أفادت صحيفة وول ستريت جورنال بأن قافلة من الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية دخلت قطاع غزة من مصر لأول مرة منذ هجوم مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، على حد تعبيرها.

وقالت الصحيفة الأميركية -نقلا عن مسؤولين مصريين- إن 20 شاحنة تحوي إمدادات طبية وبعض المواد الغذائية عبرت إلى غزة صباح اليوم السبت قبل أن تغلق السلطات المصرية الحدود مرة أخرى.

وحذرت المنظمات الإنسانية من أن المساعدات أقل بكثير مما هو مطلوب لإغاثة سكان غزة البالغ تعدادهم أكثر من مليوني نسمة، نصفهم تقريبا نزحوا من منازلهم في غمرة الغارات الجوية المتواصلة التي يشنها الجيش الإسرائيلي.


وتضمنت القافلة التي دخلت غزة 4 شاحنات من منظمة الصحة العالمية، التي قالت إنها تحمل أدوية ومعدات لعلاج الصدمات لعلاج ما يصل إلى 1200 جريح، بالإضافة إلى أدوية لنحو 1500 مريض يعانون أمراضا مزمنة.

وقالت منظمة الصحة العالمية إنها قدمت أيضا الأدوية الأساسية والإمدادات الصحية لنحو 300 ألف شخص لمدة 3 أشهر.

وذكرت الصحيفة أن شاحنات أخرى كانت تحمل مساعدات من الهلال الأحمر المصري ومن دولة قطر.

ووفقا للصحيفة، فقد انتظر مئات الأشخاص من حملة جوازات سفر أجنبية على جانب غزة من الحدود اليوم السبت، أملا في أن يتمكنوا من مغادرة القطاع.


ونقلت عن معلمة أميركية متقاعدة تُدعى وفاء السقا القول إنها تلقت مكالمة هاتفية من مسؤول بالحكومة الأميركية يخبرها أنه من غير الواضح إذا ما كان سيُسمح للأجانب بالعبور إلى مصر، لكنه حثها على البقاء بالقرب من الحدود.

وأشارت وول ستريت جورنال -في تقريرها- إلى أن دولة قطر توسطت لإطلاق سراح أميركيتين كانتا محتجزتين لدى حماس، التي أفرجت عنهما بالفعل يوم الجمعة.

ونسبت إلى المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري القول إن حكومته ستواصل الحوار مع إسرائيل وحماس على أمل تأمين إطلاق سراح مزيد من الأسرى.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

سامح قاسم يكتب | غادة نبيل.. ظلال شاعرة لا تُسمّي نفسها

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

حين نقترب من عوالم غادة نبيل الشعرية، لا نكاد نمسك بحواف ثابتة أو نبلغ يقينًا، فالنص عندها ليس مرآة لواقعٍ، ولا قناعًا لذاتٍ، بل هو صدمةٌ لغويةٌ تتخذ من الهشاشة قناعها ومن الجسد ميدانها ومن اللغة مهبط وحيها. غادة نبيل ليست شاعرةً بالمعنى الذي يألفه القارئ، بل هي زعزعةٌ مستمرةٌ للتقاليد، رفضٌ قاطعٌ للانسياق، واحتفاءٌ صارخٌ بالأنوثة كقوة لغوية وجمالية، لا كهوية بيولوجية.

من يقرأ غادة نبيل، يخرج دائمًا مثقلًا بجسد. الجسد في قصائدها ليس موضوعًا، بل هو البنية ذاتها. هي تكتب من الجسد، لا عنه، وتستعمل اللغة كجلدٍ إضافي، كامتدادٍ لحضورها الأنثوي المتوتر، المتشظي، المتوحد. إنها تمزق القواميس لتصوغ معجمها الخاص، حيث يتحول الشعر إلى فعل جسدي، إلى قُبلةٍ على خد اللغة، أو جرحٍ مفتوحٍ في خاصرتها.

في قصائدها، تتجلى هذه الجمالية الجسدية بوضوح، حيث الحب لا يُعاش فقط، بل يُرتكب. الشاعرة هنا لا تهجو الرجل بقدر ما تهجو السياق الثقافي الذي يجعل من المرأة هامشًا ومن الحب ذريعةً لتدجينها. الجسد في هذه النصوص ليس محط نظرة ذكورية، بل هو مركز الثقل الشعري، هو ما يُبنى عليه إيقاع القصيدة ومجازها.

واحدة من أبرز ميزات شعر غادة نبيل هي قدرتها الفائقة على اقتناص التفاصيل الصغيرة واليومية ومنحها بعدًا شعريًا غير متوقع. إنها تستخرج الشعر من "لا حدث"، من لحظة عابرة، من نظرةٍ في المصعد، أو من خيبةٍ في رسالةٍ قصيرة. لكنها لا تفعل ذلك كتوثيق، بل كمجاز. لا تبحث عن المعنى، بل تُفجر المعنى من قلب التفاهة.

