ندد الزعماء العرب، السبت، بالقصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، في حين شدد الأوروبيون على ضرورة حماية المدنيين، وذلك خلال قمة القاهرة للسلام التي غابت عنها إسرائيل ومسؤولون أمريكيون كبار وانتهت من دون بيان مشترك.

وقالت مصر، التي دعت إلى الاجتماع واستضافته، إنها كانت تأمل أن يدعو المشاركون إلى السلام واستئناف الجهود لدعم مسعى الفلسطينيين المتواصل منذ عقود لإقامة دولتهم.

لكن الاجتماع انتهى دون أن يتفق الزعماء ووزراء الخارجية على بيان مشترك، بينما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الخامس عشر على التوالي، قصف غزة المجاورة؛ ما أودى بحياة الآلاف وتسبب في كارثة إنسانية في قطاع يقطنه 2.3 مليون فلسطيني، وتحاصره إسرائيل منذ 2006.

ولم يكن الدبلوماسيون الذين حضروا المحادثات متفائلين حيال إمكانية حدوث انفراجة بينما تستعد إسرائيل لغزو بري على غزة، على أمل القضاء على حركة "حماس".

وفي 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أطلقت "حماس" عملية "طوفان الأقصى" ضد إسرائيل؛ ردا على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة".

اقرأ أيضاً

سيناريو تفضله وآخر لا تتمناه.. ما تدبره إسرائيل لغزة بعد غزو بري

صمت عالمي

وبينما دعت الدول العربية والإسلامية إلى الوقف الفوري للهجوم الإسرائيلي، عبرت معظم الدول الغربية عن أهداف أكثر تواضعا مثل الإغاثة الإنسانية للمدنيين.

وندد العاهل الأردني الملك عبد الله بما وصفه بالصمت العالمي تجاه الهجمات الإسرائيلية على غزة، وحث على اتباع نهج متوازن تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وقال إن "الرسالة التي يسمعها العالم العربي عالية وواضحة: حياة الفلسطينيين أقل أهمية من حياة الإسرائيليين"، مضيفا أنه يشعر بالغضب والحزن إزاء أعمال العنف التي تشن ضد المدنيين الأبرياء في غزة والضفة الغربية وإسرائيل.

وتابع: "على القيادة الإسرائيلية أن تدرك بشكل نهائي أنه لا يمكن لدولة أن تزدهر أبدا إذا بُنيت على أساس من الظلم، ورسالتنا الموحدة للشعب الإسرائيلي هي أننا نريد مستقبلا من السلام والأمن لكم وللفلسطينيين".

فيما قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن الفلسطينيين لن يتم تهجيرهم أو طردهم من أراضيهم، مضيفا: "لن نرحل.. لن نرحل".

اقرأ أيضاً

مظاهرات حاشدة أمام الكونجرس الأمريكي للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة

ممر إنساني

وأمام القمة، قالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إن هناك حاجة إلى ممر إنساني لتوصيل المساعدات للمدنيين، وهو ما قد يؤدي إلى وقف لإطلاق النار.

وقالت ألمانيا إن قتال إسرائيل لـ"حماس" يجب أن يراعي الوضع الإنساني في غزة، في حين حثت بريطانيا الجيش الإسرائيلي على احترام القانون الدولي وضبط النفس، وقالت إيطاليا إنه من الضروري تجنب التصعيد.

وأرسلت الولايات المتحدة، الحليفة الرئيسية لإسرائيل، القائمة بأعمال السفير الأمريكي في مصر إلى القمة، لكنها لم تتحدث علنا.

وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل: "نحن بحاجة إلى العمل معا بشكل أكبر" في قضايا بينها الوضع الإنساني وتجنب التصعيد في المنطقة وعملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.

وسعى اجتماع القاهرة إلى إيجاد سبل لتفادي نشوب حرب أوسع نطاقا في المنطقة، لكن الدبلوماسيين كانوا يعلمون أن إصدار بيان مشترك للقمة ليس مرجحا بسبب الحساسيات المتعلقة بأي دعوات لوقف إطلاق النار وما إذا كان سيتضمن ذكر هجوم "حماس" وحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

اقرأ أيضاً

فتح معبر رفح.. وبدء دخول أولى قوافل المساعدات من الجانب المصري

تهجير جديد

وتخشى الدول العربية من أن يدفع الهجوم سكان غزة إلى النزوح من منازلهم بشكل دائم داخل القطاع، بل وإلى دول مجاورة مثلما حدث عام 1948 مع إعلان قيام إسرائيل على أراضٍ فلسطينية محتلة.

وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في كلمته إن بلاده تعارض تهجير الفلسطينيين المحتمل إلى سيناء المصرية.

وأضاف: "تقول لكم مصر.. إن حل القضية الفلسطينية ليس التهجير.. وليس إزاحة شعب بأكمله إلى مناطق أخرى".

وأردف: "بل إن حلها الوحيد هو العدل، بحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة، في تقرير المصير، والعيش بكرامة وأمان، في دولة مستقلة على أرضهم".

وقبل وقت قصير من انطلاق القمة، بدأت شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية في المرور من مصر إلى غزة من خلال معبر رفح، بعد أن حاولت القاهرة على مدار أيام إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع من المعبر، وهو المنفذ الوحيد الذي لا تسيطر عليه إسرائيل.

((4))

المصدر | الخليج الجديد - وكالات

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: القاهرة قمة غزة إسرائيل حرب مدنيون

إقرأ أيضاً:

حماس: جرائم الاحتلال واستهداف المدنيين بغزة لن تفلح في إخضاع شعبنا ومقاومته

غزة - صفا

قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن ارتكاب جيش الاحتلال الإسرائيلي الإرهابي فجر اليوم مجازر مروعة في أنحاء متفرقة من قطاع غزة، منها القصف الهمجي العشوائي على منازل المواطنين شرقي خانيونس، والغارات الهمجية على مدرسة مَسْقَط ومركز الأمل للأيتام، اللَّذَين يؤويان نازحين في مدينة غزة، ما أدى لارتقاء حوالي 80 شهيداً؛ هو استمرارٌ لنهج جيش الاحتلال الإجرامي الذي يستهدف قتل أكبر عدد من أبناء الشعب الفلسطيني، ضمن جريمة الإبادة المتواصلة ضد شعبنا في قطاع غزة منذ قرابة العام.

وأكدت حماس في تصريح صحفي وصل وكالة "صفا"، يوم الأربعاء، أن المجازر الإسرائيلية المتواصلة، التي تُرتَكَب بتواطؤ ودعم من الإدارة الأمريكية؛ لن تضعف من عزيمة وصمود شعبنا الفلسطيني، أو تُفلِح في إخضاع مقاومته.

وشددت على أن "جرائم الاحتلال لن تزيد شعبنا إلا إصراراً على المقاومة ومواصلة التصدي لهذا الجيش الفاشي ودحر عدوانه، على طريق تحقيق آمال شعبنا في التحرير وتقرير المصير".

ودعت حماس، إلى التحرّك العاجل لحماية المدنيين الفلسطينيين العزل، ولجم آلة الإرهاب الصهيونية، ووقف عدوانها الفاشي على شعوب المنطقة، وسعيِها لتوسيع دائرة الدمار، مشيرة إلى أن النار التي تسعى حكومة الاحتلال لإشعالها في المنطقة لن تحرق سوى هذا الكيان الغاصب المحتلّ.

مقالات مشابهة

  • آلاف المغاربة يطالبون بالضغط على "إسرائيل" لوقف حربها على غزة ولبنان
  • بعد عام على الحرب.. ماذا حققت إسرائيل في غزة؟
  • الفيفا.. ستبدأ التحقيق تجاه تجاوزات الاتحاد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين
  • هل تخفف الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله من حدة الحرب في غزة؟
  • المطران عطاالله حنا: ندعو الكنائس في الأراضي المقدسة برفع الصلوات لوقف الحرب
  • وزير الخارجية اللبناني: إسرائيل تصعد بوتيرة مستمرة وتستهدف المدنيين
  • مندوب أمريكا بمجلس الأمن: سنواصل دعم إسرائيل ونسعى لوقف الحرب
  • حماس: النار التي تشعلها إسرائيل ستحرقها
  • فلسطيني من غزة.. القتيل الوحيد بالهجوم الإيراني على إسرائيل يوارى الثرى
  • حماس: جرائم الاحتلال واستهداف المدنيين بغزة لن تفلح في إخضاع شعبنا ومقاومته