د. معز الدريدي المختص بالتاريخ الإسلامي والوثائق العربية: لدينا أكثر من 72 ألف صورة و1400 خريطة تراثية
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
400 قطعة تقريباً يتم عرضها في نفس الوقت
3200 مخطوط في مختلف المجالات والعلوم الفقهية والأدبية
المكتبة تحوي مجموعة كبيرة من الصور المرتبطة بتاريخ قطر
لدينا ديوان من الشعر النبطي لمؤسس الدولة
في حوار لـ «العرب» مع الدكتور معز الدريدي – المختص بالتاريخ الإسلامي والوثائق العربية والإسلامية بمكتبة قطر الوطنية، وحاصل على شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون، تعرفنا على نفائس المكتبة التراثية، والتي تضم آلاف المقتنيات التي تعود لحقب تاريخية مختلفة، وتوفر خدمة متميزة للباحثين والزائرين والراغبين في التعرف عن قرب على هذه القطع الشاهدة على التاريخ.
بداية نريد نبذة عن المكتبة التراثية التابعة لمكتبة قطر الوطنية ؟
المكتبة التراثية فتحت أبوابها من سنة 2018، وقاعة العرض بها أكثر من 400 قطعة من مختلف ما يمكن جمعه من مخطوطات وصور وخرائط ومصاحف قديمة، يرجع أغلبها إلى القرون الأولى الإسلامية، حتى القرن التاسع عشر وبعضها بالقرن العشرين.
400 قطعة تقريباً هي ما يتم عرضه في نفس الوقت.. ماذا عن إجمالي مقتنيات المكتبة التراثية؟
المكتبة التراثية تضم أكثر من 72 ألف صورة، وتضم أكثر من 1400 خريطة، وتتعلق كلها تقريباً بتاريخ الجزيرة العربية وبشكل خاص دولة قطر، كما أن هناك قسما يرتبط بكل ما يتعلق بتطور الخط العربي، فهو تزامن مع الدين الإسلامي، على عكس غيره من الأديان.
مغزى «اقرأ»
كلمة «اقرأ» تتصدر صالة العرض.. ما المغزى من استخدامها؟
في هذا الاختيار أكثر من معنى ومغزى لأنه تقريباً الثقافة العربية الإسلامية بدأت مع النص القرآني، فهو نص مؤسس للثقافة العربية الإسلامية، ومعه برزت كل العلوم الأخرى من الفقه لعلم الكلام للفلسفة الإسلامية إلى العلوم، والتي تم تخصيص قسم كبير لها في المكتبة التراثية عُرض فيه تقريباً كل ما له علاقة بالعلوم العربية الإسلامية، خاصةً العالم العربي كان سباقا في انتاج وكتابة كل ما له علاقة بالطب وعلوم الزراعة والسقاية وعلوم الفلك وغيرها من العلوم التي برزت بشكل كبير، خاصةً في الأندلس وفي بيت الحكمة في بغداد وبقية العالم الإسلامي. قاعة العرض الدائم صُممت بناء على تصور رحلة تأخذ الزائر في جولة عبر الزمن والحضارات متنقلا عبر الصحراء والبحار كما كان شأن الكتاب والمخطوط قديما.
كما أن المكتبة تضم قسما لأقدم المصاحف، أو أجزاء من المصاحف، مكتوبة بما يسمى بالخط الحجازي نسبة إلى المكان، وهي من القرن السابع الهجري، ثم بعد ذلك تطورت الخطوط وصولاً إلى الفترة المملوكية، وخاصةً التطور في الفترة المتأخرة العثمانية، حيث نعرض عينات لما يسمى الطغرة، وهي العلامة المميزة لكل ما يتعلق بقرارات سلطانية، خاصةً أن الوثيقة تحمل هذه العلامة، وهي كإمضاء خاصةً عند التعيين لكبار القضاة أو عندما يتم تعيين كبار الموظفين الإداريين والسياسيين في مناطق معينة تابعة لنفوذ وسلطة الدولة العثمانية.
