400 قطعة تقريباً يتم عرضها في نفس الوقت

3200 مخطوط في مختلف المجالات والعلوم الفقهية والأدبية

المكتبة تحوي مجموعة كبيرة من الصور المرتبطة بتاريخ قطر

لدينا ديوان من الشعر النبطي لمؤسس الدولة

في حوار لـ «العرب» مع الدكتور معز الدريدي – المختص بالتاريخ الإسلامي والوثائق العربية والإسلامية بمكتبة قطر الوطنية، وحاصل على شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون، تعرفنا على نفائس المكتبة التراثية، والتي تضم آلاف المقتنيات التي تعود لحقب تاريخية مختلفة، وتوفر خدمة متميزة للباحثين والزائرين والراغبين في التعرف عن قرب على هذه القطع الشاهدة على التاريخ.

 وإلى نص الحوار:

 بداية نريد نبذة عن المكتبة التراثية التابعة لمكتبة قطر الوطنية ؟
المكتبة التراثية فتحت أبوابها من سنة 2018، وقاعة العرض بها أكثر من 400 قطعة من مختلف ما يمكن جمعه من مخطوطات وصور وخرائط ومصاحف قديمة، يرجع أغلبها إلى القرون الأولى الإسلامية، حتى القرن التاسع عشر وبعضها بالقرن العشرين.
400 قطعة تقريباً هي ما يتم عرضه في نفس الوقت.. ماذا عن إجمالي مقتنيات المكتبة التراثية؟
المكتبة التراثية تضم أكثر من 72 ألف صورة، وتضم أكثر من 1400 خريطة، وتتعلق كلها تقريباً بتاريخ الجزيرة العربية وبشكل خاص دولة قطر، كما أن هناك قسما يرتبط بكل ما يتعلق بتطور الخط العربي، فهو تزامن مع الدين الإسلامي، على عكس غيره من الأديان.

مغزى «اقرأ»
 كلمة «اقرأ» تتصدر صالة العرض.. ما المغزى من استخدامها؟ 
في هذا الاختيار أكثر من معنى ومغزى لأنه تقريباً الثقافة العربية الإسلامية بدأت مع النص القرآني، فهو نص مؤسس للثقافة العربية الإسلامية، ومعه برزت كل العلوم الأخرى من الفقه لعلم الكلام للفلسفة الإسلامية إلى العلوم، والتي تم تخصيص قسم كبير لها في المكتبة التراثية عُرض فيه تقريباً كل ما له علاقة بالعلوم العربية الإسلامية، خاصةً العالم العربي كان سباقا في انتاج وكتابة كل ما له علاقة بالطب وعلوم الزراعة والسقاية وعلوم الفلك وغيرها من العلوم التي برزت بشكل كبير، خاصةً في الأندلس وفي بيت الحكمة في بغداد وبقية العالم الإسلامي. قاعة العرض الدائم صُممت بناء على تصور رحلة تأخذ الزائر في جولة عبر الزمن والحضارات متنقلا عبر الصحراء والبحار كما كان شأن الكتاب والمخطوط قديما. 
كما أن المكتبة تضم قسما لأقدم المصاحف، أو أجزاء من المصاحف، مكتوبة بما يسمى بالخط الحجازي نسبة إلى المكان، وهي من القرن السابع الهجري، ثم بعد ذلك تطورت الخطوط وصولاً إلى الفترة المملوكية، وخاصةً التطور في الفترة المتأخرة العثمانية، حيث نعرض عينات لما يسمى الطغرة، وهي العلامة المميزة لكل ما يتعلق بقرارات سلطانية، خاصةً أن الوثيقة تحمل هذه العلامة، وهي كإمضاء خاصةً عند التعيين لكبار القضاة أو عندما يتم تعيين كبار الموظفين الإداريين والسياسيين في مناطق معينة تابعة لنفوذ وسلطة الدولة العثمانية.
وفي نهاية هذا القسم الذي يتوسط قاعة المعارض.. يجد الزائر أدوات فن الخط والكتابة، وكيف تطورت الكتابة وأصبحت لها تقنيات تعتمدها في كتابة الخط العربي متخذة أشكالا حيوانية ونباتية. 

