حذاري ..تناول اللحوم الحمراء بكثرة مرتبط بالإصابة بهذا المرض!
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
ربما يكون هذا خبر غير سار لمحبي اللحوم الحمراء، إذ وجدت دراسة جديدة أن تناول اللحوم الحمراء أكثر من مرة أسبوعياً يرتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
وخلال الدراسة التي نشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية، قام باحثون بتحليل البيانات الصحية من 216،695 مشاركاً، ووجدوا أن خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني يزداد مع زيادة استهلاك اللحوم الحمراء.
قام الباحثون بتقييم النظام الغذائي من خلال استبيانات ملأها المشاركون كل سنتين إلى أربع سنوات على مدى فترة تصل إلى 36 عاما ، ووجدوا أن أكثر من 22 ألف مصاب بمرض السكري من النوع الثاني.
وتشير البيانات إلى أن أولئك الذين قالوا إنهم تناولوا اللحوم الحمراء عدة مرات خلال أسبوع واحد كان لديهم خطر أعلى بنسبة 62 ٪ للإصابة بمرض السكري من النوع 2 مقارنة مع أولئك الذين تناولوها بقدر أقل. وقدر الباحثون أيضاً أن كل حصة يومية إضافية كانت مرتبطة بخطر أكبر للإصابة بنسبة 46٪ للحوم الحمراء المصنعة و 24٪ لغير المصنعة.
وتزداد مخاطر الإصابة بالمرص في الغالب لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 45 عاما، ولكن الأطفال والمراهقين والشباب يصابون به بشكل متزايد أيضا، وفق ما ذكر أطباء لصحيفة غارديان البريطانية.
وفي بيان صحفي، قال مؤلف الدراسة شياو غو، ضمن زمالة أبحاث ما بعد الدكتوراه في قسم التغذية في كلية هارفارد للصحة العامة: "إن النتائج التي توصلنا إليها تدعم بقوة المبادئ التوجيهية الغذائية التي توصي بالحد من استهلاك اللحوم الحمراء، وهذا ينطبق على كل من اللحوم الحمراء المصنعة وغير المصنعة"، بحسب ما نشر موقع شبكة سي ان ان.
وهنا يبرز سؤال: إذا قللت من استهلاكك للحوم الحمراء ، فكيف يجب أن تحصل على المزيد من البروتين؟ وفي هذا الإطار بحث العلماء الآثار المحتملة للبدائل أيضاً، وحددوا بعض الخيارات الصحية.
على سبيل المثال، وجد أن استبدال اللحوم الحمراء بجزء من المكسرات والبقوليات كان مرتبطاً بانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 بنسبة 30٪، وقال مؤلفو الدراسة إن استبدال اللحوم بمصادر للبروتين النباتي لا يفيد الصحة فحسب، بل البيئة أيضاً، بحسب ما أفاد موقع شبكة سي ان بي سي.
وقال والتر ويليت، أستاذ علم الأوبئة والتغذية وأحد أفراد الفريق البحثي: "بالنظر إلى النتائج التي توصلنا إليها والعمل السابق من قبل الآخرين، فإن الحد الأقصى لتناول اللحوم الحمراء هو حصة واحدة في الأسبوع وهذا سيكون معقولاً للأشخاص الذين يرغبون في تحسين صحتهم ورفاهيتهم".
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: بمرض السکری من النوع اللحوم الحمراء
إقرأ أيضاً:
الهاربون خوفاً من الجيش مواطنون أيضاً!
الهاربون خوفاً من الجيش مواطنون أيضاً!
