الغارديان: عباس تحول إلى مجرد متفرج في الحرب بين حماس وإسرائيل
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
وصفت صحيفة "الغارديان" رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بأنه تحول إلى مجرد متفرج في الصراع الدائر بين "حماس" وإسرائيل.
جاء ذلك في تقرير مطول نشرته الصحيفة البريطانية اليوم السبت على موقعها الرسمي، تحدثت فيه عن السيناريوهات المتوقعة للحرب التي تخوضها إسرائيل ضد قطاع غزة، وعما إذا كان من الوارد اتساعها لتشمل حزب الله ولبنان.
ونقلت الصحيفة عن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي قالت بأنه "تحول إلى مجرد متفرج في الصراع بين إسرائيل وحماس"، قوله: "إن الفلسطينيين يتعرضون للتهجير القسري في غزة والضفة الغربية، حيث تؤدي مضايقات المستوطنين بدعم من قوات الأمن إلى دفع أعداد متزايدة من الناس للخروج من أراضي أجدادهم".
وأضاف عباس: "لن نترك أرضنا أبداً وسنقف شامخين على أرضنا حتى النهاية".
على صعيد آخر ذكرت الصحيفة أن الحكومة الإسرائيلية تتعرض لضغوط متزايدة من صقور المؤسسة الأمنية لشن ضربة استباقية على حزب الله في لبنان، لكنها تواجه معارضة قوية من الولايات المتحدة، التي تخشى أن تؤدي الحرب على جبهتين إلى إشعال صراع إقليمي كبير.
وأشارت إلى أن إسرائيل ومنذ أن ردت على غزة بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، أطلق حزب الله النار بشكل متكرر على المستوطنات الإسرائيلية، مما أدى إلى إخلاء إسرائيلي للحدود الشمالية، بما في ذلك بلدة كريات شمونة. وقالت بأن التهديد بشن هجوم كبير من قبل حزب الله أدى إلى دعوات من الصقور لضرب ترسانة الصواريخ الكبيرة.
ولفتت الصحيفة البريطانية الانتباه إلى ما نقلته صحيفة نيويورك تايمز عن أن الرئيس بايدن استغل وقته في تل أبيب الأربعاء الماضي والزيارات التي قام بها كبار مسؤولي الدفاع الأمريكيين في الأيام السابقة، لحث القيادة الإسرائيلية على عدم المخاطرة بمثل هذه الضربة الاستباقية على الميليشيات المدعومة من إيران. لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفض الفكرة.
وذكرت أن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يقوم بجولة في المنطقة سعيا لمنع انتشار الصراع.
ووفق الغارديان فإن الولايات المتحدة حققت نجاحاً أقل في إقناع إسرائيل بفتح ممر إنساني إلى غزة، حيث أنه زبعد أسبوع من ادعاء المسؤولين الأمريكيين لأول مرة أنهم توصلوا إلى اتفاق مع إسرائيل للسماح بمرور المساعدات الإنسانية، مرت قافلة أولى مكونة من 20 شاحنة عبر المعبر الحدودي في رفح اليوم ، لكن مسؤولي الإغاثة قالوا إنها كانت أقل بكثير من المطلوب.
وبموجب الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة، قامت الشاحنات بتسليم مساعدات من الهلال الأحمر المصري إلى الذراع الفلسطيني لهذه المنظمة. وقال مسؤولو الإغاثة إنهم لا يتوقعون التسليم يوم الأحد، ومن المقرر أن تصل الشحنة التالية إلى قافلة تابعة للأمم المتحدة يوم الاثنين.
وتطالب الحكومة الإسرائيلية برؤية دليل على أن حماس لم تستولي على شحنات المساعدات أو تحولها قبل السماح بالمزيد. وقال مسؤول في الأمم المتحدة يوم السبت إن "إجراءات التحقق لا تزال قيد المناقشة".
وتتفاوض وكالات الإغاثة أيضًا مع إسرائيل للسماح بالوقود الضروري لمولدات المستشفيات ونظام تحلية المياه وضخ المياه في غزة، ليكون جزءًا من القوافل الإنسانية.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمام قمة السلام في القاهرة يوم السبت: "إن شعب غزة بحاجة إلى التزام بأكثر من ذلك بكثير ـ توصيل مستمر للمساعدات إلى غزة بالحجم المطلوب". ودعا إلى وقف إنساني لإطلاق النار لإنقاذ غزة مما وصفه بـ"الكابوس المروع".