قصيدتها أشبه ما تكون برسالة لم تُكتب قط، أو باعترافٍ وُلد من رحم صمت طويل. وفي هذا، تُشبه غادة نبيل شعراء مثل فيسوافا شيمبورسكا، لكن بلغتها الخاصة، بعنفها المصري، برقتها القاهرة، وبتلك الجرأة التي لا تخجل من أن تُسمي الأشياء بأسمائها ثم تتركها معلقةً في هواء القصيدة.

الأنثى في شعر غادة نبيل ليست ضحية، لكنها أيضًا ليست بطلة لا تُقهر. إنها كائنٌ يتقلب، يخطئ، يهرب، يبكي، يثور، ويكسر صورته كما يكسر المرآة. لا تُجمّل الشاعرة وجع المرأة ولا تُسجّله في سجلّات الأمل، بل تكتبه على جلده، بجراحه المفتوحة، بلا مساحيق ولا ترميزٍ زائف.

هي تعرف أن اللغة، كما العالم، ذكورية، لذلك تنحاز إلى التهكم، إلى الكسر، إلى اللعب. لغتها مراوغة، لا تطمئن إلى الصور الجاهزة، ولا تستقر في بنى لغوية مستقرة. تعيد بناء الجملة لتسكنها امرأة جديدة، امرأة ليست أمًا فقط، ولا عشيقة، ولا بنتًا، بل كائنًا حرًا يكتب ويُحبّ ويُهزم، دون أن يطلب عذرًا أو يغفر شيئًا.

غادة نبيل تكتب قصيدة النثر لا باعتبارها شكلًا شعريًا مغايرًا، بل كاختيار مُلح. هي تدرك أن هذا الشكل لا يضع قيدًا على إيقاعٍ أو وزنٍ، لكنه في المقابل يطلب من الشاعر أن يكون صادقًا، عاريًا، وعارفًا بما يفعل. القصيدة عندها لا تتبع نسقًا موسيقيًا خارجيًا، بل تنبع من داخل النص، من تدفق الصورة، ومن رجفة الجملة.

إنها تكتب كمن يخاطب شخصًا ما في الظل، أو كأنها تكتب نفسها إلى نفسها، وكأننا نتلصص على دفتر خاص لا يُفترض بنا أن نقرأه. وهذا هو سر سحرها: الكتابة كمكاشفة، كنوع من العُري المتقن، لا باعتباره فضيحة، بل كأقصى درجات الصدق الشعري.

غادة نبيل ترفض أن تُختزل في صفتها الجندرية، وتكتب من مكانٍ يتجاوز التصنيفات. هي لا تطالب بحقٍ، بل تمارسه. لا تحتج على الظلم، بل تفضحه بضحكةٍ مريرة. لا تحفر في الذاكرة، بل تنقّب في الخواء.

قصيدتها ليست بيتًا يأوي القارئ، بل بابًا مفتوحًا على العراء، على الوحشة، على الارتباك، حيث كل شيء مُحتمل. إنها تكتب لا لتُفهم، بل لتُحدث أثرًا، لتوقظ شيئًا نائمًا فينا، شيئًا أنثويًا ربما، أو هشًا، أو منسيًا.

ولهذا، تظل تجربتها واحدة من أنضج التجارب في مشهد قصيدة النثر العربية، وأكثرها صدقًا وجرأة وتفردًا.

مقالات مشابهة

  • السفير سيد الأهل: دولة الاحتلال تحاول جعل غزة غير صالحة للحياة
  • حماس: غزة دخلت مرحلة المجاعة ونناشد الدول العربية كسر الحصار
  • وول ستريت جورنال: إسرائيل هزمت أعداءها وأحرجت شركاءها
  • «كنت لاعب محترف».. عزيز عبدو يكشف عن مشواره الرياضي قبل دخول الفن.. فيديو
  • دون أدوية.. طرق طبيعية وفعالة لعلاج جفاف العين
  • سامح قاسم يكتب | غادة نبيل.. ظلال شاعرة لا تُسمّي نفسها
  • في الشمال.. الأمن يوقف مطلوبَين سوريَّين
  • أحد أخطر المطلوبين في قبضة أمن الدولة.. إليكم التفاصيل (صور)
  • الأمم المتحدة: المساعدات الإنسانية التي نقدمها في غزة تتم وفق مبادئ الإنسانية
  • مطلوب يهرب بنصف سيارة بعد مطاردة مثيرة .. فيديو