«قمة القاهرة».. رفض التهجير وضرورة حماية المدنيين في غزة
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
أحمد عاطف، حسن الورفلي (القاهرة)
أخبار ذات صلةاختتمت «قمة القاهرة للسلام» الدولية، أمس، أعمالها على وقع مطالبات من المشاركين فيها بوقف فوري للحرب على غزة، والتي دخلت أسبوعها الثالث، مع التأكيد على ضرورة حماية المدنيين.
وفيما دعت الدول العربية إلى الوقف الفوري للهجوم الإسرائيلي، طالبت معظم الدول الغربية المشاركة بالتركيز على الإغاثة الإنسانية للمدنيين.
وحث العاهل الأردني الملك عبد الله على اتباع نهج متوازن تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وقال إنه يشعر بالغضب والحزن إزاء أعمال العنف التي تشن ضد المدنيين الأبرياء في غزة والضفة الغربية وإسرائيل.
وأضاف: «رسالتنا الموحدة للشعب الإسرائيلي هي أننا نريد مستقبلاً من السلام والأمن لكم وللفلسطينيين».
وطالب وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان المجتمع الدولي بـ«الضغط على إسرائيل لوقف الحصار والعمليات العسكرية».
وفي السياق نفسه، طالب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بـ«التوصل إلى وقف فورى لإطلاق النار، ووضع حد للقصف ضد أهالي قطاع غزة من المدنيين».
وأكد رفض الجامعة لـ«كافة أنواع الاستهداف والعنف ضد المدنيين من دون تمييز.. فكل المدنيين متساوون، والنفس البشرية لها قدسيتها».
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن الفلسطينيين لن يتم تهجيرهم أو طردهم من أراضيهم، وأضاف خلال القمة: «لن نرحل.. لن نرحل».
وأفادت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا أمام القمة، بأن هناك حاجة إلى ممر إنساني لتوصيل المساعدات للمدنيين، وهو ما قالت إنه قد يؤدي إلى وقف لإطلاق النار.
وقالت ألمانيا إن قتال إسرائيل يجب أن يتم مع مراعاة الوضع الإنساني في غزة، في حين حثت بريطانيا الجيش الإسرائيلي على احترام القانون الدولي وضبط النفس. وقالت إيطاليا إن من الضروري تجنب التصعيد.
وأرسلت الولايات المتحدة القائمة بأعمال السفير الأميركي في مصر، والتي لم تتحدث علناً في أثناء القمة. وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل: إن الهدف الرئيس للقمة هو «الاستماع لبعضنا البعض».
وأضاف: «لكننا نتفهم أننا بحاجة إلى العمل معاً بشكل أكبر» في قضايا من بينها الوضع الإنساني، وتجنب التصعيد في المنطقة، وعملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وسعى اجتماع القاهرة لإيجاد سبل لتفادي نشوب حرب أوسع نطاقاً في المنطقة.
وتخشى دول المنطقة من أن يدفع الهجوم سكان غزة للنزوح من منازلهم بشكل دائم. وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمته إن القاهرة تعارض تهجير الفلسطينيين إلى سيناء المصرية.
وأضاف: «تقول لكم مصر.. إن حل القضية الفلسطينية ليس التهجير، وليس إزاحة شعب بأكمله إلى مناطق أخرى، بل إن حلها الوحيد هو العدل، بحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة، في تقرير المصير، والعيش بكرامة وأمان، في دولة مستقلة على أرضهم». وطالب بـ«الوقف الفوري للحرب، والتوافق على خارطة طريق تستهدف إنهاء المأساة الإنسانية الحالية».
وتشعر مصر بالقلق من انعدام الأمن قرب الحدود مع غزة في شمال شرق سيناء.
وفي السياق نفسه، أكدت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي في قمة السبت «حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم والذي يشمل حل إقامة دولتين».
وقال جبريال صوما، أستاذ القانون الدولي، مستشار الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، إن هناك ضوابط يجب مراعاتها فيما يتعلق بشجب الاعتداء على المدنيين، بالإضافة إلى السماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة والتأكيد على أهمية حل الدولتين للسماح بإقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب الدولة الإسرائيلية.
