خبراء: ملف المدنيين الأجانب لدى المقاومة قد يعطل اجتياح غزة
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
يبدو أن الأجانب الذين بيد فصائل المقاومة في قطاع غزة يمثلون إشكالية لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يريد شن حرب برية شاملة على القطاع، في حين تحاول دول -منها الولايات المتحدة- إرجاء العملية لحين إطلاق سراح مواطنيها، حسبما يقول خبراء.
وكانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قد أطلقت مؤخرا سراح أسيرتين أميركيتين (سيدة وابنتها) لدواعٍ إنسانية، بعد وساطة قطرية، وقد أطلق ذوو الأسرى حملة للمطالبة بإطلاق سراح ذويهم.
ووفقا لأستاذ العلوم السياسية خليل العناني، فقد مثَّل إطلاق سراح الأسيرتين خرقا محدودا في ملف المدنيين الموجودين لدى المقاومة، الذي يواجه مصاعب أبرزها رغبة نتنياهو في شن حربه البرية التي يقول إنها تهدف للقضاء على حركة حماس.
وقال العناني خلال الوقفة التحليلية "غزة.. ما بعد؟" على شاشة الجزيرة إن دولة قطر تحاول استغلال علاقاتها الطيبة بحركة حماس لإطلاق سراح أكبر عدد ممكن من المدنيين الموجودين لديها، وليس العسكريين، وهو أمر ترغب فيه الدول الغربية أيضا، لأنه ملف يؤثر في انتخاباتها الداخلية.
وقد أحرجت عملية إطلاق سراح السيدتين الأميركيتين نتنياهو الذي لا يريد الاستماع لأي حديث غير حديث الحرب، رغم المخاوف الكبيرة المتعلقة بمصير الأجانب الذين لدى المقاومة، أو بما سيحدث لهم بعد الاجتياح، حسب العناني.
أما المستشار السابق لشؤون الأمن القومي الأميركي ديفيد بولجر، فقال "إن إطلاق سراح الرهينتين الأميركيتين خفف حرارة الموقف بعد الهجوم الذي شنته حماس قبل أسبوعين" في إشارة لعملية طوفان الأقصى، لكنه أكد أيضا أن الولايات المتحدة تعرف أنهما مجرد أسيرتين اثنتين من بين مئات في غزة.
ومن ثم -يضيف بولجر- فإن الولايات المتحدة تريد أن تتأكد من قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها حتى لو اقتضى الأمر توغلا بريا في غزة، لكنها في الوقت نفسه تحاول تأمين خروج هؤلاء المدنيين.
وقال بولجر إن زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للمنطقة كانت لا بد أن تحقق نتائج، لأن سياسة الولايات المتحدة هي أن من أُخذوا بالقوة لا بد أن يعودوا لديارهم بأي طريقة.
من جهته، قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية إيهاب جبارين إن حكومة نتنياهو تحاول ترميم الفشل الذي منيت به عن طريق اعتماد القوة الباطشة لإطلاق سراح الموجودين لدى المقاومة من مدنيين وعسكريين من دون أي مفاوضات.
ووفقا لجبارين، فإن نتنياهو يتعامل مع كل تنازل أو تأجيل للحرب على أنه هزيمة جديدة، بما في ذلك الممرات الإنسانية والمساعدات القليلة التي تم إدخالها إلى غزة.
ومن هذا المنطلق، فإن الحكومة الإسرائيلية -برأي جبارين- تحاول الرد على الضربات التي تعرضت لها بالطريقة نفسها، أي أنها تحاول استرداد كل من لدى المقاومة من مدنيين وعسكريين بالقوة كما أخذوا منها بالقوة، لأن هذا يعيد لها هيبة الردع وتأييد الرأي العام الإسرائيلي.
كما أن نتنياهو -حسب جبارين- سبق له وصف صفقة تبادل الأسير جبريل الرجوب بأنها "فشل سياسي يجب ألا يتكرر"، وبالتالي هو يمضي قدما في كل ما يدفعه للتفاوض بشأن الموجودين لدى المقاومة.
