إسرائيل حاضرة.. 7 دوافع خلف هجوم حوثي أحبطته مدمرة أمريكية
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
قال إبراهيم جلال، وهو باحث يمني في مجال الأمن والصراع والدفاع، إنه توجد سبعة دوافع داخلية وخارجية خلف هجوم جماعة الحوثي اليمنية، المدعومة من إيران، الذي أحبطته المدمرة الأمريكية "يو إس إس كارني"، بينما كانت تبحر في البحر الأحمر، بحسب تحيل في "معهد الشرق الأوسط بواشنطن" (MEI) ترجمه "الخليج الجديد".
وفي 19 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن المدمرة اعترضت ثلاثة صواريخ "كروز" وعدة طائرات بدون طيار دون أن تتكبد أي أضرار.
و"رغم أن الحوثيين لم يتبنوا الهجوم، فمن المرجح أن الطائرات والصواريخ أُطلقت من المواقع الشمالية الغربية التي يسيطرون عليها في محافظتي الحديدة وحجة على ساحل البحر الأحمر"، بحسب جلال.
وتابع: "وفي حين أن الهدف الرئيسي للصواريخ والطائرات بدون طيار لم يتم تحديده بعد؛ بسبب عدم وجود تحليل فني للحطام، إلا أن البنتاجون قال إنه "من المحتمل أنها كانت متجهة نحو إسرائيل".
وهذا الهجوم جاء في وقت تتواصل فيه منذ 7 أكتوبر مواجهة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحركة "حماس" وفصائل مقاومة أخرى في غزة، مع مؤشرات متواترة على قرب شن إسرائيل غزو بري للقطاع، الذي يعيش فيه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
و"الهجوم الحوثي رمزي إلى حد كبير ويهدف إلى إرسال رسالة سياسية، إذ يؤكد الحوثيون دورهم كجزء من "محور المقاومة" الإيراني"، وفقا لجلال الذي لفت إلى أنه "عندما استهدف الحوثيون في الماضي السفن العسكرية والتجارية بقصد التسبب في أضرار، نشروا زوارق متفجرة وألغاما بحرية يتم التحكم فيها عن بعد إلى جانب الصواريخ والطائرات بدون طيار".
كما أشار إلى أن "الهجوم جاء بعد أيام من إشارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى أن محور المقاومة يمكن أن يتخذ "إجراءات وقائية"، وحذر من حرب "جبهات متعددة" إذا غزت إسرائيل غزة وانخرطت (حليفتها) الولايات المتحدة في الصراع".
اقرأ أيضاً
ستحقق أهداف حماس وإيران.. إسرائيل تسير نحو فخ غزة
دوافع خارجية
وبالنسبة للدوافع الخارجية خلف الهجوم، قال جلال: "أولا يسعى الجناح المتشدد للحوثيين إلى تعزيز الانتماء الإقليمي للجماعة تحت محور المقاومة. وتأثير إيران على هذا الجناح قوي للغاية، وهو نتيجة لاستثمارات سياسية وعسكرية ومالية طويلة المدى".
وتعتبر كل من طهران وتل أبيب العاصمة الأخرى العدو الأول لها، وتواصل إسرائيل احتلال أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان منذ حرب 1967.
و"ثانيا، يريد الحوثيون، مثل الجماعات الأخرى الموالية لإيران، تعزيز مكانتهم الإقليمية كحركة مقاومة وتأمين المزيد من الدعم بين العرب والمسلمين"، كما أضاف جلال.
وأردف: "ثالثا، يبعث الحوثيون برسالة إلى الولايات المتحدة مفادها أنهم قد يستهدفون في المستقبل المصالح الأمريكية أو الإسرائيلية في المنطقة، بما في ذلك تلك التي تمر عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب".
ومنذ سبتمبر/ أيلول 2014، تسيطر قوات الحوثيين على محافظات ومدن يمنية، بينها العاصمة صنعاء (شمال)، ضمن صراع مسلح ضد القوات الموالية للحكومة الشرعية، المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية منذ 2015.
اقرأ أيضاً
ينزلق إلى "السيناريو الكابوس".. بايدن يرخي لجام نتنياهو على غزة
دوافع داخلية
على المستوى الداخلي، رأى جلال أنه "توجد أربعة دوافع أساسية. أولا، أن الحوثيين يواجهون انتقادات متزايدة بسبب ادعاءاتهم بأنهم يدعمون فلسطين ويخوضون حربا دائمة ضد إسرائيل".
وفي 10 أكتوبر، قال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي إنه إذا تدخلت الولايات المتحدة عسكريا بشكل مباشر في غزة، فإن جماعته ستطلق طائرات بدون طيار وصواريخ، من بين أعمال عسكرية أخرى بالتنسيق مع "محور المقاومة".
"ثانيا، يسعى الحوثيون إلى الاستفادة من التصعيد المستمر لتعزيز دعمهم الشعبي الضعيف في اليمن وخارجه في ظل استجابات حذرة وغير كافية من حكومات العديد من الدول العربية والإسلامية"، كما زاد جلال.
واستطرد: "ثالثا، في حين أن الهجوم يعزز معنويات قوات الحوثيين ومؤيديهم والمتعاطفين معهم على المدى القصير، فإن التطور الجيوسياسي العام يساعد الحوثيين أيضا على تشتيت انتباه الجمهور ومحاولة احتواء السخط المتزايد عبر استخدام الخطاب الشعبوي".
