4.5 مليار دولار دعم أمريكي للعدو الصهيوني
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
الثورة / قاسم الشاوش
منذا اليوم الأول لنشأة الكيان الصهيوني وظفت أمريكا كل إمكانيتها لدعم العدو الصهيوني بالسلاح والعتاد لقتل أبناء فلسطين حيث بلغت قيمة الأسلحة التي تقدمها لقوات الاحتلال مئات المليارات من الدولارت في الوقت الذي عجز فيه العرب عن دعم أبناء فلسطين الذين يناضلون من أجل استعادة وطنهم المحتل منذ حوالي 75 عاما.
وفي أحدث دعم للعدو الصهيوني أعلنت أمريكا تقديمها حوالي 114 مليار دولار كهبة لربيبتها اسرائيل التي تشن حرب إبادة جماعية ضد أبناء فلسطين في غزة لليوم 13 عشر على التوالي ولولا الدعم الأمريكي والغربي للكيان الصهيوني ما استطاع ارتكاب هذه المجازر بحق الشعب الفلسطيني التي يندى لها الجبين ويدمى لها القلب
وفي هذا الساق أفادت وزارة الحرب الصهيونية بأن 45 طائرة شحن تحمل 1000 طن من الأسلحة، وصلت إلى إسرائيل منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر الجاري.
ولفتت الوزارة في بيان إلى أن الطائرة رقم 45 هبطت صباح أمس. وقد تم حتى الآن جلب حوالي 1000 طن من الأسلحة ووسائل الحرب لدعم أنشطة الجيش.
وهبطت طائرة الشحن أمس في مطار رامون بالقرب من إيلات وعلى متنها شحنة عسكرية أخرى تشمل سيارات إسعاف عسكرية ومعدات طبية للهيئة الطبية وغيرها من التدابير التي سيتم استخدامها لزيادة الاستعداد.
وأشارت الوزارة إلى أن هذه الطائرة، تأتي كجزء من الجسر الجوي ، بقيادة مدير المشتريات وقسم التخطيط في الجيش ووفد المشتريات التابع لوزارة الدفاع في نيويورك.
وأكدت في بيانها أنه قد تم حتى الآن إدخال حوالي 1000 طن من الأسلحة إلامريكية . ومعظمها عبارة عن أسلحة من مختلف الأنواع، لدعم الخطط الهجومية للجيش الإسرائيلي.
صرف مليارات الدولارات
ليست هي المرة الأولى التي تهرع فيها الولايات المتحدة لدعم هذا العدو الغازي والمحتل ، بل ومنذ إقامته دأبت الإدارات الأمريكية على صرف مليارات الدولارات كمساعدات عسكرية لتل أبيب. وهو ما يطرح أسئلة حول جدوى هذه المصروفات، وحول أهمية الكيان الصهيوني الاستراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة.
ميزانية غير مسبوقة!
ففي معرض حديثه عنها، وصف بايدن الميزانية التي طلبها لدعم الكيان الصهيوني ، بأنها “التزام غير مسبوق بأمن هذا الكيان المحتل من شأنه أن يعزز تفوقها العسكري النوعي”، و”استثمار ذكي سيؤتي ثماره على الأمن الأمريكي لأجيال مقبلة”. وشدد على أن نجاح الكيان الصهيوني وتفوقه العسكري “أمران حيويان” للأمن القومي للولايات المتحدة.
ويأتي خطاب الرئيس الأمريكي، عقب نهاية زيارته لإسرائيل، كما تصاعد المطالبات الإسرائيلية بدعم عسكري عاجل. ونشرت تقارير إعلامية أمريكية، يوم الإثنين، طلب إسرائيل من الولايات المتحدة مساعدات عسكرية طارئة بقيمة 10 مليارات دولار.
وكشف البيت الأبيض، الجمعة الماضية ، عن أن نصيب إسرائيل من تلك الميزانية يبلغ نحو 14.3 مليار دولار، أي أكبر بنحو 4.3 مليار دولار عما طلبته تل أبيب.
وكشفت مصادر إعلامية أمريكية، بأن تلك المساعدات ستمول جاهزية أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية، بما في ذلك تعزيز منظومة القبة الحديدية. كما ستستخدم هذه الأموال أيضاً في تجديد مخزونات الذخيرة.
ويوم الأحد الماضي ، قال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، خلال زيارة لإسرائيل، إن المشرعين الأمريكيين ناقشوا تزويد تل أبيب بذخائر 155 ملم، وذخيرة بديلة لنظام الدفاع الصاروخي القبة الحديدية، وقنابل دقيقة التوجيه، ومنظومة «JDAM» لتحويل القنابل العادية إلى الذخائر الدقيقة.