قسم العدسة 
 هناك قسم مدون عليه «العدسة».. فيما يختص هذا القسم؟ 
قسم «العدسة» يعرض فيه الصور، والتي بدأت بشكل واضح مع القرن التاسع عشر. لأن أقدم صورة التقطت بالعدسة كانت سنة 1834 تقريباً، والمكتبة تمتلك مجموعة كبيرة من الصور، خاصةً مع المد الاستشراقي وحملة بونابرت، والتي ضمت الوفود لتتعرف على هذه الأماكن، والتقطت مجموعة كبيرة من الصور من كل المناطق، فيجد الزائر صورا من بغداد وبلاد الشام والخليج العربي وصور من المغرب وغيرها من مناطق العالم.
والصور محامل معرفية كبيرة، ونوفرها لكل الطلبة والقراء والباحثين، وتأتي الوفود للتعرف على هذه الصور لأنها في بعض الأحيان نادرة تؤرخ لمعالم قد اندثرت تماماً، فتعد وثائق هامة شأنها شأن الخرائط التي من شأنها أن تثري الكتابة التاريخية وتصحح ما تناقلته الكتابات الاستعمارية. 

أبرز المقتنيات 
 انتقالاً إلى الحديث عن الخرائط.. ما هي أبرز المقتنيات من الخرائط؟
لدينا الخريطة الخشبية للعالم رُسمت في شكل قلب، من قبل صانع الخرائط حاجي أحمد أفندي، ترجع إلى القرن السادس عشر في إيطاليا مدينة البندقية، ثم بعد ذلك أعيد طبعها في القرن الثامن عشر في تركيا، وطبع من هذه الخريطة حينها 20 نسخة في كل العالم، فُقد منها 9، ولم يتبق منها في العالم إلا 11 نسخة فقط، منها واحدة في مكتبة قطر الوطنية، وهي تعدّ من النوادر.
 ماذا عن المقتنيات المرتبطة بتاريخ قطر؟
لدينا مجموعة كبيرة من الوثائق والصور المرتبطة بتاريخ دولة قطر، تهدف إلى إبراز ملخص بسيط على أهم المراحل التي عرفتها المنطقة، منها على سبيل المثال لا الحصر، ما نسميه بمصحف الزبارة، نسبة إلى منطقة الزبارة، وهو مصحف منه 4 نسخ فقط، منها واحدة في المكتبة الوطنية وأخرى بمتحف الفن الإسلامي، ومصحف الزبارة كُتب في نهاية القرن السابع عشر وبداية القرن الثامن عشر.
وتضم المكتبة ديوانا من الشعر النبطي للشيخ جاسم بن محمد بن ثاني مؤسس دولة قطر، ويعتبر أول نسخة مطبوعة للشيخ جاسم بن محمد والذي طبع في الهند عام 1907، وصورة للشيخ جاسم بن محمد، والبعض يقول بأنها صورة تقريبية له، وهناك من يؤكد بأن الصورة تعود له، وهي رسمت في 1899، خلال زيارة قنصل فرنسا في مسقط لدولة قطر، وكان معه رسام استغل هذه الفرصة لرسم صورة له، ولا يمكن الجزم بذلك ويبدو أنها محاولة تقريبية لرسم ملامح المؤسس.
كما أن المكتبة تضم الكثير من الصور التي تعبر عن أهم مراحل تاريخ قطر، منها على سبيل المثال رفع الحماية في بداية السبعينيات من القرن الماضي، وبعض الصور لمناطق قريبة من الساحل، ومجموعة من الوثائق والمراسلات الشخصية والتجارية لأعيان وتجار وحكام البلاد خلال القرن العشرين.
ونجد في هذا القسم على سبيل المثال رسالة لقاض تم تعيينه في قطر، يحكي عن وصوله لدولة قطر وعمله كما سماه مساعد قائمقام، وهي وظيفة تركية، خاصةً وأن الحضور التركي في المنطقة كان من 1871 إلى 1916، وتحدث في الرسالة عن أهم ما رآه في هذه الفترة.
كما أن لدينا أقدم خريطة ذكرت فيها قطر، وذكرت بالاسم اللاتيني «CATARA» ورسم هذه الخريطة العالم الإغريقي كلوديوس بطليموس في القرن الثاني الميلادي، عاش في الإسكندرية ومع بداية طباعة الخرائط في القرن الخامس عشر اعيد استعمال الخريطة الأولى وواصلوا في وضع نفس الاسم، وتصنيفها كمحطة تجارية ونقطة عبور واستقرار لبعض القبائل الوافدة على المنطقة من الأقاليم المجاورة وخاصة خلال في موسم صيد اللؤلؤ، تتجمع فيها أغلب القبائل من الجزيرة العربية لصيد اللؤلؤ، ثم يعودون إلى داخل الجزيرة العربية لممارسة بعض الأنشطة الزراعية.
وتمتلك المكتبة عددا من المراسلات المرتبطة بالمعاملات التجارية في قطر، خاصةً مع النشاط التجاري في مجال اللؤلؤ الذي كانت تشهده قطر، وتمتلك المكتبة أقدم صورة جوية لمنطقة متحف الفن الإسلامي وسوق واقف تعود إلى نهاية الأربعينيات وبداية خمسينيات القرن الماضي، وهي تعد من بين أقدم الصور الجوية للدوحة التي وصلتنا.
وتمتلك المكتبة تقويم مدينة الزبارة، لصاحبه عبد الرحمن بن أحمد الزواوي _توفي في حدود عام 1790، وهو تقويم يوضح أوقات الصلوات وأوقات غروب الشمس في كل يوم، وكتب هذا التقويم في هذه الفترة كي يساعد الناس في معرفة أوقات صلواتهم، وتغير المواسم وبعض الهوامش المتعلقة بالزراعة. وقد كانت الزبارة المركز النابض للحياة الثقافية والاجتماعية في هذه الفترة.
المكتبة بها مجموعة كبيرة من الصور المرتبطة بتاريخ قطر، التي تصل لأكثر من 700 صورة، وتصل الوثائق إلى أكثر من ألف وثيقة ترتبط بتاريخ قطر، والوثائق كتبت كمراسلات تجارية أو معاهدات أغلبها يعود إلى فترات متأخرة. وهي تتضمن معلومات مهمة قد تساعد على إنارة بعض الزوايا المظلمة من تاريخ قطر الحديث والمعاصر.

