صحيفة الاتحاد:
2025-05-01@16:11:07 GMT

دمار واسع في «زهرة النيلين» مع استمرار القتال

تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT

دينا محمود (لندن)

أخبار ذات صلة مخاوف أممية من وفاة 10 آلاف طفل سوداني جوعاً الفريق الإنساني الإماراتي في تشاد يقدم مستلزمات ومعدات طبية لمستشفى"أم جرس العام"

بعد أن ظلت الخرطوم، أو العاصمة المُثلثة كما يُطلق عليها، رمزاً للسودان الحديث منذ استقلاله في منتصف خمسينيات القرن العشرين، تحولت المدينة الواقعة عند ملتقى النيليْن الأبيض والأزرق، على مدار الشهور الـ 6 الماضية، إلى مسرح لبعض من أعنف المعارك التي دارت بين القوات المسلحة السودانية، وقوات «الدعم السريع».


فالخرطوم التي شكلت ساحة للرصاصة الأولى للاقتتال الناشب حالياً بين الجانبين منذ منتصف أبريل الماضي، أصبحت أطلالاً بفعل المواجهات المستمرة على نحو يومي، وذلك وسط انعدام للخدمات الصحية بشكل شبه كامل، وفي ظل صعوبات متزايدة، تواجه محاولات وكالات الإغاثة المحلية والإقليمية والدولية، لمد يد العون لمن تبقى هناك من السكان.
ويقول الفارون من العاصمة السودانية، إن أكثر من نصف سكانها هربوا منها منذ اندلاع المعارك، ليصبحوا إما نازحين أو لاجئين، أما الغالبية العظمى ممن لا يزال متبقياً في الخرطوم، فهم من كبار السن أو الفقراء الذين لا يستطيعون تدبير الأموال اللازمة للخروج من المدينة التي يحلو للكثيرين وصفها بـ «زهرة النيليْن»، والتي كانت حاضرة للسودان، منذ أوائل القرن التاسع عشر.
وفي ظل خضوع مساحات واسعة من المدينة للحصار من كلا الطرفين المتحاربيْن، تفيد مصادر محلية، بأن الجانب الأكبر من الأضرار والخسائر التي ألحقتها الحرب بها، تتركز في أحيائها ومعالمها القديمة والتاريخية. 
وحدا ذلك بمراقبين غربيين، تحدثوا لمجلة «ذا إيكونوميست» البريطانية الأسبوعية، إلى التحذير من أن العاصمة السودانية، ربما باتت تواجه الآن، مصير مدينة دريسدن الألمانية، التي دمرتها الغارات الجوية للحلفاء، خلال الحرب العالمية الثانية.
فبحسب السكان المتبقين في الخرطوم التي كان يقطنها نحو خمسة ملايين نسمة قبل نشوب المعارك الحالية، لم يعد هناك أي مكان آمن فيها، لا سيما وأن أصوات إطلاق النار والقصف المتبادل، متواصلة في المدينة في كل يوم وليلة، وهو ما يعني وفقاً لمراقبين، أنه أياً كان الطرف الرابح من الحرب، فإنه لن يحكم في نهاية المطاف، سوى أطلال عاصمة لا أكثر.
وبالرغم من أن قوات «الدعم السريع» تسيطر على مؤسسات حيوية في العاصمة، فإن قوات الجيش لا تزال متحصنة في مواقع مهمة في المدينة نفسها، ما يقود لاستمرار المواجهات العنيفة بين الجانبين، ويحول في بعض الأحيان، دون أن يتسنى لذوي الضحايا المدنيين، مواراة جثث أحبائهم الثرى، والاضطرار إلى دفن الجثامين في أفنية المنازل أو في مقابر مؤقتة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: السودان الخرطوم قوات الدعم السريع الجيش السوداني

إقرأ أيضاً:

فرن بلدي للمليشيا الإجرامية داخل مكتب أحد الأساتذة بجامعة الخرطوم

من أحاجي الحرب ( ١٧٦٤٢ ):
□□ جامعة الخرطوم.
□ فرن بلدي للمليشيا الإجرامية داخل مكتب أحد الأساتذة بقسم اللغويات – كلية الآداب.
○ في محاولة تفسير لماذا فعلوا بأخشاب القاعات!
#من_أحاجي_الحرب

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مع استمرار الهجمات المميتة على الفاشر، الأمين العام يحث المجتمع الدولي على التحرك لوضع حد للمعاناة
  • السلطات بالخرطوم تشرع في إزالة ونظافة أكبر البؤر التي كانت تستخدمها المليشيا للمسروقات والظواهر السالبة
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (تحت أرض الخرطوم) 4
  • كيف أدت الحرب إلى تغيرات تركيب الطبقة العاملة السودانية؟ (١/٢)
  • الأمم المتحدة تجدد الدعوة لحماية المدنيين مع استمرار تدهور الأوضاع بشمال دارفور
  • الحرب في السودان .. خسائر بمليارات الدولارات
  • فرن بلدي للمليشيا الإجرامية داخل مكتب أحد الأساتذة بجامعة الخرطوم
  • كيف انتزعت الطبقة العاملة السودانية حق التنظيم النقابي؟
  • عودة تدريجية للتيار الكهربائي في العاصمة البرتغالية بعد انقطاع شامل في شبه الجزيرة الإيبيرية
  • مصدر أمني إسرائيلي: الجيش يستعد لهجوم واسع على غزة