وفي نهاية هذا القسم الذي يتوسط قاعة المعارض.. يجد الزائر أدوات فن الخط والكتابة، وكيف تطورت الكتابة وأصبحت لها تقنيات تعتمدها في كتابة الخط العربي متخذة أشكالا حيوانية ونباتية.
قسم العدسة
هناك قسم مدون عليه «العدسة».. فيما يختص هذا القسم؟
قسم «العدسة» يعرض فيه الصور، والتي بدأت بشكل واضح مع القرن التاسع عشر. لأن أقدم صورة التقطت بالعدسة كانت سنة 1834 تقريباً، والمكتبة تمتلك مجموعة كبيرة من الصور، خاصةً مع المد الاستشراقي وحملة بونابرت، والتي ضمت الوفود لتتعرف على هذه الأماكن، والتقطت مجموعة كبيرة من الصور من كل المناطق، فيجد الزائر صورا من بغداد وبلاد الشام والخليج العربي وصور من المغرب وغيرها من مناطق العالم.
والصور محامل معرفية كبيرة، ونوفرها لكل الطلبة والقراء والباحثين، وتأتي الوفود للتعرف على هذه الصور لأنها في بعض الأحيان نادرة تؤرخ لمعالم قد اندثرت تماماً، فتعد وثائق هامة شأنها شأن الخرائط التي من شأنها أن تثري الكتابة التاريخية وتصحح ما تناقلته الكتابات الاستعمارية.
أبرز المقتنيات
انتقالاً إلى الحديث عن الخرائط.. ما هي أبرز المقتنيات من الخرائط؟
لدينا الخريطة الخشبية للعالم رُسمت في شكل قلب، من قبل صانع الخرائط حاجي أحمد أفندي، ترجع إلى القرن السادس عشر في إيطاليا مدينة البندقية، ثم بعد ذلك أعيد طبعها في القرن الثامن عشر في تركيا، وطبع من هذه الخريطة حينها 20 نسخة في كل العالم، فُقد منها 9، ولم يتبق منها في العالم إلا 11 نسخة فقط، منها واحدة في مكتبة قطر الوطنية، وهي تعدّ من النوادر.
ماذا عن المقتنيات المرتبطة بتاريخ قطر؟
لدينا مجموعة كبيرة من الوثائق والصور المرتبطة بتاريخ دولة قطر، تهدف إلى إبراز ملخص بسيط على أهم المراحل التي عرفتها المنطقة، منها على سبيل المثال لا الحصر، ما نسميه بمصحف الزبارة، نسبة إلى منطقة الزبارة، وهو مصحف منه 4 نسخ فقط، منها واحدة في المكتبة الوطنية وأخرى بمتحف الفن الإسلامي، ومصحف الزبارة كُتب في نهاية القرن السابع عشر وبداية القرن الثامن عشر.
وتضم المكتبة ديوانا من الشعر النبطي للشيخ جاسم بن محمد بن ثاني مؤسس دولة قطر، ويعتبر أول نسخة مطبوعة للشيخ جاسم بن محمد والذي طبع في الهند عام 1907، وصورة للشيخ جاسم بن محمد، والبعض يقول بأنها صورة تقريبية له، وهناك من يؤكد بأن الصورة تعود له، وهي رسمت في 1899، خلال زيارة قنصل فرنسا في مسقط لدولة قطر، وكان معه رسام استغل هذه الفرصة لرسم صورة له، ولا يمكن الجزم بذلك ويبدو أنها محاولة تقريبية لرسم ملامح المؤسس.
كما أن المكتبة تضم الكثير من الصور التي تعبر عن أهم مراحل تاريخ قطر، منها على سبيل المثال رفع الحماية في بداية السبعينيات من القرن الماضي، وبعض الصور لمناطق قريبة من الساحل، ومجموعة من الوثائق والمراسلات الشخصية والتجارية لأعيان وتجار وحكام البلاد خلال القرن العشرين.
ونجد في هذا القسم على سبيل المثال رسالة لقاض تم تعيينه في قطر، يحكي عن وصوله لدولة قطر وعمله كما سماه مساعد قائمقام، وهي وظيفة تركية، خاصةً وأن الحضور التركي في المنطقة كان من 1871 إلى 1916، وتحدث في الرسالة عن أهم ما رآه في هذه الفترة.
