ماكرون يفضّل التريّث في زيارة إسرائيل بعد هجمات حماس
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
حدّد ماكرون معايير عالية من حيث الأهداف: أمن إسرائيل، والحرب ضد حركة حماس الإسلامية الفلسطينية، ولكن أيضا منع تصعيد النزاع واستئناف "العملية السياسية" لقيام دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل.
يؤكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه سيزور إسرائيل وسيجري جولة شرق أوسطية إنما ليس على الفور، ففي مواجهة توازنات معقّدة للدبلوماسية الفرنسية فضّل الرئيس الفرنسي التريّث بعد هجمات حركة حماس المباغتة على إسرائيل.
الجمعة قال ماكرون "بناء على المناقشات التي سأجريها خلال الأيام القليلة المقبلة، سأدرس إجراء الزيارة"، مشدّدا على سعيه لتحقيق اختراقات "مفيدة" خلالها.
وفي حين أشارت تكهّنات السبت لرحلة وشيكة، ستجرى الثلاثاء وفقا لبعض وسائل الإعلام، لم يشأ الإليزيه تأكيد ذلك، مشيرا مرة أخرى إلى "مناقشات جارية".
وحدّد ماكرون معايير عالية من حيث الأهداف: أمن إسرائيل، والحرب ضد حركة حماس الإسلامية الفلسطينية، ولكن أيضا منع تصعيد النزاع واستئناف "العملية السياسية" لقيام دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل.
مآسي الحرب مستمرة.. مواطنون من غزة فقدوا أحباءهم في قصف إسرائيلي: لن نترك أرضنابناء مخيم للنازحين الفلسطينيين في جنوب قطاع غزة يُعيد إلى الأذهان مأساة النكبةوعلى عكس التريث الفرنسي، اختار الرئيس الأميركي جو بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الذهاب فورا إلى إسرائيل، التي لا تزال تحت وقع الهجمات المباغتة، التي شنّتها حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر على أراضي الدولة العبرية انطلاقا من قطاع غزة وأدت إلى أكثر من 1400 قتيل.
وتفاجأ المراقبون بالتكتّم النسبي لماكرون الذي عادة ما يسارع لعرض الوساطة، ويطلق خطوات استباقية في الأزمات الدولية.
ويقول ميشال دوكلو الدبلوماسي السابق والمستشار الخاص لمعهد مونتين إن "الوضع معقد للغاية. لدينا أكبر جالية مسلمة في أوروبا وثالث أكبر جالية يهودية في العالم".
"تداعيات كارثية"ويضيف "إذا أمكن لسوناك وشولتس القيام بذلك ، فلا أرى لمَ لم نتمكن نحن من القيام بذلك".
وأعرب ماكرون عن دعمه الراسخ للإسرائيليين و"حقّهم في الدفاع عن أنفسهم"، ليعود ويعدّل لاحقا تصريحاته تدريجيا من خلال دعوته الإسرائيليين في ردّهم الى "تجنّب" المدنيين في غزة وتطرّقه إلى البحث عن حل سلمي.
يقول مدير مركز الدراسات والبحوث حول العالم العربي ودول المتوسط في جنيف حسني لعبيدي إن "فرنسا ذهبت بعيدا جدا في خطابها المفتقر للدقة (الداعم لإسرائيل). لقد كانت التداعيات كارثية في جميع بلدان الشرق الأوسط" من حيث المشهدية.
وشدّد على أن التظاهرات أمام سفارتي فرنسا في تونس وطهران هذا الأسبوع تشكّل دليلا على ذلك. ويلاحظ لعبيدي إن "القيمة المضافة" لمثل هذه الرحلة بدأت تبدو غير مرجّحة.
شاهد: فلسطينيون مزدوجو الجنسية ما زالوا ينتظرون عند معبر رفح مساعٍ قطرية ومصرية للوساطة في ملف الرهائن المدنيين المحتجزين في غزةويضيف "بالنسبة لبلد يعتبر قاطرة للاتحاد الأوروبي وعضوا في مجلس الأمن (التابع للأمم المتحدة) كان من الصعب جدا على رئيسه أن يأتي في المرتبة الثانية أو الثالثة بعد شولتس أو فون دير لاين".
بعدم إجرائه جولة في العالم العربي، وتخليه عن التوجّه إلى عمّان، اقتصر خيار بايدن على زيارة إسرائيل.
ويقول رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا يوناثان أرفي إن "للإسرائيليين حساسية كبيرة تجاه مبادرات التضامن لأن هذه الأزمة تولّد لديهم شعورا بانعدام الأمن وبالتالي إلى مسألة وحدة اليهود في العمق".
"انقسامات"ويضيف لفرانس برس "حاليا لا يمكن الذهاب إلى إسرائيل إذا كان الهدف إخبارهم بأن عليهم الجلوس بطريقة أو بأخرى لإجراء نقاش".
