تقرير غير سري من مقر الحرب الإسرائيلي
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
يمانيون- متابعات
عشرة أيام مرت على بدء عملية طوفان الأقصى، و”إسرائيل”، بعد أن تلقت الضربة الأولى والحاسمة، تضرب رأسها بالجدار منذ عشرة أيام من أجل إحياء قوة الردع المدمرة، وحول هذا السياق، كتب محمد إيماني الكاتب والصحفي المختص بالشؤون الصهيونية الفلسطينية في مقال له في صحيفة كيهان الايرانية، إنه بعد مرور عشرة أيام على بدء عملية طوفان الأقصى، و”إسرائيل”، بعد أن تلقت الضربة الأولى والحاسمة، تضرب رأسها بالجدار منذ عشرة أيام من أجل إحياء قوة الردع المدمرة، لكن ارتكاب جرائم حرب غير مسبوقة لم يتمكن من حل عقدة في عمل هذا النظام، ولا تزال تل أبيب وحيفا وغيرها من المناطق الصهيونية مهددة بالصواريخ التي تطلقها المقاومة الفلسطينية، وبعد عشرة أيام من الهتاف بحكومة نتنياهو، وبينما يقال إن كمية القنابل التي ألقيت على غزة تبلغ 360 كيلومترا مربعا، أي ما يعادل قوة تدمير ربع قنبلة ذرية، لم يتمكن الجيش الإسرائيلي من احتلال هذه المنطقة.
ولقد تساءل الكاتب حول ما هو احتمال استمرار الحرب؟ وأعرب أن النظام الصهيوني يشبه رافع أثقال غير مستعد وجسمه بارد، رافع الأثقال الذي لا يستطيع رفع وزن ثقيل، إذا كان لديه مهارات، فسوف يسقط الوزن في البداية وينقذ نفسه، وإذا كان ذلك مدربا، فإنه قد يرفع الثقل عن الأرض قليلًا، ولكن عندما يدرك أنه لا يستطيع ذلك، فإن العمل قد انتهى وأن رقبته وكتفه وظهره مكسورة بسبب حطام الوزن! وتواجه العملية البرية عدة تحديات كبيرة، كانهيار معنويات الجيش والسياسيين نتيجة طوفان الأقصى، والتاريخ المرير للحادثة، وثالثا، نتنياهو نفسه.
وفي المعركة الأخيرة خلف الصهاينة أكثر من 1500 قتيل و3715 جريحاً، وتحطمت صورة الردع الإسرائيلي، المشكلة غير القابلة للحل، ليس فقط بالنسبة للرأي العام في “إسرائيل”، ولكن أيضا بالنسبة لقادتها، هي أنه على الرغم من المراقبة الاستخباراتية المتعددة الطبقات، لماذا يتفاجؤون وكيف يعرفون أنهم لن يواجهوا ضربة أكبر في الجنوب ؟ أو الشمال؟ ونقلت صحيفة هآرتس عن قائد الفرقة 98 قوله: “لقد تعرضنا لضربة شديدة ونواجه أسئلة صعبة للغاية حول كيفية التعامل مع هذا الحدث”.
وحسب مجلة بوليتيكو: “انكسر كبرياء “إسرائيل” التكنولوجي أمام مقاتلي حماس، لم يكن من المفترض أن يكون مثل هذا الهجوم ممكنا؛ هجوم ضخم ومميت من منطقة بها إنترنت 2G إلى حكومة لديها إنترنت 5G ، تم كسر الجدار الأمني الذي تبلغ قيمته مليار دولار، اخترق وابل الصواريخ نظام الدفاع الصاروخي للقبة الحديدية، وأثبت نظام المراقبة أنه غير كاف بشكل جيد، وتفاجأت “إسرائيل” هذه المرة بأسوأ طريقة ممكنة، لكنها لم تكن المرة الأولى، وشهدت الضفة الغربية والقدس وتل أبيب والأغوار وغيرها، عمليات شباب المقاومة مرات عديدة خلال العام الماضي، دون أن يراقبها الشاباك أو مخابرات الجيش، ففي أسبوع واحد فقط منذ بدء الحرب على غزة، استشهد 55 فلسطينياً في الضفة الغربية، ما يدل على أن المنطقة أيضاً جاهزة للانفجار، ومع مرور الوقت، يزداد عدد وسرعة وشدة وتنوع المفاجآت بالنسبة ل”إسرائيل”.