الرأي نفسه ذهب إليه العناني الذي قال إن إسرائيل ربما تفعّل قانون "هانيبال" الذي يجيز للجيش قتل الأسرى، بدليل أنها قتلت بالفعل عددا من الأسرى خلال قصفها المتواصل على غزة، خصوصا أنها مقتنعة بأن حماس ستستغل كل من لديها من أسرى أو جثث حتى لإطلاق سراح أسرى فلسطينيين.
بدوره، قال بولجر إن الرئيس الأميركي جو بايدن مقتنع بأن ما حدث في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري لا بد أن يكون له رد يضمن عدم تكراره، وهو المنطلق نفسه الذي يتبناه نتنياهو حتى في ما يتعلق بالذين بيد حماس.
ولا يرى بولجر أن نتنياهو سيتخلى عن محاولة استعادة "الرهائن"، لكنه قال إن الرهان الحقيقي هو "إلى أين ستذهب القوة البرية المتجهة لغزة، خصوصا أن المؤشرات تشي بأننا إزاء هجوم شامل على القطاع وليس مجرد عمليات انتقائية لتفادي وقوع قتلى أو إصابات بعيدا عن حماس"، مؤكدا أن بايدن يحاول إقناع نتنياهو بضرورة وضع هذا الأمر في الحسبان.
وفي هذا السياق، قال العناني إن التحدي الأكبر أمام واشنطن حاليا هو كبح جماح نتنياهو وتأجيل الاجتياح البري لحين حسم ملف الرهائن، لأنه من غير الممكن التفاوض بشأنه خلال الحرب.
وخلص العناني إلى أن قطر -من خلال علاقاتها بالولايات المتحدة- يمكنها إرجاء الاجتياح البري لحين تأمين خروج الأسرى المدنيين كافة، الذين تقول المقاومة إن الظروف على الأرض لا تسمح بإطلاق سراحهم.
ويرى العناني أن هؤلاء الأسرى يمثلون ضغطا كبيرا على الحكومة الإسرائيلية، لأنهم ينتمون لدول غربية حليفة لتل أبيب، وبالتالي لن يكون نتنياهو راغبا في المغامرة بخسارة دعم هذه الدول، وربما يحاول منح الوسطاء فرصة لإطلاق سراح هؤلاء الأسرى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة لدى المقاومة لإطلاق سراح إطلاق سراح
إقرأ أيضاً:
الأمن الإسرائيلي : حماس لن تتراجع عن شروطها
أكّد رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ، اليوم الأحد 17 نوفمبر 2024 ، أن حركة حماس لم تتراجع عن شروطها للتوصّل إلى اتفاق تبادُل أسرى ووقف لإطلاق النار في قطاع غزة ، مشيرين إلى أنه بدون "مرونة" إسرائيليّة، لن يتمّ التوصّل لاتفاق.
ووفق "واللا"، فإن كلّا من رئيس جهاز الأمن الإسرائيلي العامّ ("الشاباك")، رونين بار، ورئيس الموساد دافيد برنياع، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، والمسؤول عن ملف الأسرى والرهائن الإسرائيليين من قبل الجيش، نيتسان ألون، يرون أنه "لا يُتوقّع أن تتخلّى حماس عن شروطها لإنهاء الحرب، والانسحاب الإسرائيلي من غزة".
وذكرت تقارير إسرائيلية في وقت سابق الأحد، أن برنياع، سيستعرض، "خطة جديدة" أعدّها الجهاز، بهدف "تحريك" مفاوضات اتفاق تبادل الأسرى مع حركة حماس، وذلك خلال مداولات أمنية طارئة يعقدها نتنياهو،.
ونقلت القناة 13 عن مصدر أمني رفيع قوله، إن "الاجتماع يأتي في ظل رفض حركة حماس للمقترحات الحالية المطروحة، مما دفع الأجهزة الأمنية إلى إعداد مقترحات جديدة سيتم استعراضها خلال النقاش".
ومساء الأحد، نقلت القناة عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين، أن "القرار في النهاية يعود إلى المستوى السياسيّ فقط، وفي يديه ما إذا كان سيُتيح مرونة في الموقف الإسرائيلي".
