د. يوسف العميري يكتب : لماذا عبدالفتاح السيسي
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
لقد كان لي الشرف أن ألتقي فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي مرتين.. إحداهما كانت في حضرة المغفور لها بإذن الله، شقيقة سمو الأمير، الشيخة فريحة الأحمد الجابر الصباح، وفيها تحدث فخامته عن محبته وتقديره للكويت شعبا وقيادة وحكومة وتطرق إلى عدة محاور مهمة من بينها العلاقات الوثيقة بين مصر والدول العربية الشقيقة، خصوصا فلسطين.
ومع كل يوم يمر، يثبت السيسي مجددا حكمته وعروبته ومواقفه القوية تجاه القضايا العربية، وليس أدل على ذلك من موقفه الحالي تجاه ما يحدث في غزة، والأمر لا يتوقف فقط عند حد دعمه للقضية الفلسطينية وإصراره على رفع الحصار وإرسال المساعدات الطبية والغذائية وإدانة المجازر الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني..
السيسي رجل عسكري بالمقام الأول، لهذا هو يعي جيدا أبعاد المخطط الإسرائيلي الساعي إلى تفكيك وتصفية القضية الفلسطينية بالتخلص من قطاع غزة عن طريق تفريغه من الفلسطينيين، بإنشاء وطن بديل في سيناء بدعم أمريكي – أوروبي.. وفي هذا الصدد أعلن السيسي صراحة أنه لا مجال إطلاقا للتنازل عن حفنة تراب واحدة من أرض سيناء، هذا من ناحية.. ومن ناحية أخرى كذلك أعلن دعمه لحق الفلسطينيين في الحفاظ على أرضهم وحقوقهم كاملة وإقامة دولتهم التاريخية..
صدقا، ستمر هذه الأزمة رغم ضراوتها، لكنها حتما ستمر.. وسيذكر التاريخ هذا الموقف للرئيس المصري، الذي يواجه كل هذه الضغوط الدولية، ويأتي ذلك في فترة شديدة الحساسية على المستويات كافة، خصوصا وأننا على أعتاب إجراء انتخابات رئاسية في مصر..
وفي هذا الصدد، أتذكر أن السيسي حين كان وزيرا للدفاع لم يكن في حساباته الترشح للرئاسة، لكنه بعد الإجماع الشعبي وثورة 30 يونيو، استجاب لنداء جموع الشعب وترشح لرئاسة البلاد. ثم بدأت خطته في معالجة تلك المشاكل التي كانت تواجه مصر، وبعد مضي دورتين رئاسيتين، استطاع بناء نهضة جديدة وتحقيق إصلاحات كبيرة يشهد بها القاصي والداني.
وبالطبع تطلب هذا الإصلاح قرارات جريئة ومسئولية كبيرة من الرئيس، بالإضافة إلى تضامن وقدرة تحمل من الشعب. فقد تعرضت مصر لتداعيات التظاهرات والفوضى والانفلات الأمني قبل تولي الرئيس السيسي، بالإضافة إلى الحرب على الإرهاب التي كلفت مصر بتكاليف اقتصادية وسياسية واجتماعية كبيرة لم تكن مستعدة لها وقتئذ. ولكن الرئيس تمكن من مواجهة هذه التحديات رغم تكلفتها، ونجح في تجاوز الإرهاب واستعادة الأمن والاستقرار في البلاد، مما جعل من مصر بيئة ملائمة وجاذبة للاستثمار.
إضافة إلى ذلك، تزامنت فترة رئاسة الرئيس السيسي مع ظروف استثنائية مثل جائحة كوفيد - 19 والحرب الروسية الأوكرانية التي أثرت على الاقتصاد العالمي بشكل عام. هذه الأحداث العالمية أدت إلى تعطيل التنمية وتأثيرها على تمويل الدول. لذلك، لو كان هناك أي رئيس آخر في مصر، فإنه لا بد من أن يواجه صعوبات مماثلة وقد يضطر للاستدانة أيضا.
ويجب أن نلاحظ أن الصعوبات الاقتصادية لم تقتصر فقط على مصر، بل تأثر بها العالم بأكمله، وما زالت معظم الدول تعاني من آثار هذه التحديات الكبيرة. على سبيل المثال، تركيا، التي كانت تعتبر قوة اقتصادية قوية، واجهت مشاكل اقتصادية عديدة، مما أثر على قيمة الليرة وزاد من معدل التضخم وارتفاع الأسعار، على الرغم من عدم إقرارها نظام تعويم عملتها.