وذكر جبريال صوما أن وقف القتال الدائر في غزة ضروري لكن يجب أن يشمله حديث سياسي عاجل بين الأطراف المعنية خلال الفترة المقبلة حتى يرتفع صوت العقل وينتهي الصراع ووقف وتيرة التصعيد العسكري الذي قد يكون له تأثير مدمر على المنطقة بأكملها بعد فترة طويلة من السلام.
وأشار إلى أن كافة الأطراف المعنية تعمل على وقف التصعيد خلال الفترة المقبلة والذي لن يؤدي إلى ارتفاع وتيرة العنف ودخول أطراف إقليمية مختلفة على خط الصراع الدائر والذي من الممكن أن يتم وأد خطورته بالحديث المباشر بين الأطراف والأخذ بالمبادرات الإقليمية التي تعمل على خفض التصعيد.
واعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس الدكتور أيمن الرقب، أن قمة القاهرة للسلام بشأن فلسطين جاءت في توقيت غاية في الصعوبة بعد نحو أسبوعين من المواجهات التي سقط فيها الآلاف، موضحاً أن قطاع غزة يعاني من نقص كبير جداً في المواد الغذائية والطبية، إضافة إلى عدم وجود كهرباء أو حتى ماء، وكل هذه الأمور تزيد من المآسي.
وأضاف الرقب لـ«الاتحاد» أن المساعدات العربية والعالمية تهدف لإنقاذ المستشفيات الكثيرة التي خرجت عن الخدمة، موضحاً أن ذلك يأتي في سياق القمة التي ربما تحرك العملية السياسية بشكل كامل.
وأشار الرقب إلى أن القمة ناقشت آليات إدخال المساعدات ووقف الحرب وتجنيب الفلسطينيين المدنيين بالتحديد أهوال الحرب، واتفقوا على ضرورة فتح آفاق جديد لعملية السلام، ومن ضمنها قيام دولة فلسطينية بجانب دولة إسرائيل، مشددين على أن فكرة إزاحة الفلسطينيين من وطنهم خطة مرفوضة بشكل كامل، لأنها تعني انتهاء المشروع الفلسطيني.
وطالب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس باستخدام الدبلوماسية لوقف الحرب بأي طريقة، والبحث الفوري لحل قاطع للقضية الفلسطينية، في ظل الزخم العربي والدولي الموجود الآن.
واتفق رؤساء وزعماء الدول المشاركة في مؤتمر القاهرة للسلام، أمس، على ضرورة التصدي لدعوات تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى شبه جزيرة سيناء المصرية.
وفي كلمات أكثر من 30 زعيماً ومسؤولاً دولياً خلال المؤتمر الذي دعا له الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، كانت فكرة رفض تهجير الفلسطينيين حاضرة بقوة، إلى جانب ضرورة حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967.
وقال خبراء ومتابعون إن اتفاق المشاركين في القمة على أنه لا مجال لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة «سيؤثر لا محالة في القضية، وسيمثل ورقة ضغط على المخطط الإسرائيلي».
مسارات
من جهته، قال حسن المومني، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالجامعة الأردنية، إن دور الأردن بقيادة الملك عبد الله الثاني محوري وفاعل في القضية الفلسطينية، وإن المملكة تعمل مع الدول العربية في عدة مسارات أهمها المسار السياسي والإنساني.
وأضاف أن الأردن منذ تفجر الصراع يلعب دوراً نشطاً في السياق الدبلوماسي والسياسي من خلال المشاورات الثنائية مع الأطراف الفاعلة، إلى جانب توفير الحماية للمدنيين وإدخال المساعدات ووقف إطلاق النار لتسهيل دخول المساعدات الإغاثية.
ضمانات دولية
قال السفير أشرف عقل، سفير مصر الأسبق لدى فلسطين، لـ«الاتحاد»، إن هناك مسؤولية كبيرة على عاتق العالم تجاه قطاع غزة، في ظل تعرض الشعب الفلسطيني لظروف مأساوية، ويجب أن يتحرك العالم لوقف الحرب، وحماية المدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية.
وأضاف أن قمة القاهرة التي استضافتها مصر سعت لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية لشعوب المنطقة، لأن السبيل الوحيد للاستقرار والسلام والأمن في الشرق الأوسط، هو أساس مبدأ حل الدولتين من خلال ضمانات دولية وبرنامج زمني للتنفيذ.