مشروعات مستقبلية
 هل من مشروعات مستقبلية لمكتبة قطر الوطنية ترتبط بالمقتنيات التراثية القطرية؟
نعم.. لدينا مشروع مستقبلي لجمع المقتنيات المحفوظة لدى الأشخاص والعائلات في قطر، فالكثير من الأشخاص لديهم وثائق تاريخية يحتفظون بها، وندعو الجميع لإيداعها في مكتبة قطر الوطنية، والانفتاح على هذه المؤسسة الثقافية الريادية في المنطقة. والمشروع أولي ما يزال في خطواته الأولى لكنه يبشر بوعود مهمة للأجيال القادمة.

 هل من مقتنيات نادرة أخرى تضمها المكتبة التراثية تودون الحديث عنها؟
من أبرز المقتنيات أيضاً مخطوط لجزء من صحيح البخاري، وكتب في عام 570 للهجرة، وهو من أقدم المخطوطات، وصحيح البخاري لا نمتلك أشياء منها مكتوبة بخط يد الإمام البخاري، فقد توفى منتصف القرن الثالث للهجرة وأقدم مخطوط وصلنا يرقى في عام 380 للهجرة، ولا توجد مخطوطات قبل ذلك لصحيح البخاري.
وتمتلك المكتبة الكثير من المخطوطات، ومنها الكثير من النوادر، فتصل المخطوطات اليوم إلى 3200 مخطوط في مختلف المجالات والعلوم الفقهية والتاريخية والأدبية، منها ما تم تحقيقه ومنها ما لم يتم تحقيقه إلى اليوم. هذه المجموعة هي على ذمة الباحثين والقراء في شكلها الورقي والرقمي.

المقتنيات والمواقع الإلكترونية
 مع التقدم التكنولوجي.. فإن الكثير من القراء والباحثين يبحثون عن هذه المقتنيات على المواقع الالكترونية المختلفة.. فهل لمكتبة قطر الوطنية جهد في هذا المجال؟
نعم بالطبع.. الكثير من المقتنيات التراثية تمت رقمنتها، ووضعها على الموقع الإلكتروني للمكتبة، لتتوافر للطلاب والباحثين بسهولة، كما اغتنمنا ما سنحت به جائحة كورونا من فرصة لرقمنة جزء كبير من الكتب.
= من الملاحظ وجود الكثير من الكتب على أرفف المكتبة التراثية أيضاً.. ماذا عنها؟
المكتبة تضم الكثير من المطبوعات، وهي كتب قديمة ونادرة، فمنها ما طبع بأعداد محدودة، كـ 50 نسخة أو 100 نسخة فقط، ومنها بعض الكتب التي تعود إلى القرن السادس عشر مع بداية الطباعة، وهي كتب في العلوم على اختلافها، حيث برزت حركة الترجمة بشكل كبير، وإجمالي الكتب التي تحتفظ بها المكتبة التراثية بلغ أكثر من 30 ألف كتاب.

 هل تعمل مكتبة قطر الوطنية على زيادة مقتنياتها من الكتب؟
بالطبع.. مكتبة قطر الوطنية حريصة على شراء المقتنيات النادرة، والمكتبة في تطور مستمر، وهناك حرص من الدولة على توفير هذه المقتنيات.

