الرئيس التنفيذي لقمة الويب يستقيل بعد تصريحات انتقد فيها ضمنا إسرائيل
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
استقال بادي كوسغريف من منصب الرئيس التنفيذي لقمة الويب بعد إدلائه بتصريحات انتقد فيها ضمنا إسرائيل في أعقاب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وتسببت تصريحاته في انسحاب شخصيات بارزة من المؤتمر.
وأدت هذه التصريحات إلى رد فعل عنيف من عدد من أصحاب رؤوس الأموال ومؤسسي التكنولوجيا، إذ أكد عدد من المدعوين البارزين والشركات الكبرى مقاطعة المؤتمر.
فقد قررت شركتا "غوغل" و"ميتا" عدم المشاركة في قمة الويب، التي تعد من أبرز المنتديات العالمية للتكنولوجيا، المقرر تنظيمها في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل في لشبونة.
كما أعلن غاري تان، رئيس مجموعة "واي كومبينيتر" الحاضنة للشركات الناشئة، مقاطعة المؤتمر، فقال في تغريدة على منصة إكس (تويتر سابقا) "أرفض المشاركة في قمة الويب وألغي مشاركتي"، في حين قال سفير إسرائيل في البرتغال دور شابيرا إن "عشرات الشركات ألغت حتى الآن حضورها".
جرائم حربوكان كوسغريف كتب تغريدة على منصة إكس جاء فيها أن "جرائم الحرب هي جرائم حرب حتى عندما يرتكبها الحلفاء"، في إشارة إلى الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، وعبّر عما وصفه بـ"صدمته لخطاب وأعمال عديد من القادة والحكومات الغربية دعما لإسرائيل".
وإثر الحملة التي شُنت على كوسغريف (رجل الأعمال الأيرلندي الذي أسهم في تأسيس المؤتمر عام 2009 في دبلن)، نشر اعتذارا على مدونة قمة الويب، وعبر فيه عن أسفه على تسببه في "أذى عميق" بتوقيت بيانه ومحتواه. لكن ذلك لم يكن كافيا لوقف حملة المقاطعة من المتحدثين والجهات الراعية التي قررت الانسحاب من المؤتمر الذي حضره أكثر من 70 ألف شخص العام الماضي.
وقال كوسغريف لوكالة الصحافة الفرنسية "أقدم مرة أخرى اعتذاري الصادق عن أي معاناة قد أكون تسببت فيها"، مشيرا إلى أن قمة الويب ستعين مديرا عاما جديدا في أقرب وقت ممكن.
من جهته، قال متحدث باسم قمة الويب -التي تعقد منذ 2016 في لشبونة- إن نسخة هذا العام التي من المتوقع أن تجمع نحو 2300 شركة ناشئة وأكثر من 70 ألف مشارك ستعقد في موعدها في الفترة من 13 إلى 16 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
والعام الماضي، اضطرت القمة إلى سحب الدعوات من متحدثي موقع "غرايزون" بعد رد فعل عنيف إزاء روايات الموقع المناهضة للحكومة الأوكرانية. فقد نشر الموقع قصصا منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا، اتهم فيها كبار أعضاء الحكومة والجيش الأوكرانيين بالتعاطف مع النازيين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قمة الویب
إقرأ أيضاً:
الحرب العالمية التجارية التي أعلنها ترمب لا تخصنا في الوقت الراهن
اليوم أعلن ترمب الحرب الأقتصادية علي جميع دول العالم وفرض جمارك باهظة علي صادراتها للولايات المتحدة، وهي أكبر سوق في العالم. هذه الجمارك تهز الأقتصاد العالمي، وتربك سلاسل الإمداد وتضرب أسواق أمال العالمية. واهم من ذلك إنها تهدد بتدمير معمار النظام الإقتصادي العالمي الذى ساد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وكل هذا ستترتب عليه تحولات جيوسياسية جديدة وتسريع لديناميات أخري ولدت قبل إعلان ترمب الحرب الأقتصادية علي الجميع.
ولكن سياسات ترمب أيضا سيكون لها أثار سلبية باهظة علي الإقتصاد الأمريكي مثل إرتفاع معدلات التضخم، وازدياد العزلة الدولية لأمريكا وتراجع أهمية الدولار حول العالم.
فيما يختص بالسودان، قرارات ترمب لا تاثير لها لانه فرض جمارك علي صادرات السودان جمارك بنسبة ١٠% ولن تؤثر هذه النسبة لا في حجم الصادرات ولا علي أسعارها لان تلك الصادرات أصلا قليلة القيمة في حدود ١٣،٤ مليون دولار في العام السابق، أكثر من ٩٠% منها صمغ لا بديل له والباقي حرابيش حبوب زيتية . كما أن السلع المصدرة لا توجد بدائل لها بسعر أرخص إذ أنها أصلا رخيصة ولا تتمتع بمرونة في السعر ولا الطلب.
كما أن إهتزاز أسواق المال والبورصات وقنوات التمويل الدولي لا تاثير لهم علي السودان لانه أصلا خارج هذه الأسواق وخارج سوق المعونات.
ولكن هذه ليست نهاية القصة لان توجهات ترمب الأقتصادية والسياسية تدفن النظام العالمي القديم وتسرع من وتائر تحولات جديدة في غاية الأهمية. وبلا شك فان موت النظام القديم وميلاد نظام جديد وفوضى الإنتقال سيكون لها تاثير سياسي وإقتصادي علي السودان بسبب تبدل البيئة الدولية التي يعمل فيها السودان السياسي والاقتصادي. ولكن هذه التحولات المضرة لن يتأذى منها السودان مباشرة بل ربما يستفيد منها لو أحسن قادته.
علي سبيل المثال النظام الجديد سيكون متعدد الأقطاب وستنتهي فيه الهيمنة الغربية الأحادية وستزداد مجموعة البريكس أهمية وستزداد أهمية تكتلات أقتصادية أخري أخري في الجنوب العالمي مثل رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، وفي أمريكا اللاتينية السوق المشتركة الجنوبية (ميركوسور)، وفي المستقبل منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية . وجود كل هذه البدائل كشركاء أقتصاديين/تجاريين/سياسيين محتملين يتيح للسودان هامش للمناورة وإمكانية الحصول علي شروط أفضل في تعاطيه الأقتصادي والسياسي مع العالم الخارجي.
ولكن الإستفادة من هذه التحولات يحتاج لرجال ونساء يجيدون صنعة الدولة ولا يقعون في فخاخ ألحس كوعك علي سنة البشير ولا الانبطاح غير المشروط كما حدث في الفترة الإنتقالية التي أعقبت سقوط نظام البشير.
معتصم اقرع
إنضم لقناة النيلين على واتساب