ومنذ اندلاع عملية طوفان الأقصى، التي هزمت الجيش الذي لا يقهر وكشفت حقيقته قدمت الولايات المتحدة دعماً عسكرياً كبيراً للعدو االصهيوني ، تضمن أسلحة وطائرات وسفن. وأعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد اوستن أن بلاده ستزود إسرائيل بخلية من قوات العمليات الخاصة التي بدأت بالفعل بمساعدة هذا العدو في عمليات الاستخبارات والتخطيط العسكري.
وأعلن البنتاغون الأمريكي تحويل مسار حاملة الطائرات الهجومية “ يو إس إس جيرالد آر. فورد” للإبحار باتجاه إسرائيل بطاقمها المكون من حوالي 5000 فرد. وتعد هذه القطعة البحرية الأحدث والأكثر تقدماً والأكبر من بين مثيلاتها في العالم.
كما أفاد منسق السياسات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، بأن البحرية الأمريكية أرسلت أيضاً مجموعةً ثانيةً من حاملة الطائرات الهجومية “يو إس إس أيزنهاور” إلى البحر الأبيض المتوسط، لتكون قريبة “عند الحاجة إليها».
دعم دائم لعقود
وتشبه مسارعة إدارة بايدن لدعم بني صهيون في عدوانها الإجرامي والوحشي على أبناء فلسطين في غزة ، تلك التي قامت بها إدارة سابقة ريتشارد نيكسون، خلال حرب أكتوبر 1973. وفي ذلك الوقت، أطلقت الولايات الأمريكية جسراً جوياً سمي بعملية «Nickel Grass»، نقلت من خلالها نحو 22.2 ألف طن من العتاد العسكري والذخيرة إلى إسرائيل، ما بين 14 أكتوبر/ و14 نوفمبر/ من ذات السنة.
وتأتي مثل هذه المساعدات وفق اتفاقي الدعم اللوجيستي والتعاون السياسي والأمني، اللذان وقعهما البلدان عام 1952. ومنذ 1958 بدأت المساعدات العسكرية تصل إلى إسرائيل حسب الضرورة الأمنية والسياسية، لكنها أصبحت دائمة بعد حرب 1967م.
وبحسب التقديرات، يقدر مجموع المساعدات الأمريكية للعدو الصهيوني منذ نشأته إلى اليوم نحو 318 مليار دولار، منها 225 مليار دولار كمساعدات عسكرية. وبشكل سنوي، تمنح الإدارة الأمريكية لنظيرتها الإسرائيلية ما يقدر بـ 3.3 مليار دولار سنوياً، كدعم عسكري. وهو ما يمثل نسبة 55% من مجموع المساعدات الخارجية الأمريكية.
ومكنت هذه المساعدات الأمريكية للكيان من امتلاك التكنولوجيا العسكرية المتفوقة، مثل مقاتلات الجيل الخامس الأمريكية “إف-35”. كما ساهمت الولايات المتحدة في تطوير منظومة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية، المعروفة بـ “القبة الحديدية”، بتمويل ناهز 1.3 مليار دولار.
ما سر الدعم الأمريكي للعدو الصهوني ؟
في مؤتمر صحفي له عام 2013م، قال جو بايدن، الذي كان يشغل وقتها منصب نائب الرئيس: “إن وجود الكيان الصهيوني مستقل وآمن على حدوده ومعترف بها من قبل العالم هو في المصلحة الاستراتيجية العملية للولايات المتحدة الأمريكية (…) إذا لم تكن هناك إسرائيل، فسيتعين علينا (أمريكا) أن نخترع إسرائيل للتأكد من الحفاظ على مصالحنا (في منطقة الشرق الأوسط”.
وتعد حرب 1967م، نقطة التحول للكيان الصهيوني إلى “مسمار جحا” الأمريكي في المنطقة. وهو ما يؤكده أستاذ تاريخ الشرق الأوسط في جامعة ستانفورد جويل بينين، بقوله: “في حرب 1967م إسرائيل هزمت العرب في ستة أيام دون أي مساعدة عسكرية أمريكية (…) وهو ما جعل المسؤولين الأمريكيين يقولون: هؤلاء الرجال جيدون. نحن في حالة فوضى في فيتنام، دعونا نكون متصلين بهم! وهكذا تطورت الأمور تدريجياً مع مرور الوقت».
ويضيف بينين، بأن هذا الدور الذي يلعبه العدو الصهيوني لصالح أمريكا ظهرت ثماره عقب هجمات الـ 11 سبتمبر، فمع تشكك لولايات المتحدة في حلفائها التقليدين العرب والمسلمين، اعتمدت بشكل أكبر على إسرائيل بناءً على تصور مفاده أن لديهما المزيد من القيم والمصالح المشتركة.
