جمال بخيت عن قمة القاهرة للسلام: جهود مصر عظيمة ومثمرة
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
علَّق الشاعر جمال بخيت على فعاليات قمة القاهرة للسلام في العاصمة الإدارية، اليوم السبت، بمشاركة قادة وزعماء عرب ودوليين في اجتماع يهدف إلى دعم القضية الفلسطينية وبحث مستقبل عملية السلام ووقف التصعيد في قطاع غزة، إذ كان المؤتمر نقطة انطلاق مهمة وبوابة عبور نحو حل القضية الفلسطينية، وتأكيدًا على الأهمية التي تحظى بها الدولة المصرية على المستويين الدولي والإقليمي.
ويقول الشاعر جمال بخيت إنّ جهود الدولة المصرية في تنظيم قمة القاهرة للسلام كانت عظيمة ومثمرة، وما ينقصها هو أن يلتفت إليها العالم حتى يكون واعيًا ومُنصفًا لكلمة مصر القوية التي ألقاها الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال فعاليات المؤتمر، وكذلك البيان الختامي المنفرد الذي أصدرته الدولة المصرية.
وأضاف «بخيت»، خلال حديثه لـ«الوطن»، أنّ مؤتمر أوروبا في قمة القاهرة للسلام كان واضحًا، وعلى ما يبدو أنّها لا تريد الخروج من عنصريتها وموقفها المتعصب وكأنّها شخص «أعور» يرى المشهد بعينٍ واحدة، وكأن الصراع العربي الإسرائيلي بدأ فقط يوم 7 أكتوبر، وكأن قتل الأطفال وتهجير الشعب الفلسطيني ليس إرهابًا، وكأن رمي جيش الاحتلال لنحو 70 قرارًا للأمم المتحدة عرض الحائط دون تنفيذ ليس إرهابًا.
وتابع جمال بخيت: «كل ده إرهاب عملته إسرائيل مجابوش سيرته بكلمة في المؤتمر، وبس يوم 7 أكتوبر هو اللي بيمثل ليهم إرهاب، مع إن القوانين الدولية بتقول إنّ من حق الشعوب أنها تقاوم مقاومة مسلحة خاصة من هم تحت وطأة الاحتلال، وأوروبا نفسها مارست هذا الحق لما هتلر احتلهم وقاوموه مقاومة مسلحة، ومارسوا ده في وقت ما كانت آلة الحرب الألمانية أقوى من أوروبا كلها، ومخلصهمش من الاحتلال غير لما أمريكا وروسيا تدخلت في الحرب ضد هتلر».
موقف أوروبا ضد العالم العربي واضحوأضاف بخيت أنّ موقف أوروبا به بعض من الغل الواضح، ونوع من الرد على موقف العالم العربي من حرب أوكرانيا، خاصة وأنّ العالم العربي كاملًا لم يوافق على الانجرار نحو محاصرة روسيا بحسب رغبتهم التي بدت واضحة: «كانوا عايزين العالم العربي يدخل في هذه الحرب مع أوروبا والناتو وأمريكا ويحاصر روسيا ويقاطعها زي ما هم عملوا، فـ لما العالم العربي رفض هذه المسألة كان ده الرد اللي بيردوه على العالم العربي».
وأشاد «بخيت» بموقف مصر تجاه القضية الفلسطينية والذي وصفه بأنّه موقف رائع منذ اليوم الأول، بالإضافة إلى كونه موقفًا حاسمًا وحقيقيًا، يجب أن تُبنى عليه مواقف العالم العربي والإسلامي.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: قمة القاهرة للسلام القاهرة للسلام الرئيس السيسي القضية الفلسطينية قمة القاهرة قمة القاهرة للسلام العالم العربی
إقرأ أيضاً:
خلافات أمريكا وأوروبا.. هل هي بداية انقسام حضارة الغرب وماذا سيفعل عندها العرب؟
صحيح أنّه لا يمكننا الجزم بأن الغرب يشهد حاليا انقساما حادا قد ينتهي بقطيعة بين أبرز مكوناته، لكننا نستطيع أن نتأكد من خلال قراءة حضارية للسياق السياسي الدولي وما وصل إليه في حاضرنا، ونشاهد عيانا كيف أنّ أوروبا والولايات المتحدة بينهما خلافات عميقة قد تأخذ أبعادا أخرى وتعرف انزلاقات حادة في أيّ وقت، خاصة حينما تقود دولها التيارات اليمينية المتطرفة والدينية المحافظة، وينتج عن حكمها وسياساتها الدولية نوع من السقوط الأخلاقي في تعاملها مع الشعوب الأخرى. لقد حدث ذلك تاريخيا إبان الحقبة الاستعمارية ورأينا كيف تحولت إمبراطوريات لا تغيب عنها الشمس إلى مجرد دول قومية صغيرة المساحة وقليلة السكان، بعد أن عاثت في مستعمراتها ظلما ونهبا لعقود طويلة.
وبتكبير رؤيتنا لهذا المشهد الحضاري سيبدو لنا أكثر وضوحا، ويمكننا عندها قراءته بشكل عام من خلال اللحظة التاريخية التي التقطنا منها صوره، نحن نشاهد بأمّ أعيننا إسرائيل، صنيعة أوروبا وأمريكا والمشكّلة من عرقيات غربية بشكل أساس، تتدثر بـ"السامية" المفترض أنها ميزة شرقية، حتى تحمي وجودها وفكرتها الصهيونية، ونرى كيف أن الولايات المتحدة دعمت جيش الاحتلال بأحدث تكنولوجيا السلاح والذخيرة وتواطأت سياسيا على إبادة شعب تريد اقتلاعه من أرضه.
