قال مصطفى بن حمزة، رئيس المجلس العلمي الجهوي لجهة الشرق، إن نقاش تعديلات مدونة الأسرة التي طالب بها الملك محمد السادس من خلال رسالة موجهة لرئيس الحكومة “لا يجب أن تكون فيه خصومات بل يجب أن يكون نقاشا بناء”، ملفتا إلى أن من يريد خصومات فهو “يريد شرا بالبلد”.

وأضاف بن حمزة، أثناء تعقيب له في أشغال تقديم كتاب جماعي حول: “مدونة الأسرة بين الآنية ومطالب الإصلاح”، التي نظمها مركز سوس للدراسات القانونية والقضائية المعاصرة، اليوم السبت بالرباط، أن المغرب “يحقق مكاسب بقيادة جلالة الملك، وقد أطلق مؤخرا مبادرات من بينها توفير السكن للأسر المغربية، وكل هذا يفرض علينا مزيدا من الالتحام والوئام ومناقشة أمورنا بهدوء وتشارك”.

وبين المتحدث ذاته، أن مناقشة مدونة الأحوال الشخصية سابقا في سنة 2004 كانت اتسمت بـ “مشاركة الجميع وليس الفقهاء فقط، بل كانت هناك تمثيليات سياسية ومؤسساتية وفاعلون مجتمعيون، ولم تكن حكرا على الفقهاء فقط”، مشيرا إلى أن الفقهاء تميزوا بالكثير من المرونة واليسر في مقترحاتهم ونقاشهم واجتهاداتهم حتى ولو لم يتفقوا مع بعض الأمور ولا يقولون بها.

وأشار بن حمزة، إلى أن موضوع التغيير الدائم للمدونة بالنظر للمستجدات “يحتاج عملا عميقا وبعيد الأمد، من قبيل تأسيس مرصد وطني يقدم معطيات دقيقة وعملية”، مستدركا بالقول: “ليس كل من يريد أن يمرر شيئا يقول بتعديل المدونة، بل لابد من أن يكون ذلك مبنيا على قواعد علمية”، متسائلا: “إلى متى سنغير على الدوام المدونة وما المستجدات التي تفرضها الحاجة؟”.

وبين أن القانون يجب أن يكون ضمير الأمة المغربية، معبرا عن عمقها وانتمائها الأصيل، وعن كل نساء المغرب في الجبال اللواتي أظهرهن الزلزال، وهناك الكثير من لا يعرف بوجودهن، مشددا على أن هؤلاء وهن يتحدثن عقب فاجعة الزلزال “عبرن عن إيمانهن وانتمائهن الأصيل لأمة مسلمة مؤمنة، وهذا هو مغربنا، إذ لم يقلن شيئا ضد دينهن”.

كلمات دلالية بن حمزة تعديلات مدونة الأسرة

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: بن حمزة تعديلات مدونة الأسرة مدونة الأسرة بن حمزة

إقرأ أيضاً:

ما يريد الشعب سماعه عن الترابي دوره في إشعال حرب دارفور

عندما يحتفي الناس بالدكتور الترابي و بذكائه و فقهه ، نذكر أن كثيراً من هذه الصفات و الفتاوي الخاصة به قُتلت بحثاً و نقاشاً. و ربما لأن طلابه مشغولون بإسترداد ملكهم الضائع يلوح لي أنّ كثيراً من أفكاره قد اندثرت أو وُضعت في ركنٍ بعيد و لِما فيها من الغرابة
و الشذوذ.

كان الترابي رجلاً مؤثراً و صاحب قدرة قاهرة على إشغال الناس. الأذكياء من طلابه لم يستسيغوا شذوذه الفقي و أكثر هؤلاء كانوا من الذين خرجوا عليه و تحالفوا مع الرئيس البشير في صراع السلطة و النفوذ في الرابع من رمضان. و عامة طلابه كانوا ممّن تهيأوا لأن يفدوه بحياتهم ، لكنهم عجزوا عن فهم

