مريم أبو دقة: فرنسا تعاملني كإرهابية لأني أستنكر قتل الأطفال
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
يتذكر المتحدث باسم الاتحاد اليهودي الفرنسي للسلام بيير ستامبول (72 عاما) بالضبط اليوم الذي التقى فيه مريم أبو دقة في غزة قبل 7 سنوات، عندما قدمت له نفسها قائلة "أنا امرأة فلسطينية أحارب ضد احتلال بلدي"، وهو مصدوم ومستنكر تصوير الحكومة الفرنسية لها على أنها "إرهابية خطيرة".
بهذه اللمحة، افتتح موقع ميديابارت مقابلة -بقلم رشيدة العزوزي- مع الناشطة النسوية الفلسطينية التي تترأس جمعية التنمية الفلسطينية لدراسات المرأة، شارك فيها رفيقها بيير ستامبول الذي يقوم الآن بنقل "صديقته الفلسطينية" حتى تتمكن من الحضور إلى مركز الشرطة يوميا.
وستامبول دخل فرنسا عام 1938 مع والدين يهوديين بلا جنسية من دولة لم يعد لها وجود، كانت تسمى بيسارابيا وتقع بين مولدوفا وأوكرانيا.
ووُضعت مريم أبو دقة، وهي عضو في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، قيد الإقامة الجبرية -يوم 16 أكتوبر/تشرين الأول الجاري- في فندق بمدينة مرسيليا لمدة 45 يوما، بقرار من وزير الداخلية جيرالد دارمانان، وذلك في أثناء سفرها عبر فرنسا لحضور سلسلة من 15 مؤتمرا -تم التخطيط لها منذ فترة طويلة- عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وكان السبب الوارد في المرسوم أن دورة المؤتمرات التي تشارك فيها الناشطة في فرنسا "من المرجح أن تشكل إخلالا بالنظام العام يجب منعها" في السياق الحالي، إلا أن طردها لا يمكن على الفور، لأنه "من الضروري توفير التنظيم المادي للمغادرة"، مع أخذ "وثيقة السفر" التي تحملها حاليا، في الاعتبار، كما يقول مرسوم وزارة الخارجية.
وهي ملزمة "بالبقاء في المبنى الذي تقيم فيه في مرسيليا من الساعة العاشرة مساء حتى السابعة صباحا" والتسجيل يوميا في الساعة العاشرة مساء، والساعة 12 والنصف ظهرا في مركز شرطة بوش دو رون.
مصدومةمن جهتها، عارضت رئيسة مجلس الأمة يائيل براون بيفيه بشكل قاطع حضور مريم أبو دقة إلى المنصة التي دعيت لها من قبل حزب "فرنسا الأبية" بمناسبة عرض الفيلم الوثائقي "يلا غزة" الذي شاركت فيه، كما هي الحال بالنسبة لبيير ستامبول.
وقالت بيفيه "إن إعطاء الكلمة لشخص عضو في منظمة إرهابية في الجمعية الوطنية من شأنه أن يوفر منصة للعنف والكراهية، ومن شأنه أن يقوض بشكل خطير مبادئنا الديمقراطية، خاصة في ظل الوضع الحالي في الشرق الأوسط".
وقالت مريم أبو دقة إنها مصدومة رغم أن وضعها القانوني سليم، "لدي تأشيرة صالحة حتى 24 نوفمبر/تشرين الثاني أصدرتها لي القنصلية الفرنسية في القدس في أغسطس/آب (الماضي)، ولم يسبق لي أن واجهت مثل هذا الوضع، مع أني سافرت إلى جميع أنحاء العالم بوصفي ناشطة يسارية للحديث عن فلسطين، والحقوق التي ينتهكها الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك حقوق المرأة، وهي القضية التي كانت تحفزني دائما".
ومع أن عضوية أبو دقة في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين -المصنفة حركة إرهابية- من بين الأسباب التي قدمتها الحكومة، قالت الناشطة إنها لا تريد الخوض في الحجج المغلوطة التي تقدمها الحكومة الفرنسية، مذكرة بأن الجبهة جزء من منظمة التحرير الفلسطينية المعترف بها دوليا، حتى في إسرائيل.
وأضافت "واليوم تعاملني الحكومة الفرنسية كإرهابية، لأنني أدين القصف الإسرائيلي الذي يقتل المدنيين والنساء والأطفال والشيوخ، ويقصف المنازل والمستشفيات، لأنني أدين الحصار المفروض على قطاع غزة الذي يحرم أكثر من مليوني شخص من السلع الأساسية والسلع اللازمة للبقاء على قيد الحياة، كالمياه والغذاء. هل هذه هي الديمقراطية الفرنسية؟".