وشهدت فرنسا هجوما إسلاميا أسفر عن مقتل مدرّس في أراس (شمال)، بعد أسبوع على هجوم حماس.
وأقر ماكرون بأن النزاع في الشرق الأوسط يمكن أن يكون "عنصرا من عناصر الانقسام" في فرنسا "إذا أسأنا إدارة هذا الوضع"، مشيرا إلى أن هناك وجهات نظر مختلفة و"جانبا عاطفيا" في هذا الموضوع.
وحرصا منها على إظهار استقلالية تحليلية، تباطأت فرنسا في نشر تقريرها بشأن الجهة المسؤولة عن الضربة التي استهدفت الثلاثاء المستشفى الأهلي المعمداني في غزة وأوقعت عددا كبيرا من القتلى ونُظّمت تظاهرات عدة في العالم العربي تنديدا بها.
والجمعة قالت الاستخبارات العسكرية الفرنسية إن "الفرضية الأكثر ترجيحا هي صاروخ فلسطيني انفجر"، وذلك بعد يومين من استنتاج مماثل للأميركيين والإسرائيليين.
ويسلّط الرئيس الفرنسي الضوء على تواصله مع جميع قادة المنطقة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وعلى جهود تبذلها فرنسا لا سيما لدى حزب الله اللبناني الموالي لإيران لمنع اتّساع نطاق النزاع.
ويقول لعبيدي إنه سيكون من "الصعب جدا" على فرنسا أن تتموضع في هذا النزاع الذي "يحتكره الأميركيون" دبلوماسيا، ويضيف "الهامش الضئيل المتبقي لفرنسا تضرّر بفعل موقف الرئيس الفرنسي".
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ما هي مراحل الحرب الثلاث التي كشفها وزير الدفاع الإسرائيلي؟ بعد دخول المساعدات عبر رفح.. الجيش الإسرائيلي: الوضع الإنساني في غزة تحت السيطرة مسؤول إسرائيلي: 4 مستشفيات فلسطينية ترفض الإجلاء بالرغم من التحذيرات الإسرائيلية محادثات - مفاوضات حركة حماس فرنسا إسرائيل إيمانويل ماكرونالمصدر: euronews
كلمات دلالية: محادثات مفاوضات حركة حماس فرنسا إسرائيل إيمانويل ماكرون إسرائيل قطاع غزة حركة حماس غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني طوفان الأقصى الشرق الأوسط قصف مصر فلسطين ضحايا إسرائيل قطاع غزة حركة حماس غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني طوفان الأقصى الرئیس الفرنسی یعرض الآن Next حرکة حماس قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
بيان عاجل من حركة حماس بشأن مفاوضات إطلاق النار في غزة
ذكرت حركة حماس، اليوم الأحد، أن وفدها بقيادة محمد درويش، استعرض في القاهرة رؤية الحركة للوصول إلى صفقة شاملة تحقق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والإغاثة والإعمار في قطاع غزة.
وقالت الحركة في بيان لها: "غادر وفد قيادة حركة حماس برئاسة الأخ المجاهد محمد درويش وعضوية باقي أعضاء المجلس العاصمة المصرية القاهرة مساء اليوم السبت بعد أن أجرى محادثات ومشاورات مكثفة مع المسؤولين المصريين تناولت الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب العدوانية على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة وكافة القضايا ذات الصلة".
وأوضحت حماس أن اللقاءات شهدت استعراضًا مفصلًا لرؤية الحركة للوصول إلى صفقة متكاملة توقف العدوان وتؤسس لعملية تبادل أسرى، إلى جانب ضمان وصول المساعدات الإنسانية وتنفيذ مشاريع إعادة الإعمار.
وأكد البيان أن الجانبين توافقا على مواصلة الجهود والتواصل الدائم بهدف إنجاح المبادرات الجارية لتحقيق تقدم في هذا المسار، بما يكفل حماية الشعب الفلسطيني وإنهاء معاناته في القطاع المحاصر.
كما تناولت المحادثات الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، حيث شدد وفد حماس على "ضرورة التحرك العاجل لإيصال المساعدات والمواد الغذائية والطبية"، مشيرًا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل فرض حصار مشدد على القطاع منذ أكثر من شهرين، مما فاقم الأوضاع المعيشية والصحية للسكان. ودعت الحركة المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها وإنقاذ الأوضاع الإنسانية من الانهيار.
ويأتي هذا التحرك الدبلوماسي في وقت تتواصل فيه الجهود الإقليمية والدولية لوقف التصعيد العسكري في غزة، وسط مخاوف متزايدة من تفاقم الأزمة الإنسانية مع استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول الإمدادات الأساسية.