وفي عام 2001، لم يكن لدى غزة ولو واحد بالألف من قوتها العسكرية الحالية، وفي ذلك الوقت أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي الجنرال أرييل شارون أنه سينهي العمل في غزة وفلسطين خلال 100 يوم، عُرف بـ”جرافة إسرائيل”، واعتبر “جزار صبرا وشاتيلا”؛ لقيامه بجريمة تسببت في استشهاد 3500 فلسطيني، لكنه اضطر إلى إصدار أمر الانسحاب من غزة في صيف 2005، وقال: “الانسحاب خطوة مؤلمة ولكنها حتمية لتأمين مستقبل “إسرائيل”، لا يمكننا أن نحافظ على غزة إلى الأبد” ، وبعد مرور 17 عاماً، أصبح الوضع بالنسبة ل”إسرائيل” أسوأ بكثير، وحسب شبكة “إيران إنترناشيونال”: “بدأت التوترات والخلافات في “إسرائيل” منذ أشهر مع إعلان قرار نتنياهو بشأن الإصلاحات القضائية، وفي الأشهر الماضية رفض أكثر من 10 آلاف جندي احتياط في الجيش الحضور احتجاجا على الحكومة، وقد استقالوا من مناصبهم، وبعد ذلك، اعترف الجيش الإسرائيلي بأن القدرة العملياتية للقوات الجوية قد انخفضت، وفي منتصف آب، حذر مسؤولون عسكريون كبار من خطر حدوث أزمة خطيرة تهدد الجيش، ولا يقتصر تقليص القدرات على القوات الجوية، بل تأثرت أيضا القوة البرية ومقر العمليات للبحرية”.
ولقد تم تأجيل الهجوم البري على غزة للمرة الألف لليلة السبت، وتقول شبكة الحكومة البريطانية إن “الحكومة الإسرائيلية تواجه مهمة شبه مستحيلة”، وزعمت صحيفة نيويورك تايمز أن الجيش الإسرائيلي خطط لمهاجمة غزة ليلة السبت، لكن سوء الأحوال الجوية أخر الهجوم بضعة أيام! ولكن المزيد من الروايات الحقيقية متاحة أيضًا، وقد تحدثت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية عن وجود خلاف في مجلس الوزراء حول الهجوم البري، حيث تقول القناة 13: “هناك خلافات حتى في مجلس الوزراء حول العملية البرية”، وكتب بعض نشطاء تويتر الإسرائيليين: “نتنياهو سيدفع ثمن مليار روبوت، لكن الحقيقة لا تموت، الجنود لا يثقون بنتنياهو فهو لا يستطيع قيادة إسرائيل في الحرب”.
وتقول تقارير أخرى إن نتنياهو واجه احتجاجات من الجيش، وحسب القناة 12 للتلفزيون الإسرائيلي: “خلال زيارة يوم السبت لقوات الاحتياط التابعة للواء 697 في الجيش بالقرب من راهوفوت، أهان بعض الجنود نتنياهو واضطر إلى إلغاء الخطاب، ووقف أحد الضباط وصرخ بألفاظ نابية على نتنياهو، وقال: “لست بشيء، أنت كاذب”، وفي هذه الأثناء، امتنع نتنياهو عن الحديث، وقام بجمع بعض جنود الاحتياط، والتقط الصور وغادر المنطقة، وبعد ذلك سمعنا أن بعض الوزراء تعرضوا لانتقادات مهينة من المستوطنين خلال رحلتهم إلى الجنوب، حدث ذلك فيما تأخرت مغادرة نتنياهو إلى مناطق النزاع لمدة أسبوع، وفي حين أعلن مراسل القناة 14 في التلفزيون الإسرائيلي، أثناء نشره مقطع فيديو، أن “وزير البيئة في حكومة نتنياهو ذهب لزيارة المصابين في مستشفى آساي في الرملة، لكنهم رفضوه، وقالوا إنك مسؤول عن هذا الوضع، لقد دمرتم الحكومة، لقد أحضرتنا إلى هنا، ارحل، اخرج من هنا”.
