طمأن ساري المتبرعين بأن تبرعاتهم للأشقاء في فلسطين تصل إلى مستحقيها بواسطة وزارة الخارجية، الحريصة على مراقبة التحويلات إلى حين تسلّمها من قبل الجهات الخيرية المعتمدة لديها، سواء في غزّة أو الدول القريبة منها. حذّرت وزارة الشؤون الاجتماعية، ممثلة في إدارة الجمعيات الخيرية والمبرات، الدخلاء على العمل الخيري والمجهولين، الذين يستغلون حملات الإغاثة العاجلة التي أطلقتها أخيراً، للتربّح والتكسّب الشخصي، وجمع الأموال بطرق مخالفة غير قانونية بعيدة تماماً عن أعين الدولة، باتخاذ إجراءات فورية رادعة ضدهم وإحالتهم مباشرة إلى النيابة العامة.

وكشفت مصادر حكومية لـ «الجريدة» أن أي عملية جمع تبرعات مخالفة وغير قانونية، ستقابل بحزم قانوني وعمل اللازم ضد مطلقيها من الأفراد أو الجهات غير المعلومة، لضمان إحكام الرقابة على الأموال المجموعة، وقصر الأمر فقط على الجهات الاعتبارية المشهرة التي تعمل تحت مظلة الدولة، مجددة تأكيدها على عدم قبول التبرعات النقدية قطعاً (الكاش)، والاكتفاء فقط بوسائل الجمع المصرح بها وهي خدمة الـ «كي. نت»، والاستقطاع البنكي، إضافة إلى روابط الدفع المعتمدة والأجهزة الإلكترونية. استغلال الأزمات العربية وبينت المصادر أن هذا التشدد جاء عقب رصد فرق التفتيش أشخاصا وجهات يقومون باستجداء التبرعات عبر وسائل التواصل، دون علم الوزارة أو الحصول على الموافقات اللازمة بهذا الصدد، مستغلّين الأزمات والكوارث الطبيعية التي ضربت المغرب وليبيا أخيراً، أو الحرب على الأشقاء في غزّة، للوصول إلى مآرب خاصة بعيدة تماماً عن العمل الخيري. وأهابت الوزارة بالمتبرعين من المواطنين والمقيمين إلى ضرورة تحري الدقة خلال التبرع بالأموال، عبر التأكد من هويات جامعيها، وعدم الانسياق وراء الدعوات الواهية، وتوجيه تبرعاتهم للجهات المعلومة والمشهرة في البلاد، لاسيما أن «هذه الأموال قد تقع في أيدي من يستغلها بصورة خاطئة تشوه العمل الخيري الكويتي»، مؤكدة أن فرق التفتيش التابعة للوزارة تقوم برصد وإزالة مخالفات العمل الخيري فوراً، سواء المقترفة من الجهات أو الأفراد، كما أنها تقوم بمراقبة مواقع التواصل الاجتماعي (X، وإنستغرام، وواتساب، وفيسبوك) ومتابعتها ورصد دعوات التبرعات غير المرخصة، التي لم تحصل على تصريح مسبق من الوزارة، لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها وضد أصحابها. الأزمة الفلسطينية إلى ذلك، قال وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية بالإنابة عبدالعزيز ساري، إنه «منذ بداية الأزمة التي يتعرض لها الأشقاء في فلسطين، لاسيما في قطاع غزة، بادرت الوزارة سريعاً الى التواصل مع الجهات الخيرية المشهرة للمشاركة في جمع التبرعات بصورة عاجلة وايصالها إلى الأشقاء هناك، حيث تمت الموافقة على جميع طلبات الجمع، والتنسيق مع وزارة الخارجية لإيصال هذه التبرعات، المالية والعينية إلى المتضررين». وذكر ساري أنه «انطلاقاً من حرصنا على تسريع وتيرة الجمع تم استحداث خدمة آلية جديدة تمكّن الجهات الخيرية المشهرة كافة الراغبة في المشاركة بالحملات الإغاثية من الحصول على موافقات فورية على طلباتها بمجرّد التقديم عبر الأنظمة الآلية الخاصة بالعمل الخيري». وأضاف أن «إدارة الجمعيات الخيرية والمبرات بالوزارة تتولى عملية تسلم الطلبات والموافقة عليها بصورة فورية، وذلك تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية السامية ومجلس الوزراء، وبإيعاز من وزير الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة الشيخ فراس المالك، بتسريع وتيرة الموافقات للجهات الخيرية الراغبة بالمشاركة في الحملات الإغاثية العاجلة». رسالة للمتبرعين وطمأن ساري المتبرعين بأن تبرعاتهم للأشقاء في فلسطين تصل إلى مستحقيها بواسطة وزارة الخارجية، الحريصة على مراقبة التحويلات إلى حين تسلّمها من قبل الجهات الخيرية المعتمدة لديها، سواء في غزّة أو الدول القريبة منها، مبينا أن دور «الشؤون» يتمحور حول متابعة ومراقبة عمليات التبرع الداخلية، أما خارجياً فستستكمل عمليات المراقبة بواسطة «الخارجية».

