العجري: ما يسمى “حل الدولتين” لن ينجح في فلسطين والحل هو رحيل الصهاينة
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
يمانيون../
أكّـد عضوُ الوفد الوطني المفاوض، عبدُ الملك العجري، أن الحل الوحيد في فلسطين هو رحيل الكيان الصهيوني وعودة المستوطِنين إلى البلدان التي جاؤوا منها، مُشيراً إلى أن مسألةَ “حل الدولتين” التي ينادي بها البعضُ لن تنجح؛ لأَنَّ الكيان الصهيوني لا يمكن أن يندمجَ في المنطقة بأي شكل من الأشكال.
وكتب العجري في تغريدة على منصة التواصل الاجتماعي “إكس” أن “الحل الأسلم (في فلسطين) أن تأخذ كُـلّ دولة يهودها، يهود الغرب للغرب ويهود العرب للعرب ويهود فلسطين ضمن دولة فلسطينية لكل مواطنيها المسلمين والمسيحيين واليهود”.
وأوضح أن “الكيانَ الصهيوني ومستوطنيه لا يربطهم بالمنطقة أي شيء حتى يتواجدوا فيها “فأشكالُهم غربية، وعادتهم غربية، وثقافتهم غربية، ونظامهم غربي، وسياساتهم غربية، وصداقاتهم غربية، وأصولهم غربية، ولا زالوا يحتفظون بجوازات غربية، ولا يوجد إطلاقاً ما يربطهم بالشرق”.
وأضاف: “إنه كيانٌ مصطنعٌ ونبتة شاذة وغريبة عن كُـلّ شيء في محيطها مثل أي عضو غريب لا يقبلُه جسمُ الإنسان، وإن قبله مؤقَّتًا فبالكَي وتحت الحقن المُستمرّ، ورغم كُـلّ عمليات الكَي والحقن المُستمرّ فشلت في دمج هذا الكيان المصطنع”.
وأكّـد أن “حتى حَـلّ الدولتين لن يكتب له النجاح” وفقًا لهذا الواقع، مُشيراً إلى أنه “إن كان لا بد من دولة قومية لليهود ففي أمريكا الشمالية مساحات أكبر وأغنى”.
وتردّد بعض الأطراف الإقليمية والدولية عنوانَ حَـلِّ الدولتين في بياناتها وتصريحاتها بشكل مُستمرٍّ بوصف ذلك حَلًّا للصراع في فلسطين، وهو ما يعتبر تجاهُلًا واضحًا لعدم شرعية وجود الكيان الصهيوني وجريمة احتلال أرض فلسطين.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فی فلسطین
إقرأ أيضاً:
“ميناء أم الرشراش” والمشروع التوسعي البحري الصهيوني
يمانيون../
لا تتوقف أطماع الصهيونية في الأراضي العربية برا وبحرا، ومنذ قيام هذا الكيان على الأراضي العربية الفلسطينية المحتلة، وعصابات الإجرام اليهودية تعمل على المزيد من التوسع الذي وصل إلى شواطئ البحر الأحمر، من خلال ضم منطقة أم الرشراش عام 1949، وتحويلها إلى ميناء بحري بات معروفا باسم ميناء إيلات.
وليس غريبا إن قلنا بأن الصهيونية تتكئ إلى مزاعم دينية في كل مشروعها الاستيطاني، وقد زعم اليهود ولا يزالون بأن البحر الأحمر من شماله إلى جنوبه، كان ضمن حدود “مملكة سليمان” عليه السلام قبل الميلاد. ولأن الموانئ والمضايق المحيطة بهذا الكيان اللقيط تشكل تحديا استراتيجيا على الصعيدين السياسي والاقتصادي، ولا يمكن تجاهل أهميتها في استمرار وديمومة هذا الكيان، فقد شنت “إسرائيل” مع فرنسا وبريطانيا العدوان الثلاثي على مصر بعيد إعلان عبد الناصر تأميم قناة السويس في العام 1956، واحتلت سيناء وسواحلها على البحر الأحمر شرقي مصر. وفي عام 1967 احتل اليهود قناة السويس وسيطروا على حركة الملاحة الدولية منها وإليها.
لكنهم اضطروا للتخلي عن هذا المكسب الكبير بعد حرب أكتوبر 1973، إذ كان عليهم الانسحاب من القناة وتوقيع اتفاق الهدنة 1974، ثم ما لبثوا أن ثبتوا قواعد جديدة في معاهدة السلام مع مصر 1979، التي اعتبرت قناة السويس ممرا دوليا يحق لإسرائيل وسفنها الحركة فيه كسائر دول العالم.
وقد ساعدت هذه التطورات على تنشيط ميناء أم الرشراش، الذي يعتمد عليه الكيان في تبادل السلع مع أفريقيا ودول جنوب شرق آسيا، كما كان هذا الميناء لوحده يستقبل نصف احتياجات “إسرائيل” من النفط، الذي كان يأتي من الموانئ الإيرانية في عهد الشاه قبل الثورة الإسلامية 1979، مرورا بباب والمندب والبحر الأحمر.
لقد ظهرت عدة متغيرات دولية دفعت بهذا الكيان إلى التفكير جنوبا، حيث باب المندب، خاصة بعد انسحاب بريطانيا من عدن 1967، ثم عندما قامت مصر مع دولتي اليمن الجنوبية والشمالية آنذاك بإغلاق مضيق باب المندب في وجه الملاحة الدولية المتجهة إلى “إسرائيل” بالتزامن مع حرب 1973.
اليوم وبعد نصف القرن على المواجهة العربية مع الكيان الصهيوني في البحر الأحمر، يعيش الكيان مأزقا حقيقيا بعد أن دخلت اليمن معركة طوفان الأقصى وقلبت الموازين بشكل كان خارج كل الحسابات.
أحكمت القوات المسلحة اليمنية حصارها البحري بعمليات عسكرية نوعية أدت إلى إغلاق ميناء “إيلات” في بضعة أشهر، وخروجه عن الخدمة كليا، مع إعلان إفلاسه، ما ترك تأثيرا مباشرا على الاقتصاد القومي للكيان الغاصب، وتكبيده خسائر باهظة.
على أن الأخطر بالنسبة لهذا الكيان أن طموحاته وسياساته التوسعية باتت في مهب الريح، فجبهة اليمن المساندة لغزة 2023-2024 يتعاظم دورها وفاعليتها، لدرجة أن قوات صنعاء الباسلة اشتبكت مع القوات الأمريكية البريطانية التي هرعت إلى البحر الأحمر دفاعا عن هذه العصابات الإجرامية التي لم تكف عن جرائم الإبادة بحق الشعب الفلسطيني.
وباعتراف الخبراء والمحللين في الغرب وفي داخل الكيان نفسه، فإن المعركة مع اليمن دخلت طورا تصاعديا، أشد تأثيرا وأكثر تعقيدا، فلم يتمكن تحالف ” حارس الازدهار ” من كبح جماح اليمن، وباتت البحرية الأمريكية بحاملات طائراتها تلوذ بالفرار في مشهديه مفاجئة وغير مسبوقة، ومتكررة أيضاً.
فوق ذلك يدرك هذا الكيان أن المعركة مع اليمن مفتوحة على كل الاحتمالات، وليس من سبيل لإيقافها أو التخفيف من حدتها، إلا بإيقاف العدوان على غزة ورفع الحصار عن أهلها وشعبها.
تحليل | عبدالله علي صبري