لقد دمرت المقاتلات الإسرائيلية ما يقارب 6 آلاف منزل ومبنى بالقصف، وقتلت أكثر من 14 صحفياً، وتجاوز عدد الشهداء المدنيين في غزة 2450، وعدد الجرحى 10 آلاف، ولكن لم يكن من الضروري أن ترتكب “إسرائيل” جرائم في غزة حتى يُرفع القناع عن وجهها، وقبل أسابيع قليلة من بدء الحرب، احتج تامير باردو، الرئيس السابق للموساد، على تصرفات النظام وقال: “إن سلوك إسرائيل في الضفة الغربية هو فصل عنصري، مسار الانهيار المتسارع لا يترك مجالاً لأي مبرر للائتلاف، في كل يوم يمر، نقترب من نهاية الحلم الصهيوني”، و7 مليارات دولار هو أقل تقدير للأضرار الاقتصادية التي لحقت ب”إسرائيل”، وحسب صحيفة وول ستريت جورنال: “إن حجم الأضرار التي لحقت بإسرائيل يظهر أن هذه الحرب ليست مثل الحروب السابقة، ولقد أدى استدعاء قوات الاحتياط إلى شل الشركات الناشئة النشطة في مجال التكنولوجيا، ويحاول مديرو هذه الشركات الانتقال إلى أوروبا أو أمريكا، وهذا يتوافق مع استطلاعات الرأي التي أجريت قبل شهر والتي أظهرت أن “70% من المديرين التنفيذيين للشركات الناشئة يستعدون لمغادرة إسرائيل مع تصاعد الأزمة السياسية في تل أبيب”.
وإذا كان الأمر بيد نتنياهو، فبسبب عمق الأزمات التي وقع فيها، فهو يريد إشراك “إسرائيل” وأمريكا بشكل عميق في الحرب الحالية، والحقيقة أن أمريكا و”إسرائيل” لا تملكان القوة الكافية لذلك الصراع ولا يريدون أن يتحملون عواقب هذه الحرب على نطاق واسع، وذلك لان لديهم حرب إقليمية ولا يثقون بنتنياهو. ولا يستطيع اقتصاد أمريكا والغرب تحمل صدمة سياسية واقتصادية جديدة. وتسعى أمريكا إلى الحد من التدخل في مستنقع غرب آسيا والتركيز على الأزمة المتفاقمة بين الصين وروسيا، وحذرت المنظمة المؤلفة من الحزبين والمعروفة باسم “لجنة الموقف الاستراتيجي الأمريكي”، والتي تعمل تحت إشراف الكونجرس، في تقرير لها الخميس الماضي من أنه “مع تعرض النظام الدولي بقيادة الولايات المتحدة للتهديد من قبل الصين وروسيا، فإن الولايات المتحدة وحلفائها يجب عليه الاستعداد للحرب مع كليهما في الوقت نفسه.
إن الحكومات الخمس الأخيرة في “إسرائيل” لم تصمد ولو لمدة عام واحد بسبب عدم الاستقرار الشديد، وإلا لما كان لنتنياهو دوره وهو مستعد للتضحية ب”إسرائيل” من أجل إنقاذ نفسه، ومثل هذه التهمة الثقيلة في “إسرائيل” موجهة ضده وستتبع بجدية أكبر بعد انتهاء الحرب، لقد كان متهماً سابقاً بالفساد الاقتصادي والسياسي وتسبب هذا الامر في انقسام المجتمع الصهيوني إلى فصيلين، وهو الآن متهم بإهمال عملية كبرى لا يمكن إصلاحها بطموحه، لذا، بمجرد أن ينقشع غبار الحرب، سيتم الاحتجاج عليه وربما محاكمته مرة أخرى، ولكن هذه المرة بشكل أشد قسوة، إن نتنياهو مستعد لإطالة أمد الحرب لإنقاذ نفسه وكسب الوقت، لكن هذا السلوك يجعل حياته السياسية أقصر، من المؤكد أن العملية البرية لدخول غزة ستتسبب في خسائر بشرية أكبر بكثير من القتلى الحاليين البالغ عددهم 1500 شخص على أيدي الصهاينة، في حين أن احتمال النجاح في احتلال غزة بعيد للغاية، وفي الوقت نفسه فإن نتنياهو هو المتهم الأول في أسر واختفاء نحو ألف صهيوني، وحسب صحيفة يديعوت أحرونوت: “نتنياهو مجرم ويجب أن يستقيل”. لقد دمر الردع الإسرائيلي وتجاهل كل التحذيرات بشأن فقدان الردع”.