وحتى قبل تلك الأحداث، وخلال الحرب الباردة، كان الكيان الصهيوني يلعب نفس الدور بالنسبة للسياسة الخارجية الأمريكية، الاختلاف فقط هو أن الحرب وقتها كانت ضد الشيوعية، وكانت واشنطن تنظر لتل أبيب كحصن متقدم في مواجهة المد الأحمر في عدد من دول المنطقة.
وهو ما يؤكده مقال لديفيد بولوك، في مؤسسة “معهد واشنطن”، كتب فيه: “خلال ذروة الحرب الباردة، أصبح يُنظر إلى الدولة العبرية في واشنطن على أنها حصن ضد النفوذ السوفييتي في الشرق الأوسط ومواجهة للقومية العربية. ورغم أن العالم تغير منذ ذلك الحين، إلا أن المنطق الاستراتيجي للتحالف الأمريكي الصهيوني لم يتغير».
وحسب الخبراء فإن مصالح واشنطن الاستراتيجية في تل أبيب تتعدد بدءا من تبادل المعلومات الاستخبارية والتعاون في مكافحة الإرهاب، إلى الجهود المشتركة في الدفاع الصاروخي والمركبات الجوية غير المأهولة. ووفق تقرير لمؤسسة “معهد واشنطن”، أصبح الجيش الأمريكي يعتمد بشكل متزايد على الصناعات الدفاعية الصهيونية بما فيها أنظمة الحرب السيبرانية وتكنولوجيا التجسس.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
اعتراف إسرائيلي: بايدن ساعد اليمين الصهيوني أكثر من أي رئيس أمريكي آخر
مع نهاية ولاية الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، يمكن القول أن أحد أعظم أصدقاء دولة الاحتلال غادر المشهد السياسي، دون أن يتضح بعد ما إذا كانت ستفتقده، بعد تعريف نفسه بأنه "صهيوني"، وتصريحاته الداعمة للاحتلال في عدوانه على الشعب الفلسطيني في غزة، وتوفيره للجسر الجوي لمنح الاحتلال "الأكسجين العسكري".
بن درور يميني الكاتب بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أكد أن "اليمين الإسرائيلي سيفتقد بايدن أكثر من أي طرف آخر، لأنه لم يكن هناك رئيس أمريكي على الإطلاق يسمح له بأن يفعل ما يريد، مما يجعله راضٍ للغاية عن إدارته المنتهية، ويمكن فهم ذلك من خلال إلقاء نظرة على البيانات الرقمية، التي تؤكد أنه في 2023 تم إنشاء 31 بؤرة استيطانية، وهو رقم قياسي على مدار كل السنوات، ثم جاء 2024، عام أكثر البؤر الاستيطانية وحشية في دولة إسرائيل، وحرب صعبة خاضتها في العقود الأخيرة".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "الرقم القياسي لم يتحطم فحسب، بل تضاعف، فقد تم إنشاء 60 بؤرة استيطانية خلال 2024، وأكثر من ذلك، فقط تم بناء سبعة منها داخل المنطقة "ب" بالضفة الغربية، في المناطق المخصصة من أجل دولة فلسطينية، وكما كانت جامعات الولايات المتحدة تصرخ "من النهر إلى البحر"، كانت حكومة اليمين الإسرائيلي هي المقاول المسؤول عن هذه الصرخات، وتقودنا لرؤية كابوسية متمثلة في "الدولة الواحدة".
وأكد أن "الاستيطان انتعش في عهد إدارة بايدن بصورة لم نر ولم نسمع مثلها من قبل، بعد محاولة الإدارات السابقة، الجمهورية والديمقراطية، وقف ازدهاره، ففي نيسان/ إبريل 2003، اتفقت إدارة جورج بوش مع أرييل شارون لتفكيك البؤر الاستيطانية المقامة منذ آذار/ مارس 2001، واعترفت الوزيرة ليمور ليفنات في 2005 بأن الاحتلال وافق على إزالة 24 بؤرة فقط، وبالفعل تمت إزالة بؤرة هنا وأخرى هناك، لكن الزخم الاستيطاني الهائل استمرّ في عهد إدارة بايدن، وتحت لا مبالاته تم إنشاء المزيد من البؤر الاستيطانية مقارنة بأي إدارة أخرى".
وأشار إلى أن "هناك بايدن آخر، الرئيس الصارم والتهديدي الذي أعلن "لا" مباشرة بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر، حين وجّه نداءه الدراماتيكي لإيران وحزب الله وكل من ينوي التدخل في القتال بجانب غزة، وعلينا أن نتذكر المساعدة الأمنية الهائلة التي قدمتها إدارته، صحيح أنه أخطأ في بعض المحطات، لكنه كان محبًا حقيقيًا لدولة الاحتلال، ونحن جميعا مدينون له بالشكر، خاصة اليمين الإسرائيلي، أكثر منا جميعاً".