وزار غوتيريس يوم الجمعة معبر رفح، حيث كانت هناك كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية تنتظر الضوء الأخضر للعبور إلى غزة. وقال: "هناك رأيت مفارقة كارثة إنسانية تحدث في الوقت الحقيقي.. من ناحية، رأيت مئات الشاحنات المحملة بالأغذية والإمدادات الأساسية الأخرى. ومن ناحية أخرى، نعلم أنه على الجانب الآخر من الحدود، يوجد مليوني شخص بدون ماء وطعام ووقود وكهرباء وأدوية. الأطفال والأمهات وكبار السن والمرضى. شاحنات ممتلئة من جهة، وبطون فارغة من جهة أخرى".
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن القمة التي تم الترتيب لها على عجل في المركز الإداري الجديد في القاهرة، والتي حضرها في الغالب زعماء عرب وأوروبيون، تهدف إلى وضع خارطة طريق للإغاثة الإنسانية وإحياء آمال السلام الإسرائيلي الفلسطيني.
وبعد تأمين إطلاق سراح الرهينتين الأمريكيتين، جوديث وناتالي رانان، يوم الجمعة من خلال دبلوماسية إقليمية عاجلة شملت وساطة قطرية، كان المسؤولون الأمريكيون يسارعون للتفاوض بشأن حرية الأمريكيين الآخرين قبل بدء الهجوم البري الإسرائيلي. ولا يزال مصير عشرة مواطنين أمريكيين في عداد المفقودين بعد الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، ولكن من غير الواضح عدد هؤلاء الذين ما زالوا على قيد الحياة ومحتجزين في غزة.
ووفق تقرير الغارديان فإن إدارة بايدن تحاول أيضًا الحصول على إذن لمئات الأمريكيين الفلسطينيين الذين ما زالوا محاصرين داخل غزة ليتمكنوا من المغادرة. وجعلت مصر أي خروج من غزة عبر رفح مشروطا بتسليم المساعدات الإنسانية، ولكن حتى بعد مرور القافلة الأولى عبر البوابة الحدودية، لم يكن هناك ما يشير إلى أن أي أمريكي تمكن من العبور. لقد أصبحت هذه القضية معيارا لسلطة الولايات المتحدة في المنطقة.
https://www.theguardian.com/world/2023/oct/21/us-holding-back-israel-from-strike-against-hezbollah
وتواصل إسرائيل منذ أسبوعين، شن غارات مكثفة على غزة التي تعيش حصارا مطبقا منذ 7 أكتوبر الجاري، قطع عنها الجيش الإسرائيلي الغذاء والماء والدواء والوقود ما تسبب بتفاقم الوضع الإنساني المتدهور، مع إعلان وزارة الصحة بغزة خروج 7 مستشفيات و21 مركزا صحيا عن الخدمة في القطاع.
وفجر 7 أكتوبر الجاري، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، ردا على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة.
في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي حربا على القطاع الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الفلسطينية عباس تقرير بريطانيا فلسطين عباس اعلام تقرير سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة حزب الله فی غزة
إقرأ أيضاً:
الغارديان: مذكرة اعتقال نتنياهو عار لن يتخلص منه وزلزال لحلفائه في الغرب
قالت صحيفة الغارديان، إن مذكرة الاعتقال التي صدرت بحق رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، يوم الخميس، بتهمة ارتكاب جرائم حرب، وصفة عار لن يتمكن من تجاهلها.
وقالت في تقرير ترجمته "عربي21" الجنائية التي طلبت اعتقال وزير الحرب السابق يواف غالانت والقيادي العسكري لحماس، محمد الضيف هي "زالزال" سيثقل كاهل نتنياهو ووزيره السابق مع مرور الوقت.
ولفتت إلى أن القرار زلزال في المشهد العالمي، حيث يتم فيه ولأول مرة توجيه اتهامات لحليف غربي بارتكاب جرائم حرب ومن مؤسسة قضائية دولية.
وقالت إن "القرار سيترك أثر، وعلى المدى القريب، في إسرائيل حيث سيحاول نتنياهو ويواف غالانت حشد الدعم من الرأي العام الإسرائيلي المتحدي. ولكن على المدى البعيد، فضخامة الإتهامات ضد نتنياهو وغالانت سيزداد ثقلها، وتقلص المساحة الدولية المفتوحة لهما. فوصمة العار بأنك أصبحت متهما بارتكاب جرائم حرب، من الصعب محوها".
وأشارت إلى أن غرفة المحكمة أزالت اسم يحيى السنوار، زعيم حماس الذي استشهد الشهر الماضي، ولكنها أبقت على اسم الضيف لأن مقتله لم يتأكد بعد، ويظل هذا مجرد رسميات، فمن المؤكد ألا يقف أيا من قادة حماس المسؤولين عن هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 أمام المحكمة.
وفي العالم كما يرى من لاهاي، فإن موافقة قضاة المحكمة الجنائية الدولية على أوامر الاعتقال ستغير إلى الأبد مكانتها. وقد رفضت الولايات المتحدة، وهي ليست من الدول الموقعة على ميثاق روما الذي أنشأ المحكمة الجنائية الدولية، أوامر الاعتقال، وقالت إنها ستنسق مع شركائها، بمن فيها إسرائيل بشأن "الخطوات التالية".
