وصفت صحيفة "الغارديان" رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بأنه تحول إلى مجرد متفرج في الصراع الدائر بين "حماس" وإسرائيل.

جاء ذلك في تقرير مطول نشرته الصحيفة البريطانية اليوم السبت على موقعها الرسمي، تحدثت فيه عن السيناريوهات المتوقعة للحرب التي تخوضها إسرائيل ضد قطاع غزة، وعما إذا كان من الوارد اتساعها لتشمل حزب الله ولبنان.



ونقلت الصحيفة عن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي قالت بأنه "تحول إلى مجرد متفرج في الصراع بين إسرائيل وحماس"، قوله: "إن الفلسطينيين يتعرضون للتهجير القسري في غزة والضفة الغربية، حيث تؤدي مضايقات المستوطنين بدعم من قوات الأمن إلى دفع أعداد متزايدة من الناس للخروج من أراضي أجدادهم".

وأضاف عباس: "لن نترك أرضنا أبداً وسنقف شامخين على أرضنا حتى النهاية".

على صعيد آخر ذكرت الصحيفة أن الحكومة الإسرائيلية تتعرض لضغوط متزايدة من صقور المؤسسة الأمنية لشن ضربة استباقية على حزب الله في لبنان، لكنها تواجه معارضة قوية من الولايات المتحدة، التي تخشى أن تؤدي الحرب على جبهتين إلى إشعال صراع إقليمي كبير.

وأشارت إلى أن إسرائيل ومنذ أن ردت على غزة بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، أطلق حزب الله النار بشكل متكرر على المستوطنات الإسرائيلية، مما أدى إلى إخلاء إسرائيلي للحدود الشمالية، بما في ذلك بلدة كريات شمونة. وقالت بأن التهديد بشن هجوم كبير من قبل حزب الله أدى إلى دعوات من الصقور لضرب ترسانة الصواريخ الكبيرة.

ولفتت الصحيفة البريطانية الانتباه إلى ما نقلته صحيفة نيويورك تايمز عن أن الرئيس بايدن استغل وقته في تل أبيب الأربعاء الماضي والزيارات التي قام بها كبار مسؤولي الدفاع الأمريكيين في الأيام السابقة، لحث القيادة الإسرائيلية على عدم المخاطرة بمثل هذه الضربة الاستباقية على الميليشيات المدعومة من إيران. لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفض الفكرة.

وذكرت أن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يقوم بجولة في المنطقة سعيا لمنع انتشار الصراع.

ووفق الغارديان فإن الولايات المتحدة حققت نجاحاً أقل في إقناع إسرائيل بفتح ممر إنساني إلى غزة، حيث أنه زبعد أسبوع من ادعاء المسؤولين الأمريكيين لأول مرة أنهم توصلوا إلى اتفاق مع إسرائيل للسماح بمرور المساعدات الإنسانية، مرت قافلة أولى مكونة من 20 شاحنة عبر المعبر الحدودي في رفح اليوم ، لكن مسؤولي الإغاثة قالوا إنها كانت أقل بكثير من المطلوب.

وبموجب الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة، قامت الشاحنات بتسليم مساعدات من الهلال الأحمر المصري إلى الذراع الفلسطيني لهذه المنظمة. وقال مسؤولو الإغاثة إنهم لا يتوقعون التسليم يوم الأحد، ومن المقرر أن تصل الشحنة التالية إلى قافلة تابعة للأمم المتحدة يوم الاثنين.

وتطالب الحكومة الإسرائيلية برؤية دليل على أن حماس لم تستولي على شحنات المساعدات أو تحولها قبل السماح بالمزيد. وقال مسؤول في الأمم المتحدة يوم السبت إن "إجراءات التحقق لا تزال قيد المناقشة".

وتتفاوض وكالات الإغاثة أيضًا مع إسرائيل للسماح بالوقود الضروري لمولدات المستشفيات ونظام تحلية المياه وضخ المياه في غزة، ليكون جزءًا من القوافل الإنسانية.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمام قمة السلام في القاهرة يوم السبت: "إن شعب غزة بحاجة إلى التزام بأكثر من ذلك بكثير ـ توصيل مستمر للمساعدات إلى غزة بالحجم المطلوب". ودعا إلى وقف إنساني لإطلاق النار لإنقاذ غزة مما وصفه بـ"الكابوس المروع".