كما أن لدينا أقدم خريطة ذكرت فيها قطر، وذكرت بالاسم اللاتيني «CATARA» ورسم هذه الخريطة العالم الإغريقي كلوديوس بطليموس في القرن الثاني الميلادي، عاش في الإسكندرية ومع بداية طباعة الخرائط في القرن الخامس عشر اعيد استعمال الخريطة الأولى وواصلوا في وضع نفس الاسم، وتصنيفها كمحطة تجارية ونقطة عبور واستقرار لبعض القبائل الوافدة على المنطقة من الأقاليم المجاورة وخاصة خلال في موسم صيد اللؤلؤ، تتجمع فيها أغلب القبائل من الجزيرة العربية لصيد اللؤلؤ، ثم يعودون إلى داخل الجزيرة العربية لممارسة بعض الأنشطة الزراعية.
وتمتلك المكتبة عددا من المراسلات المرتبطة بالمعاملات التجارية في قطر، خاصةً مع النشاط التجاري في مجال اللؤلؤ الذي كانت تشهده قطر، وتمتلك المكتبة أقدم صورة جوية لمنطقة متحف الفن الإسلامي وسوق واقف تعود إلى نهاية الأربعينيات وبداية خمسينيات القرن الماضي، وهي تعد من بين أقدم الصور الجوية للدوحة التي وصلتنا.
وتمتلك المكتبة تقويم مدينة الزبارة، لصاحبه عبد الرحمن بن أحمد الزواوي _توفي في حدود عام 1790، وهو تقويم يوضح أوقات الصلوات وأوقات غروب الشمس في كل يوم، وكتب هذا التقويم في هذه الفترة كي يساعد الناس في معرفة أوقات صلواتهم، وتغير المواسم وبعض الهوامش المتعلقة بالزراعة. وقد كانت الزبارة المركز النابض للحياة الثقافية والاجتماعية في هذه الفترة.
المكتبة بها مجموعة كبيرة من الصور المرتبطة بتاريخ قطر، التي تصل لأكثر من 700 صورة، وتصل الوثائق إلى أكثر من ألف وثيقة ترتبط بتاريخ قطر، والوثائق كتبت كمراسلات تجارية أو معاهدات أغلبها يعود إلى فترات متأخرة. وهي تتضمن معلومات مهمة قد تساعد على إنارة بعض الزوايا المظلمة من تاريخ قطر الحديث والمعاصر.
مشروعات مستقبلية
هل من مشروعات مستقبلية لمكتبة قطر الوطنية ترتبط بالمقتنيات التراثية القطرية؟
نعم.. لدينا مشروع مستقبلي لجمع المقتنيات المحفوظة لدى الأشخاص والعائلات في قطر، فالكثير من الأشخاص لديهم وثائق تاريخية يحتفظون بها، وندعو الجميع لإيداعها في مكتبة قطر الوطنية، والانفتاح على هذه المؤسسة الثقافية الريادية في المنطقة. والمشروع أولي ما يزال في خطواته الأولى لكنه يبشر بوعود مهمة للأجيال القادمة.
هل من مقتنيات نادرة أخرى تضمها المكتبة التراثية تودون الحديث عنها؟
من أبرز المقتنيات أيضاً مخطوط لجزء من صحيح البخاري، وكتب في عام 570 للهجرة، وهو من أقدم المخطوطات، وصحيح البخاري لا نمتلك أشياء منها مكتوبة بخط يد الإمام البخاري، فقد توفى منتصف القرن الثالث للهجرة وأقدم مخطوط وصلنا يرقى في عام 380 للهجرة، ولا توجد مخطوطات قبل ذلك لصحيح البخاري.
وتمتلك المكتبة الكثير من المخطوطات، ومنها الكثير من النوادر، فتصل المخطوطات اليوم إلى 3200 مخطوط في مختلف المجالات والعلوم الفقهية والتاريخية والأدبية، منها ما تم تحقيقه ومنها ما لم يتم تحقيقه إلى اليوم. هذه المجموعة هي على ذمة الباحثين والقراء في شكلها الورقي والرقمي.