المصدر: جريدة الحقيقة

كلمات دلالية: العمل الخیری

إقرأ أيضاً:

«المشاط»: معدلات التشغيل وتنمية مهارات الشباب أحد أكبر التحديات التي تواجه قارة أفريقيا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ألقت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي ومحافظ مصر لدى مجموعة البنك الدولي؛ كلمة محافظي مجموعة الدول الأفريقية لدى البنك، وذلك خلال اجتماع المجموعة مع أجاي بانجا، رئيس مجموعة البنك الدولي. جاء ذلك خلال اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي والمنعقدة بواشنطن حتى 26 أبريل الجاري. 


التحديات التي تواجه أفريقيا

وفي كلمتها، أشارت الدكتورة رانيا المشاط إلى أحد أكبر التحديات التي تواجه أفريقيا، وهي ضرورة ضمان وجود مسارات رئيسية لخلق فرص العمل وتجهيز القوى العاملة بالمهارات اللازمة التي تتطلبها السوق، لافتة إلى أن نحو ثلث الأفراد في سن العمل الذين لا يمتلكون وظائف يعيشون في أفريقيا.

وقالت «المشاط»، إنه بالرغم من الجهود التي تقوم بها مجموعة البنك الدولي لخلق فرص عمل، إلا أننا بحاجة لحجم أكبر من تلك الوظائف بما يتناسب مع التحديات الحالية، ولذلك، نحث مجموعة البنك الدولي على تعزيز أجندة الوظائف والتحول الاقتصادي من خلال بعض المسارات الحيوية، ومنها تمويل البنية التحتية المادية والرقمية، من خلال تقديم مجموعة البنك دعم إضافي في بناء وتجديد وتوسيع وتحديث السكك الحديدية، والطرق، والجسور، والموانئ والمطارات، وأنظمة إمداد المياه، ومعالجة مياه الصرف الصحي، وشبكات الكهرباء، أنظمة الري وغيرها من البنى التحتية في مجال التكنولوجيا الزراعية، وشبكات الاتصالات الرقمية وخدمات الإنترنت، المنصات، الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا، ومراكز الابتكار التي ستفتح الفرص في قطاعات التكنولوجيا والخدمات.

أهمية تمويل التصنيع المحلي

كما أشارت "المشاط" إلى أهمية تمويل التصنيع المحلي، مطالبة كذلك بدعم مجموعة البنك الدولي لتطوير مناطق اقتصادية وتجارية وصناعية، وتعزيز الصناعات المحلية مثل المنسوجات، والإلكترونيات، والكيماويات، وكذلك المصانع الخاصة بمكونات الطاقة المتجددة مثل الألواح الشمسية، والتوربينات الهوائية والمائية، وأنظمة القياس.

وأكدت أن تعزيز الصناعات ذات القيمة المضافة تمثل كذلك فرصة رئيسية، فمن الممكن أن يقوم البنك أيضًا بدعم تلك الأنشطة، خاصة في القطاعات الاستخراجية، الزراعية، والطاقة لمعالجة المواد الخام محلياً للحفاظ على القيمة المحلية؛ وكذلك في مجالات السياحة البيئية وإدارة النفايات لتوليد فرص العمل مع الحفاظ على الأهداف البيئية، هذا فضلًا عن أهمية تمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومبادرات ريادة الأعمال في أفريقيا، والتي يمكن دعمها من خلال الدعم المالي، والائتمان الميسر، والمصادر التمويلية البديلة (مثل رأس المال الاستثماري) التي يمكن أن تساعد الشركات على توسيع فرص العمل، وتمكين رواد الأعمال الأفارقة الشباب من الحصول على الأدوات اللازمة لبدء وتطوير أعمالهم الخاصة.