وزار غوتيريس يوم الجمعة معبر رفح، حيث كانت هناك كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية تنتظر الضوء الأخضر للعبور إلى غزة. وقال: "هناك رأيت مفارقة كارثة إنسانية تحدث في الوقت الحقيقي.. من ناحية، رأيت مئات الشاحنات المحملة بالأغذية والإمدادات الأساسية الأخرى. ومن ناحية أخرى، نعلم أنه على الجانب الآخر من الحدود، يوجد مليوني شخص بدون ماء وطعام ووقود وكهرباء وأدوية. الأطفال والأمهات وكبار السن والمرضى. شاحنات ممتلئة من جهة، وبطون فارغة من جهة أخرى".

وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن القمة التي تم الترتيب لها على عجل في المركز الإداري الجديد في القاهرة، والتي حضرها في الغالب زعماء عرب وأوروبيون، تهدف إلى وضع خارطة طريق للإغاثة الإنسانية وإحياء آمال السلام الإسرائيلي الفلسطيني.

وبعد تأمين إطلاق سراح الرهينتين الأمريكيتين، جوديث وناتالي رانان، يوم الجمعة من خلال دبلوماسية إقليمية عاجلة شملت وساطة قطرية، كان المسؤولون الأمريكيون يسارعون للتفاوض بشأن حرية الأمريكيين الآخرين قبل بدء الهجوم البري الإسرائيلي. ولا يزال مصير عشرة مواطنين أمريكيين في عداد المفقودين بعد الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، ولكن من غير الواضح عدد هؤلاء الذين ما زالوا على قيد الحياة ومحتجزين في غزة.

ووفق تقرير الغارديان فإن إدارة بايدن تحاول أيضًا الحصول على إذن لمئات الأمريكيين الفلسطينيين الذين ما زالوا محاصرين داخل غزة ليتمكنوا من المغادرة. وجعلت مصر أي خروج من غزة عبر رفح مشروطا بتسليم المساعدات الإنسانية، ولكن حتى بعد مرور القافلة الأولى عبر البوابة الحدودية، لم يكن هناك ما يشير إلى أن أي أمريكي تمكن من العبور. لقد أصبحت هذه القضية معيارا لسلطة الولايات المتحدة في المنطقة.

https://www.theguardian.com/world/2023/oct/21/us-holding-back-israel-from-strike-against-hezbollah

وتواصل إسرائيل منذ أسبوعين، شن غارات مكثفة على غزة التي تعيش حصارا مطبقا منذ 7 أكتوبر الجاري، قطع عنها الجيش الإسرائيلي الغذاء والماء والدواء والوقود ما تسبب بتفاقم الوضع الإنساني المتدهور، مع إعلان وزارة الصحة بغزة خروج 7 مستشفيات و21 مركزا صحيا عن الخدمة في القطاع.

وفجر 7 أكتوبر الجاري، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، ردا على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة.

في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي حربا على القطاع الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الفلسطينية عباس تقرير بريطانيا فلسطين عباس اعلام تقرير سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة حزب الله فی غزة

إقرأ أيضاً:

حماس: نتنياهو يواصل سياسة الكذب المفضوح بشأن تجويع غزة

نددت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بخطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الجمعة، قائلة إنه "يهدد الأمن والسلم الدوليين ويواصل سياسة الكذب المفضوح فيما يتعلق بتجويع غزة".

وقالت الحركة في بيان "مجرم الحرب نتنياهو، ما زال يواصل استخفافه بالرأي العام العالمي، ويردد ذات الأكاذيب التي ارتكز عليها لتبرير حملة الإبادة التي يشنها ضد المدنيين العزل في قطاع غزة، والادعاءات التي ثبت كذبها حول ما حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وذلك وفق تقارير وتحقيقات صحفية دولية، أو حتى تحقيقات داخلية صهيونية".

