خبراء: الرئيس السيسي وجّه رسائل مهمة في القمة

أكد خبراء وأساتذة علوم سياسية، أهمية انعقاد قمة القاهرة للسلام فى هذا التوقيت الصعب الذي تمر به المنطقة، موضحين، لـ«الوطن»، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي وجّه رسالة للعالم كله، بضرورة وجود تحرك دولي من أجل حل الأزمة الحالية فى قطاع غزة.

«بدر الدين»: الرئيس أكد ثبات موقف الدولة المصرية تجاه القضية

وقال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، إن قمة القاهرة للسلام عبارة عن تجمع دولى مهم ضم العديد من الدول فى الإقليم، ومنظمات لها تأثير حول العالم، كما أن كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى افتتاح القمة تناولت عدداً من الرسائل المهمة، منها الإشارة إلى ثبات موقف الدولة المصرية تجاه القضية الفلسطينية، ورفضها التام للعنف ضد المدنيين.

كما تساءل الرئيس حول الصمت الدولى تجاه تصعيد الوضع فى قطاع غزة، وطالب بتوفير حماية دولية للشعب الفلسطينى، ما يؤكد أن مصر تهتم بشدة بمساندة الشعب الفلسطينى، كما أن هذه الرسائل تدل على شجاعة وقوة موقف الرئيس.

ولفت «بدر الدين» إلى أن الرئيس وجّه رسالة للعالم كله بضرورة وجود تحرك دولى من أجل حل الأزمة الحالية فى قطاع غزة، والحفاظ على حياة المدنيين فى القطاع، مؤكداً أن هذه القمة التى شهدتها العاصمة الإدارية الجديدة أمس، أكدت أهمية وجود خارطة طريق لتطور الأحداث هناك، هذه الخارطة تحتمل المدى البعيد والمدى القصير.

وأوضح: «المدى القصير هو دخول المساعدات إلى القطاع فى أسرع وقت ممكن ووقف إطلاق النار، أما المدى البعيد هو إعداد اتفاقية سلام وإنشاء دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية».

وأكد أستاذ العلوم السياسية أنه كان من المهم تأكيد الرئيس السيسى على رفض الدولة المصرية لفكرة التهجير القسرى والإجبارى للفلسطينيين من أراضيهم لأن هذا الأمر يؤدى إلى إفراغ قطاع غزة من سكانه وتتصدر الأزمة بعد ذلك إلى الدول الأخرى، بما يهدر كفاح الأهالى الذى استمر لسنوات طويلة، كما أن ذلك يؤكد أن السيد الرئيس يعى جيداً أبعاد الأمور.

وقال الدكتور أشرف سنجر، خبير السياسات الدولية، إن قمة القاهرة للسلام، اجتماع دولى مهم فى ظل الظروف الحالية، كما أن كلمة الرئيس خلال القمة كانت قوية جداً وحددت الموقف المصرى والمواقف التى لا بد أن يتم اتخاذها تجاه القضية.

وأوضح أن دعوة الرئيس لعقد مؤتمر القاهرة للسلام، هى دعوة مهمة أتت فى الوقت المناسب من أجل التعامل مع الوضع الحالى، كما أن هذه القمة توازن الدعاية الإسرائيلية التى حاولت أن تهيمن على العقلية الأوروبية حول أحداث 7 أكتوبر.

وأشار «سنجر» إلى مخطط إسرائيل بشأن تهجير الفلسطينيين من أرضهم إلى أراضٍ أخرى، والذى يعتبر أمراً مرفوضاً تماماً من المصريين والفلسطينيين والعديد من الشعوب العربية، لما له من خطورة حقيقية على مصير القضية الفلسطينية، كما أن ما يحدث فى فلسطين يتعارض بشكل واضح مع مبادئ القانون الدولى الذى يُحتم على الدول المحتلة الحفاظ على حياة الموجودين فيها إلى أن ينتهى الاحتلال.

«فهمى»: مصر اتخذت موقفاً واضحاً يؤدى إلى حلحلة الأزمة الأخيرة

ومن جانبه أثنى الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية، على سعى القاهرة، فى إطار قرارات مجلس الأمن القومى، إلى عقد هذا المؤتمر الإقليمى والدولى بشأن الأوضاع فى غزة، بحضور الدول المعنية كلها.

وقال إن أهمية هذه القمة تكمن فى محاولتها توحيد مواقف الأطراف المختلفة، كل فى نطاقه، ومن ثم البناء على مستوى دولى وإقليمى فى هذا الإطار.

ورأى أن هذا سيستغرق وقتاً، ويعتمد فى أساسه على حسابات دولية، إضافة إلى مواقف الأطراف المعنية المختلفة، وتأثيراتها فى هذا السياق، التى يتوجب أن تأتى فى إطار الاعتبارات المرتبطة بالموقف السياسى.

وتابع: «بمعنى آخر، القمة ليست مجرد قضية من حضر، بل تتعلق بجدول أعمالها والقضايا التى ستناقش خلالها، على رأسها اتخاذ موقف واضح يؤدى إلى حلحلة الأزمة الأخيرة، خاصة مع استمرار أعمال المواجهة الحالية»، متوقعاً أن تحظى القمة بدعم عربى كبير، فى ظل استمرار العدوان على قطاع غزة.

المصدر: الوطن