رشا عوض
عندما قرأت كتاب الأستاذ محمد أبو القاسم حاج حمد- رحمه الله- “السودان المأزق التاريخي وآفاق المستقبل” استوقفتني فكرة تخص الكاتب وحاول التدليل عليها باحداث تاريخية، وهي أن السودان بحدوده الموروثة (حدود 1956) ليس مجرد كيان موروث من الاستعمار، بل هو وطن مشدود لبعضه البعض من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب بروابط متينة ومتجذرة في تاريخه وحاضره ولذلك فإن للسودان معنى كامن يجب استكشافه، هذا المعنى الكامن وتلك الروابط حسب الكاتب ستعصم السودان من الانقسام! عندما قرأت هذا الكتاب كان جنوب السودان يتهيأ للانفصال بعد اتفاقية نيفاشا! حينها كنت كالغريق الذي يبحث عن أي قشة للتعلق بها وإن كانت تلك القشة مجرد اعتقاد ميتافيزيقي في وحدة السودان مبني على تأملات وتفسيرات ذاتية لتاريخنا القديم والحديث! ولذلك حاولت بلا جدوى طمأنة نفسي بأن الانفصال ربما لا يتم وربما يكون حاج حمد على حق في اعتقاده! ولكن وقعت الواقعة وانفصل الجنوب!
أثبتت تجربتنا الواقعية أن وحدة السودان ليست ناموساً طبيعياً سيفرض نفسه جبراً مهما كانت أفعالنا الاختيارية تمضي في الاتجاه المعاكس لهذه الوحدة!
وحدة السودان لها استحقاقات تاريخية كبيرة دون الوفاء بها والاستبسال في سبيلها سوف نفقدها! وها نحن الآن امام نذر التشظي وليس فقط الانقسام إلى دولتين كما حدث عام 2011!! اليوم نعيش فعلاً وبشكل مرعب في حالة “تكاثر الزعازع وتناقص الأوتاد” على حد تعبير الدكتور منصور خالد رحمه الله!!
مشهد العربات البائسة المحملة بأثاث متهالك ومواطنين فقراء مرعوبين يفرون باتجاه غرب السودان بعد تقدم الجيش في بحري والخرطوم لا لسبب سوى أنهم ينتمون لقبائل موصوفة في لغة هذه الحرب القذرة بحواضن الد.عم السريع، هذا المشهد هو طعنة في خاصرة الوحدة الوطنية! والمحزن أن لا صوت رسمي أو شعبي يعلو محتجاً على هذا العار الكبير! وهل من عار أكبر من أن يفقد مواطن الأمان لمجرد انتمائه العرقي أو القبلي!
هل من عار أكبر من التنكيل بامرأة لأنها باعت الشاي أو الطعام لجنود الد.عم السريع أو قدمت لهم الماء! والذين يباشرون هذا التنكيل هم عناصر النظام المنحط الذي صنع الجنجويد وقنن قوات الد.عم السريع وقدم لها مناجم الذهب وفتح لها خزائن الدولة!
الأسافير مغمورة بالحديث المكرر عن فرحة “المواطنين” كلما تقدم الجيش! لماذا يتردد هذا الحديث بعفوية وكبداهة رغم أن في مقابل فرحة البعض هناك خوف وهروب جماعي من مواطنين آخرين فما سبب هذا التعميم؟ السبب هو أن مفردة “المواطنين” هكذا معرفة بألف ولام التعريف تعني الأشخاص المنحدرين من قبائل معينة ومناطق معينة ومن طبقة اجتماعية معينة! وهناك تواطؤ جمعي بين الممسكين بالقلم والمايكروفون في هذه البلاد على الاحتكار القبلي والجهوي لمفردة “مواطن” واحتكار ما يترتب عليها من حقوق مادية ومعنوية!