وتابعت "ما سمعه العالم اليوم من الإرهابي نتنياهو، هو تهديد واضح للسلم والأمن الدوليين، عبر تأكيد إصراره على المضي في توسيع العدوان على شعوب المنطقة، ومواصلة جرائمه الوحشية المستندة إلى سياسة أميركية إجرامية توفر الغطاء السياسي والعسكري لهذه الجرائم".

وعدّت الحركة ادعاءات نتنياهو سماحَه بإدخال مساعدات إلى غزة استمرارا لسياسة الكذب المفضوح، قائلة إن جريمة التجويع التي يرتكبها الاحتلال ضد المدنيين في قطاع غزة مثبتة وموثقة بتقارير أممية.

ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، توقف إسرائيل إمدادات الحياة الأساسية من مياه وغذاء وأدوية ومستهلكات طبية، من خلال إغلاق المعابر وتعمد تقليل دخول المساعدات الإغاثية مما تسبب بتفاقم الأوضاع المعيشية لدى النازحين، ووفاة عشرات الأطفال بسبب سوء التغذية الناجم عن المجاعة.

وشددت الحركة على أن الشعب الفلسطيني هو من يقرر مستقبله، وأن اليوم التالي للحرب في قطاع غزة هو شأن وطني فلسطيني خالص، وأن مخططات الاحتلال بشأن تقرير مستقبل القطاع، لن تجد طريقا للتنفيذ، بإرادة شعبنا ومقاومته الحرة.

وأشادت حماس بـانسحاب وفود معظم دول العالم من قاعة اجتماع (الأمم المتحدة) "فور صعود مجرم الحرب نتنياهو للمنصة".

وأظهرت مقاطع فيديو خلوّ مقاعد معظم وفود الدول العربية والإسلامية، التي قاطعت خطاب نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيما حاول الوفد الإسرائيلي التغلب على هذا الإحراج عبر تعمد التصفيق بشكل متواصل له خلال كلمته.

مشاهد تظهر انسحاب وفود عربية ودولية من الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال إلقاء نتنياهو لكلمته#حرب_غزة pic.twitter.com/NPSpW2wsuH

— قناة الجزيرة (@AJArabic) September 27, 2024

وتضمن خطاب نتنياهو انتقادات لاذعة للأمم المتحدة وشدد على استمرار إسرائيل في القتال بغزة ولبنان حتى "النصر الكامل".

وشدد نتنياهو على أن المطلوب لإنهاء الحرب هو أن تستسلم حماس وتفرج عن جميع "الرهائن" و"إذا لم تفعل سنواصل القتال".

وعرض نتنياهو، خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة، خريطتين تظهران الضفة الغربية وقطاع غزة جزءا من إسرائيل.

وبدعم أميركي، تشن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 137 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وألقى نتنياهو كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة في الوقت الذي طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان، إصدار مذكرتي اعتقال بحقه وبحق وزير دفاعه يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.

مقالات مشابهة

  • “الفيفا”: من 5 إلى 10 ملايين متفرج يحضرون كأس العالم للأندية 2025 ومونديال 2026
  • إسرائيل تزعم: في وقت ما خلال الحرب علمنا مكان السنوار
  • إسرائيل تعتقل 40 فلسطينياً في الضّفة الغربية
  • لماذا لم تظهر وساطة عربية بين إسرائيل وحزب الله
  • هيئة الأمم المتحدة للمرأة: الأزمة الإنسانية في السودان لها تأثير كارثي خاص على النساء والفتيات
  • لماذا تعتبر إيران الحرب ضد إسرائيل فخا؟
  • وول ستريت جورنال: لماذا فشلت إسرائيل استخباراتياً أمام “حماس” و”نجحت” مع “حزب الله”؟
  • حماس: نتنياهو يواصل سياسة الكذب المفضوح بشأن تجويع غزة
  • هل تمكنت إسرائيل من اختراق حزب الله وفشلت مع حماس؟
  • حماس ترد على خطاب نتنياهو