المقتنيات والمواقع الإلكترونية
مع التقدم التكنولوجي.. فإن الكثير من القراء والباحثين يبحثون عن هذه المقتنيات على المواقع الالكترونية المختلفة.. فهل لمكتبة قطر الوطنية جهد في هذا المجال؟
نعم بالطبع.. الكثير من المقتنيات التراثية تمت رقمنتها، ووضعها على الموقع الإلكتروني للمكتبة، لتتوافر للطلاب والباحثين بسهولة، كما اغتنمنا ما سنحت به جائحة كورونا من فرصة لرقمنة جزء كبير من الكتب.
= من الملاحظ وجود الكثير من الكتب على أرفف المكتبة التراثية أيضاً.. ماذا عنها؟
المكتبة تضم الكثير من المطبوعات، وهي كتب قديمة ونادرة، فمنها ما طبع بأعداد محدودة، كـ 50 نسخة أو 100 نسخة فقط، ومنها بعض الكتب التي تعود إلى القرن السادس عشر مع بداية الطباعة، وهي كتب في العلوم على اختلافها، حيث برزت حركة الترجمة بشكل كبير، وإجمالي الكتب التي تحتفظ بها المكتبة التراثية بلغ أكثر من 30 ألف كتاب.
هل تعمل مكتبة قطر الوطنية على زيادة مقتنياتها من الكتب؟
بالطبع.. مكتبة قطر الوطنية حريصة على شراء المقتنيات النادرة، والمكتبة في تطور مستمر، وهناك حرص من الدولة على توفير هذه المقتنيات.
كان لمكتبة قطر الوطنية معرض للبوسترات «الملصقات» السينمائية.. فهل هو من الجوانب التي تحرص عليها المكتبة التراثية؟
نعم.. فالمكتبة تمتلك مجموعة كبيرة من البوسترات السينمائية ترصد الحياة السينمائية في العالم العربي، خاصةً في مصر، فتمتلك المكتبة أكثر من 6000 بوستر سينمائي، منها لأفلام من عشرينيات القرن الماضي، كما أن هناك صورا مختلفة التقطت أثناء تصوير هذه الأفلام، فنجد مجموعة كبيرة من المعطيات المتعلقة بالإنتاج السينمائي لكل باحث في هذا المجال.
علاوة على هذه الوثائق السينمائية، تمتلك المكتبة التراثية أكثر من 3200 صحيفة ورقية يعود بعضها إلى القرن التاسع عشر والبعض الآخر صدر في أعداد محدودة في بلدان عربية وحتى أجنبية.
كيفية الاختيار
كيف يتم اختيار المقتنيات التي يتم عرضها؟
الأمر يتم وفق منهجية واختيار سنوي، فنختار موضوعا سنويا يرتبط بأحداث، فهذا العام نجمع كل ما يرتبط بالمغرب لعرضه في العام المقبل 2024، وفي العام الجاري نعرض ما يرتبط بتاريخ اندونيسيا، أو في إطار موضوعات يتم اقتراحها، كموضوع الكعبة ومكة الذي اقترحناه قبل سنوات وقمنا بعرض مجموعة كبيرة من المقتنيات التي ترتبط بمكة والكعبة أو بتاريخ وتطور الخط العربي.
ونحرص في ذلك على حماية المخطوطات، فلا يتم عرضها لأكثر من سنة، حتى لا تتضرر بعوامل الرطوبة والضوء وغيرها من العوامل. حيث يقع تغيرها بشكل دوري حماية لها وكذلك منح فرصة للزوار الاطلاع على بقية نفائس المكتبة المحفوظة في المخازن.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر التاريخ الإسلامي مكتبة قطر الوطنية مکتبة قطر الوطنیة الکثیر من أکثر من على هذه کما أن فی هذا
إقرأ أيضاً:
الجامعة العربية تدعو كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية لتحمل مسؤولياتها إزاء الحرب التي يشنها الإحتلال على المسيرة التعليمية بفلسطين
دعت جامعة الدول العربية، كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية والإعلامية لتحمل مسؤولياتها إزاء الحرب التي يشنها الإحتلال الإسرائيلي على المسيرة التعليمية في فلسطين، مؤكدة على أهمية الإستمرار في توفير الدعم العربي والدولي للعملية التعليمية بما يسهم في ضمان إستمرار تقدم المسيرة التعليمية وتحسين جودة التعليم لأبناء فلسطين.