و"رابعا، يسعى الحوثيون إلأى زيادة نفوذهم في المحادثات السعودية الحوثية الجارية، والتي لم تتوقف على الرغم من التغيرات الأخيرة في الديناميكيات الإقليمية"، كما تابع جلال.
وفي 18 أكتوبر، التقى وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، الذي يتولى ملف اليمن، مع مجلس القيادة الرئاسي اليمني لمناقشة تطورات المحادثات وضرورة التوصل إلى حل سياسي يمني شامل.
ومنذ أشهر يشهد اليمن تهدئة من حرب اندلعت قبل نحو تسع سنوات، وتأمل السعودية في إيجاد حل سياسي مستدام لهذا النزاع، بما يخدم جهودها لتنفيذ رؤية المملكة 2030، الهادفة بالأساس إلى تنويع وتوسيع اقتصادها بعيدا عن الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للإيرادات، في ظل تقلبات أسعاره وتحول العالم نحو الطاقة المتجددة غير المسببة للتغير المناخي.
اقرأ أيضاً
هدد برد عسكري.. الحوثي يحذر الولايات المتحدة من التدخل في غزة
المصدر | إبراهيم جلال/ معهد الشرق الأوسط بواشنطن- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الحوثيون هجوم البحر الأحمر مدمرة أمريكية إسرائيل غزة
إقرأ أيضاً:
الحوثيون: نجحنا في إفشال هجوم أمريكي بريطاني على اليمن
أعلن الحوثيون، أنهم أسقطوا طائرة إف 18 أثناء محاولة التصدي للطائرات الأمريكية والبريطانية، وفقا لما ذكرته فضائية “القاهرة الإخبارية” في نبأ عاجل.
الحوثيون: سنتعامل مع أي تصعيد إسرائيلي - أمريكي على اليمن بتصعيد مماثل الحوثيون: هاجمنا هدفا عسكريا إسرائيليا في يافا بطائرة مسيرة
وتابع أنه :"نجحنا في إفشال هجوم أمريكي بريطاني على اليمن".
وفي إطار آخر، كشف تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن احتمالات متعددة لفشل أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلي في اعتراض صاروخ باليستي أطلقه الحوثيون من اليمن، والذي أصاب ملعبًا وتسبب في أضرار جسيمة، هذا الفشل أثار تساؤلات حول فعالية الدفاعات الجوية الإسرائيلية في مواجهة تهديدات متزايدة ومتطورة.
ثغرات في نظام الدفاع الجوي
وفقًا للتقرير، قد يكشف هذا الحادث عن وجود ثغرات خطيرة في نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي، خاصة في حماية الجبهة الداخلية، يأتي ذلك بعد سلسلة من الحوادث، بما في ذلك اعتراض جزئي لصاروخ آخر أصاب مدرسة في "رامات إفال"، وهجوم بطائرة مسيرة اخترقت المجال الجوي الإسرائيلي وضربت مبنى في "يفنه".
أسباب محتملة للفشل
تحدث التقرير عن سيناريوهين رئيسيين قد يفسران الفشل في اعتراض الصاروخ الحوثي:
1. مسار باليستي "مسطح":
أطلق الصاروخ في مسار غير تقليدي ومن اتجاه غير متوقع، مما صعب على أنظمة الكشف الإسرائيلية والأميركية اكتشافه في الوقت المناسب، أدى ذلك إلى اكتشاف متأخر، وبالتالي لم يكن هناك وقت كافٍ لتفعيل أنظمة الاعتراض.
2. رأس حربي قابل للمناورة:
طورت إيران، بالتعاون مع الحوثيين، رؤوسًا حربية قادرة على الانفصال عن الصاروخ والمناورة خلال الثلث الأخير من مسارها، تستخدم هذه الرؤوس محركات صاروخية صغيرة أو زعانف للملاحة بسرعات تصل إلى 5 ماخ، مما يجعل اعتراضها تحديًا كبيرًا.
تطور الأسلحة الإيرانية
وأشار التقرير إلى أن إيران تمتلك صواريخ متطورة، مثل "خيبر-شيكن" و"عماد 4"، والتي تحمل رؤوسًا حربية قابلة للمناورة، كما أظهرت الهجمات الأخيرة أن إيران نجحت في تطوير أساليب لإطلاق هذه الصواريخ في مسارات باليستية منخفضة، مما يزيد من صعوبة رصدها واعتراضها.
تهديد وجودي
وأكد التقرير أن التهديد الذي تشكله هذه الصواريخ برؤوس حربية مناورة قد يصبح وجوديًا لإسرائيل، خاصة إذا نجحت إيران في تطوير رؤوس حربية نووية، أي رأس نووي مناور قد يخترق أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلي ويتسبب في دمار كارثي وخسائر فادحة.
نظام "القبة الحديدية"
يرى الخبراء أن نظام "القبة الحديدية" وأنظمة الدفاع الأخرى بحاجة إلى تحسينات عاجلة لمواجهة تهديدات الصواريخ الباليستية والمسيرات المتطورة، كما يشير التقرير إلى أهمية الإسراع في تشغيل نظام اعتراض الليزر "Iron Beam" لمواجهة التحديات المستقبلية.
ختامًا، يشدد التقرير على ضرورة جمع معلومات استخبارية دقيقة حول مواقع إطلاق الصواريخ في اليمن وإيران، واستهدافها لمنع تكرار مثل هذه الحوادث التي تهدد الأمن القومي الإسرائيلي.