 كان لمكتبة قطر الوطنية معرض للبوسترات «الملصقات» السينمائية.. فهل هو من الجوانب التي تحرص عليها المكتبة التراثية؟
نعم.. فالمكتبة تمتلك مجموعة كبيرة من البوسترات السينمائية ترصد الحياة السينمائية في العالم العربي، خاصةً في مصر، فتمتلك المكتبة أكثر من 6000 بوستر سينمائي، منها لأفلام من عشرينيات القرن الماضي، كما أن هناك صورا مختلفة التقطت أثناء تصوير هذه الأفلام، فنجد مجموعة كبيرة من المعطيات المتعلقة بالإنتاج السينمائي لكل باحث في هذا المجال. 
علاوة على هذه الوثائق السينمائية، تمتلك المكتبة التراثية أكثر من 3200 صحيفة ورقية يعود بعضها إلى القرن التاسع عشر والبعض الآخر صدر في أعداد محدودة في بلدان عربية وحتى أجنبية. 

كيفية الاختيار 
 كيف يتم اختيار المقتنيات التي يتم عرضها؟
الأمر يتم وفق منهجية واختيار سنوي، فنختار موضوعا سنويا يرتبط بأحداث، فهذا العام نجمع كل ما يرتبط بالمغرب لعرضه في العام المقبل 2024، وفي العام الجاري نعرض ما يرتبط بتاريخ اندونيسيا، أو في إطار موضوعات يتم اقتراحها، كموضوع الكعبة ومكة الذي اقترحناه قبل سنوات وقمنا بعرض مجموعة كبيرة من المقتنيات التي ترتبط بمكة والكعبة أو بتاريخ وتطور الخط العربي.
ونحرص في ذلك على حماية المخطوطات، فلا يتم عرضها لأكثر من سنة، حتى لا تتضرر بعوامل الرطوبة والضوء وغيرها من العوامل. حيث يقع تغيرها بشكل دوري حماية لها وكذلك منح فرصة للزوار الاطلاع على بقية نفائس المكتبة المحفوظة في المخازن.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر التاريخ الإسلامي مكتبة قطر الوطنية مکتبة قطر الوطنیة الکثیر من أکثر من على هذه کما أن فی هذا

إقرأ أيضاً:

مصر على خريطة تعليم الطيران

يعد دراسة وتعلم الطيران من أنماط الدراسة الفريدة التي تستهوي شريحة كبيرة لدى الباحثين عن التميز الوظيفي سواء من ناحية الدخل المادي باعتبار أن أجر الطيارين من أعلى الأجور الوظيفية.. أو من ناحية المكانة الاجتماعية باعتبارها مهنة تحظى بالتقدير والإعجاب.

ومن المعلوم أن تعلم الطيران من الأمور المكلفة والتي أيضا تتطلب مؤهلات شخصية خاصة لكي يحصل صاحبها على رخصة معتمدة تؤهله للاتحاق بإحدى الشركات الكبيرة وقيادة مختلف الطرازات من الطائرات، والتي يتطلب بالطبع كل منها اعتمادا خاصا يختلف عن غيره من الطرازات.

وكغيره من مجالات سوق العمل فإن الحصول على فرصة للعمل كطيار يعتمد ذلك على الفرص المتاحة وحجم الطلب المحلي والعالمي.. والسؤال هنا هل سوق العمل العالمي بالنسبة للطلب على الطيارين خلال السنوات القادمة واعد أم العكس؟

والإجابة على السؤال تتطلب إلقاء نظرة على مؤشرات سوق السفر والسياحة العالمي خلال السنوات القادمة والذي يوحي حسب مؤشرات الاتحاد الدولي للنقل الجوي أياتا بأن هناك نموا متوقعا في المستقبل. حيث من المتوقع أن يسافر مايقرب من 5 مليار و 200 مليون شخص حول العالم جوا في عام 2025، بنسبة نمو حوالي 6.7% عن عام 2024. ومن المتوقع أن تحقق صناعة النقل الجوي إيرادات تبلغ مايزيد عن تريلون دولار بصافي ربح تشغيلي يصل إلى 67 مليار دولار. يصل نصيب ارباح شركات الطيران منها إلى 36.6 مليار.

كما أشار تقرير منظمة الأياتا أن نمو صناعة الطيران المدني في 2025 لن يتوقف على نمو حركة المسافرين فقط بل سيمتد لنمو حركة الشحن الجوي ونقل البضائع جوا.