وذكر تقرير "واللا" نقلا عن مصدرين، قال إنهما مطّلعان على الموضوع، أنه "إذا كانت الحكومة الإسرائيلية مهتمّة باتفاق لإطلاق سراح الرهائن، فعليها أن تبدي مرونة بشأن مواقفها الحالية".
ولفت التقريران إلى أنه يُتوقع أن يؤكد رؤساء الأجهزة الأمنيّة الإسرائيلية على ذلك، في المناقشة التي ستُعقد لبحث موضوع التوصل لاتفاق، مساء الأحد، بمشاركة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو ، ووزراء آخرين.
ونقل "واللا" عن مصادر وصفها بالمطّلعة، قولها إن المفاوضات بشأن اتفاق تبادُل أسرى "لا تزال متوقفة، لكن رؤساء الأجهزة الأمنية مهتمّون بصياغة خطّة جديدة، من شأنها تحريك المفاوضات بشأن الاتفاق".
ووفق التقرير، فإن رؤساء الأجهزة الأمنية المذكورين، يرون أن "حماس تريد التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل، ولكن على الرغم من ذلك، وبعد اغتيال زعيمها، يحيى السنوار، والضربات الإضافية التي تلقّتها، لم تغير (الحركة) مطلبيْها الأساسييْن؛ وقف الحرب، وانسحاب الجيش الإسرائيليّ من قطاع غزة".
وذكر مصدر لم يسمّه التقرير، أن "حماس لم تستسلم، والتقدير لدى أجهزة الأمن، هو أنه من غير المتوقّع أن تستسلم أيضا".
وتطرّق التقرير إلى احتمال تنفيذ مرحلة أولى من مقترح تم التفاوض بشأنه، قبل بضعة أشهر، والذي ينصّ على إطلاق سراح ما يصل إلى 33 من الرهائن الإسرائيليين، مقابل وقف إطلاق النار لمدة 42 يومًا، وذكر أن "التقديرات تشير إلى أن حماس لن توافق على الدخول في هذه الخطوة، إذا لم تحصل على ضمانات بأن إسرائيل ستنسحب في المراحل التالية من الاتفاق، من محور فيلادلفيا".
ونقل التقرير عن مسؤول إسرائيليّ وصفه برفيع المستوى، القول إن "رسالة رؤساء الأجهزة الأمنيّة، هي أن هذه النقاط، إلى جانب آخر تطوّرات الحرب في غزة ولبنان، والصراع مع إيران، ونتائج الانتخابات الأميركية؛ تتطلّب إعادة التفكير، ومرونة في موقف إسرائيل، إذا كانت ترغب في التوصّل إلى اتفاق".
وفي وقت سابق من مساء الأحد، عُقد اجتماع بشأن اتفاق تبادُل أسرى بين رئيس جهاز الشاباك، رونين بار، ورئيس الموساد دافيد برنياع، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، والمسؤول عن ملف الأسرى والرهائن الإسرائيليين من قبل الجيش.
كما عُقد اجتماع مع وزير الأمن المعيّن حديثا، يسرائيل كاتس، بشأن الموضوع ذاته، على أن يتبع ذلك اجتماع رئيسي بمشاركة نتنياهو.
وفي وقت سابق الأحد، ادعى وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، خلال زيارة له إلى مقر قيادة الأسرى في الجيش الإسرائيلي، أن إعادة الأسرى والمفقودين هي "الهدف الأخلاقي الأهم" ضمن أولويات حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
وخلال الزيارة التي رافقه فيها المدير العام المستقيل لوزارة الأمن، إيال زامير، قُدمت لكاتس إحاطات حول الوضع الراهن من قبل رئيس قيادة الأسرى والمفقودين، اللواء المتقاعد نيتسان ألون، واللواء المتقاعد يوآف مردخاي، ومسؤولين آخرين معنيين بهذا الملف.
وجاء في بيان صدر عن وزارة الأمن أن الإحاطة تمحورت حول التطورات الاستخباراتية والعملياتية المتعلقة بالأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى فصائل المقاومة في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
المصدر : وكالة سوا - عرب 48