وفي المقابل ورغم كل هذه الأزمات والمشاكل الاقتصادية العالمية، قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بتنفيذ العديد من الإصلاحات الكبيرة في مصر خلال فترة رئاسته. فتم مثلا تنفيذ برنامج شامل للإصلاح الاقتصادي بهدف تحسين مناخ الاستثمار وتعزيز النمو الاقتصادي. تضمنت هذه الإصلاحات خفض الدعم الحكومي على الوقود والكهرباء، وتحرير سعر صرف العملة المحلية، وتحسين المناخ التشريعي والتنظيمي لجذب الاستثمارات.
كذلك تم الاستثمار في مشروعات ضخمة لتحسين البنية التحتية في مصر، بما في ذلك توسيع شبكة النقل وبناء طرق وجسور ومطارات جديدة. كما تم العمل على تطوير وتحديث المدن الكبرى وتوفير الإسكان للمواطنين.
فيما أطلقت حملة شاملة في البلاد لمكافحة الفساد في مختلف جوانب الحياة العامة، بما في ذلك تعزيز الشفافية وتطوير آليات رقابة أكثر صرامة على الجهات الحكومية والمؤسسات.
أما على مستوى الإصلاحات التعليمية، فتم التركيز على تحسين نظام التعليم في مصر، من خلال تحديث المناهج الدراسية وتطوير البنية التحتية للمدارس وتحسين تدريب المعلمين.
أيضا تم تطوير القطاع الصحي وتحسين خدمات الرعاية الصحية، بما في ذلك بناء وتجهيز المستشفيات وتوفير الرعاية الأساسية للمواطنين.
فضلا عن التركيز على تعزيز الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب، بما في ذلك تعزيز قدرات الجهات الأمنية وتوفير الاستقرار الأمني للمواطنين.
وفي خضم هذه التحديات، أطلق الرئيس السيسي عدة مبادرات إنسانية مهمة، تصب في صالح المواطن البسيط، وتعكس اهتمام الرئيس السيسي بهذه الفئة المهمة، ومن بين هذه المبادرات حملة تطوير العشوائيات وتحسين الأحوال المعيشية لسكانها، وها نحن نرى بأعيننا كيف تحولت هذه الأماكن من مواطن للفقر والأوبئة والتلوث إلى مساكن متطورة وحديثة وآمنة. ثم نأتي إلى برنامج تكافل وكرامة، والذي يحصل من خلاله المواطن غير القادر على معاش يكفل له حياة كريمة... وهذه المبادرات بلا شك غيرت حياة الملايين من المصريين إلى الأفضل.
وسجل الإصلاحات ليس محصورا فقط في هذه النقاط، بل يشمل أيضا تحسين الخدمات العامة وتطوير القطاعات الزراعية والصناعية وتعزيز الحكم الرشيد وحقوق الإنسان. كما يعمل الرئيس السيسي على تحقيق رؤيته لتحويل مصر إلى دولة قوية ومزدهرة في مختلف المجالات، وهذا ما يلمسه كل منصف يرى الصورة كاملة بكل تجرد ودون تحيز.
من وجهة نظري الشخصية، أؤيد إعادة انتخاب الرئيس السيسي لفترة رئاسية جديدة لاستكمال حزمة الإصلاحات والخطط التنموية التي بدأها. فلقد شهدت مصر تحسنا كبيرا تحت قيادته، وأتمنى للشقيقة مصر الحبيبة مزيدا من الاستقرار والتوفيق في المستقبل... وكلامي هنا ليس منبعه محبتي لمصر على المستوى الشخصي فقط، لكن لبعد عربي وإقليمي مهم، يتمثل في أن أمن واستقرار مصر ونهضتها اقتصاديا إنما هو أمر حيوي وضروري للمنطقة ككل، فهي صمام الأمان بما تمثله من عمق عربي استراتيجي... والوقوف إلى جوارها من أجل التعافي اقتصاديا هو واجبنا جميعا.
حفظ الله مصر وفلسطين وسائر بلدان وطننا العربي الكبير... وعاشت وحدة الأشقاء.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الرئیس السیسی بما فی ذلک فی مصر
إقرأ أيضاً:
مستشار الأمم المتحدة: الرئيس السيسي لعب دورًا رئيسيًا في جذب 85% من الاستثمارات | فيديو
قال الدكتور محمد حمزة الحسيني، الخبير الاقتصادي ومستشار الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن مصر أطلقت برنامج الإصلاح الاقتصادي والمشروعات القومية الكبرى من أجل خلق بنية أساسية جاهزة للاستثمار ويمكن البناء عليها لاستقطاب الاستثمارات.