وتظهر نتائج استطلاع معهد “الحوار” التابع لـ “البروفيسور كاميل فوكس” الأستاذ في جامعة تل أبيب: “94% من الإسرائيليين يعتبرون حكومة نتنياهو مسؤولة عن الفشل الاستخباراتي في الهجوم الأخير، و” 67% يعتبرون هذا الفشل الاستخباراتي أسوأ من حرب 1973، كما يعتقد 56% أنه كان ينبغي على نتنياهو الاستقالة بعد هجوم حماس، وقال 59% إنهم لا يثقون بحكومة نتنياهو التي تقود الحرب”، وفي جميع الاحتمالات، لن يمر وقت طويل قبل أن تمتد الاحتجاجات القاسية والمسيئة ضد نتنياهو من الأروقة السياسية الخلفية إلى شوارع تل أبيب، هذه لعبة خاسرة لمن لم يفهم عندما جلس على المنشار ولم يترك ل”إسرائيل” طريقا للأمام والخلف، وقبل المفاجأة في الساحة، كان نتنياهو مكروهاً من قبل قسم كبير من المجتمع الصهيوني، الذي يخرج إلى الشوارع كل أسبوع لمدة 9 أشهر لإطاحته، وفي السابق، تم انتقاده لمحاولته إخصاء النظام القضائي وإنشاء دكتاتورية بلا منازع، لكنه الآن متهم أيضًا بالخيانة التي أدت إلى الحرب وقتل الآلاف من الصهاينة، ومن المؤكد أن اسم نتنياهو سيكون على رأس المتهمين الذين عجلت أفعالهم بلعنة “زوال إسرائيل التي لا تبلغ 80 عاما”.
الوقت التحليلي
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: عشرة أیام لا یستطیع تل أبیب على غزة
إقرأ أيضاً:
تقرير يكشف عن حصيلة مأساوية ومحجوبة لضحايا النزاع في السودان
أكد تقرير حديث، أن تأثير النزاع على حياة السودانيين كان كبيراً وغير موثق بشكل كافٍ.
التغيير: وكالات
توقع تقرير حديث، أن نسبة أكثر من 90% من الوفيات في ولاية الخرطوم لم يتم الإبلاغ عنها، مما يشير إلى أن حصيلة الوفيات في بقية السودان أعلى بكثير من الأرقام المتوفرة.
تم ّ إعداد هذا التقرير من قبل باحثين وباحثات من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي (LSHTM)، ويُعتبر الأول من نوعه في وصف أنماط الوفيات خلال فترة الحرب في السودان.
كما يقدم تقديراً تحليليا ً لحالات الوفاة في السودان ومسبباتها خلال الأشهر الأربعة الأولى من النزاع، بما في ذلك الأسباب الطبيعية، والنزاع، والأمراض، والمجاعة.
زيادة 50%تشير التقديرات إلى وفاة أكثر من 61,000 شخص في ولاية الخرطوم وحدها بين أبريل 2023 ويونيو 2024م مما يعكس زيادة بنسبة 50% في معدل الوفيات مقارنة بما قبل الحرب.
وفي نفس الفترة، قدر عدد الوفيات الناتجة عن العنف المتعلق بالحرب بأكثر من 26.000 حالة في ولاية الخرطوم، وهو رقم يفوق عدد الوفيات المسجلة نتيجة العنف على مستوى البلاد بكثير والذي بلغ 20.178 حالة وفقاً لبيانات مشروع أحداث النزاعات المسلحة (ACLED).
وكانت نسب الوفيات الناتجة عن العنف هي الأعلى في منطقتي كردفان (80%) ودارفور (69%)، مما يشير إلى استمرار العنف الممنهج في هذه المناطق التي عانت من نزاعات تاريخية.