وأوضح أن «قمة القاهرة للسلام» أكدت للعالم ضرورة مرور المساعدات الإنسانية بطريقة مستدامة، ووقف استهداف المدنيين، وتفعيل المفاوضات المباشرة للوصول إلى حل الدولتين على أساس المقررات الدولية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: القاهرة مصر فلسطين غزة إسرائيل القاهرة للسلام قمة القاهرة حل الدولتین قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
أمين تنظيم الريادة: تغير الموقف الأمريكي بشأن التهجير انتصار لموقف مصر
قال الدكتور سراج عليوة أمين تنظيم حزب الريادة إن تغير الموقف الأمريكي من قضية التهجير بعدم مطالبة سكان غزة بالرحيل يُعد انتصارًا كبيرًا للموقف المصري، الذي لطالما تمسك برفض أي محاولات لفرض واقع جديد على المنطقة يتعارض مع القوانين الدولية وحقوق الشعوب.
تغير الموقف الأمريكي بشأن التهجيروأضاف أمين تنظيم حزب الريادة، أن مصر منذ اندلاع الأزمة، أكدت بشكل واضح وحاسم رفضها لأي حلول تقوم على التهجير القسري، سواء في فلسطين لأبناء غزة أو أي منطقة أخرى في الشرق الأوسط، باعتبارها مخالفة صريحة للقانون الدولي الإنساني.
وأوضح الدكتور سراج عليوة، أن الحلول العادلة يجب أن تستند إلى احترام حقوق الشعوب، والحفاظ على وحدة الأراضي، ودعم الحلول الدبلوماسية التي تجنب المنطقة المزيد من التصعيد والتوترات.
التصدي لمخطط التهجيروأكد عليوة، أن مصر لعبت دورًا محوريًا في كبح محاولات فرض التهجير لسكان غزة، مؤكدة أن أي محاولات لإجبار الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم لن تجد أي دعم إقليمي أو دولي، وستقابل برد حاسم من القاهرة، التي تعتبر القضية الفلسطينية مسألة أمن قومي وليست مجرد ملف دبلوماسي.
واختتم أمين تنظيم حزب الريادة حديثه قائلاً: تغير الموقف الأمريكي هو انتصار للدبلوماسية المصرية والعربية، ويعكس قدرة مصر على التأثير في القرارات الدولية، ما يعزز من دورها كقوة إقليمية مؤثرة في قضايا الشرق الأوسط.
من جانبه، أكد الدكتور محمد مجدي، أمين حزب الحركة الوطنية بمحافظة الجيزة، أن تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن مخططه لتهجير الفلسطينيين من غزة، يعكس نجاح الموقف المصري وجهوده الدبلوماسية الكبيرة في التصدي للمخطط الأمريكي من الإعلان عنه والرفض القاطع لأي محاولات لتهجير الأشفاء، لافتا إلى أن تراجع الرئيس الأمريكي عن مخططه يؤكد إدراك دونالد ترامب لاستحالة تغيير الموقف المصرى والعربي في الدفاع عن القطاع.
وأضاف "مجدي"، أن السياسة المصرية في التعامل مع القضية الفلسطينية قوية وثابتة وتستند إلى المبادئ الراسخة التي لا تتغير، التي تضمن للفلسطينيين حقهم في تقرير مصيرهم، وإقامة دولتهم المستقلة ذات السيادة الكاملة على أراضيها، موضحا أن مصر كانت ولا تزال تلعب دوراً مهماً في تسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، مع التركيز على حل عادل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني في العودة والحرية، ومصر تظل في طليعة الدول الساعية إلى تحقيق العدالة للفلسطينيين، من خلال دعم القضية في كافة المحافل الإقليمية والدولية.
وأشار أمين حزب الحركة الوطنية بمحافظة الجيزة، إلى أن الدولة المصرية ستواصل جهودها الدبلوماسية لدعم الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، لافتا إلى أن مصر أكدت بوضوح ضرورة حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، وهو ما يعيد التأكيد على موقف مصر الراسخ، لأنه المسار الوحيد لإحلال السلام في المنطقة، ولابد من البناء على تصريحات ترامب لإحلال السلام بناء على حل عادل للقضية الفلسطينية، والاستجابة لدعوة الرئيس السيسي بشأن حل الدولتين والعمل بجدية لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في القمة العربية، لأن وحدة الصف العربي هي السبيل الوحيد لتحقيق أهداف الأمة العربية وحماية حقوقها المشروعة.