كما وسيبتعد حلفاء آخرون للاحتلال، مثل ألمانيا، لكنها ستكون لحظة صعبة لحكومة بريطانيا برئاسة كير ستارمر، الذي يتمتع بخلفية في مجال حقوق الإنسان والقانون الدولي بحسب الصحيفة.
ومن المرجح أن تضغط الولايات المتحدة على بريطانيا لرفض المصادقة على مذكرات الاعتقال، لكن هذا من شأنه أن يلحق ضررا خطيرا بمصداقية بريطانيا في أماكن أخرى من العالم. وذكرت منظمة أمنستي انترناشونال انترناشونال، ستارمر بأن "موقف بريطانيا كداعم حقيقي لحكم القانون يتطلب الإتساق والإنصاف".
وفي حين لم يفعل مجلس الأمن في الأمم المتحدة إلا القليل لتخفيف حدة الحرب في غزة ومعاناة المدنيين هناك، فسينظر إلى المحكمة الجنائية وبشكل واسع، وبخاصة في عالم الجنوب باعتبارها مدافعا أكثر فعالية عن ميثاق الأمم المتحدة. والسؤال المطروح على أوروبا على وجه الخصوص، هو ما إذا كان ينبغي لها أن تتعامل مع نتنياهو بناء على شروطه.
وقد أشار المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية إلى سابقة، ففي الوقت الذي كان فيه الرئيس الكيني السابق أوهورو كينياتا موضوع مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية، تبنى المسؤولون الأوروبيون سياسة تجنب الاتصال غير الضروري به.
وتعلق إيفا فوكوشيتش، الأستاذة المساعدة في التاريخ الدولي بجامعة أوتريخت: "أن هذه المجموعة من أوامر الاعتقال رائدة لأنها، وللمرة الأولى في حالة إسرائيل، تطال حليفا قريبا للدول الغربية الدائمة العضوية في مجلس الأمن، والتي كانت حتى الآن معفاة تقريبا من التدقيق القضائي الدولي". مضيفة أن "الكثيرين يعتبرون إسرائيل ديمقراطية فعالة بنظام قضائي قوي وحليفة قوية للغرب و "لم نشهد أي مذكرة اعتقال كهذه".
ولفتت الصحيفة إلى أن الأمر الوحيد الذي ستتركه المذكرة لاعتقال نتنياهو أنها لن تطيح به أو تضعفه. وهذا أمر حيوي، ذلك أن المراقبين يعتقدون أن الحرب في غزة ستظل مستمرة طالما بقي في السلطة.
وقالت داليا شيندلين، الخبيرة الإسرائيلية في الرأي العام الدولي قولها إن المذكرة "ستقوي نتنياهو"، مضيفة "أن الإسرائيليين مقتنعون تماما بأن النظام الدولي بشكل عام موجود في الأساس لاستهداف إسرائيل وعزلها بشكل غير عادل. وهذا النوع من المشاعر يتسرب في كل مجالات في المجتمع اليهودي".
مما يعني أن قلة منهم ترى في مذكرات الإعتقال دليلا على أن نتنياهو يعمل على إضعاف إسرائيل ويحولها لدولة منبوذة، بل ويتوقف نقاده ومعارضوه عن انتقاداتهم لهم ويرفضون محكمة أجنبيه واختصاصها في النظر بشؤونهم.
وعلى المدى القريب، وعندما تحل الإنتخابات الإسرائيلية المقررة في تشرين الأول/أكتوبر 2026، فلن يتغير أي شيء على مواقف الناخبين، إلا أن الوصمة سيظهر أثرها في السنوات والعقود المقبلة. فهناك قائمة طويلة من الدول التي لن يتمكن لا نتنياهو أوغالانت من زيارتها.
ومع أن روسيا والصين والولايات المتحدة هي دول لم توقع على ميثاق الجنائية الدولية، فإن أي زيارة لنتنياهو إلى واشنطن ستكون محرجة في الوقت الحالي. وربما لن تحدث فرقا لدى الإدارة المقبلة لدونالد ترامب.
وقالت فوكوشيتش: "تلعب المحكمة الجنائية الدولية لعبة طويلة الأمد. بمجرد إصدار مذكرات الاعتقال فهي تتبعك إلى حد كبير حتى تموت. مثلا، إذا ذهب نتنياهو مرة أخرى إلى الولايات المتحدة للتحدث إلى الكونغرس بعد إصدار مذكرات الاعتقال، فإن هذا على الأقل يحرج الولايات المتحدة بشكل كبير ويجعل نفاقها واضحا جدا".