إلى نزاع إقليمي ورفض التهجير إلى سيناء ورفض المساس بالأمن القوم، لافتًا إلى الرسائل التي خرجت من مجلسي النواب والشيوخ إلى البرلمانات الموازية سوف يساعد في إيضاح الصورة أمام العالم.

النائب عصام العمده ضياع القضية الفلسطينية

وفي سياق متصل، قال اللواء عصام العمدة، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي، إن كلمة الرئيس خلال قمة السلام كانت واضحة أمام العالم، والتأكيد على أن مصر لن تقبل أبدا بدعاوى تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل على حساب الدولة المصرية.

مخطط إسرائيل لدخول سيناء

وأضاف في تصريح خاص لـ "الفجر"، أن الموافقة على تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة ونزوحهم إلى سيناء هو ضياع وإنهاء للقضية الفلسطينية التي استمرت تضحياتها على مدار 75 عامًا، مشيرًا إلى أن الأعمال الإجرامية في غزة من جانب الاحتلال الإسرائيلي وتهجيرهم قسرًا إلى الأراضي المصرية هو ضمن مخطط خطة اسرائيل لدخول سيناء سيناء فيما يسمى بـ "صفقة القرن"

وأكد عضو لجنة الدفاع والأمن القومي، أن مصر لن تقبل أبدا المساس بالأمن القومي المصري ولن تقبل التفريط في شبر واحد من سيناء، لافتًا إلى أن سياسات إسرائيل لنقل فكرة الصراع والمقاومة لسيناء سوف يؤدي إلى حروب، مؤكدا أن أمن مصر القومى خط أحمر يبذل فى سبيله كل غالي.

وأشار اللواء عصام العمدة، إلى أن مثل هذا السيناريو حدث قبل ذلك وتم دخول أعداد من الفلسطينيين إلى سيناء، ولكن تم إرجاعهم إلى الأراضي الفلسطينية مرة أخرى، لافتًا إلى أن الدولة المصرية حريصة على القيام بدورها فى حل القضية الفلسطينية، من خلال إحياء عملية السلام، والحفاظ على حقوق الشعب الفلسطينى التاريخية في إقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف.

المشاركين في قمة القاهرة للسلام

وشارك في القمة عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني بن الحسين، وملك البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبومازن"، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس جنوب إفريقيا سيرال راميفوزا، ورئيس موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني، ورئيس المجلس الرئاسي بليبيا محمد المنفي، ورئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد، ورئيس قبرص نيكوس كريتودوليديس، وولي عهد الكويت الشيخ مشعل أحمد الصباح، ورؤساء حكومة إسبانيا بدرو سانتيت، واليونان كرياكوس ميتسوناكيس، وإيطاليا جورجيا ميلوني، والعراق المهندس محمد شياع السوداني، ونائب رئيس مجلس الوزراء بسلطنة عمان شهاب بن طارق، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، وأمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقيه، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل.

كما شارك وزراء خارجية المغرب ناصر بوريطة، والسعودية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، وجزر القمر ظاهر ذو الكمال، وكندا ميلاني جولي، وألمانيا انالينا بيبربوك، وفرنسا كاثرين كولونا، وإنجلترا جميس كليفرلي، والبرازيل مارو فييرا، وتركيا هاكان فيدان، واليابان كماكاوا بوكو، والنرويج اسين بارت ايدي.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: قمة القاهرة للسلام قمة مصر الدولية للسلام القضية الفلسطينية تصفية القضية الفلسطينية حل القضية الفلسطينية الاحتلال الاسرائيلي اللواء رضا فرحات الرئيس عبدالفتاح السيسي القضیة الفلسطینیة التهجیر القسری کلمة الرئیس لافت ا إلى إلى سیناء قطاع غزة ا إلى أن أن مصر

إقرأ أيضاً:

خطيب الجامع الأزهر: نحن أمة تسعى للسلام وعلى العالم أن يتعامل مع هذه الحقيقة

ألقي خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر، الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الأسبق، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، ودار موضوعها حول فضل شهر رمضان المبارك وأنه شهر البركات والانتصارات.