وبالنظر للسوق العالمي للطيران من خلال هذه المؤشرات نريد أن نلقي الضوء على كيف يمكننا الاستفادة من هذه الفرص المتاحة محليا في مصر ليس فقط على مستوى جذب عدد أكبر من السائحين والوصول لمستهدف 30 مليون سائح ومن ثم جذب حركة جوية أعلى لمطاراتنا وشركتنا الوطنية مصر للطيران - وهو محور تتحرك فيه الدولة المصرية ككل بشكل جاد ممثلة في وزارة الطيران المدني والسياحة بشكل أساسي- ولكن أيضا في التحرك لاقتناص حصة عالمية من سوق تعليم ودراسة الطيران والذي بالطبع سيزبد بزيادة نمو سوق السفر العالمي وتوسع شركات الطيران في خطوطها الجوية وزيادة أسطول طائراتها، خاصة وأن المؤشرات العالمية والإقليمية تبرهن على ذلك بقيام دول بالمنطقة العربية بتأسيس شركات طيران جديدة والتعاقد على تصنيع عشرات الطائرات. كما أنه محليا هناك تحرك في ذات المسار بتعاقد مصر للطيران على طائرات جديدة لزيادة الأسطول لمواكبة السوق العالمي ومستهدف عدد السائحين. وأيضا تحرك موازي في زيادة الطاقة الاستيعابية للمطارات المصرية والتي وصلت الآن لما يزيد عن 66 مليون راكب بزيادة السعة للمطارات الحيوية خلال العشر سنوات الماضية مثل مطارات الغردقة وشرم الشيخ أو عبر تدشين مطارات جديدة كليا ومنها أربعة مطارات هى سفنكس والعاصمة وبرنيس والبردويل.

ولكن مع كل هذا الزخم العالمي والمحلي يظل عائد نشاط تعليم الطيران في مصر متواضعا مقارنة بالمقومات الهائلة التي تتمتع بها مصر والتي تؤهلها للمنافسة في سوق تعليم الطيران ومن أبرز وأهم تلك المقومات هى الموقع الجغرافي المتميز والمناخ المعتدل معظم أيام السنة والملائم للتدريب. كما أن مصر تمتلك عدد لابأس به من المطارات وهو 23 مطارا دوليا ومحليا يمكن استغلال بعضها كمطارات للتدريب جنبا إلى جنب مع الحركة الملاحية. وتتمتع أيضا مصر بسمعة طياريها عالميا من حيث الكفاءة مما يجعلها ميزة ترويجية لاستقطاب طلاب تعليم الطيران عالميا للتدريب على أيدي الطيارين المصريين. ولعل من أهم المقومات هو الاستقرار الأمني للأجواء المصرية بالمنطقة حيث يعد المجال الجوي المصري من الأجواء الجاذبة للحركة الجوية رغم الظروف الجيوسياسية المحيطة.

ولا أرى أن هناك مقومات خارقة في الدول التي تحتل سوق تعليم الطيران مثل كندا أو أمريكا أو الفلبين وماليزيا واليونان وجنوب إفريقيا وغيرها، ولكن فقط علينا تحسين الظروف المواتية لاستقطاب الأكاديميات العالمية لتتخذ من مصر مركزا لها مع تطوير كفاءة الأكاديمية المصرية لعلوم الطيران للمنافسة بقوة في هذا المجال.

مقالات مشابهة

  • جامعة الدول العربية تؤكد أهمية الدبلوماسية الرياضية في نقل صورة مشرفة عن الوطن العربي إلى العالم
  • بسبب انتقاد الـMTV.. قوى الأمن توقف 3 ناشطات!
  • شتا حتا 134 ورشة وفعالية وتجارب سياحية تراثية
  • متحدث الدفاع المدني في غزة: المجازرُ التي ارتكبها الكيانُ الصهيونيُّ في غزةَ لم يحدُثْ مثلُها في القرن الـ 21
  • مصر على خريطة تعليم الطيران
  • بعد قرار الحكومة| 1000 جنيه منحة للعمالة غير المنتظمة.. اعرف المستفيدين وموعد الصرف
  • تعرف على عقوبة تصنيع أو استيراد أكياس بلاستيكية مضرة بالبيئة
  • أ ف ب: مستشار رئيس الإمارات يعرب عن قلقه إزاء الانتماء الإسلامي للفصائل التي أطاحت بنظام الأسد
  • قرقاش يعرب عن قلقه إزاء الانتماء الإسلامي للفصائل التي أطاحت بنظام الأسد
  • غزة أكثر مناطق العالم التي يعيش فيها مبتورو الأطراف .. والسبب العدوان الإسرائيلي