وقال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة في جامعة الدول العربية السفير سعيد أبو علي، في كلمته أمام لجنة البرامج التعليمية الموجهة إلى الطلبة العرب في الأراضي العربية المحتلة في دورتها 108، والتي أختتمت أعمالها اليوم، إن إجتماعنا يأتي بعد إنقطاع ما يقارب عام ونصف بسبب الظروف البالغة الصعوبة التي تمر بها القضية الفلسطينية والحرب الاسرائيلية التدميرية، كما يأتي بالتزامن مع أعمال القمة العربية والإسلامية الطارئة بالرياض والتي اتخذت مجموعة كبيرة من القرارات النوعية الهامة في إطار التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية، وتضامن دولنا العربية والإسلامية مع نضال الشعب الفلسطيني المشروع لنيل حقوقه كاملة بإقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفق رؤية حل الدولتين، ودعم الاعتراف بدولة فلسطين وحصولها على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وكذلك التحرك أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لتجميد عضوية إسرائيل.
وأضاف، إن القمة طالبت أيضا مجلس الأمن بإصدار بقرار ملزم لوقف إطلاق النار في غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية فوراً إلى قطاع غزة، مؤكدة أنه لا سلام مع إسرائيل قبل انسحابها من كافة الأراضي العربية المحتلة "حتى خط الرابع من يونيو 1967، مشيرا إن القمة أطلقت أيضا آلية التعاون الثلاثي بين كل من جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، والاتحاد الإفريقي، لتنسيق المواقف المشتركة وسبل الدعم لمساعدة الشعب الفلسطيني بهدف تحقيق تقرير المصير له.
وأوضح الأمين العام المساعد، إن هذه الدورة تعقد بعد أكثر من 400 يوم من بدء العدوان على غزة، ولا تزال مشاهد المجازر والقتل والتدمير والتجويع خاصة في شمال غزة متواصلة، فقد أسفر العدوان الإسرائيلي المتواصل وجرائم الإبادة الجماعية منذ السابع من أكتوبر 2023 عن تدمير واسع النطاق لكافة مقومات الحياة، أدى إلى سقوط أكثر من 180 ألف مواطن بين شهيد وجريح ومفقود، وإعتقال أكثر من 5200 مواطن، ونزوح 2 مليون داخليا، مع تدمير ما يقارب من 80% من المباني السكنية، حيث إرتكب جيش الإحتلال الإسرائيلي أكثر من 4000 مجزرة مروعة، واستخدام حوالي 90 ألف طن من المتفجرات، بالإضافة لما يتعرض له سكان القطاع من حرب تجويع قاتلة.
كما أشار، أن الوضع في الضفة الغربية المحتلة لا يقل خطورة وكارثية من حيث مواصلة الإحتلال الإسرائيلي التصعيد في تنفيذ سياساته العدوانية في مدينة القدس وكافة المدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية، ما أسفر عن استشهاد حوالي 780 شهيد، واعتقال ما يقارب من 12 ألف مواطن مع تدمير ممنهج للبنية التحتية، في نفس الوقت الذي تواصل فيه عصابات المستوطنين المسلحة وبدعم مباشر من جيش الاحتلال ممارسة الإرهاب والاعتداءات المتواصلة في إطار سياسة الإحتلال الرسمية الممنهجة في حرق واقتلاع وتدمير للممتلكات، وفرض العزل والاغلاقات إلى تنفيذ الاعدامات الميدانية والتهويد وممارسة التمييز العنصري والتطهير العرقي والتهجير القسري، والتمدد الاستعماري وصولاً إلى ما أعلنه أمس رئيس وزراء الإحتلال ووزير ماليته بشأن الضم الرسمي والمعلن للضفة الغربية وتصفية القضية الفلسطينية.