تقرير "مستقبل الوظائف 2025"

وحول تقرير "مستقبل الوظائف 2025" الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، والذي يسلط الضوء على التركيز المشترك على المهارات المعتمدة على التكنولوجيا والقدرات البشرية؛ قالت "المشاط" إنه من المهم أن تكون تدخلات مجموعة البنك الدولي في مجال رأس المال البشري متعددة القطاعات وفعالة في الاستفادة من نهج التعاون المتكامل داخل مجموعة البنك الدولي، من خلال تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، موضحةً أنه بالنظر إلى أن خلق فرص العمل يتطلب قوة عاملة ماهرة، لذا من الضروري أن تقوم مجموعة البنك بتمويل برامج التدريب المهني والإرشاد لتمكين الأفراد والمجتمعات من تلبية احتياجات الصناعة، مما سيحول الوظائف غير الرسمية إلى رسمية، ويعزز الديناميكية الاقتصادية.

وأوضحت "المشاط"، أنه من الضروري معالجة الحاجة إلى جمع وتحليل بيانات دقيقة وقوية لدعم اتخاذ القرارات السياسية والتنموية، مطالبة مجموعة البنك الدولي بتسريع تنفيذ وتقديم البيانات والتحليلات الجديدة ضمن "جدول أعمال المعرفة" لمواكبة التطورات الاقتصادية وتحقيق أهداف التنمية. ولفتت إلى أنه استنادًا إلى تحليل مجموعة البنك الدولي نفسه، يجب أن نأخذ في الاعتبار نتائج تقرير التنمية العالمية لعام 2023 حول "المهاجرين، واللاجئين، والمجتمعات" للتأكيد على الحاجة إلى إدارة فعالة للهجرة الاقتصادية للمساعدة في موازنة التباينات السكانية وضمان التنمية المستدامة.

وفي ختام كلمتها؛ أكدت "المشاط"، أن نجاح هذه المسارات يتطلب التعاون القوي، معربة عن تأييد مجموعة محافظي الدول الأفريقية استمرار تعاون مجموعة البنك الدولي مع "مختبر استثمارات القطاع الخاص" و"المجلس الاستشاري رفيع المستوى المعني بالوظائف" لتطوير وتنفيذ الأدوات المبتكرة وأدوات تقليل المخاطر، مع ضمان تحديثات منتظمة وتواصل شفاف، بالإضافة إلى تعزيز الشراكات والفرص للتعاون والتكامل من خلال منصات التمويل المشتركة الحالية والجديدة.

مقالات مشابهة

  • وزارة الاتصالات تحذر من تداول أو حيازة أو تشغيل طرفيات ومعدات ستار لينك
  • مدير مكتب الشؤون السياسية بحمص خلال زيارته مدينة حسياء الصناعية: ضرورة توفير الدعم لتحقيق التنمية وخلق فرص عمل
  • تحديات إلغاء السجلات التجارية غير المُفعَّلة
  • الاتصالات تهيب بالمواطنين والجهات الاعتبارية تسليم طرفيات ومعدات ستار لينك
  • ‎الكويت تقلص وقت الإقامة والصلاة في المساجد لترشيد الكهرباء
  • ابن كيران: جمعنا مليون درهم في يومين لتنظيم المؤتمر ومن يدعي مخالفتنا للقانون فليدخلني السجن
  • دولة فلسطين تنعى متطوعيْن من الزاوية توفيّا أثناء جمع التبرعات لصالح غزّة
  • الخارجية الفلسطينية تنعى مواطنين ليبيين قضيا أثناء جمع التبرعات لفلسطين
  • وزير الشؤون الدينية الأندونيسي يلتقي وكيل وزارة الشؤون الإسلامية بالعاصمة جاكرتا
  • «المشاط»: معدلات التشغيل وتنمية مهارات الشباب أحد أكبر التحديات التي تواجه قارة أفريقيا