وأضاف «الحسيني»، خلال لقائه عبر قناة «النيل للأخبار»، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لدولة قطر شهدت الإقرار بضخ 7.5 مليارات دولار كاستثمارات مباشرة، و2 مليار دولار سيتم ضخها في 2025، والباقي في 2026. وتابع أن القطاعات التي سيتم التركيز عليها تشمل إدارة الموانئ، والطاقة المتجددة، وتكنولوجيا المعلومات، والرقمنة وغيرها من القطاعات الواعدة.
وأوضح «الحسيني» أنه منذ 20 عامًا كان يتم تصنيف ذكاء المستثمر بناءً على استثمارات من دول مثل أمريكا، والدول الأوروبية، والنمور الأسيوية، ولكن الآن أصبح المستثمر الخليجي هو الأذكى على مستوى العالم، مشيرًا إلى أن «المستثمر الخليجي لا يضع درهمًا في مكان إلا إذا كان متأكدًا أنه سيحقق فوائد».
دور الرقمنة في تحسين البيئة الاستثماريةوقال الدكتور محمد حمزة الحسيني إن مصر، منذ عام 1976 وحتى 2024، كانت تعاني من وجود سوقين للدولار (موازي ورسمي)، لكن الدولة نجحت في القضاء على السوق السوداء للدولار، وهو ما يعتبر انتصارًا تاريخيًان مضيفًا أنه من أجل ضمان استقرار الوضع الاقتصادي يجب تسريع عملية الرقمنة، مشيرًا إلى أن بعض الجهات الحكومية لم تصل بعد إلى المستوى المطلوب في الرقمنة، ويمكن حل هذه المشكلة من خلال عقد اجتماع بين رئيس الوزراء والوزراء وعمل ربط بين الوزارات.
وشدد على أهمية ربط جميع الجهات الحكومية من خلال «النافذة الواحدة»، مشيرًا إلى أن هذه النافذة تواجه مشاكل بيروقراطية يجب التغلب عليها. وقال إن جميع المؤسسات يجب أن تتبع وزارة الاستثمار، لتكون هي الجهة المسؤولة عن تسهيل الإجراءات للمستثمرين.
إطلاق المبادرات العالمية للاستثماروأكد «الحسيني» أن مصر يجب أن تبدأ في إطلاق مبادرات ومنتديات للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في جميع دول العالم، مشيرًا إلى أن هناك دولًا مثل الهند والصين قد نجحت في ذلك. وأضاف أنه لا ينبغي على مصر استقطاب الدول الكبيرة فقط، بل يجب أيضًا جذب الدول التي حققت تنمية شاملة.
وأشار إلى أنه من الضروري وجود منصة للاستثمار في مصر، قائلاً: «طالما الدولة تحظى باستثمارات فإنها تعمل مثل البيت المستقر، ولكن إذا قل الدخل يحدث اضطراب».
دور الرئيس السيسي في جذب الاستثماراتكما قال الدكتور محمد حمزة الحسيني إن من 80 إلى 85% من الاستثمارات التي دخلت مصر في آخر 12 عامًا جاءت عن طريق الرئيس عبد الفتاح السيسي، موضحًا أن الحكومة لم تقصر في جذب الاستثمارات، ولكن يجب محاسبة مجالس الأعمال التي تم إنشاؤها، والرابطات والاتحادات، مضيفًا: «علينا أن نعلم ماذا فعلوا في هذا المجال».
كما أشار إلى أن تأثير مجالس الأعمال لا يتجاوز 5%، موضحًا أن هذه المجالس تم تأسيسها بهدف جذب الاستثمارات، مؤكدًا أن شركات القطاع الخاص المصرية عليها استقطاب شراكات مع الشركات العالمية.
وفي الختام، نقل «الحسيني» عن أحد المستثمرين من سلطنة عمان قوله إن سمعة الدولة المصرية منذ 15 عامًا كانت سلبية بسبب غياب التنمية الاقتصادية والبنية التحتية، لكنه الآن لا يستطيع تصديق ما تم تحقيقه من تطوير في المدن وتنويع البنية التحتية.
اقرأ أيضاًمجلس الوزراء القطري يشيد بنتائج مباحثات أمير قطر مع الرئيس السيسي
شاهد نشاط الرئيس السيسي بالنصف الأول من أبريل.. زيارة ماكرون وجولة خليجية الأبرز
دعم العمل العربي الموحد ورفض التهجير.. الصحف الكويتية تبرز زيارة الرئيس السيسي لدولة الكويت