وقال أبو علي، إن القرار الإسرائيلي بقطع العلاقات مع وكالة "الأونروا" ضاربا بعرض الحائط جميع الأعراف والمواثيق والقرارات الدولية والقانون الدولي الإنساني، بهدف تصفية قضية اللاجئين وشطب حق العودة وإلغاء أنشطتها ودورها بالعنوان السياسي، مؤكدا أن مواصلة الإحتلال تقويض ولاية الأونروا لن يغير من الوضع القانوني للوكالة التي تتمتع بتفويض دولي بناء على قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وطالب الأمين العام المساعد، المجتمع الدولي بدوله وهيئاته المتعددة وخاصة مجلس الامن التدخل المباشر والفوري، وإتخاذ التدابير العملية اللازمة لتوفير نظام حماية دولي في الأرض الفلسطينية لوضع حداً لاستمرار هذا العدوان الممنهج والانتهاكات الجسيمة لقواعد وأحكام وقرارات الشرعية الدولية، فقد كان قطاع التعليم وكل مكوناته في مقدمة القطاعات التي تعرضت للاستهداف الإسرائيلي التدميري، ما أسفر عن كارثة كبيرة بحجم الخسائر البشرية والمادية التي طالت مكونات التعليم كافة كما تداول وبحث مؤتمركم، فهناك أكثر من 30 ألف طفل/ة ما بين شهيد وجريح وسط تدمير 93% من أبنية القطاع التعليمي، فيما تعرضت 70% من مدارس الأونروا الـ200 للقصف والتدمير، وتم قصف 4 مبان من كل 5 مبان مدرسية، وكذلك تدمير 130 من المباني والمنشآت الجامعية كما حرم أكثر من 750 ألف طالب/ة من حقهم في مواصلة تعليمهم في مدارسهم، وجامعاتهم.
وقال الأمين العام المساعد، إنه منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي، توقفت العملية التعليمية في كافة الجامعات والمدراس والمراكز التعليمية والتدريبة، وتحول عمل المدراس من أماكن تعليمية إلى مراكز إيواء يستخدمها السكان النازحين الذين هُجروا من منازلهم قسراً، ومع ذلك لم تتوان قوات الإحتلال عن استهداف هذه المدارس والمنشآت وهي مكتظة بالنازحين، لتوقع المئات من الشهداء والمصابين، حتى وإن كانت المدرسة أو المنشأة تتبع لهيأة دولية كالأمم المتحدة وترفع علمها، حيث مازال واقع حال التعليم في القدس، تحت وطأة سياسات الأسرلة والتهويد، ومحاربة المناهج الفلسطينية وتحريفها، في معركة مستمرة ومتجددة مع بداية كل عام دراسي جديد، لفرض مناهج الإحتلال الإسرائيلي، والذي يستوجب تدخل المعنيين من دول وهيئات ومنظمات رسمية وأهلية الالتفات لمدى التحريض والعنف ومستوى مضامين العنصرية بالمناهج الإسرائيلية، التي تشكل انتهاكاً جسيماً وخطيراً للمواثيق الحقوقية الدولية، وانتهاكاً للاتفاقيات والمعاهدات الدولية، خاصة معاهدة جنيف الرابعة وما فيها من نصوص حيال الوضع التعليمي في البلاد المحتلة.
كما أكد الأمين العام المساعد، أن هذه الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية شكلت حافزاً لمضاعفة أسباب الصمود والإصرار الفلسطيني على تطوير والعملية التعليمية وحمايتها، لتحقيق المزيد من النجاحات والإنجازات.
يذكر أن الإجتماع عقد برئاسة وكيل مساعد للشؤون التعليمية بوزارة التربية والتعليم أيوب عليان، وممثلي عن إتحاد إذاعات الدول العربية، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الالكسو" بالإضافة إلى وكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين "الأونروا".