كثير من الأفكار التي دعا لها الترابي و بالتالي عاد الجميع إلى منهج الشيخ حسن البنا السهل الواضح الذي يحفظ رابطة الأخوة و أموال الدعم من الممولين العرب و العجم. أفكار الترابي أخذت من وقته و جهده الكثير. و لم يُبدِ كثير من طلابه استعداداً لمواصلة الصراعات حول الأفكار خاصة مع خصم قويّ مثل السلفيين و هم أهل جلَد في ذلك. يوماً قال الترابي متبرماً في سياق رد على سؤال في ندوة له بسبب إنكاره لحديث الذبابة : ما هذه الذبابة التي تطاردني حول العالم ، إذا ذهبت إلى أوربا أو أي بلد في العالم فلا يسألوني إلا عنها ؟
في ذكرى رحيل الترابي لا بد من تذكر دوره في الحرب و السلام. في إحدى صفحات صراعه مع البشير و محاولته لإظهار القدرة على إحداث أكبر قدر من الدمار و الضرر لهز عرش الذين اختطفوا منه الكرسي ؛ أوقد الترابي حرب دارفور بعد فترة قليلة من طرده من السلطة. و ربما تلبست الرجل روح النمروذ حينها عندما صرخ : ( أنا أحيي و أميت ) ، فأوعز إلى ثلة من طلابه الإسلاميين بإصدار الكتاب الأسود تهيئة للإقليم لحرب هامش كبيرة.

ما يريد الشعب سماعه عن الترابي دوره في إشعال حرب دارفور و ليس عن عبقريته الفطرية. فالرجل كان عبقرياً عندما استلف أفكار خصومه في الحركة الشعبية و أشعل الحريق الكبير الذي امتد لاحقاً ليشتعل في كل الأرض السودانية. الكتاب الأسود كُتب بواسطة طلابه حيث ثم توثيق دور د.خليل إبراهيم في كتابة و نشر الكتاب ثم تهيئة الوضع للحرب بما فيه التحشيد القبلي و البحث عن التمويل. طبعا غاب عن عبقرية الترابي أن الحريق الدارفوري لا يمكن التحكم فيه و أن “جرعة التحريض” الكائنة في الكتاب أوقدت مشاعر الطلب في مكونات قبلية أخرى فانفجرت حركات التمرد يمنة و يسرى و راح مئات الآلاف ضحايا تلك المغامرة المحسوبة بإهمال لتكون تحديّاً إسلامياً مُتحكماً فيه لحكم البشير.

اليوم قد رحل البشير و ما زالت دارفور تنزف . و لقد أشعلت العبقرية الشيطانية التي كتبت ذلك الكتاب نيراناً ظلّت عصية على الإطفاء خلال العقود.
و لقد “شرعن” الكتاب إلحاق الدارفوريين بشعوب الهامش السوداني و أعطاهم
دافعاً لحمل السلاح ضد الدولة أقوى من كل كلمات و محاضرات د.جون قرنق. لقد تفوق الترابي على جون قرنق في ميدانه و بزّه في استخدام وسائله.

الاحتفاء الجدير بالإهتمام بإرث الترابي يقتضي من طلاب الرجل ذكر دوره في تحويل دارفور من أرض وادعة إلى كرة من اللهب. فلقد ظهرت أصابع كثير من طلابه في مفاصل حرب دارفور مثل د.خليل . و ما زالت هناك شهادات لم يسمعها الشعب كشهادة رئيس حزب المؤتمر الشعبي الرجل الدارفوري و الإسلامي المقرب للترابي : د.علي الحاج و غيره من المريدين. فمزاج الحرب و الثأر في السودان لا يجعلنا نطلب في ذكرى رحيل الترابي إلا عن دوره في إشعال حريق ضخم كدليل على الذكاء و القدرة على الإنتقام.
عمار عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • أكشن مع وليد | نقاش حول احتجاج النصر ومقارنته باحتجاج الوحدة والاتحاد
  • قبلان: نريد سلطة تحكم باسم المصالح الوطنية لا مصالح الآخرين
  • المتهمان بقتل مالك محل في بولاق الدكرور: خصومة ثأرية وراء إنهاء حياته
  • ضبط المتهمين بقتل مالك محل فى بولاق الدكرور بسبب خصومة ثأرية
  • «مستقبل الصحافة الإقليمية و مصيرها في ظل التحول الرقمي» محور نقاش في الخيمة الرمضانية بقناة الدلتا
  • البروفيسور هاني نجم يروي تفاصيل العملية الجراحية النادرة التي أجراها لطفل داخل بطن أمه.. فيديو
  • ترامب: بوتين يريد إنهاء الحرب مع أوكرانيا
  • ما يريد الشعب سماعه عن الترابي دوره في إشعال حرب دارفور
  • وزير الخارجية الأوكراني: نريد إنهاء الحرب مع روسيا
  • زيلينسكي: نريد السلام في أقرب وقت ممكن