حدث في 14 رمضان.. وفاة محمد علي باشا ووضع حجر الأساس للجامع الأزهررئيس جامعة الأزهر: القرآن يصوّر المنافقين بأبلغ التشبيهات ويحذر من نفاق القلوب

وقال الدكتور عباس شومان، إننا نعيش الآن أيام تحتفل فيها الأمة الإسلامية بذكرى انتصارين عظيمين في تاريخها وهما انتصار قواتنا المسلحة على العدو في العاشر من رمضان لعام 1393 هجرية الموافق السادس من أكتوبر لعام 1973م. هذا اليوم المشهود حطم فيه جيشنا أسطورة الجيش الإسرائيلي، وانتصار المسلمين بقيادة رسول الله ﷺ على كفار قريش في غزوة بدر الكبرى 17 من رمضان في العام الثاني بعد الهجرة، ومع مرور الأزمنة بين الانتصارين 14 قرنا من الزمان تفصل بينهما إلا أن هناك رابط عظيم بين الانتصارين؛ الأول في صدر الإسلام والثاني حديث شهده الكثير منا، كما أن هناك شبه كبير بينهما وهما أنهما كانا بين الحق والباطل والنهاية كانت نصرا مظفرا للحق.

وأضاف أن المسلمين لم يخرجوا للحرب قبل غزوة بدر أصلا؛ وإنما بضعة نفر خرجوا مع رسول الله ﷺ في محاولة منهم للاستيلاء على قافلة للمشركين تعويضا عن بعض ما أخذوه من المسلمين حين هاجروا إلى المدينة، لكن شاءت إرادة الله أن تقع غزوة بدر الكبرى بين المسلمين حيث وجدوا أنفسهم في مواجهة جيش جرار بعدد وعتاد قليلين، ورغم هذا التباين في القوة والاستعداد ما كان من  المؤمنين أبدا الفرار من ساحة القتال، ودارت المعركة غير المتكافئة والمسلمين  واثقين من نصر الله لهم، قال تعالى:  ﴿إن ينصركم الله فلا غالب لكم﴾،  وفي العاشر من رمضان كانت الظروف مماثلة، فرق كبير بين جيشنا بما يمتلك من عدة وعتاد ضُيق عليه، في مواجهة جيش سخر الغرب له كل إمكاناتهم.  

ودعا خطيب الجامع الأزهر إلى أن نأخذ العبرة من هاتين المعركتين، حيث يعلم الجميع أننا ما زلنا في دائرة المخاطر، ومن يتابع تصريحات الأعداء ومن يقف خلفهم يعلم ذلك، حيث يردد هؤلاء أحلام اليقظة بالتوغل في بلادنا، ورغم الدروس القاسية التي تلقوها ما زالت أحلام التوسع والتمدد في منطقتنا قائمة، فعليهم مراجعة التاريخ والنظر في كم المواجهات التي دارت بين المسلمين وبينهم، حينها سيدركون أن النصر كان حليفا لنا في أغلب المواجهات لأن قوتنا غير مرئية، فهي تكمن في إيماننا وتمسكنا بربنا محذرا إياهم بمجرد التفكير في ذلك، وإلا فعليهم انتظار نصر جديد.  

واختتم خطيب الجامع الأزهر خطبة الجمعة بقوله: "إن أمة الإسلام تسعى للسلام والعيش في أمان والعالم كله يعلم ذلك، وعليه أن يتعامل مع هذه الحقيقة، فنحن ندعو للسلام ولسنا أمة استسلام، نعيش في سلام ونطالب بمنع الحروب، لكن من أجل الدفاع عن أرضنا وديننا على الأمة الإسلامية أن تعمل بجد وأن تستقيم على نهج الله في شتى المجالات وفي المعاملات، وأن تلتزم بأحكام شرعنا الحنيف، وفي الدفاع عن الوطن الذي يضرب من أجله أي شيء، فنحن نعمل لنبني وطننا بكل جد واجتهاد آملين أن نكون في معية الله، راجين عفوه وغفرانه.

مقالات مشابهة

  • كيف ساهمت المواقف المصرية فى الحفاظ على القضية الفلسطينية؟
  • تحالف الأحزاب: الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة الأكثر إنصافا لحل القضية الفلسطينية
  • تحالف الأحزاب: الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة الأكثر عقلانية لحل القضية الفلسطينية
  • خطيب الجامع الأزهر: نحن أمة تسعى للسلام وعلى العالم أن يتعامل مع هذه الحقيقة
  • الثقافة الفلسطينية تعلن الفنان التشكيلي باسل المقوسي شخصية العام 2025
  • عودة الأمل: الأطفال الفلسطينيون يعودون إلى المدارس بعد 15 شهرًا من الحرب
  • مستشار الرئيس الفلسطني: جلالة الملك يخدم القضية الفلسطينية على الأرض
  • حزب طالباني: محاولات إعادة إحياء التحالف الكردستاني بعيدة جداً
  • مجرد أمنيات.. محاولات إعادة إحياء التحالف الكردستاني بلا إرادة
  • السفير البريطاني بالقاهرة: رسالة مصر حول القضية الفلسطينية واضحة.. وعلى إسرائيل الالتزام بدخول المساعدات