كما تقترح الدراسة أن نسبة أكثر من 90% من الوفيات في ولاية الخرطوم لم يتم الإبلاغ عنها سواء كانت بسبب العنف المتعلق بالحرب أو لأسباب أخرى، مما يشير إلى أن حصيلة الوفيات في باقي مناطق السودان هو أعلى بكثير من الأرقام المتوفرة. كما أظهرت الدراسة أن الأمراض التي يمكن الوقاية منها والمجاعة كانت الأسباب الرئيسة للوفيات في معظم أنحاء البلاد خلال نفس الفترة.
اعتمد الباحثون على طريقة إحصائية تُعرف بـ”تحليل الالتقاط وإعادة الالتقاط” (capture-recapture analysis) لتقدير عدد الوفيات الناتجة عن جميع الأسباب والعنف المتعلق بالحرب (الإصابات المتعمدة). تعتمد هذه الطريقة على مقارنة البيانات من مصادر متعددة لذا تُعتبر فعالة للحصول على تقديرات دقيقة خصوصا ً في حالات نقص البيانات المسجلة.
مصادر الدراسةشملت المصادر في هذه الدراسة استبياناً عاماً نُشر على منصات التواصل الاجتماعي، واستبياناً خاصاً تم تداوله بين المجتمعات السودانية، بالإضافة إلى المعلومات الموجودة على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي التي تضمنت نشرات نعي نشرها أفراد الطوارئ والمستجيبون على الخطوط الأمامية. وقد تركّز جمع البيانات بشكل رئيسي في ولاية الخرطوم، حيث تم الإبلغ عن إجمالي 6715 حالة وفاة عبر جميع المصادر المذكورة.
أجرى الفريق البحثي تحليلاً لهذه المعلومات لتوفير بيانات دقيقة وفي الوقت المناسب حول معدل الوفيات الذي يعتبر مؤشراً رئيساً يعكس مدى خطورة الأزمة، ويمكن له أن يحفز الجهود الإنسانية ويحشدها بشكل فعال لدعم مساعي حل النزاع، وتوثيق السجل التاريخي لضمان المساءلة ومحاسبة المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب.
تأثير غير مرئيوأظهرت الدراسة أن تأثير النزاع على حياة السودانيين كان كبيراً وغير موثق بشكل كافٍ، حيث أن معظم هذه الوفيات كان يمكن تجنبها، مع اختلافات كبيرة بين المناطق. مما يسلط الضوء على أهمية توسيع نطق الاستجابة الإنسانية للحد من تأثير الحرب.
وأشارت الدراسة إلى أن الوفيات بين المجموعات القاطنة في الأرياف وذات الدخل المنخفض تكون أقل توثيقاً بسبب انقطاع الاتصالات والكهرباء. كما أن أغلب الوفيات التي تم تسجيلها في الاستبيانات العامة والخاصة جاءت من الخرطوم (60% و70% على التوالي) مما دفع الفريق إلى تركيز التحليل الأحصائي على ولاية الخرطوم فقط باستخدام طريقة الالتقاط وإعادة الالتقاط.
وذكرت الدكتورة ميسون دهب، المؤلفة الرئيسية في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي (LSHTM): “تكشف النتائج التي توصلنا إليها عن التأثير الشديد وغير المرئي إلى حد كبير للحرب على حياة السودانيين، وخاصة الأمراض التي يمكن الوقاية منها والمجاعة. المستوى الهائل من عمليات القتل إن الجهود المبذولة لوقف المزيد من الخسائر في الأرواح على نطاق واسع تعتمد بلا شك على جهود دبلوماسية وإنسانية نشطة لإنهاء الحرب ومعالجة عواقبها جرائم الحرب التي تغذي الصراع في جميع أنحاء البلاد.
يتم تمويل الدراسة من أموال الحكومة الأمريكية من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية/ مكتب المساعدة الإنسانية (BHA) ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) والتنمية الدولية البريطانية من حكومة المملكة المتحدة (FCDO).
الوسومالأرياف التنمية الدولية البريطانية السودان النزاعات المسلحة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية حرب السودان كلية لندن للصحة والطب الاستوائي ميسون دهب ولاية الخرطوم