وداخل هذا المشهد لا تخطئ العين المقارنة بين غزة وأوكرانيا، حيث لا يمكن للعقل الإنساني أن يتجاوزها مهما حاول الدوس على ضميره، ولعل هذا ما جعل أوروبا -بشكل عام- تأخذ مواقف رافضة للعدوان الإسرائيلي على غزة، في مقابل تورّط الولايات المتحدة في سفك دماء الفلسطينيين بمشاركتها المادية إلى جانب جيش الاحتلال الصهيوني، إلى أن جاء ترامب الذي أعطى ظهره لأوكرانيا وحاول التعامل مع غزة بنوع من الوقاحة التي لا تخلو من العقلانية، حيث أنّ عينه كانت على إمكانية الضغط على حماس وترهيبها والأخرى كانت على سلاحها الذي رفضت رفضا قاطعا تسليمه أو التخلي عنه.
"لقد كان ترامب محقّا في كل شيء"؛ عبارة وضعها الرئيس الأمريكي المثير للجدل على قبعة بيسبول حمراء لطالما رافقته ولا تزال، إنها عبارة تختصر عناده واعتداده بتصوراته وقراراته التي لم تشاطره فيها شرائح واسعة من الأمريكان اختارت أن تضع ثقتها في جو بايدن وأن تشكّ في ما سيحققه لها من وعود بدت لها غير قابلة للتصديق، وها هو اليوم ترامب يُذكرها بفداحة خطئها وفظاعة خطيئتها، فهو كان على الدوام على حقّ في كلّ ما حذّر الأمريكان منه (حسب قناعته العمياء طبعا).
وإذ يحاول ترامب كسب شرعية من خلال هذه العبارة يقنع بها الداخل الأمريكي بصوابية تواجهاته الحمائية التي يهدف من خلالها الحفاظ على الاقتصاد الأمريكي عبر فرض المزيد من الرسومات الجمركية على الاقتصاديات الكبرى في العالم، فهو يسعى إلى فرض هيمنة أمريكا في نسختها الترامبية على العالم، بما فيه أوروبا التي تقاسم أمريكا الحضارة والثقافة والعرق والدين والتاريخ، ولا تفرقهما سوى الجغرافيا.
لقد نحت الولايات المتحدة في عهد ترامب إلى اعتبار مصالحها القومية هي المرجع وهي المصلحة الثابتة، ولأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية ربما، تتبنى سياسة خارجية مختلفة تجاه حلفائها في أوروبا وكندا، الأمر الذي يطرح إشكالية بداية تصدع الحضارة الغربية.
على صعيد الاقتصاد، خلقت رغبة ترامب الجامحة في تحصيل المزيد من الأموال من خلال فرض رسوم جمركية على السلع القادمة من الاتحاد الأوروبي ردّ فعل مكافئ ومعاكس في الاتجاه لدى الأوروبيين، الذين أصبحوا أكثر تشككا من استمرار علاقات "أخوية متينة" مع الضفة المقابلة للأطلسي، ومن هنا يبدأ الصدع في الاتساع.
وفي الجانب العسكري نجد أنّ ضغوط أمريكا وتنصلها من الاستمرار في حماية الدول الأوروبية دون مقابل يصر ترامب على أن تدفعه إن أرادت بقاء الغطاء العسكري الأمريكي مستقبلا، وكذلك موقفها تجاه أوكرانيا، كل ذلك سيدفع بدول الاتحاد الأوروبي إلى تفعيل استراتيجية الدفاع المشترك، ما قد يفضي إلى تفكك حلف شمال الأطلسي الذي يشكّل أبرز مظهر عسكري يوحّد الحضارة الغربية، بل حتى على مستوى الدول ربما تلجأ كل دولة على حدة إلى وضع خطط وتصورات بشكل منفرد لأمنها القومي.
لقد تضاعف شكّ أوروبا في روسيا بعد أن غزت أوكرانيا وقطعت كل يقين في بوتين تكون قد عوّلت عليه قبلها، وحسمت دول القارة في مسألة إيجاد مصدر طاقوي بديل يُغنيها عن بوتين نهائيا، وأصبح انعدام الثقة في الشرق هو سيد الموقف، واليوم يبدو أنّ الشيء نفسه سيحدث مع الولايات المتحدة التي يقود ترامب علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي نحو حالة من اليقين ببقاء التهديد الأمريكي أو على الأقل عودته في المستقبل إن لم يستمر، ما يعني أنّ القارة العجوز في بحثها الأكيد عن بدائل اقتصادية وعسكرية لأمريكا ستتقوقع على نفسها أكثر من أيّ وقت مضى بعد أن تتجمد العلاقات غرب الأطلسي أيضا.
"متلازمة بوتين" هذه التي يبدو أنّ أوروبا قد أصيبت بها مجدّدا مع الولايات المتحدة بسبب سياسات ترامب، حيث لا تضمن الأيام حتى وإن ذهب أن تأتي برئيس آخر يشبهه في عناده أو ربما يفوقه في عجرفته، ستلقي بظلالها ليس على الجبهة الأطلسية فحسب، بل على العالم أجمع، وستسعى كل دولة إلى حماية اقتصادها ودعم أمنها واستقرارها لوحدها وبشكل ذاتي بعيدا عن الآخرين.
ولا يمكن لهذا المشهد الحضاري أن يكتمل إلا بطرح سؤال حول منطقتنا ربما يجد جوابا عن مصيرها: أين سيكون العرب في هذه الحالة المستعصية والمتأصلة من الأنانية التي ستسيطر على دول العالم؟ وكيف سينظرون إلى اقتصادياتهم وأمنهم القومي؟ هل سيتشرذمون أكثر مما هم عليه اليوم، أم أنّ رياح التغيير الحضاري قد تهبّ مجدّدا لتفرض ترتيبات جديدة على المنطقة؟