أما ستامبول، فقال إن أمر طرد أبو دقة أمر سريالي تماما، وإن كل شيء يبدو مختلطا في فرنسا، حيث انتقلنا إلى مرحلة تجريم فلسطين كلها.
عائلتي تمر بالجحيم
ورفضت الناشطة اليسارية الخوض بشأن حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وقالت "لدينا مشاكل داخل غزة. وسوف نحلها بطريقة ديمقراطية. أنا واثقة"، وأوضحت أن "المهم اليوم هو أننا جميعا متحدون ضد الاستيطان وضد الجيش الإسرائيلي. هذه هي حالة الطوارئ. نحن نعيش مثل الحيوانات، وفي الواقع هذه هي الطريقة التي تشير بها إسرائيل إلينا. نحن نعيش تحت حصار مدمر منذ 17 عاما. معظم الناس في غزة من اللاجئين. البطالة تصل إلى أكثر من 60%".
وقال ستامبول "لا أنا ولا مريم نستطيع أن نتحمل القول إن هناك حربا بين إسرائيل وحماس. إنها حرب تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني. وعلى كل وسائل الإعلام التي ترفض قول ذلك أن تتحمل نفس المسؤولية التي تحملتها فرنسا عندما تحدثت عن إرهابيي جبهة التحرير الوطني في الجزائر".
وأضاف "يؤسفني أن يمر المظلوم بمثل هذه الأحداث"، موضحا أن هناك ظالما ومظلوما، وهناك محتلا وهناك خاضعا للاحتلال، ولن يكون المجتمع الإسرائيلي آمنا ما استمر في تدمير الفلسطينيين.
وتابع أنه إذا كانت إسرائيل تستخدم كلمة "مذبحة" كثيرا لوصف هجمات حماس، فإن الأعمال الانتقامية التي تقوم بها الدولة اليهودية في فلسطين تسمى "تطهيرا عرقيا" و"إبادة جماعية".
وأكدت أبو دقة، وهي من غزة، أن الأمر صعب جدا عليها "عائلتي تمر بالجحيم، لقد فقدت أكثر من 30 فردا من عائلتي، ماتوا تحت الضربات الإسرائيلية، الوضع هناك مروع، لقد دمر منزلي جراء القصف. لم أعد أستطيع النوم. وكيف يمكن أن نجده في مواجهة مثل هذه الفظائع؟".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
بِحُجة الظلم الذي تتعرض له إسرائيل .. تل أبيب وواشنطن تدرسان رسميًا الانسحاب من محكمة العدل الدولية
سرايا - تحدثت وسائل إعلام عبرية عن دراسة "إسرائيل" والولايات المتحدة للانسحاب من محكمة العدل الدولية في لاهاي.
ونشر المختص بالشؤون القانونية لـموقع “i24NEWS” العبري، أفيشاي غرينسايغ، أنّ من يقوم حالياً بتنسيق التحركات لهذه الخطوة هو وزير الشؤون الاستراتيجية، رون درمر، أمام كبار مسؤولي إدارة الرئيس الأميركي دونالد رامب، حيث أرسله رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة.
ويأتي هذا على خلفية ادعاءات "إسرائيل" بوجود نفاق وظلم تقوم به مؤسسات الأمم المتحدة ضد "إسرائيل".
وفي تموز/يوليو الماضي، أكّدت محكمة العدل الدولية، أنّ ممارسات وسياسات "إسرائيل" تعارض القانون الدولي، وأنّها ستدرس التداعيات القضائية للوجود غير القانوني لـ "إسرائيل" في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وخلال جلسة لإعلان المحكمة، وهي أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة، تبحث “رأيها الاستشاري” بشأن التبعات القانونية للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، بيّن رئيس المحكمة حينها نواف سلام أنّ المحكمة تحتاج لتحديد ممارسات "إسرائيل" في غزة والضفة والقدس “ومن اختصاصها إبداء رأيها”.
كذلك، اعتبرت محكمة العدل الدولية أن "إسرائيل" مارست سلطتها بصفتها “قوة احتلال بعيداً عن القانون الدولي”، مع تأكيد المحكمة أن استمرار احتلال الأراضي الفلسطينية لفترة زمنية طويلة “لا يغير وضعها القانوني”.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #ترامب#مدينة#الحكومة#الله#غزة#عمرو#رئيس#الرئيس
طباعة المشاهدات: 1358
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 03-03-2025 02:06 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...