لذلك لا صوت يعلو فوق الزغاريد و”فرحة المواطنين” ولا أحد لديه أدنى استعداد لسماع صوت “مواطنين آخرين” يذبحون ويقتلون في “كنابي” الجزيرة! أو يستغيثون أهلهم لإخراجهم من شرق النيل والكلاكلة والرميلة وغيرها لا لسبب سوى أنهم مسيرية ورزيقات وللمفارقة حتى القبائل غير المصنفة كحواضن اجتماعية للد.عم السريع بل يقاتل أبناؤها في صفوف الجيش كالنوبة والمساليت وغيرهم من قبائل غرب السودان وجنوبه يخشون على أنفسهم من مصير مشابه لأولئك الذين ذبحوا وقتلوا بالجملة في كنابي الجزيرة! وللمفارقة كذلك أن المسيرية والرزيقات لديهم أبناء يقاتلون في صفوف الجيش، ولكن مشروع تقسيم الوطن يتعامى عن هذه الحقائق وتعمل أياديه الخفية والظاهرة على الفرز العرقي والمناطقي ودائماً يدفع الفقراء من كل القبائل الثمن الأعلى! فجميع المواطنين الذين عاشوا طوال فترة الحرب في مناطق سيطرة الد.عم السريع، أجبرهم ضيق ذات اليد على البقاء ولكن المتآمرين على وحدة السودان والحالمين بدولة البحر والنهر الخالية من “الغرابة” وزعوا “تهمة التعاون مع الد.عم السريع” بالتساوي على الفقراء والمساكين من قبائل غرب وجنوب السودان وعلى أساس هذه التهمة أصدروا الأحكام بالذبح والقتل بأبشع الطرق”لإشاعة الرعب ودفع هؤلاء المساكين للفرار غرباً! وللأسف كثيرون منهم عجزوا عن الفرار ولذات السبب: ضيق ذات اليد! وينتظرون مصير مجهول ويرسلون الاستغاثات لأهلهم وذويهم لتدبير مبالغ تساعدهم على الهروب غرباً أو إلى خارج السودان، وللأسف أبواق الحرب والعنصرية تردد أن هذه العربات المتجهة غرباً هي عربات الدعامة المحملة بالمسروقات! ويطالب البعض بقصفها بالطيران! في حين أن الدعامة يعرفون الطرق الآمنة لانسحابهم ويجيدون تسريب مسروقاتهم وحمايتها منذ أن كانوا يهربون أطنان الذهب بالطائرات عبر مطار الخرطوم برفقة زملائهم في القوات المسلحة السودانية حين كان الجيش والد.عم السريع يدا واحدة في قمع ونهب الشعب السوداني وتلك قصة أخرى!
غالبية من تم قصفهم للأسف مواطنون هاربون لا حول لهم ولا قوة! فأين حملات التضامن معهم من منظمات المجتمع المدني؟ أين اللجنة التي شكلها الجيش للتحقيق في مجازر الجزيرة ولماذا لا يتخذ الجيش تدابير وإجراءات استباقية لحماية المواطنين العزل من بطش جنوده وجنود كتائب الكيزان المتحالفة معه ليثبت ولو لمرة واحدة أنه جيش السودان وليس جيش الكيزان؟ لماذا لا يكون جيشاً يجلب الأمان والاطمئنان للجميع على اختلاف إثنياتهم وقبائلهم؟ وما هو رأي أنصار الجيش من غير الكيزان ولا سيما المثقفين الذين زعموا أن سبب تأييدهم للجيش هو الحرص على كيان الدولة وعدم ضياعها فما هي الدولة التي يقصدونها؟ أليس الشعب (كل الشعب) أحد أركان هذه الدولة؟ أم أن هؤلاء المثقفين أنفسهم وبشكل لا شعوري يفرقون بين المواطنين على أسس عرقية وقبلية!
مشهد الراحلين أو بالأحرى الهاربين غرباً ذكرني بمشهد الراحلين جنوبا عام 2011 مع اختلاف الملابسات والسياق، إذ كان رحيل الجنوبيين في إطار اتفاقية سلام وانفصال متفق على ترتيباته ولكن الهاربين غرباً يرحلون إلى المجهول في عز الحرب التي لا يعلم أحد متى تتوقف!
الله يكضب الشينة
الوسومالانفصال الجزيرة الجيش الدعم السريع الرزيقات السودان الكنابي المسيرية النوبة جنوب السودان رشا عوض